لماذا يُسمى الحاكم راعياً ؟!
الرعاية هي اهم اعمال السياسة والحكم بل هي اساسه وقوامه ، والرعاية هي العناية بمصالح المرعي واصلاح شانه، فلذلك عرفوا السياسة بانها رعاية الشؤن وتدبير مصالح الرعية بما يجلب لهم النفع ويدفع عنهم الضرر.
فهي اشبه ما يكون برعاية الغنم التي عادة لاتعقل مصالح نفسها ولا تعلم دفع الضرر عنها، فيقودها الراعي لما يحقق لها تلك المصالح ويدفع عنها المضار والهلكة.
فلذلك ليس عبثا ان يكون انبياء الله تعالى قبل اختيارهم لمهمة النبوة قد رعوا الغنم،
فقد روى البخاري رحمه الله عن أَبي هُريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه واله وسلم قَالَ مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَال أَصْحابُه: وَأَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلى قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ)
ان قيادة الناس وتولي امرهم امر ليس ميسورا لاي كان ، بل هو مهمة شاقة وصعبة، لا يستطيعها الا من وهبه الله تعالى القدرة على ذلك وجعلها مؤهلا لها، ويبين لنا النبي الكريم صعوبة قيادة الناس للخير وابعادهم عن الشر فقد روى البخاري رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:-( إنَّما مَثَلِي ومَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نارًا، فَلَمَّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ جَعَلَ الفَراشُ وهذِه الدَّوابُّ الَّتي تَقَعُ في النَّارِ يَقَعْنَ فيها، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ ويَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فيها، فأنا آخُذُ بحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وهُمْ يَقْتَحِمُونَ فيها).
وعن ندرة رجال القيادة في الامم وومن يصلحون لرعايتها يقول لنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله ن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ).
ان المسالة اذا ليست بالسهولة التي يتوقعها طالبي المناصب والسعاة لنيل الشهرة والراحة، انما هي مسؤولية عظيمة يسهر الراعي لتهنأ الرعية ويتعب هو لترتاح رعيته، فلذلك دعا النبي الكريم لمن يتولى امر المسلمين فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم
ومع كل ما ذكر فان الاسلام جعل المسؤولية عن امن واستقرار الحياة واحاطتها بالنصح مسؤولية كل فرد من افراد المجتمع والرعية لتعم المسؤولية عن الخير واجتناب الشر كل افراد المجتمع ذكورا واناثا وكبارا وصغارا وكل من موقعه، فعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم يقول: (كُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ: الإمامُ راعٍ ومَسْؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ وَمسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرأَةُ راعيةٌ في بيتِ زَوجها وَمسؤولةٌ عَنْ رعِيَّتِها، والخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وكُلُّكُم رَاعٍ ومسؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن أَبي يَعْلَى مَعْقِل بن يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم يقول: (مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّهُ رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجَنَّةَ) متفقٌ عليه.
وفي المقابل نجد ان الامام او الراعي او الحاكم او الامير العادل الناصح لرعيته في ظل عرش الله يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌفي المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي الختام نختم بقوله تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرعاية هي اهم اعمال السياسة والحكم بل هي اساسه وقوامه ، والرعاية هي العناية بمصالح المرعي واصلاح شانه، فلذلك عرفوا السياسة بانها رعاية الشؤن وتدبير مصالح الرعية بما يجلب لهم النفع ويدفع عنهم الضرر.
فهي اشبه ما يكون برعاية الغنم التي عادة لاتعقل مصالح نفسها ولا تعلم دفع الضرر عنها، فيقودها الراعي لما يحقق لها تلك المصالح ويدفع عنها المضار والهلكة.
فلذلك ليس عبثا ان يكون انبياء الله تعالى قبل اختيارهم لمهمة النبوة قد رعوا الغنم،
فقد روى البخاري رحمه الله عن أَبي هُريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه واله وسلم قَالَ مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَال أَصْحابُه: وَأَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلى قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ)
ان قيادة الناس وتولي امرهم امر ليس ميسورا لاي كان ، بل هو مهمة شاقة وصعبة، لا يستطيعها الا من وهبه الله تعالى القدرة على ذلك وجعلها مؤهلا لها، ويبين لنا النبي الكريم صعوبة قيادة الناس للخير وابعادهم عن الشر فقد روى البخاري رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:-( إنَّما مَثَلِي ومَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نارًا، فَلَمَّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ جَعَلَ الفَراشُ وهذِه الدَّوابُّ الَّتي تَقَعُ في النَّارِ يَقَعْنَ فيها، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ ويَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فيها، فأنا آخُذُ بحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وهُمْ يَقْتَحِمُونَ فيها).
وعن ندرة رجال القيادة في الامم وومن يصلحون لرعايتها يقول لنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله ن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ).
ان المسالة اذا ليست بالسهولة التي يتوقعها طالبي المناصب والسعاة لنيل الشهرة والراحة، انما هي مسؤولية عظيمة يسهر الراعي لتهنأ الرعية ويتعب هو لترتاح رعيته، فلذلك دعا النبي الكريم لمن يتولى امر المسلمين فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم
ومع كل ما ذكر فان الاسلام جعل المسؤولية عن امن واستقرار الحياة واحاطتها بالنصح مسؤولية كل فرد من افراد المجتمع والرعية لتعم المسؤولية عن الخير واجتناب الشر كل افراد المجتمع ذكورا واناثا وكبارا وصغارا وكل من موقعه، فعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم يقول: (كُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ: الإمامُ راعٍ ومَسْؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ وَمسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرأَةُ راعيةٌ في بيتِ زَوجها وَمسؤولةٌ عَنْ رعِيَّتِها، والخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وكُلُّكُم رَاعٍ ومسؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن أَبي يَعْلَى مَعْقِل بن يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم يقول: (مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّهُ رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجَنَّةَ) متفقٌ عليه.
وفي المقابل نجد ان الامام او الراعي او الحاكم او الامير العادل الناصح لرعيته في ظل عرش الله يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌفي المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي الختام نختم بقوله تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.