بسم الله الرحمن الرحيم
54 - من دروس القران التوعوية :
التحذير من الوهن والحزن المؤدي اليه:-
الشهداء خيرة الخلق بعد الانبياء والصديقين ؛ و استشهاد الشهداء الاصل فيه ان يشد الظهر ويرفع العزيمة ويعلي الهمة ولا يوهنها ولا يؤلم النفس الما يجعلها تخور قواها ؛ لان الشهداء اولا:- هم احياء عند ربهم يرزقون ؛ كما اخبرنا القران بذلك؛ و لا يجوز لنا ان نقول عنهم امواتا ؛ فقد نهانا القران عن ذلك ايضا ..{وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154) البقرة}.
ثانياً:- الشهيد ابن قضية يقاتل من اجلها ؛ فمجرد قتله تحيا قضيته وتستمر في الوجود متوارثة عبر الاجيال ...
ثالثا: - الشهيد بمجرد استشهاده يتحول الى قدوة تقتدى واسوة تحتذى لابناء الامة واحرارها ..
رابعاً :- دم الشهداء لا يُباع ولا يُشترى لاهل الدنيا!! لان الشاري هو الله تعالى:- { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)التوبة}..فإذا كان بيع احدنا على بيع اخيه محرم؛ فما بالك ببيع الله تعالى وشراءه !!لا يجوز المساومة على ما اشتراه الله تعالى ..
خامساً :- نقول لاخواننا الذين يحزنهم استشهاد بعض القادة في الامة ويعتبرون ذلك قصمة للظهر !! لا ثم لا ثم لا..
فقد ورد في القرآن الكريم ذم الوهن، و في المقابل مدح المؤمنين بنفي صفة الوهن عنهم، إذ قال تعالى :- {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)ال عمران} ..ويقول لكم :- {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٥) محمد}...ويقول سبحانه ايضا :-{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٦) آل عمران}... فلذلك يقول سبحانه:-{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٥) محمد} ...
قال أبو هلال العسكري في الفرق بين الوهن والضعف:
(إنَّ الضَّعف ضدُّ القوَّة، وهو مِن فعل الله تعالى، كما أنَّ القوَّة مِن فعل الله، تقول: خلقه الله ضعيفًا، أو خلقه قويًّا. وفي القرآن: ((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)) [النَّساء: 28]، والوَهَن: هو أن يفعل الإنسان فِعْل الضَّعيف، تقول: وَهَن في الأمر يَهِن وَهْنًا. وهو وَاهِن إذا أخذ فيه أخذ الضَّعيف، ومنه قوله تعالى: ((وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ)) [آل عمران: 139]، أي: لا تفعلوا أفعال الضُّعفاء وأنتم أقوياء على ما تطلبونه بتذليل الله إيَّاه لكم.
ويدلُّ على صحَّة ما قلنا أنَّه لا يُقَال: خلقه الله واهِنًا، كما يقال: خلقه الله ضعيفًا، وقد يُسْتَعمل الضَّعف مكان الوَهَن مجازًا في مثل قوله تعالى: ((وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ)) [آل عمران: 146]، أي: لم يفعلوا فعل الضَّعيف. ويجوز أن يقال: إنَّ الوَهَن هو انكسار الجسد بالخوف ونحوه، والضَّعف نقصان القوَّة، وأما الاستكانة فقيل: هي إظهار الضَّعف، قال الله تعالى: ((وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ)) أي: لم يضعفوا بنقصان القوَّة ولا استكانوا بإظهار الضَّعف عند المقاومة.).الفروق اللغوية لابي هلال العسكري ..
ويطلب سبحانه منكم الاستمرار في مقارعة الاعداء والاستمرار في تحمل ما يلحق بالامة من اذىً والم :- { وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) النساء}..
وان من العجب العجاب أن يتسلل الضعف والوهن إلى أمة وَعَدَها ربَُها بالنصر على الأعداء والتمكين لها في الأرض؛ إن هي عملت بكتاب ربها وسنة نبيها وجاهدت في سبيل الله، وفوق ذلك جعل كيد أعدائها واهنًا بفضله وكرمه: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) [الأنفال:18].
كما حذر النبي ﷺ من الركون للدنيا وما يجلب من الوهن والذل، فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)).اخرجه احمد وابو داود ..
اللهم نعيذ بك انفسنا وكافة ابناء امتنا من الوهن والعجز .... اللهم واجعلنا ممن قلت فيهم:-(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران:173، 174].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
54 - من دروس القران التوعوية :
التحذير من الوهن والحزن المؤدي اليه:-
الشهداء خيرة الخلق بعد الانبياء والصديقين ؛ و استشهاد الشهداء الاصل فيه ان يشد الظهر ويرفع العزيمة ويعلي الهمة ولا يوهنها ولا يؤلم النفس الما يجعلها تخور قواها ؛ لان الشهداء اولا:- هم احياء عند ربهم يرزقون ؛ كما اخبرنا القران بذلك؛ و لا يجوز لنا ان نقول عنهم امواتا ؛ فقد نهانا القران عن ذلك ايضا ..{وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154) البقرة}.
ثانياً:- الشهيد ابن قضية يقاتل من اجلها ؛ فمجرد قتله تحيا قضيته وتستمر في الوجود متوارثة عبر الاجيال ...
ثالثا: - الشهيد بمجرد استشهاده يتحول الى قدوة تقتدى واسوة تحتذى لابناء الامة واحرارها ..
رابعاً :- دم الشهداء لا يُباع ولا يُشترى لاهل الدنيا!! لان الشاري هو الله تعالى:- { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)التوبة}..فإذا كان بيع احدنا على بيع اخيه محرم؛ فما بالك ببيع الله تعالى وشراءه !!لا يجوز المساومة على ما اشتراه الله تعالى ..
خامساً :- نقول لاخواننا الذين يحزنهم استشهاد بعض القادة في الامة ويعتبرون ذلك قصمة للظهر !! لا ثم لا ثم لا..
فقد ورد في القرآن الكريم ذم الوهن، و في المقابل مدح المؤمنين بنفي صفة الوهن عنهم، إذ قال تعالى :- {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)ال عمران} ..ويقول لكم :- {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٥) محمد}...ويقول سبحانه ايضا :-{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٦) آل عمران}... فلذلك يقول سبحانه:-{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٥) محمد} ...
قال أبو هلال العسكري في الفرق بين الوهن والضعف:
(إنَّ الضَّعف ضدُّ القوَّة، وهو مِن فعل الله تعالى، كما أنَّ القوَّة مِن فعل الله، تقول: خلقه الله ضعيفًا، أو خلقه قويًّا. وفي القرآن: ((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)) [النَّساء: 28]، والوَهَن: هو أن يفعل الإنسان فِعْل الضَّعيف، تقول: وَهَن في الأمر يَهِن وَهْنًا. وهو وَاهِن إذا أخذ فيه أخذ الضَّعيف، ومنه قوله تعالى: ((وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ)) [آل عمران: 139]، أي: لا تفعلوا أفعال الضُّعفاء وأنتم أقوياء على ما تطلبونه بتذليل الله إيَّاه لكم.
ويدلُّ على صحَّة ما قلنا أنَّه لا يُقَال: خلقه الله واهِنًا، كما يقال: خلقه الله ضعيفًا، وقد يُسْتَعمل الضَّعف مكان الوَهَن مجازًا في مثل قوله تعالى: ((وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ)) [آل عمران: 146]، أي: لم يفعلوا فعل الضَّعيف. ويجوز أن يقال: إنَّ الوَهَن هو انكسار الجسد بالخوف ونحوه، والضَّعف نقصان القوَّة، وأما الاستكانة فقيل: هي إظهار الضَّعف، قال الله تعالى: ((وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ)) أي: لم يضعفوا بنقصان القوَّة ولا استكانوا بإظهار الضَّعف عند المقاومة.).الفروق اللغوية لابي هلال العسكري ..
ويطلب سبحانه منكم الاستمرار في مقارعة الاعداء والاستمرار في تحمل ما يلحق بالامة من اذىً والم :- { وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) النساء}..
وان من العجب العجاب أن يتسلل الضعف والوهن إلى أمة وَعَدَها ربَُها بالنصر على الأعداء والتمكين لها في الأرض؛ إن هي عملت بكتاب ربها وسنة نبيها وجاهدت في سبيل الله، وفوق ذلك جعل كيد أعدائها واهنًا بفضله وكرمه: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) [الأنفال:18].
كما حذر النبي ﷺ من الركون للدنيا وما يجلب من الوهن والذل، فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)).اخرجه احمد وابو داود ..
اللهم نعيذ بك انفسنا وكافة ابناء امتنا من الوهن والعجز .... اللهم واجعلنا ممن قلت فيهم:-(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران:173، 174].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..