بسم الله الرحمن الرحيم
21- من دروس القران التوعوية :-
مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية !!
كلمة الطاقة هي مصطلح شامل لكل اصناف القدرة على القيام بعمل او القدرة على احداث تأثير .. ومن مظاهر الطاقة المادية ان الطاقة توجد في كوننا وحياتنا بأشكال عديدة منها الميكانيكية والمغناطيسية والكيميائية و الكهربائية والنويية.. الخ. ولكن الطاقة التي نقصدها واستهدف القران تحصيلها في الافراد والمجتمعات انما هي الطاقة الفكرية العقلية ؛ والتي تتم ببناء العقل وفق عقيدته وبلسانه العربي المبين ...!! وفي الايات التالية سنجد ان الله تعالى اشار الى مزج الطاقة العربية التي يولدها اللسان العربي المادح بطبعه لفضائل الصفات وكمائل الخصال مع الطاقة الايمانية التي يولدها الايمان والاعتقاد بالوحي الالهي :-
(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) الشعراء).
ومزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية يعني جعل اللغة العربية بما تحتويه من اداب ومكارم اخلاق جاء النبي صلى الله عليه وسلم لتتميمها، وكذلك لما فيها من قدرة على التأثير والتوسع والانتشار؛ خاصة اذا ربط فهمها بالقران ثم التوسع في المعاني للقيم والمكارم التي تحملها اللغة في طيات تعبيراتها؛ وبهذا هي اللغة المعبّرة عن الإسلام واحكامه وفهمه فهما صحيحا؛ و بالتالي الامتزاج بما في عقيدته وافكاره ومفاهيمه من قدرة على التأثير في النفس والمجتمع والحياة؛ و ما عنده بقدرة من الاقناع وصناعة العقول مما يمكنه من التوسع والانتشار.. أما بالنسبة للغة العربية فإن جرس ألفاظها وتناغم جرس تركيب كلماتها يحدث في السامع تأثراً وانسياقاً، وإن ما فيها من التعريب والمجاز والاشتقاق يجعلها قادرة على التعبير عن أي معنى وعن أي شيء، وأن ما في أدبها من شعر وخطب ونثر من حيث التراكيب بغض النظر عن المعاني يفتح لها آفاقاً لدى الناس والمجتمعات: وهذا ما يساعد ويؤدي الى الانتشار. وأما بالنسبة للطاقة الايمانية في الإسلام فإن القرآن الذي هو عربي الالفاظ والمعاني واساليب الكلام ؛ بما فيه من مزايا اللغة العربية فإنه بمعانيه يمكنه أن يعالج اي مشكلة باستنباط حكمها منه في أي عصر من الازمان؛ وهذا يعطيه خاصية القدرة على التوسع عبر الزمان والمكان على الدوام، و يوسع لسانه المبين القدرات ويصنع الطاقات العقلية بتوسيع افاقها بماعونه الفكري اللغوي؛ حيث ان اللغة ماعون العقل والتفكير؛ وبامتزاج هاتين الطاقتين المولدتين للقدرات العقلية الابداعية الاجتهادية المستنيرة؛ فيصنع العقليات المستنيرة فتتمكن من معالجت مشاكل الإنسان من حيث هو إنسان في كل زمان ومكان باحكامه وعلى اساسه؛ وهذا مالا تستطيع فعله العقلية الاعجمية حتى تفك عجمتها بالتعريب !!!. وكونه يعالج امور ومشاكل الانسان كإنسان له غرائزه وحاجاته الاشباعية؛ وليس مشكلة بيئية معينة او وقت محدد انما كذلك يمكن له ان ينتشر ؛ ومن هنا جاء كونه هدىً للناس. حيث يعتبر الاسلام العظيم بطاقة لسانه العربي المبين التي تتولد لمن يعتني به؛ وبطاقته الايمانية ؛ طاقة دائمة التجدد بتفاعلها مع مستجدات الحياة والامور التي تحتاج لمعالجتها بالاحكام و التنظيم و الأداء؛ او بالفكر قبولا وردا وانتاجا ...ومن مخاطبته العقل وتفتيحه لآفاقه، ومن كونه يخاطب اساسيات وبواعث الفطرة؛ كان دينا فطرياً؛ أي وفق الفطرة التي هي الطبيعة التي خلق الله تعالى وجبل عليها الانفس؛ فلذلك تجده يؤثر تأثيراً كبيراً في الناس؛ وهذا هو التأثير الذي يتحول الى طاقة دعوية ايمانية جهادية تؤثر في الواقع فتحدث فيه التغيير؛ كون فكره اذا حُمل بهاتين الطاقتين اصبح هو المنقذ والمحقق للتغيير .
واول من عمل على فصل الطاقة العربية عن الطاقة الاسلامية هم الشعوبيون كما اشرنا في مقالنا السابق؛ وهدفهم من ذلك اضعاف فهم الاسلام عقيدة وشريعة في نفوس وعقول منتسبيه؛ ولا حظ معي اخي القاريء المدقق المحقق ؛ وان اللغات المحلية والقوميات ما انتشرت خاصة في بلاد العجم الا بعد ظهور الشعوبية التي قدها حقدة المجوس وحقدة النصارى وحقدة يهود وانطلقت حركتهم من اصفهان موطن ظهور الدجال!!وكذلك مثلا لا حصرا دعوات الكيسانية والنصيرية البابية والقرمطية والحشاشين الفاطميين قديما؛ والبهائية والقاديانية وغيرها من الدعوات الهدامة ما ظهرت ؛ وما كانت لتظهر لولا طغيان التوجه الشعوبي وعشعشته في عقول ابناء الامة من مختلف مستوياتها العقلية والفكرية ودرجاتها العلمية؛ تحت شعار حق ارادوا به باطلا؛وهو ان الله خلق الناس سواسية ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى !!! فهاجموا خصائل العرب وشككو ا في امجادهم وتاريخهم وحتى في افضلية لغتهم التي هي لسان الوحي و الذكر الحكيم ؛فلذلك يجب ان يكون اول هدف للدعاة والمصلحين اليوم هو تحرير العقل وتخليصه من رواسب الشعوبية المقيتة؛ واعادة بناء العقل _الاسلامي العربي_ القادر على حمل القران ورسالته التي جاءت بلسانه ؛ ان فصل الطاقة العربية عن الطاقة الاسلامية ادى الى ضعف العقل الاسلامي وبالتالي كان اول انهيار للمسلمين في الوجود العالمي !!!... فلذلك جاء الحديث الشريف وبهذا نفهمه؛ فد أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن سلمان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا سلمان؛ لا تبغضني فتفارق دينك. قلت: يا رسول الله كيف أبغضك وبك هدانا الله! قال: تبغض العرب فتبغضني )...
وختاما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
21- من دروس القران التوعوية :-
مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية !!
كلمة الطاقة هي مصطلح شامل لكل اصناف القدرة على القيام بعمل او القدرة على احداث تأثير .. ومن مظاهر الطاقة المادية ان الطاقة توجد في كوننا وحياتنا بأشكال عديدة منها الميكانيكية والمغناطيسية والكيميائية و الكهربائية والنويية.. الخ. ولكن الطاقة التي نقصدها واستهدف القران تحصيلها في الافراد والمجتمعات انما هي الطاقة الفكرية العقلية ؛ والتي تتم ببناء العقل وفق عقيدته وبلسانه العربي المبين ...!! وفي الايات التالية سنجد ان الله تعالى اشار الى مزج الطاقة العربية التي يولدها اللسان العربي المادح بطبعه لفضائل الصفات وكمائل الخصال مع الطاقة الايمانية التي يولدها الايمان والاعتقاد بالوحي الالهي :-
(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) الشعراء).
ومزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية يعني جعل اللغة العربية بما تحتويه من اداب ومكارم اخلاق جاء النبي صلى الله عليه وسلم لتتميمها، وكذلك لما فيها من قدرة على التأثير والتوسع والانتشار؛ خاصة اذا ربط فهمها بالقران ثم التوسع في المعاني للقيم والمكارم التي تحملها اللغة في طيات تعبيراتها؛ وبهذا هي اللغة المعبّرة عن الإسلام واحكامه وفهمه فهما صحيحا؛ و بالتالي الامتزاج بما في عقيدته وافكاره ومفاهيمه من قدرة على التأثير في النفس والمجتمع والحياة؛ و ما عنده بقدرة من الاقناع وصناعة العقول مما يمكنه من التوسع والانتشار.. أما بالنسبة للغة العربية فإن جرس ألفاظها وتناغم جرس تركيب كلماتها يحدث في السامع تأثراً وانسياقاً، وإن ما فيها من التعريب والمجاز والاشتقاق يجعلها قادرة على التعبير عن أي معنى وعن أي شيء، وأن ما في أدبها من شعر وخطب ونثر من حيث التراكيب بغض النظر عن المعاني يفتح لها آفاقاً لدى الناس والمجتمعات: وهذا ما يساعد ويؤدي الى الانتشار. وأما بالنسبة للطاقة الايمانية في الإسلام فإن القرآن الذي هو عربي الالفاظ والمعاني واساليب الكلام ؛ بما فيه من مزايا اللغة العربية فإنه بمعانيه يمكنه أن يعالج اي مشكلة باستنباط حكمها منه في أي عصر من الازمان؛ وهذا يعطيه خاصية القدرة على التوسع عبر الزمان والمكان على الدوام، و يوسع لسانه المبين القدرات ويصنع الطاقات العقلية بتوسيع افاقها بماعونه الفكري اللغوي؛ حيث ان اللغة ماعون العقل والتفكير؛ وبامتزاج هاتين الطاقتين المولدتين للقدرات العقلية الابداعية الاجتهادية المستنيرة؛ فيصنع العقليات المستنيرة فتتمكن من معالجت مشاكل الإنسان من حيث هو إنسان في كل زمان ومكان باحكامه وعلى اساسه؛ وهذا مالا تستطيع فعله العقلية الاعجمية حتى تفك عجمتها بالتعريب !!!. وكونه يعالج امور ومشاكل الانسان كإنسان له غرائزه وحاجاته الاشباعية؛ وليس مشكلة بيئية معينة او وقت محدد انما كذلك يمكن له ان ينتشر ؛ ومن هنا جاء كونه هدىً للناس. حيث يعتبر الاسلام العظيم بطاقة لسانه العربي المبين التي تتولد لمن يعتني به؛ وبطاقته الايمانية ؛ طاقة دائمة التجدد بتفاعلها مع مستجدات الحياة والامور التي تحتاج لمعالجتها بالاحكام و التنظيم و الأداء؛ او بالفكر قبولا وردا وانتاجا ...ومن مخاطبته العقل وتفتيحه لآفاقه، ومن كونه يخاطب اساسيات وبواعث الفطرة؛ كان دينا فطرياً؛ أي وفق الفطرة التي هي الطبيعة التي خلق الله تعالى وجبل عليها الانفس؛ فلذلك تجده يؤثر تأثيراً كبيراً في الناس؛ وهذا هو التأثير الذي يتحول الى طاقة دعوية ايمانية جهادية تؤثر في الواقع فتحدث فيه التغيير؛ كون فكره اذا حُمل بهاتين الطاقتين اصبح هو المنقذ والمحقق للتغيير .
واول من عمل على فصل الطاقة العربية عن الطاقة الاسلامية هم الشعوبيون كما اشرنا في مقالنا السابق؛ وهدفهم من ذلك اضعاف فهم الاسلام عقيدة وشريعة في نفوس وعقول منتسبيه؛ ولا حظ معي اخي القاريء المدقق المحقق ؛ وان اللغات المحلية والقوميات ما انتشرت خاصة في بلاد العجم الا بعد ظهور الشعوبية التي قدها حقدة المجوس وحقدة النصارى وحقدة يهود وانطلقت حركتهم من اصفهان موطن ظهور الدجال!!وكذلك مثلا لا حصرا دعوات الكيسانية والنصيرية البابية والقرمطية والحشاشين الفاطميين قديما؛ والبهائية والقاديانية وغيرها من الدعوات الهدامة ما ظهرت ؛ وما كانت لتظهر لولا طغيان التوجه الشعوبي وعشعشته في عقول ابناء الامة من مختلف مستوياتها العقلية والفكرية ودرجاتها العلمية؛ تحت شعار حق ارادوا به باطلا؛وهو ان الله خلق الناس سواسية ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى !!! فهاجموا خصائل العرب وشككو ا في امجادهم وتاريخهم وحتى في افضلية لغتهم التي هي لسان الوحي و الذكر الحكيم ؛فلذلك يجب ان يكون اول هدف للدعاة والمصلحين اليوم هو تحرير العقل وتخليصه من رواسب الشعوبية المقيتة؛ واعادة بناء العقل _الاسلامي العربي_ القادر على حمل القران ورسالته التي جاءت بلسانه ؛ ان فصل الطاقة العربية عن الطاقة الاسلامية ادى الى ضعف العقل الاسلامي وبالتالي كان اول انهيار للمسلمين في الوجود العالمي !!!... فلذلك جاء الحديث الشريف وبهذا نفهمه؛ فد أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن سلمان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا سلمان؛ لا تبغضني فتفارق دينك. قلت: يا رسول الله كيف أبغضك وبك هدانا الله! قال: تبغض العرب فتبغضني )...
وختاما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته