سؤال:- هل يعقل الحيوان؟ وما هي طبيعة ادراكه؟
الجواب وبالله المستعان والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمة للعالمين وبعد:
الناظر لمفردات الوجود يجدها صنفين، اموات واحياء، جمادات وكائنات حية. وتمتاز الجمادات بالجمود وعدم النمو والحركة والتكاثر وعدم وجود اي مستوى من مستويات الادراك. في حين نجد ان الكائنات الحية تنموا وتتكاثر ولها القدرة على الحركة وعندها قدرة الادراك ولو بادنى درجاته.
فمثلا في النبات نجد عنده ما يعرف اليوم بالساعة البيولوجية التي تجعل النبتة تحس بالخطر او تحس بالارتواء فتحمل ثمرها او تعمل على سرعة انضاجه ان احست بخطر الموت وقلة الماء، فنلاحظ في الارياف ان النباتات البرية في المواسم قليلة المطر تسارع في الازهار ثم تسارع في الاثمار رغم صغر حجمها ،فتعطي الاولوية لصناعة بذورها وتهمل حجمها قبل ان ياتيها موسم الجفاف،ونلاحظ ان بعض الاشجار ان لم يتوفر لها الماء في الصيف تقوم بتجفيف واسقاط جزء من ثمارها لتحافظ على البقية الحاملة لبذورها لتحفظ جنسها ونوعها. وتستطيع الشجرة والنبتة مقاومة بعض الظروف والاحوال الجوية الطارئة على البيئة ، كما وتستطيع اكثر النباتات والاشجار التاقلم مع الجو البيئة والمناخ، وقد لاحظت في احد المرات ان شجرة المشمش وهي من اصناف اللوزيات التي تزهر في شهر شباط قد ازهرت وحملت ثمرا الا انه في شهر اذار جاءنا صقيع فضرب ثمار المشمش الحساسة للصقيع فخسرت الشجرة حملها،لاحظت في السنة التالية ان ازهارها تاخر وبالتالي تاخر الاثمار والحمل الى ، وبعد مدة جائنا صقيع فسقط الحمل، في السنة الثالثة تاخر الازهار الى منتصف اذار تقريبا وبالتالي تاخر عقد الثمر الى نيسان ، فنجى الحمل وسلمت الثمار وهكذا استمرت بعدها....
ونلاحظ ان الشجرة ممكن ان تتحرك حركة جذرية وجذعية يسيرة لبضعة عشرات السنتمترات، فلو قمت ببناء جدار ملاصق تماما لجذع شجرة ما ، فانك ستجد خلال سنة ان جذع الشجرة قد انزاح عن الجدار وترك بينه وبينه مسافة شبر على الاقل وقد يصل الانزياح لمسافة نصف متر تقريبا بعد سنتين او ثلاث.
واما في عالم الحيوان فاننا نجد ان الحيوان يمتلك دماغا يعطيه القدرة على انواع متفاوتة من التمييز والادراك الحسي الغريزي،او بما يعرف بالرجع الغريزي ، يجعله يتصرف غريزيا لما تتطلبه منه حاجاته العضوية وحاجاته الغرائزية، والتي تثار لديه بطاقة حيوية تدفعه لطلب الاشباع. وتعطيه قدرة التمييز لما ينفعه من طعام او يضره، فيتجنب غريزيا النباتات السامة ويميزها برائحتها فلا ياكلها، ويبتعد غريزيا عن الافاعي والعقارب لمجرد رؤيتها . ومع ان دماغ الحيوان عنده قدرة معينة على تخزين بعض الصور ، الا انه لا يستطيع التفكير، فهو مميز وليس مفكر، وغالبا ما تكون لحاسة الشم وتمييز الروائح الاثر الكبير في تصرف الحيوان وتمييزه، فاذكر انه كان عندنا شاة من المعز وكنا نسميها الجدة ، وكانت هذه العنزة تعرف ذريات ذريتها،
فكانت اذا ما ولدت واحدة من ذريات بناتها تهرع اليها مسرعة وتقوم بتنظيف ما ولدت وتحنو عليه وترضعه، واذا ما اقتربت منه شاة اخرى نطحتها وابعدتها عنه، والكلب يعرف اصحابه واهل البيت الذي تربى فيه فلا ينبحهم ولا يؤذيهم، وكلب المزرعة يتعرف على حدودها ويميز عمالها فلا ينبحهم ولا يؤذيهم وفي المقابل ينبح غيرهم او يؤذيه ان دخلها، وكذلك كلب الغنم يميز القطيع ويعرف الراعي ولا يسمح لغيره من الاقتراب من القطيع ولا يسمح لشاة من افراد القطيع ان تنعزل عنه كما انه لا يسمح لشاة غريبة ان تدخل القطيع، والجمل يعرف صاحبه ويميز من احسن اليه ممن اساء ويحمل الحقد على المسيء ولو لبعد حين، وبالتدريب والتمرين قد يتعلم الحيوان بعض الامور ويعتادها خاصة اذا ربطتها ابتداءً بغريزته او بحاجته العضوية.
ونلاحظ ان الحيوانات لها منطق تعبر به وتتواصل به،وهذا المنطق هو عبارة عن اصوات تصدرها من حلوقها وليست من السنتها،اضافة الى روائح تفرزها خلايا مختصة تعبر عن الحالة التي يكون فيها الحيوان، وهناك ايضا ما يجمع بين الاشارة والرائحة للتواصل كالحشرات.
ان نطق الحيوان ومنطقه لا يرقى الى ان يسمى لغة، وانه لامر فطري فلذلك تجد الكلب ينبح ولا يستطيع الثغاء ولو تربى وعاش مع الغنم، وتجد الشاة تثغي ولا تستطيع النباح مع انها غالبا ما تلازم العيش مع الكلاب، وكذلك تجد الحمار ينهق ولا يستطيع تقليد صوت غيره من الحيوانات...فهي منطق كما عبر عنه القران الكريم وليس لغة..
واللغة او اللسان انما هو خاص بجنس العقلاءوهو الفاظ تواضعوا عليها لنقل الصور القائمة في الاذهان بين المتخاطبين، وهي اي اللغة او اللسان من ضرورات وجود العقل ومن ضرورات ايجاد عملية التفكير، لان من متطلبات وجود العملية العقلية وجود المعلومات السابقة المخزنة في ذاكرة الدماغ ليربطها بالواقع ومن ثم يحكم بها ايضا عليه، فلذلك علم الله ادم الاسماء قبل ان يطلب منه ان يخبر ملأ الملائكة عنها، فلذلك اصاب العرب يوم قالوا اللغة ماعون التفكير، ومما سبق يتضح لنا ان الحيوان يدرك ادراكا غريزيا ويميز في حدود الرجع الغريزي، ولكنه ليس مفكرولاعاقل ابدا.
لانه باختصار لا يملك لغة ، وبالتالي لم يقل عاقل على وجه الارض ان الحيوان مكلف
لان مناط التكليف العقل. فلذلك نجد ان الله تعالى شبه الذين لا يفقهون رسالته ولا يتبعون سبيل هدايته بالحيوان بل اضل سبيلا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب وبالله المستعان والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمة للعالمين وبعد:
الناظر لمفردات الوجود يجدها صنفين، اموات واحياء، جمادات وكائنات حية. وتمتاز الجمادات بالجمود وعدم النمو والحركة والتكاثر وعدم وجود اي مستوى من مستويات الادراك. في حين نجد ان الكائنات الحية تنموا وتتكاثر ولها القدرة على الحركة وعندها قدرة الادراك ولو بادنى درجاته.
فمثلا في النبات نجد عنده ما يعرف اليوم بالساعة البيولوجية التي تجعل النبتة تحس بالخطر او تحس بالارتواء فتحمل ثمرها او تعمل على سرعة انضاجه ان احست بخطر الموت وقلة الماء، فنلاحظ في الارياف ان النباتات البرية في المواسم قليلة المطر تسارع في الازهار ثم تسارع في الاثمار رغم صغر حجمها ،فتعطي الاولوية لصناعة بذورها وتهمل حجمها قبل ان ياتيها موسم الجفاف،ونلاحظ ان بعض الاشجار ان لم يتوفر لها الماء في الصيف تقوم بتجفيف واسقاط جزء من ثمارها لتحافظ على البقية الحاملة لبذورها لتحفظ جنسها ونوعها. وتستطيع الشجرة والنبتة مقاومة بعض الظروف والاحوال الجوية الطارئة على البيئة ، كما وتستطيع اكثر النباتات والاشجار التاقلم مع الجو البيئة والمناخ، وقد لاحظت في احد المرات ان شجرة المشمش وهي من اصناف اللوزيات التي تزهر في شهر شباط قد ازهرت وحملت ثمرا الا انه في شهر اذار جاءنا صقيع فضرب ثمار المشمش الحساسة للصقيع فخسرت الشجرة حملها،لاحظت في السنة التالية ان ازهارها تاخر وبالتالي تاخر الاثمار والحمل الى ، وبعد مدة جائنا صقيع فسقط الحمل، في السنة الثالثة تاخر الازهار الى منتصف اذار تقريبا وبالتالي تاخر عقد الثمر الى نيسان ، فنجى الحمل وسلمت الثمار وهكذا استمرت بعدها....
ونلاحظ ان الشجرة ممكن ان تتحرك حركة جذرية وجذعية يسيرة لبضعة عشرات السنتمترات، فلو قمت ببناء جدار ملاصق تماما لجذع شجرة ما ، فانك ستجد خلال سنة ان جذع الشجرة قد انزاح عن الجدار وترك بينه وبينه مسافة شبر على الاقل وقد يصل الانزياح لمسافة نصف متر تقريبا بعد سنتين او ثلاث.
واما في عالم الحيوان فاننا نجد ان الحيوان يمتلك دماغا يعطيه القدرة على انواع متفاوتة من التمييز والادراك الحسي الغريزي،او بما يعرف بالرجع الغريزي ، يجعله يتصرف غريزيا لما تتطلبه منه حاجاته العضوية وحاجاته الغرائزية، والتي تثار لديه بطاقة حيوية تدفعه لطلب الاشباع. وتعطيه قدرة التمييز لما ينفعه من طعام او يضره، فيتجنب غريزيا النباتات السامة ويميزها برائحتها فلا ياكلها، ويبتعد غريزيا عن الافاعي والعقارب لمجرد رؤيتها . ومع ان دماغ الحيوان عنده قدرة معينة على تخزين بعض الصور ، الا انه لا يستطيع التفكير، فهو مميز وليس مفكر، وغالبا ما تكون لحاسة الشم وتمييز الروائح الاثر الكبير في تصرف الحيوان وتمييزه، فاذكر انه كان عندنا شاة من المعز وكنا نسميها الجدة ، وكانت هذه العنزة تعرف ذريات ذريتها،
فكانت اذا ما ولدت واحدة من ذريات بناتها تهرع اليها مسرعة وتقوم بتنظيف ما ولدت وتحنو عليه وترضعه، واذا ما اقتربت منه شاة اخرى نطحتها وابعدتها عنه، والكلب يعرف اصحابه واهل البيت الذي تربى فيه فلا ينبحهم ولا يؤذيهم، وكلب المزرعة يتعرف على حدودها ويميز عمالها فلا ينبحهم ولا يؤذيهم وفي المقابل ينبح غيرهم او يؤذيه ان دخلها، وكذلك كلب الغنم يميز القطيع ويعرف الراعي ولا يسمح لغيره من الاقتراب من القطيع ولا يسمح لشاة من افراد القطيع ان تنعزل عنه كما انه لا يسمح لشاة غريبة ان تدخل القطيع، والجمل يعرف صاحبه ويميز من احسن اليه ممن اساء ويحمل الحقد على المسيء ولو لبعد حين، وبالتدريب والتمرين قد يتعلم الحيوان بعض الامور ويعتادها خاصة اذا ربطتها ابتداءً بغريزته او بحاجته العضوية.
ونلاحظ ان الحيوانات لها منطق تعبر به وتتواصل به،وهذا المنطق هو عبارة عن اصوات تصدرها من حلوقها وليست من السنتها،اضافة الى روائح تفرزها خلايا مختصة تعبر عن الحالة التي يكون فيها الحيوان، وهناك ايضا ما يجمع بين الاشارة والرائحة للتواصل كالحشرات.
ان نطق الحيوان ومنطقه لا يرقى الى ان يسمى لغة، وانه لامر فطري فلذلك تجد الكلب ينبح ولا يستطيع الثغاء ولو تربى وعاش مع الغنم، وتجد الشاة تثغي ولا تستطيع النباح مع انها غالبا ما تلازم العيش مع الكلاب، وكذلك تجد الحمار ينهق ولا يستطيع تقليد صوت غيره من الحيوانات...فهي منطق كما عبر عنه القران الكريم وليس لغة..
واللغة او اللسان انما هو خاص بجنس العقلاءوهو الفاظ تواضعوا عليها لنقل الصور القائمة في الاذهان بين المتخاطبين، وهي اي اللغة او اللسان من ضرورات وجود العقل ومن ضرورات ايجاد عملية التفكير، لان من متطلبات وجود العملية العقلية وجود المعلومات السابقة المخزنة في ذاكرة الدماغ ليربطها بالواقع ومن ثم يحكم بها ايضا عليه، فلذلك علم الله ادم الاسماء قبل ان يطلب منه ان يخبر ملأ الملائكة عنها، فلذلك اصاب العرب يوم قالوا اللغة ماعون التفكير، ومما سبق يتضح لنا ان الحيوان يدرك ادراكا غريزيا ويميز في حدود الرجع الغريزي، ولكنه ليس مفكرولاعاقل ابدا.
لانه باختصار لا يملك لغة ، وبالتالي لم يقل عاقل على وجه الارض ان الحيوان مكلف
لان مناط التكليف العقل. فلذلك نجد ان الله تعالى شبه الذين لا يفقهون رسالته ولا يتبعون سبيل هدايته بالحيوان بل اضل سبيلا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.