استعباد الناس
يقول الله تعالى في سورة ال عمران :- (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80)
فاذا لم يكن للأنبياء حقٌّ في استعباد النَّاس لهم، ولا أن يكونوا أربابا لهم من دون الله، فمن باب أولى أن لا يكون هذا الحقُّ لمن دونهم من النَّاس والخلق.
وان عبودية الانسان واستعباده لغير الله تعالى، لامر مناف للكرامة التي كرمه الله اياها وسالب لها منه، قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء70). والاستعباد قهر لارادة الانسان وسلب لها منه فتنمسخ انسانيته بفقده ارادته وتهدر كرامته لانه سيكون مجبرا على فعل وقول ما يرضي الغير، فينقلب الى تابع ذليل لا يعرف معنى العزة ولا طعمها التي اعطاها الله تعالى للمؤمنين
ولا تطلب الا منه سبحانه حيث إن العزة بمعنى كون الشئ قاهرا غير مقهور أو غالبا غير مغلوب تختص بحقيقة معناها بالله عز وجل، إذ غيره تعالى فقير في ذاته، ذليل في نفسه، لا يملك لنفسه شيئا إلا أن يرحمه الله ويؤتيه شيئا من العزة كما فعل ذلك بالمؤمنين به قال تعالى: " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " المنافقون: 8.
فلا يستعبد الناس الا فقط من خلقهم لعبوديته ،لأنَّ النَّاس خُلقوا عبيدا لله تعالى وليس عبيدا لغيره، وفي عبوديتهم له تكمن كرامتهم ، لانهم ان لم يعبدوه عبدوا غيره فذلوا وخابوا، وان عبدوه وحده عزوا وافلحوا . قال الله تعالىوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)الذاريات). وقال سبحانه: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)المؤمنون).
وقد جاء في تفسير الوسيط لطنطاوي:-
"ثم هدد - سبحانه - كل من يعبد غيره أشد تهديد فقال : ( وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إِلَهَا آخَرَ ) أى : ومن يدع مع الله - تعالى - آلها آخر فى عبادته أو مناجاته أو أقواله ، أو أفعاله . . .
( لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ) أى : لا دليل له على هذه العبادة ، وليس لهذه الجملة الكريمة مفهوم مخالفة ، بل هى صفة مطابقة للواقع ، لأن كل عابد لغير الله ، لا دليل له على هذه العبادة إطلاقاً ، إذ العبادة لا تكون إلا لله - تعالى - وحده .
فذكر هذه الجملة لإقرار الوقاع وتأكيده ، لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق .
وقوله ( فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون ) تهديد شديد لمن يدعو مع الله - تعالى - إلها آخر . أى : من يفعل ذلك فسيلقى الحساب الشديد ، والجزاء الرادع ، من عند ربه - عز وجل - ، لأن عدالته قد اقتضت أن الكافرين به لا ينالون الفلاح ، وإنما ينالون الخزى والخسران ."
وفي الختام لكم التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في سورة ال عمران :- (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80)
فاذا لم يكن للأنبياء حقٌّ في استعباد النَّاس لهم، ولا أن يكونوا أربابا لهم من دون الله، فمن باب أولى أن لا يكون هذا الحقُّ لمن دونهم من النَّاس والخلق.
وان عبودية الانسان واستعباده لغير الله تعالى، لامر مناف للكرامة التي كرمه الله اياها وسالب لها منه، قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء70). والاستعباد قهر لارادة الانسان وسلب لها منه فتنمسخ انسانيته بفقده ارادته وتهدر كرامته لانه سيكون مجبرا على فعل وقول ما يرضي الغير، فينقلب الى تابع ذليل لا يعرف معنى العزة ولا طعمها التي اعطاها الله تعالى للمؤمنين
ولا تطلب الا منه سبحانه حيث إن العزة بمعنى كون الشئ قاهرا غير مقهور أو غالبا غير مغلوب تختص بحقيقة معناها بالله عز وجل، إذ غيره تعالى فقير في ذاته، ذليل في نفسه، لا يملك لنفسه شيئا إلا أن يرحمه الله ويؤتيه شيئا من العزة كما فعل ذلك بالمؤمنين به قال تعالى: " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " المنافقون: 8.
فلا يستعبد الناس الا فقط من خلقهم لعبوديته ،لأنَّ النَّاس خُلقوا عبيدا لله تعالى وليس عبيدا لغيره، وفي عبوديتهم له تكمن كرامتهم ، لانهم ان لم يعبدوه عبدوا غيره فذلوا وخابوا، وان عبدوه وحده عزوا وافلحوا . قال الله تعالىوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)الذاريات). وقال سبحانه: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)المؤمنون).
وقد جاء في تفسير الوسيط لطنطاوي:-
"ثم هدد - سبحانه - كل من يعبد غيره أشد تهديد فقال : ( وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إِلَهَا آخَرَ ) أى : ومن يدع مع الله - تعالى - آلها آخر فى عبادته أو مناجاته أو أقواله ، أو أفعاله . . .
( لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ) أى : لا دليل له على هذه العبادة ، وليس لهذه الجملة الكريمة مفهوم مخالفة ، بل هى صفة مطابقة للواقع ، لأن كل عابد لغير الله ، لا دليل له على هذه العبادة إطلاقاً ، إذ العبادة لا تكون إلا لله - تعالى - وحده .
فذكر هذه الجملة لإقرار الوقاع وتأكيده ، لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق .
وقوله ( فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون ) تهديد شديد لمن يدعو مع الله - تعالى - إلها آخر . أى : من يفعل ذلك فسيلقى الحساب الشديد ، والجزاء الرادع ، من عند ربه - عز وجل - ، لأن عدالته قد اقتضت أن الكافرين به لا ينالون الفلاح ، وإنما ينالون الخزى والخسران ."
وفي الختام لكم التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته