الإثنين 27 شعبان 1441 هـ - الموافق لـ 20 أفريل 2020
من احتفل بيوم الوفاة فقد احتفل بالهزيمة – معمر حبار
وضع زميلنا الأديب حسين صدام البارحة تحت تصرفي مقطعا للأستاذ مولود عويمر. جاء فيه وبالحرف: "في كل مرة أسمع بعض الناس أو أقرأ منشورات تتساءل لماذا تحتفل الدول ببعض أبطالها بمناسبة يوم وفاتهم وليس بيوم ميلادهم؟ أقول إن تاريخ الوفاة أدق من تاريخ الميلاد الذي هو تقريبي في غالب الأحيان خاصة قبل فرض القانون المدني في المدن والحواضر والزام العائلة بتسجيل المولود في الحالة المدنية في حدود 48 ساعة أو التعرض للعقوبة.
فلو أردنا اليوم ترسيم يوم للتاريخ في الجزائر واختارنا -على سبيل المثال كرمز ومعلم- الدكتور أبو القاسم سعد الله، فهل نختار تاريخ ميلاده الذي يجهله هو نفسه وقد قدره بالتقريب بشهر جويلية 1930، أو نختار تاريخ وفاته الدقيق وهو 14 ديسمبر 2013 ؟ وهذا ينطبق أيضا على عدد من الأدباء والشعراء والفلاسفة والعلماء الجزائريين الذين نعرف فقط عام ولادتهم، بينما نعرف المعلومات المفصلة عن سجل وفاتهم. لذلك تفضل العديد من الدول الاحتفال بالسنة عوضا من الاحتفال باليوم مثل سنة ابن خلدون، سنة ابن رشد، سنة شكسبير، سنة روسو... احياء لمرور فترة كاملة (نصف قرن/ قرن/ قرنين...) على ميلاد العلم أو وفاته في ذلك العام.
وخلاصة القول بالمختصر المفيد: تاريخ الميلاد الصحيح والدقيق لا تعرفه إلا الأمهات!". وعليه، كانت الإجابة التّالية:
1. قرأت أن البعض يحتفل بموت سيّدتنا أمنا عائشة رحمة الله عليها ورضوان الله عليها إمعانا في احتقارها واستصغارها وإهانتها. كيف يراد لنا الآن أن نحتفل بموت الشخصية الفلانية أوالفلانية.
2. الدول الأعداء تحتفل عمدا بيوم وفاة من تراهم أعداء لتظهر لأبنائها أنّ هؤلاء أعداؤنا فاتّخذوهم عدوا. كيف يحتفل إذن في بلادنا بيوم وفاة الشخصية الفلانية أو الفلانية.
3. إذن، هذا تبرير في غير محلّه.
4. لنفترض أنّ : " الميلاد الصحيح والدقيق لا تعرفه إلا الأمهات!". فهذا لايمنع من الاحتفال بالإنجازات التي تعرفها الأمة لهذه الشخصية أو تلك. فلتكن إنجازات الشخصيات أياما تحتفل بها الأمة وتفتخر بها وبأصحابها. وهذا أفضل بكثير من الاحتفال بيوم وفاة الشخصية المعنية.
5. كتبت منذ سنوات: تحتفل الجزائر بوفاة الأستاذ مالك بن نبي وهو تاريخ 31 أكتوبر 1973 أي ليلة 1 نوفمبر فينسى في ظلّ الاحتفال بالثورة الجزائرية. وهذا من أشدّ الظلم الذي يتعرّض له مالك بن نبي في الجزائر ومن محبيه أوّلا بسبب الاحتفال بوفاته.
6. كنت قد اقترحت في سنوات ماضية أن نحتفل بأول كتاب بختم القرآن الكريم أو ختم الموطأ أو أيّ عمل علمي أو عسكري أو طبي أو هندسي. مايعني أنّ المناسبات عديدة كثيرة وهذا أفضل بكثير من الاحتفال بالوفاة.
7. هناك بعض الأعمال تستحق التأريخ والاحتفال كـ: يوم تفسير القرآن الكريم، يوم بيعة الأمير عبد القادر، يوم إبرام المعاهدة، يوم رجوع الشخصية لأرض الوطن، يوم ختم الموطأ، يوم إجراء عملية جراحية الوحيدة في العالم، وغير ذلك من الأعمال الخالدة النادرة.
8. بالنسبة للأستاذ سعد الله رحمة الله عليه الذي لايعرف تاريخ ميلاده. لنحتفل بالتاريخ الثقافي من 10 مجلدات. لنحتفل بتاريخ الحركة الوطنية، وهكذا.
9. عدم معرفة ميلاد الشخصية ليست حجة وإنما تبريرا للاحتفال بوفاته.
10. بالمناسبة، مسألة الميلاد ربما -أقول ربما- كانت مشكلة مع السّابقين لكنها لم تعد الآن باعتبار الجميع يعرف تاريخ ميلاده وقل إذا شئت 99% يعرفون تاريخ ميلادهم إن لم يكن 100%. إذن سقط تبرير القائلين بالاحتفال بيوم وفاة الشخصيات ولم يعد له معنى.
11. لانبرّر لأخطاء ارتكبت ولم نكن شهودا يومها. ولا نبرّر لأخطاء لم تعد مقوماته حاضرة باقية. ولنلغي هذا التبرير الخاص بالاحتفال بيوم وفاة الشخصيات مادام الناس يعرفون الآن تاريخ ميلادهم وميلاد الشخصية المعنية بالاحتفال.
12. مازلنا ننكر غير نادمين ولا آسفين على الذين يحتفلون بوفاة سيّدنا الحسين رحمة الله عليه ورضوان الله عليه. كيف إذن نقلّدهم في الاحتفال بوفاة الشخصيات. ونكرّر كعادتنا: لانتدخل في شؤون المجتمعات.
13. في فقهنا نعقّ على المولود احتفالا به وسرورا بمجيئه ولا نعقّ على الميت لأنّنا لانحتفل بالوفاة.
14. نحتفل بميلاد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا نحتفل بالتحاقه بالرفيق الأعلى لأنّ ذلك من سوء الأدب وقلّة الأدب. وقد كتبت منذ سنتين مقال أستنكر فيها على إمام راح يحتفل بالتحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونحن يومها نحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فكان الإمام في غاية السوء وقلّة الأدب.
15. تحتفل الأمم بأيام الانتصارات وتجعلها عيدا يحتفل بها دوما ولا تحتفل أبدا بأيام الهزائم.
16. تحتفل الأمم بانتصارات قادتها العسكريين ولا تحتفل بهزائمهم وتطويها ولا تذكرها إلاّ نادرا.
17. يحتفل المسلمون بغزوة أحد وفتح مكة لأنّها تعبّر عن الانتصارات ولا تحتفل بغزوة أحد لأنّها ليست في منزلة انتصار غزوة بدر.
18. يحتفل المسلمون بانتصارات سيّدنا خالد بن الوليد رحمة الله عليه ورضوان الله عليه ولا يحتفلون بالأضرار التي ألحقها بجيش المسلمين
19. للعرب أيام تعرف بأيام العرب وكلّها تتعلّق بالبطولات والانتصارات. ويكفي أنّ أنّنا نحتفل بيوم الفيل لأنّه يوم نصر لنا وهزيمة لأبرهة.
20. الذين لايحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحاربون المحتفلين بقولهم: لم يعرف يوم ولادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. كيف تحتفلون بمولده؟ ولذلك كانت الإجابة: نحتفل بالشهر الذي ولد فيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وبالأسبوع الذي ولد فيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسنة كلّها مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
21. أعجبني أستاذ من سورية الحبيبة حين قال: المهم هو التكريم وليس يوم الميلاد. فلا يشترط في الاحتفال بالشخصية وتكريمها اليوم المحدّد الذي ولدت فيه الشخصية إنّما تكريم الشخصية والاحتفال بمناقبها.
من احتفل بيوم الوفاة فقد احتفل بالهزيمة – معمر حبار
وضع زميلنا الأديب حسين صدام البارحة تحت تصرفي مقطعا للأستاذ مولود عويمر. جاء فيه وبالحرف: "في كل مرة أسمع بعض الناس أو أقرأ منشورات تتساءل لماذا تحتفل الدول ببعض أبطالها بمناسبة يوم وفاتهم وليس بيوم ميلادهم؟ أقول إن تاريخ الوفاة أدق من تاريخ الميلاد الذي هو تقريبي في غالب الأحيان خاصة قبل فرض القانون المدني في المدن والحواضر والزام العائلة بتسجيل المولود في الحالة المدنية في حدود 48 ساعة أو التعرض للعقوبة.
فلو أردنا اليوم ترسيم يوم للتاريخ في الجزائر واختارنا -على سبيل المثال كرمز ومعلم- الدكتور أبو القاسم سعد الله، فهل نختار تاريخ ميلاده الذي يجهله هو نفسه وقد قدره بالتقريب بشهر جويلية 1930، أو نختار تاريخ وفاته الدقيق وهو 14 ديسمبر 2013 ؟ وهذا ينطبق أيضا على عدد من الأدباء والشعراء والفلاسفة والعلماء الجزائريين الذين نعرف فقط عام ولادتهم، بينما نعرف المعلومات المفصلة عن سجل وفاتهم. لذلك تفضل العديد من الدول الاحتفال بالسنة عوضا من الاحتفال باليوم مثل سنة ابن خلدون، سنة ابن رشد، سنة شكسبير، سنة روسو... احياء لمرور فترة كاملة (نصف قرن/ قرن/ قرنين...) على ميلاد العلم أو وفاته في ذلك العام.
وخلاصة القول بالمختصر المفيد: تاريخ الميلاد الصحيح والدقيق لا تعرفه إلا الأمهات!". وعليه، كانت الإجابة التّالية:
1. قرأت أن البعض يحتفل بموت سيّدتنا أمنا عائشة رحمة الله عليها ورضوان الله عليها إمعانا في احتقارها واستصغارها وإهانتها. كيف يراد لنا الآن أن نحتفل بموت الشخصية الفلانية أوالفلانية.
2. الدول الأعداء تحتفل عمدا بيوم وفاة من تراهم أعداء لتظهر لأبنائها أنّ هؤلاء أعداؤنا فاتّخذوهم عدوا. كيف يحتفل إذن في بلادنا بيوم وفاة الشخصية الفلانية أو الفلانية.
3. إذن، هذا تبرير في غير محلّه.
4. لنفترض أنّ : " الميلاد الصحيح والدقيق لا تعرفه إلا الأمهات!". فهذا لايمنع من الاحتفال بالإنجازات التي تعرفها الأمة لهذه الشخصية أو تلك. فلتكن إنجازات الشخصيات أياما تحتفل بها الأمة وتفتخر بها وبأصحابها. وهذا أفضل بكثير من الاحتفال بيوم وفاة الشخصية المعنية.
5. كتبت منذ سنوات: تحتفل الجزائر بوفاة الأستاذ مالك بن نبي وهو تاريخ 31 أكتوبر 1973 أي ليلة 1 نوفمبر فينسى في ظلّ الاحتفال بالثورة الجزائرية. وهذا من أشدّ الظلم الذي يتعرّض له مالك بن نبي في الجزائر ومن محبيه أوّلا بسبب الاحتفال بوفاته.
6. كنت قد اقترحت في سنوات ماضية أن نحتفل بأول كتاب بختم القرآن الكريم أو ختم الموطأ أو أيّ عمل علمي أو عسكري أو طبي أو هندسي. مايعني أنّ المناسبات عديدة كثيرة وهذا أفضل بكثير من الاحتفال بالوفاة.
7. هناك بعض الأعمال تستحق التأريخ والاحتفال كـ: يوم تفسير القرآن الكريم، يوم بيعة الأمير عبد القادر، يوم إبرام المعاهدة، يوم رجوع الشخصية لأرض الوطن، يوم ختم الموطأ، يوم إجراء عملية جراحية الوحيدة في العالم، وغير ذلك من الأعمال الخالدة النادرة.
8. بالنسبة للأستاذ سعد الله رحمة الله عليه الذي لايعرف تاريخ ميلاده. لنحتفل بالتاريخ الثقافي من 10 مجلدات. لنحتفل بتاريخ الحركة الوطنية، وهكذا.
9. عدم معرفة ميلاد الشخصية ليست حجة وإنما تبريرا للاحتفال بوفاته.
10. بالمناسبة، مسألة الميلاد ربما -أقول ربما- كانت مشكلة مع السّابقين لكنها لم تعد الآن باعتبار الجميع يعرف تاريخ ميلاده وقل إذا شئت 99% يعرفون تاريخ ميلادهم إن لم يكن 100%. إذن سقط تبرير القائلين بالاحتفال بيوم وفاة الشخصيات ولم يعد له معنى.
11. لانبرّر لأخطاء ارتكبت ولم نكن شهودا يومها. ولا نبرّر لأخطاء لم تعد مقوماته حاضرة باقية. ولنلغي هذا التبرير الخاص بالاحتفال بيوم وفاة الشخصيات مادام الناس يعرفون الآن تاريخ ميلادهم وميلاد الشخصية المعنية بالاحتفال.
12. مازلنا ننكر غير نادمين ولا آسفين على الذين يحتفلون بوفاة سيّدنا الحسين رحمة الله عليه ورضوان الله عليه. كيف إذن نقلّدهم في الاحتفال بوفاة الشخصيات. ونكرّر كعادتنا: لانتدخل في شؤون المجتمعات.
13. في فقهنا نعقّ على المولود احتفالا به وسرورا بمجيئه ولا نعقّ على الميت لأنّنا لانحتفل بالوفاة.
14. نحتفل بميلاد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا نحتفل بالتحاقه بالرفيق الأعلى لأنّ ذلك من سوء الأدب وقلّة الأدب. وقد كتبت منذ سنتين مقال أستنكر فيها على إمام راح يحتفل بالتحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونحن يومها نحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فكان الإمام في غاية السوء وقلّة الأدب.
15. تحتفل الأمم بأيام الانتصارات وتجعلها عيدا يحتفل بها دوما ولا تحتفل أبدا بأيام الهزائم.
16. تحتفل الأمم بانتصارات قادتها العسكريين ولا تحتفل بهزائمهم وتطويها ولا تذكرها إلاّ نادرا.
17. يحتفل المسلمون بغزوة أحد وفتح مكة لأنّها تعبّر عن الانتصارات ولا تحتفل بغزوة أحد لأنّها ليست في منزلة انتصار غزوة بدر.
18. يحتفل المسلمون بانتصارات سيّدنا خالد بن الوليد رحمة الله عليه ورضوان الله عليه ولا يحتفلون بالأضرار التي ألحقها بجيش المسلمين
19. للعرب أيام تعرف بأيام العرب وكلّها تتعلّق بالبطولات والانتصارات. ويكفي أنّ أنّنا نحتفل بيوم الفيل لأنّه يوم نصر لنا وهزيمة لأبرهة.
20. الذين لايحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحاربون المحتفلين بقولهم: لم يعرف يوم ولادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. كيف تحتفلون بمولده؟ ولذلك كانت الإجابة: نحتفل بالشهر الذي ولد فيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وبالأسبوع الذي ولد فيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسنة كلّها مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
21. أعجبني أستاذ من سورية الحبيبة حين قال: المهم هو التكريم وليس يوم الميلاد. فلا يشترط في الاحتفال بالشخصية وتكريمها اليوم المحدّد الذي ولدت فيه الشخصية إنّما تكريم الشخصية والاحتفال بمناقبها.