صور من الرخاء التعددي في المجتمع النبوي أهديها لأصحاب اليمين..ولنظرائهم..من أصحاب الشمال!!
زهير سالم
وهي صور للتدريب وليست للتثريب ، فليعلم هذا من يخال ومن يظن ، فليس من طبعي التثريب على الناس ..
وكثير من المعاني الإيجابية التي حولها الزمان إلى عناوين وشعارات كان موجودة بصيغها ومعانيها أفضل مما هي عند الكثير من أبناء هذا الزمان ..
ومن ذلك فيما أعتقد القبول بالمخالف شخصا وموقفا ورأيا ، وما أكثر المدعين وأقل الصادقين في كل زمان ..
ولو أردنا أن نتلمس هذا في ثنايا عصور أهل الإسلام لاتسعت علينا دائرة الكلام . وفي أصول الدين كما في فروعه، كان لأهل الإسلام فيهما مراح للخلاف والاختلاف . مراح قل فيه النبذ والتكفير ، وكثر فيه الحرص على الاستمساك بالميثاق . وربما يكون لنا مع هذا التعددية الدينية والمذهبية والفكرية والسلوكية ، في حمى الإسلام جولات قادمات إن يسر رب كريم ..
وإنما سأعود في هذه الوقفة إلى محطات من حياة الرسول الكريم، يوم كان يجد الخلاف في الفهم أو في السلوك بين أصحابه، فيعززه بتسديد هذا وذاك !! بينما كانت كلمة من طرف لسانه الشريف كافية لحسم كل خلاف.
كل الذي أريد أن أسقط من عقول أبناء الأمة ، ومن قلوبهم دعوى : ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى ) وفرية من قال : لا يقول الحق إلا أنا . وقال الإمام مالك لأبي جعفر المنصور ، عندما عرض عليه أن يحمل الناس على كتابه الموطأ : إن علم رسول الله قد انتشر مع أصحابه في الأقطار . والحق تقولون ويقولون ونقول ، ولكل علم ثقاته العدول ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على تربية أصحابه على فسحة من الرخاء والسعة والقبول ..
حتى عندما يبول الأعرابي في المسجد فيهمون به ليأخذوه .. يدفعهم رسول الله في الاتجاه الآخر : لاَ تُزْرِمُوهُ .. لا تقطعوا عليه بوله . فرأسمالها دلوان من ماء!!
ما كان يريد تعليمه صلى الله عليه وسلم هو أكبر من واقعة، ما كان يريد تعليمه هو منهج وطريقة وأسلوب في السعة وفي الاختيار..وفي القبول ، وفي ترك التشنج والنبذ والرفض ..
واختلف الصحابة الكرام رضي الله عنهم على مستوى فهم مراده من قوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فقوم فهموا القول على ظاهره فأخروا الصلاة ولم يصلوا حتى وصلوا بني قريظة ...وقوم فهموا أن المقصود المبادرة والإسراع وأخذ الأمر بجد وتشمير فصلوا عصرهم حيث هم ، وانطلقوا مسرعين حيث أمر نبيهم حتى صاروا إلى بني قريظة ؛ وانتتظر هؤلاء أو هؤلاء أن يشد أزرهم بكلمة فلم يفعل ، وإنما سدد الجميع وآوى إليه الجميع فالأمر أيسر ، وفي الخلاف في مثل هذا سعة .. وبعض الناس ما يزالون يمارون !!
لم يقل الرسول الكريم لفريق أصبتم ولأخر أخطأتم .. لأن صورة هذا الاختلاف ستعرض كثيرا ما دار الزمان ..فعلمهم أن عليهم أن يتعايشوا مع مثل هذا الاختلاف . وتعلموا رضي الله عنهم حقيقة أن تفهم وأفهم ولا تثرب عليّ ولا أثرب عليك ، ونبقى عباد الله إخوانا كما أحبنا وأرادنا الله ..
فهل في أفق واقعنا اليوم من يرتقي إلى أفق الرسول المعلم أو إلى أفق التلاميذ العظام ؟!
للجد وليس للهزل كنت مرة في حوار مع مواطن سوري ، وأصغيت إليه لمدة ساعة ، وهو يعرض قضية يؤمن بها فعندما انتهى ، قلت له : يا أخي أنا متفق معك في 90% مما تقول ، وإنما هناك جملة من الملاحظات فما أكملت الدقائق الثلاث من كلامي ، إلا واكتشف أنني خائن وعميل وشيفوني أيضا .. واقعة من كلام جد وليس بالهزل . والصديق من حزب في عنوانه وصف الديموقراطي !!!!
في محطة أخرى ورسول الله صلى عليه وسلم يدرب أصحابه على التعايش مع الاختلاف ..
في الروايات عن أنس وعن أبي سعيد الخدري في الصحاح كما في السنن قول الصحابة الكرام : كنا نسافر مع رسول الله صلى وسلم عليه ، أو كنا نغزو مع رسول الله ، ومنا الصائم ومنا المفطر ، فلا الصائم يعيب على المفطر ، ولا المفطر يعيب على الصائم ، وفي رواية فلا الصائم يجد ، أي يحمل ، على المفطر تثريبا وانتقادا ، ولا المفطر يحمل على الصائم تثريبا أو انتقادا .
فقد علمهم معلمهم قبول الاختلاف ، وترك الشخص واختياراته الشخصية ، وفق قدراته الذاتية . وكم ترتفع الأصوات بين الناس اليوم في خلافات على أمور لا تستحق ...
لم يربِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمور الفرعية على أن الحق واحد لا يتعدد. وأنه يمكن أن يكون قميصا يتقمصه فرد وينبذ على أساسه من خالفه من الآخرين ..!! وهذا ما يعيش على خلافه اليوم كثير من المسلمين : الرئيس يقول : أنا الدولة . والمفتي المعنعن يقول : أنا الدين . والطائفة والحزب والمجموعة كل واحد يقول : أنا الحق .. وكل واحد من هؤلاء يقول: وليس ورائي من الدولة .. ومن الدين .. ومن الحقيقة ، شروى نقير ونزعم أننا في عصر التعددية ، وزمان الرأي والرأي الآخر !!
ثمة تذييل مهم ومفيدة يشتق من هذا الدرس لا بد من التنبيه عليه : ففي بعض هذه الخرجات ، وفي المسلمين صائم ومفطر وكان الحر شديدا ، وبلغ المسلمون محطتهم الأخيرة في وقت الهاجرة ، وفي موقع لا ظل فيه حتى كانوا يتكفؤون الشمس بأيديهم .. وبادر المفطرون من الصحابة يومها إلى نصب الخيام وتجهيزها وسقي الركاب والقيام على أمرها ، ليكافئهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها بقوله : ذهب المفطرون اليوم بالأجر ..فأي فقه لطلاب الأجر في مثل هذا ؟! تصوم أو تصلي أو تبني الخيام وتسقي الركاب ..ومثلي لا يجيب !!
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قادرا أن يصدر أمرا بالإفطار فيفطر الناس . أو بالصوم فيصوم الناس ولكنها التربية على قبول الاختيارات ، ما دام الناس في إطار فروع من التطوعات ..
وفي تذييل آخر ، وقد خرج رسول الله لفتح مكة في رمضان ، فصام كثير من الناس بصيامه يوما ويوما ويوما ، حتى قيل له إن بعض الناس قد وقعوا في حرج شديد .. والوقت وقت عصر ، فركب راحلته ، وأطل على الناس ، فأخذ بشربة ماء فشرب أمامهم .. حتى رأوه أجمعون .. درس في القيادة بالقدوة وليس بالأوامر العرفية ..كما يفعلون بنا في عصر " حقوق الإنسان " يفتي المفتي ويقضي القاضي من خرج من بيته فاقتلوه ..
والمحطة الثالثة درس يوم الحديبية ..
يوم استغلق فهم وجه الحكمة من الاتفاقية ، على كثير من المسلمين ، بمن فيهم الفاروق عمر رضي الله عنه . ويظل عمر من صحابي لآخر : ألسنا المسلمين ..أليسوا المشركين .. فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟! وأبو بكر في صديقيته يقول له : الزم غرزه يا عمر ..!!
ورسول الله صلى عليه وسلم يقول لأصحابه ، الذين أمرهم بالحلق فلم يحلقوا...وأمرهم بذبح الهدي فلم يذبحوا ..
أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني. حتى دخل على أمنا أم سلمة فأشارت عليه بأن يسبق فكان الذي أحب ..
حين نتابع حياة المسلمين في ظل رسول الله نجدها حياة يسودها الرخاء الروحي والعقلي والنفسي ، وتغيب عنها هذه الشدة ، وهذا الحصر ، وهذا التجهم الذي ألقي على وجه الإسلام ، ووجه مجتمعاته باسم الدين . الإسلام الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا الذي ما زالوا يحاصرون المجتمعات المسلمة به منذ أكثر من نصف القرن في معادلة " السواك وعود الآراك "
حالة المسلم وتحدي المشي على الحبل المشدود ، كيفما مال قالوا : كفرت أو أشركت أو فسقت أو ابتدعت ..
أو حال أولئك الذين صدعوا رؤوسنا بحرية الاعتقاد والرأي والتعبير ، وأن من حقهم أن تكونوا ولائمهم على مثل أعشاب البحر ..حتى إذا تولوا ، صاروا أصحاب ولاية ، ولو على ورق أصدروا الُحُرم بحق كل من يحضر مأتما ، لفرح أو لعزاء ، دون ترخيص من " بَدهم الأعظم " وإلا فأنت الذي تعلم ..
لندن : في 10 شعبان / 1441
3/ 4/ 2020
____________
*مدير مركز الشرق العربي
زهير سالم
وهي صور للتدريب وليست للتثريب ، فليعلم هذا من يخال ومن يظن ، فليس من طبعي التثريب على الناس ..
وكثير من المعاني الإيجابية التي حولها الزمان إلى عناوين وشعارات كان موجودة بصيغها ومعانيها أفضل مما هي عند الكثير من أبناء هذا الزمان ..
ومن ذلك فيما أعتقد القبول بالمخالف شخصا وموقفا ورأيا ، وما أكثر المدعين وأقل الصادقين في كل زمان ..
ولو أردنا أن نتلمس هذا في ثنايا عصور أهل الإسلام لاتسعت علينا دائرة الكلام . وفي أصول الدين كما في فروعه، كان لأهل الإسلام فيهما مراح للخلاف والاختلاف . مراح قل فيه النبذ والتكفير ، وكثر فيه الحرص على الاستمساك بالميثاق . وربما يكون لنا مع هذا التعددية الدينية والمذهبية والفكرية والسلوكية ، في حمى الإسلام جولات قادمات إن يسر رب كريم ..
وإنما سأعود في هذه الوقفة إلى محطات من حياة الرسول الكريم، يوم كان يجد الخلاف في الفهم أو في السلوك بين أصحابه، فيعززه بتسديد هذا وذاك !! بينما كانت كلمة من طرف لسانه الشريف كافية لحسم كل خلاف.
كل الذي أريد أن أسقط من عقول أبناء الأمة ، ومن قلوبهم دعوى : ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى ) وفرية من قال : لا يقول الحق إلا أنا . وقال الإمام مالك لأبي جعفر المنصور ، عندما عرض عليه أن يحمل الناس على كتابه الموطأ : إن علم رسول الله قد انتشر مع أصحابه في الأقطار . والحق تقولون ويقولون ونقول ، ولكل علم ثقاته العدول ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على تربية أصحابه على فسحة من الرخاء والسعة والقبول ..
حتى عندما يبول الأعرابي في المسجد فيهمون به ليأخذوه .. يدفعهم رسول الله في الاتجاه الآخر : لاَ تُزْرِمُوهُ .. لا تقطعوا عليه بوله . فرأسمالها دلوان من ماء!!
ما كان يريد تعليمه صلى الله عليه وسلم هو أكبر من واقعة، ما كان يريد تعليمه هو منهج وطريقة وأسلوب في السعة وفي الاختيار..وفي القبول ، وفي ترك التشنج والنبذ والرفض ..
واختلف الصحابة الكرام رضي الله عنهم على مستوى فهم مراده من قوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فقوم فهموا القول على ظاهره فأخروا الصلاة ولم يصلوا حتى وصلوا بني قريظة ...وقوم فهموا أن المقصود المبادرة والإسراع وأخذ الأمر بجد وتشمير فصلوا عصرهم حيث هم ، وانطلقوا مسرعين حيث أمر نبيهم حتى صاروا إلى بني قريظة ؛ وانتتظر هؤلاء أو هؤلاء أن يشد أزرهم بكلمة فلم يفعل ، وإنما سدد الجميع وآوى إليه الجميع فالأمر أيسر ، وفي الخلاف في مثل هذا سعة .. وبعض الناس ما يزالون يمارون !!
لم يقل الرسول الكريم لفريق أصبتم ولأخر أخطأتم .. لأن صورة هذا الاختلاف ستعرض كثيرا ما دار الزمان ..فعلمهم أن عليهم أن يتعايشوا مع مثل هذا الاختلاف . وتعلموا رضي الله عنهم حقيقة أن تفهم وأفهم ولا تثرب عليّ ولا أثرب عليك ، ونبقى عباد الله إخوانا كما أحبنا وأرادنا الله ..
فهل في أفق واقعنا اليوم من يرتقي إلى أفق الرسول المعلم أو إلى أفق التلاميذ العظام ؟!
للجد وليس للهزل كنت مرة في حوار مع مواطن سوري ، وأصغيت إليه لمدة ساعة ، وهو يعرض قضية يؤمن بها فعندما انتهى ، قلت له : يا أخي أنا متفق معك في 90% مما تقول ، وإنما هناك جملة من الملاحظات فما أكملت الدقائق الثلاث من كلامي ، إلا واكتشف أنني خائن وعميل وشيفوني أيضا .. واقعة من كلام جد وليس بالهزل . والصديق من حزب في عنوانه وصف الديموقراطي !!!!
في محطة أخرى ورسول الله صلى عليه وسلم يدرب أصحابه على التعايش مع الاختلاف ..
في الروايات عن أنس وعن أبي سعيد الخدري في الصحاح كما في السنن قول الصحابة الكرام : كنا نسافر مع رسول الله صلى وسلم عليه ، أو كنا نغزو مع رسول الله ، ومنا الصائم ومنا المفطر ، فلا الصائم يعيب على المفطر ، ولا المفطر يعيب على الصائم ، وفي رواية فلا الصائم يجد ، أي يحمل ، على المفطر تثريبا وانتقادا ، ولا المفطر يحمل على الصائم تثريبا أو انتقادا .
فقد علمهم معلمهم قبول الاختلاف ، وترك الشخص واختياراته الشخصية ، وفق قدراته الذاتية . وكم ترتفع الأصوات بين الناس اليوم في خلافات على أمور لا تستحق ...
لم يربِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمور الفرعية على أن الحق واحد لا يتعدد. وأنه يمكن أن يكون قميصا يتقمصه فرد وينبذ على أساسه من خالفه من الآخرين ..!! وهذا ما يعيش على خلافه اليوم كثير من المسلمين : الرئيس يقول : أنا الدولة . والمفتي المعنعن يقول : أنا الدين . والطائفة والحزب والمجموعة كل واحد يقول : أنا الحق .. وكل واحد من هؤلاء يقول: وليس ورائي من الدولة .. ومن الدين .. ومن الحقيقة ، شروى نقير ونزعم أننا في عصر التعددية ، وزمان الرأي والرأي الآخر !!
ثمة تذييل مهم ومفيدة يشتق من هذا الدرس لا بد من التنبيه عليه : ففي بعض هذه الخرجات ، وفي المسلمين صائم ومفطر وكان الحر شديدا ، وبلغ المسلمون محطتهم الأخيرة في وقت الهاجرة ، وفي موقع لا ظل فيه حتى كانوا يتكفؤون الشمس بأيديهم .. وبادر المفطرون من الصحابة يومها إلى نصب الخيام وتجهيزها وسقي الركاب والقيام على أمرها ، ليكافئهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها بقوله : ذهب المفطرون اليوم بالأجر ..فأي فقه لطلاب الأجر في مثل هذا ؟! تصوم أو تصلي أو تبني الخيام وتسقي الركاب ..ومثلي لا يجيب !!
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قادرا أن يصدر أمرا بالإفطار فيفطر الناس . أو بالصوم فيصوم الناس ولكنها التربية على قبول الاختيارات ، ما دام الناس في إطار فروع من التطوعات ..
وفي تذييل آخر ، وقد خرج رسول الله لفتح مكة في رمضان ، فصام كثير من الناس بصيامه يوما ويوما ويوما ، حتى قيل له إن بعض الناس قد وقعوا في حرج شديد .. والوقت وقت عصر ، فركب راحلته ، وأطل على الناس ، فأخذ بشربة ماء فشرب أمامهم .. حتى رأوه أجمعون .. درس في القيادة بالقدوة وليس بالأوامر العرفية ..كما يفعلون بنا في عصر " حقوق الإنسان " يفتي المفتي ويقضي القاضي من خرج من بيته فاقتلوه ..
والمحطة الثالثة درس يوم الحديبية ..
يوم استغلق فهم وجه الحكمة من الاتفاقية ، على كثير من المسلمين ، بمن فيهم الفاروق عمر رضي الله عنه . ويظل عمر من صحابي لآخر : ألسنا المسلمين ..أليسوا المشركين .. فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟! وأبو بكر في صديقيته يقول له : الزم غرزه يا عمر ..!!
ورسول الله صلى عليه وسلم يقول لأصحابه ، الذين أمرهم بالحلق فلم يحلقوا...وأمرهم بذبح الهدي فلم يذبحوا ..
أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني. حتى دخل على أمنا أم سلمة فأشارت عليه بأن يسبق فكان الذي أحب ..
حين نتابع حياة المسلمين في ظل رسول الله نجدها حياة يسودها الرخاء الروحي والعقلي والنفسي ، وتغيب عنها هذه الشدة ، وهذا الحصر ، وهذا التجهم الذي ألقي على وجه الإسلام ، ووجه مجتمعاته باسم الدين . الإسلام الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا الذي ما زالوا يحاصرون المجتمعات المسلمة به منذ أكثر من نصف القرن في معادلة " السواك وعود الآراك "
حالة المسلم وتحدي المشي على الحبل المشدود ، كيفما مال قالوا : كفرت أو أشركت أو فسقت أو ابتدعت ..
أو حال أولئك الذين صدعوا رؤوسنا بحرية الاعتقاد والرأي والتعبير ، وأن من حقهم أن تكونوا ولائمهم على مثل أعشاب البحر ..حتى إذا تولوا ، صاروا أصحاب ولاية ، ولو على ورق أصدروا الُحُرم بحق كل من يحضر مأتما ، لفرح أو لعزاء ، دون ترخيص من " بَدهم الأعظم " وإلا فأنت الذي تعلم ..
لندن : في 10 شعبان / 1441
3/ 4/ 2020
____________
*مدير مركز الشرق العربي