عجبا للمؤمن كل امره خير
في هذه الاحوال الصعبة التي يمر بها العالم ونحن جزء يسير منه ،اخواني الاكارم حفظنا الله واياكم من الشرور والبلاء وسيء الاسقام، لا تكرهوا امرا عسى ان يكون خيرا لكم، فان الله تعالى من سننه في الوجود الابتلاء والامتحان، ليمحص الله العباد ويمحص صبرهم وشكرهم، ويبتلي ايمانهم ويهذب نفوسهم وسلوكهم، ليحيى من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، فلا تجزعوا مما ابتلاكم الله به من احوال واهوال ،
فاقبلوا على الله تعالى بالتوجه الصادق اليه فلا مغيث لنا الا هو سبحانه، وصدقوا ايمان قلوبكم بصدق فعالكم واعمالكم، فصبر جميل والله المستعان، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان.
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". رواهُ مُسْلِمٌ.
وما ادراكم ان الله قد فتح لكم ابواب خير لتقبلوا عليه تعالى منها رجوعكم اليه ايبين تائبين مستغفرين مكفرين عما سلف من خطايا وذنوب وتقصير ، سببه لنا نسياننا للموت والحساب، فالهانا التكاثر في حياة شوهتها القيم المادية وانستنا انفسنا وربنا جل وعلا. واننا اليه تعالى منقلبون.
ان الشدائد والازمات لا شك انها تهز الوجدان وتحرك الفكر وتحث العقل للتفكير في الاسباب وطرق النجاة،واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من سوء العاقبة والخاتمة...
وان الرجوع الى الله تعالى يتطلب تزكية النفس وتطهيرها من ادران التعلق بالماديات وغسلها من اوحال حب الملذات والشهوات ، ومن ابرزها حب المال الذي اضحى سمة اهل العصر والمتحكم في نفوس اهل العصر، الذي سادتهم وقادتهم قيم الحضارة الراسمالية العفنة، وبنت علاقات الناس وتصرفاتهم على اساس النفعية البغيضة، التي بدورها قطعت الصلاة بين بني البشر ، وقضت على وشائج القربى والرحم ، فشوهت النفسية الانسانية وحرمتها من نظر الله تعالى لها بعين الرحمة. يقول الله عز وجل معلنا لنا حقيقة قاعدة التعامل معه سبحانه وقبوله لنا :- (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) ال عمران) . ان هذا القول الفصل ليتسع ليشمل المال والطعام وبذل الجهد والمعروف ليصبح كل تصرف للمؤمن من اعمال البر وصنائع المعروف صدقة تقيه مصارع السوء. إن أولى ما يدخل في هذه الآية الإنفاق من المال، كما ورد في حديث أبي طلحة رضي الله عنه، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: " كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آل عمران/92 ، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آل عمران/92 ، وإن أحب أموالي إلي بيرحى، وإنها صدقة لله ، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها، يا رسول الله، حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح ، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ". متفق عليه واللفظ لمسلم.
والمتأمل في نصوص القرآن والسنة يجد أنهما يشتملان على عدد وفير من النصوص التي ترغب في إطعام الطعام وتحث عليه بأساليب متعددة فهو من صفات عباد الله الأبرار الموعودين بالنعيم المقيم من رب العالمين (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 6- 9].
وهو من صفات أصحاب اليمين (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) [البلد: 14- 18]. وما احوجنا اليوم وفي ظل هذه الظروف العالمية الاستثنائية التي يعم فيها البلاء وينتشر الوباء الى هذا النهج الموصل لرضى الرب سبحانه والمستجدي لرحمته حيث اضحى واضح للعيان ان هذه الغمة لا كاشف لها الا الله تعالى .
ولهذا جاء في السنة ما يدل على أن إطعام الطعام من أسباب الفوز بالجنة ودخولها والنجاة من النار وعذابها، في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
وفي حديث آخر أن أعرابياً قال: يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أعتق النسمة وفك الرقبة "، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسقِ الظمآن".
بل جاء في السنة ما يدل على أن مما يُتقى به النار إطعام الطعام وإن قل كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
إطعام الطعام يا عباد الله من خير الأعمال، ففي الحديث "أي الإسلام خير يا رسول الله؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
إطعام الطعام -يا عباد الله- من أحب الأعمال إلى الله كما في الحديث: "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دينا".
والمطعمون للطعام ابتغاء وجه الله هم خيار الناس كما في الحديث: "خياركم من أطعم الطعام"، وبإطعام الطعام يحصل العون من الله -عز وجل- على تنفيس الكروب وكشف الهموم والغموم وشفاء الأمراض.
وفي قصة نزول الوحي أول مرة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في غار حراء رجع إلى خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها- فزعًا فقالت له -رضي الله عنها-: "كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". وفي صورة من صور التنفير من منع الطعام يذكر الله -عز وجل- في كتابه صفات أهل الشمال المتوعدين بالعذاب فيقول الله -عز وجل-: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ) [الحاقة: 30- 37]. لنزكي انفسنا باحياء قيم الاسلام وغرسها فيها التي من ابرزها الكرم والسخاء واغاثة الملهوف ، ولنتفقد بعضنا بعضا ولتفقد مغرفتنا جيراننا حين نطبخ لنكون مجتمعا ايمانيا مشدود البناء متراص اللبنات ونسال الله القبول ورفع البلاء والوباء والافات والعاهات عن البلاد والعباد وسائر العالمين اللهم امين يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في هذه الاحوال الصعبة التي يمر بها العالم ونحن جزء يسير منه ،اخواني الاكارم حفظنا الله واياكم من الشرور والبلاء وسيء الاسقام، لا تكرهوا امرا عسى ان يكون خيرا لكم، فان الله تعالى من سننه في الوجود الابتلاء والامتحان، ليمحص الله العباد ويمحص صبرهم وشكرهم، ويبتلي ايمانهم ويهذب نفوسهم وسلوكهم، ليحيى من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، فلا تجزعوا مما ابتلاكم الله به من احوال واهوال ،
فاقبلوا على الله تعالى بالتوجه الصادق اليه فلا مغيث لنا الا هو سبحانه، وصدقوا ايمان قلوبكم بصدق فعالكم واعمالكم، فصبر جميل والله المستعان، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان.
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". رواهُ مُسْلِمٌ.
وما ادراكم ان الله قد فتح لكم ابواب خير لتقبلوا عليه تعالى منها رجوعكم اليه ايبين تائبين مستغفرين مكفرين عما سلف من خطايا وذنوب وتقصير ، سببه لنا نسياننا للموت والحساب، فالهانا التكاثر في حياة شوهتها القيم المادية وانستنا انفسنا وربنا جل وعلا. واننا اليه تعالى منقلبون.
ان الشدائد والازمات لا شك انها تهز الوجدان وتحرك الفكر وتحث العقل للتفكير في الاسباب وطرق النجاة،واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من سوء العاقبة والخاتمة...
وان الرجوع الى الله تعالى يتطلب تزكية النفس وتطهيرها من ادران التعلق بالماديات وغسلها من اوحال حب الملذات والشهوات ، ومن ابرزها حب المال الذي اضحى سمة اهل العصر والمتحكم في نفوس اهل العصر، الذي سادتهم وقادتهم قيم الحضارة الراسمالية العفنة، وبنت علاقات الناس وتصرفاتهم على اساس النفعية البغيضة، التي بدورها قطعت الصلاة بين بني البشر ، وقضت على وشائج القربى والرحم ، فشوهت النفسية الانسانية وحرمتها من نظر الله تعالى لها بعين الرحمة. يقول الله عز وجل معلنا لنا حقيقة قاعدة التعامل معه سبحانه وقبوله لنا :- (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) ال عمران) . ان هذا القول الفصل ليتسع ليشمل المال والطعام وبذل الجهد والمعروف ليصبح كل تصرف للمؤمن من اعمال البر وصنائع المعروف صدقة تقيه مصارع السوء. إن أولى ما يدخل في هذه الآية الإنفاق من المال، كما ورد في حديث أبي طلحة رضي الله عنه، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: " كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آل عمران/92 ، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آل عمران/92 ، وإن أحب أموالي إلي بيرحى، وإنها صدقة لله ، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها، يا رسول الله، حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح ، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ". متفق عليه واللفظ لمسلم.
والمتأمل في نصوص القرآن والسنة يجد أنهما يشتملان على عدد وفير من النصوص التي ترغب في إطعام الطعام وتحث عليه بأساليب متعددة فهو من صفات عباد الله الأبرار الموعودين بالنعيم المقيم من رب العالمين (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 6- 9].
وهو من صفات أصحاب اليمين (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) [البلد: 14- 18]. وما احوجنا اليوم وفي ظل هذه الظروف العالمية الاستثنائية التي يعم فيها البلاء وينتشر الوباء الى هذا النهج الموصل لرضى الرب سبحانه والمستجدي لرحمته حيث اضحى واضح للعيان ان هذه الغمة لا كاشف لها الا الله تعالى .
ولهذا جاء في السنة ما يدل على أن إطعام الطعام من أسباب الفوز بالجنة ودخولها والنجاة من النار وعذابها، في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
وفي حديث آخر أن أعرابياً قال: يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أعتق النسمة وفك الرقبة "، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسقِ الظمآن".
بل جاء في السنة ما يدل على أن مما يُتقى به النار إطعام الطعام وإن قل كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
إطعام الطعام يا عباد الله من خير الأعمال، ففي الحديث "أي الإسلام خير يا رسول الله؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
إطعام الطعام -يا عباد الله- من أحب الأعمال إلى الله كما في الحديث: "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دينا".
والمطعمون للطعام ابتغاء وجه الله هم خيار الناس كما في الحديث: "خياركم من أطعم الطعام"، وبإطعام الطعام يحصل العون من الله -عز وجل- على تنفيس الكروب وكشف الهموم والغموم وشفاء الأمراض.
وفي قصة نزول الوحي أول مرة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في غار حراء رجع إلى خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها- فزعًا فقالت له -رضي الله عنها-: "كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". وفي صورة من صور التنفير من منع الطعام يذكر الله -عز وجل- في كتابه صفات أهل الشمال المتوعدين بالعذاب فيقول الله -عز وجل-: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ) [الحاقة: 30- 37]. لنزكي انفسنا باحياء قيم الاسلام وغرسها فيها التي من ابرزها الكرم والسخاء واغاثة الملهوف ، ولنتفقد بعضنا بعضا ولتفقد مغرفتنا جيراننا حين نطبخ لنكون مجتمعا ايمانيا مشدود البناء متراص اللبنات ونسال الله القبول ورفع البلاء والوباء والافات والعاهات عن البلاد والعباد وسائر العالمين اللهم امين يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.