'طول الامد وقسوة القلوب يورثان الفسق
وقفة مع قوله تعالى
: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد: 16].
جاء في تفسير الفخر الرّازي رحمه الله، يقول:- حول هذه الآية: "الّذين قرأوا "ألم يأنِ"، فالمشهور ألم يأنِ من أنى الأمر يأني، إذا جاء إناه أو وقته.. وقد اختلفوا في قوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ}، فقال بعضهم: نزل في المنافقين الّذين أظهروا الإيمان وفي قلوبهم النّفاق المباين للخشوع، والقائلون بهذا القول، لعلَّهم ذهبوا إلى أنَّ المؤمن لا يكون مؤمناً في الحقيقة إلا مع خشوع القلب، فلا يجوز أن يقول تعالى ذلك إلا لمن ليس بمؤمن.
وقال آخرون: بل المراد من هو مؤمن على الحقيقة، لكنَّ المؤمن قد يكون له خشوع وخشية، وقد لا يكون كذلك.. ثمّ على هذا القول، تحتمل الآية وجوهاً؛ أحدها: لعلّ طائفة من المؤمنين ما كان فيهم مزيد خشوع ولا رقّة.
ولعلّ قوماً كان فيهم خشوع كثير، ثم زال منهم شدَّة ذلك الخشوع، فحثوا على المعاودة إليها، ويحتمل أن يكون المراد من الحقِّ القرآن، لأنه جامعٌ للوصفين: الذّكر والموعظة، وأنّه حقّ نازل من السماء، ويحتمل أن يكون المراد من الذّكر، هو ذكر الله مطلقاً، {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ}، يريد اليهود والنصارى، {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ}، إذ طالت المدّة بينهم وبين أنبيائهم، فقست قلوبهم.
وقال ابن عبّاس: مالوا إلى الدّنيا، وأعرضوا عن مواعظ الله تعالى، وهناك قول بأنّ أعمارهم طالت في الغفلة، فحصلت القسوة في قلوبهم.. وهناك قول لابن حبّان: الأمد ههنا الأمل البعيد، والمعنى على هذا: طال عليهم الأمد بطول الأمل، أي لمّا طالت آمالهم لا جرم قست قلوبهم.. {وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، أي خارجون عن دينهم، وكأنّه إشارة إلى أنّ عدم الخشوع في أوّل الأمر يفضي إلى الفسق في آخر الأمر".[تفسير"مفاتيح الغيب" للفخر الرّازي].
وقفة مع قوله تعالى
: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد: 16].
جاء في تفسير الفخر الرّازي رحمه الله، يقول:- حول هذه الآية: "الّذين قرأوا "ألم يأنِ"، فالمشهور ألم يأنِ من أنى الأمر يأني، إذا جاء إناه أو وقته.. وقد اختلفوا في قوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ}، فقال بعضهم: نزل في المنافقين الّذين أظهروا الإيمان وفي قلوبهم النّفاق المباين للخشوع، والقائلون بهذا القول، لعلَّهم ذهبوا إلى أنَّ المؤمن لا يكون مؤمناً في الحقيقة إلا مع خشوع القلب، فلا يجوز أن يقول تعالى ذلك إلا لمن ليس بمؤمن.
وقال آخرون: بل المراد من هو مؤمن على الحقيقة، لكنَّ المؤمن قد يكون له خشوع وخشية، وقد لا يكون كذلك.. ثمّ على هذا القول، تحتمل الآية وجوهاً؛ أحدها: لعلّ طائفة من المؤمنين ما كان فيهم مزيد خشوع ولا رقّة.
ولعلّ قوماً كان فيهم خشوع كثير، ثم زال منهم شدَّة ذلك الخشوع، فحثوا على المعاودة إليها، ويحتمل أن يكون المراد من الحقِّ القرآن، لأنه جامعٌ للوصفين: الذّكر والموعظة، وأنّه حقّ نازل من السماء، ويحتمل أن يكون المراد من الذّكر، هو ذكر الله مطلقاً، {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ}، يريد اليهود والنصارى، {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ}، إذ طالت المدّة بينهم وبين أنبيائهم، فقست قلوبهم.
وقال ابن عبّاس: مالوا إلى الدّنيا، وأعرضوا عن مواعظ الله تعالى، وهناك قول بأنّ أعمارهم طالت في الغفلة، فحصلت القسوة في قلوبهم.. وهناك قول لابن حبّان: الأمد ههنا الأمل البعيد، والمعنى على هذا: طال عليهم الأمد بطول الأمل، أي لمّا طالت آمالهم لا جرم قست قلوبهم.. {وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، أي خارجون عن دينهم، وكأنّه إشارة إلى أنّ عدم الخشوع في أوّل الأمر يفضي إلى الفسق في آخر الأمر".[تفسير"مفاتيح الغيب" للفخر الرّازي].