بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة اسعد الله جمعكم وجمعتكم بالخير والبركة والعز والنصر والتمكين
فضل الشهادة والشهداء في الاسلام :-
الشهادة في اللغة: تعني الحضور والمعاينة فيقال شهد الحادثة : أي حضرها وعاينها، وشهد الصلاة أي أدركها حاضرا ، وتعني الإخبار عن يقين؛ والإقرار القاطع على النفس ، ويطلق لفظ الشهادة على فعل الشاهد فيقال : أدى الشاهد الشهادة ، وهي البينة والدليل الذي يستشهد به لإثبات أمر من الأمور ،والشهادة في القضاء : هي أقوال الشهود أمام جهة قضائية ، وعالم الشهادة : هو عالم الحس في مقابل عالم الغيب. وتعني الموت في سبيل الله عز وجل ، وهذا هو موضوع البحث:-
ان من اعظم الأعمال وأجلها في هذا الدين العظيم؛ هي الجهاد في سبيل الله، وفي سبيل رفع الظلم والاسترقاق والاستضعاف لابناء الإنسانية ، والدفاع عن المقدسات والحرمات، وأعظم غاية يسعى لتحقيقها المجاهد من الانخراط في مسار الجهاد هو الشهادة او النصر للقضية التي يجاهد من اجلها طلبا لمرضاة الله تعالى .
وتمثل الشهادة قمة العطاء و منتهى الجود، والجود بالنفس اقصى غاية وأعلى مرتبة في الجود ، فلذلك كان الجود من الرب الكريم عظيما لمقابلة الجود بالنفس؛ فاعتبر الله ذلك صفقة بيع بينه وبين عبده الذي ارتقى وسما حتى وصل مرتبة البيع والشراء مع الله تعالى :- {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(111)التوبة}.
إن الشهادة في سبيل الله تعالى هي إحدى اقصر الطرق للوصول إلى رضا الله والقرب منه، ومعنى الشهادة أن يقتل الإنسان في سبيل نصرة هذا الدين واعلاء رايته وكلمته في الارض؛ وكذلك القتال في سبيل تحقيق هدف سامٍ ونبيل في طاعة الله عز وجل كالفاع عن الحرمات والمقدسات وثغور الاسلام؛
قال الله تعالى:- { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(20) التوبة}. فيطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع أي لدفع العدو والصائل عن الاعتداء على الارض والعرض والمال والممتلكات والديار والثغور ...
ولقد ركز الاسلام في ايات القران الكريم على علو مكانة الشهادة والشهداء؛ لبث الروح والحركة في أتباعه من أجل القضاء على روح الظلم والطغيان والطاغوت والفرعنة في مجتمعات الامة خاصة ومجتمعات العالم عامة !!
فلذلك استحثنا القران الكريم للقيام بواجب الجهاد في سبيل تحقيق هذه المهمة الايمانية من مهمات هذه الامة الموكولة اليها فقال تعالى:- ﴿ وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ﴾ [ النساء: 75] .
ولاستمالة القلوب واستهواء النفوس لامر الشهادة بين لنا سبحانه وتعالى استمرارية حياة الشهداء بعد موتهم :-
(وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ). [سورة البقرة، آية: 154]
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). [سورة آل عمران، آية: 169]... فالشهيد حي بذكره في الدنيا بأكمل المكرمات فلا ينقطع ذكرالابطال عبر الاجيال؛وحي بروحه يتنعم عند ربه وبجواره في دار الخلود والنعيم المقيم ..
ولمزيد من الحث فقد بين تعالى ان الشهداء لا يحزنون:-
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ). [سورة آل عمران، آية: 169-171]
وجاء في ذكر منازل الشهداء عند الله -تعالى-
(وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ). [سورة آل عمران، آية: 157]
(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). [سورة النساء، آية: 74]
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [سورة التوبة، آية: 111] ...
وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى : "للشهيد عند الله ست خصال؛ يغفر له في أول دفعة؛ ويرى مقعده من الجنة؛ ويُجار من عذاب القبر؛ ويَأمن من الفزع الأكبر؛ ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها؛ ويُزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين؛ ويُشَفَعُ في سبعين من أقاربه" (رواه الترمذي) فهنيئا للشهداء واقارب الشهداء رواد دروب المجد والخلود ...
اللهم اعز الاسلام والمسلمين وانصر بفضلك عبادك المجاهدين في سبيل الحق والدين وتقبل شهداء امتنا والحقنا بهم وانت راض عنا وعنهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حديث الجمعة اسعد الله جمعكم وجمعتكم بالخير والبركة والعز والنصر والتمكين
فضل الشهادة والشهداء في الاسلام :-
الشهادة في اللغة: تعني الحضور والمعاينة فيقال شهد الحادثة : أي حضرها وعاينها، وشهد الصلاة أي أدركها حاضرا ، وتعني الإخبار عن يقين؛ والإقرار القاطع على النفس ، ويطلق لفظ الشهادة على فعل الشاهد فيقال : أدى الشاهد الشهادة ، وهي البينة والدليل الذي يستشهد به لإثبات أمر من الأمور ،والشهادة في القضاء : هي أقوال الشهود أمام جهة قضائية ، وعالم الشهادة : هو عالم الحس في مقابل عالم الغيب. وتعني الموت في سبيل الله عز وجل ، وهذا هو موضوع البحث:-
ان من اعظم الأعمال وأجلها في هذا الدين العظيم؛ هي الجهاد في سبيل الله، وفي سبيل رفع الظلم والاسترقاق والاستضعاف لابناء الإنسانية ، والدفاع عن المقدسات والحرمات، وأعظم غاية يسعى لتحقيقها المجاهد من الانخراط في مسار الجهاد هو الشهادة او النصر للقضية التي يجاهد من اجلها طلبا لمرضاة الله تعالى .
وتمثل الشهادة قمة العطاء و منتهى الجود، والجود بالنفس اقصى غاية وأعلى مرتبة في الجود ، فلذلك كان الجود من الرب الكريم عظيما لمقابلة الجود بالنفس؛ فاعتبر الله ذلك صفقة بيع بينه وبين عبده الذي ارتقى وسما حتى وصل مرتبة البيع والشراء مع الله تعالى :- {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(111)التوبة}.
إن الشهادة في سبيل الله تعالى هي إحدى اقصر الطرق للوصول إلى رضا الله والقرب منه، ومعنى الشهادة أن يقتل الإنسان في سبيل نصرة هذا الدين واعلاء رايته وكلمته في الارض؛ وكذلك القتال في سبيل تحقيق هدف سامٍ ونبيل في طاعة الله عز وجل كالفاع عن الحرمات والمقدسات وثغور الاسلام؛
قال الله تعالى:- { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(20) التوبة}. فيطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع أي لدفع العدو والصائل عن الاعتداء على الارض والعرض والمال والممتلكات والديار والثغور ...
ولقد ركز الاسلام في ايات القران الكريم على علو مكانة الشهادة والشهداء؛ لبث الروح والحركة في أتباعه من أجل القضاء على روح الظلم والطغيان والطاغوت والفرعنة في مجتمعات الامة خاصة ومجتمعات العالم عامة !!
فلذلك استحثنا القران الكريم للقيام بواجب الجهاد في سبيل تحقيق هذه المهمة الايمانية من مهمات هذه الامة الموكولة اليها فقال تعالى:- ﴿ وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ﴾ [ النساء: 75] .
ولاستمالة القلوب واستهواء النفوس لامر الشهادة بين لنا سبحانه وتعالى استمرارية حياة الشهداء بعد موتهم :-
(وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ). [سورة البقرة، آية: 154]
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). [سورة آل عمران، آية: 169]... فالشهيد حي بذكره في الدنيا بأكمل المكرمات فلا ينقطع ذكرالابطال عبر الاجيال؛وحي بروحه يتنعم عند ربه وبجواره في دار الخلود والنعيم المقيم ..
ولمزيد من الحث فقد بين تعالى ان الشهداء لا يحزنون:-
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ). [سورة آل عمران، آية: 169-171]
وجاء في ذكر منازل الشهداء عند الله -تعالى-
(وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ). [سورة آل عمران، آية: 157]
(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). [سورة النساء، آية: 74]
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [سورة التوبة، آية: 111] ...
وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى : "للشهيد عند الله ست خصال؛ يغفر له في أول دفعة؛ ويرى مقعده من الجنة؛ ويُجار من عذاب القبر؛ ويَأمن من الفزع الأكبر؛ ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها؛ ويُزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين؛ ويُشَفَعُ في سبعين من أقاربه" (رواه الترمذي) فهنيئا للشهداء واقارب الشهداء رواد دروب المجد والخلود ...
اللهم اعز الاسلام والمسلمين وانصر بفضلك عبادك المجاهدين في سبيل الحق والدين وتقبل شهداء امتنا والحقنا بهم وانت راض عنا وعنهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...