هل هذا تهيئة للحرب؟
حول لي الصديق هاني برغوثي مقالاً لكاتب أمريكي يعمل في مؤسستين إعلاميتين هما الأهم في امريكا، يعزز ما أتصوره.
https://oilprice.com/Energy/Energy-General/China-Is-Waging-A-New-Kind-Of-War-Against-The-US.html
مما ورد في مقال الكاتب أن :"الصين قد طرحت بوضوح عام 1999 بأنها إن دخلت حربا مع الولايات المتحدة، فستكون حربا من نوع جديد... كما ان الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ أعلن في أكتوبر 2018، أنه بدأ "الحرب الجديدة لثلاثين سنة" مع الولايات المتحدة".
وبغض النظر عن دقة نقل الكاتب لحديث الرئيس الصيني أو موقف بلاده، فإن هذه اللهجة من الكاتب الأمريكي تؤكد بأنه يدفع باتجاه الحرب.
إضافة إلى دق طبول الحرب، فقد دق الكاتب طبول الحرب على اسس النظرية الاقتصادية الكلاسيكية حيث يرفض مقولة حرية التجارة، التي هي أساسا أكذوبة رأسمالية فهي لم تُمارس بشكل حقيقي سوى في حالة كونها تخدم المركز الرأسمالي:
"...بصرف النظر عن القوة الكبرى التي ترغب في السيطرة على شركائها التجاريين ، فقط أولئك الذين لا يعترفون ببدء الحرب سيواصلون الإصرار على "التجارة الحرة"
بهذه اللهجة فالرجل يعتبر الوضع الحالي هو حالة حرب.
هذا إلى أن يصل الكاتب إلى القول:
"... لقد أوضحت جمهورية الصين الشعبية أنها شرعت بالفعل في حرب - حرب غامضة غير متبلورة من نوع القرن الحادي والعشرين ... هذه الحرب ، بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية، كما لوحظ، يهيمن عليها نمط تفاعلي قوي من عوامل الهيمنة السكانية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والمعلومات ، إلى جانب العوامل العسكرية... وفي الحقيقة، فإن الصين الشعبية تأمل بأن تكسب الحرب قبل أي لجوء إلى الصدام العسكري الفعلي".
طبعاً يتحدث الكاتب عن ضرورة محاصرة اقتصاد الصين وعدم بيعها الغذاء وتقوية وترميم تحالفات امريكا...الخ.
بيت القصيد أن هذا التوجه هو عدواني ويرى الحرب مخرجاً من الأزمة بمستويين:
الأول كمخرج من الأزمة عبر تقوية دور الدولة بالطبع
والثاني: قطع صعود الصين باي ثمن.
وعليه، قد يكون لنا وجوب الاستنتاج بأن الغرب الراسمالي قد يرى الحرب كضرورة. ومن المفارقة أن أحد دوافع الغرب للحرب هو القلق من صعود الصين، وأحد كوابحها لأن الصين كأمة كبيرة وسوق ذاتي واسع قد تمكنت من بناء قوة اقتصادية للحاجات الأساسية وقوة تكنولوجية وربما حربية كافية.
بقي أن نشير إلى إشكاليتين أخريين في طريق الحرب الأمريكية وهما اللتان تدفعان السلطة هناك لتقوية دور الدولة إلى حد شمولي وهما:
أن العمال هناك أدركوا أهميتهم حين الإغلاق على أنهم مصدر العيش للجميع
وهذا يقوي النزوع الشعبي ضد الراسمالية وضد الحرب مما يجعل العدوان ضد الصين عامل إعادة تماسك داخلي.
ربما، نعم ربما.
By Gregory R. Copley, Editor, GIS/Defense & Foreign Affairs
China Is Waging A New Kind Of War Against The U.S.
By Gregory R. Copley - Apr 21, 2020
حول لي الصديق هاني برغوثي مقالاً لكاتب أمريكي يعمل في مؤسستين إعلاميتين هما الأهم في امريكا، يعزز ما أتصوره.
https://oilprice.com/Energy/Energy-General/China-Is-Waging-A-New-Kind-Of-War-Against-The-US.html
مما ورد في مقال الكاتب أن :"الصين قد طرحت بوضوح عام 1999 بأنها إن دخلت حربا مع الولايات المتحدة، فستكون حربا من نوع جديد... كما ان الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ أعلن في أكتوبر 2018، أنه بدأ "الحرب الجديدة لثلاثين سنة" مع الولايات المتحدة".
وبغض النظر عن دقة نقل الكاتب لحديث الرئيس الصيني أو موقف بلاده، فإن هذه اللهجة من الكاتب الأمريكي تؤكد بأنه يدفع باتجاه الحرب.
إضافة إلى دق طبول الحرب، فقد دق الكاتب طبول الحرب على اسس النظرية الاقتصادية الكلاسيكية حيث يرفض مقولة حرية التجارة، التي هي أساسا أكذوبة رأسمالية فهي لم تُمارس بشكل حقيقي سوى في حالة كونها تخدم المركز الرأسمالي:
"...بصرف النظر عن القوة الكبرى التي ترغب في السيطرة على شركائها التجاريين ، فقط أولئك الذين لا يعترفون ببدء الحرب سيواصلون الإصرار على "التجارة الحرة"
بهذه اللهجة فالرجل يعتبر الوضع الحالي هو حالة حرب.
هذا إلى أن يصل الكاتب إلى القول:
"... لقد أوضحت جمهورية الصين الشعبية أنها شرعت بالفعل في حرب - حرب غامضة غير متبلورة من نوع القرن الحادي والعشرين ... هذه الحرب ، بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية، كما لوحظ، يهيمن عليها نمط تفاعلي قوي من عوامل الهيمنة السكانية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والمعلومات ، إلى جانب العوامل العسكرية... وفي الحقيقة، فإن الصين الشعبية تأمل بأن تكسب الحرب قبل أي لجوء إلى الصدام العسكري الفعلي".
طبعاً يتحدث الكاتب عن ضرورة محاصرة اقتصاد الصين وعدم بيعها الغذاء وتقوية وترميم تحالفات امريكا...الخ.
بيت القصيد أن هذا التوجه هو عدواني ويرى الحرب مخرجاً من الأزمة بمستويين:
الأول كمخرج من الأزمة عبر تقوية دور الدولة بالطبع
والثاني: قطع صعود الصين باي ثمن.
وعليه، قد يكون لنا وجوب الاستنتاج بأن الغرب الراسمالي قد يرى الحرب كضرورة. ومن المفارقة أن أحد دوافع الغرب للحرب هو القلق من صعود الصين، وأحد كوابحها لأن الصين كأمة كبيرة وسوق ذاتي واسع قد تمكنت من بناء قوة اقتصادية للحاجات الأساسية وقوة تكنولوجية وربما حربية كافية.
بقي أن نشير إلى إشكاليتين أخريين في طريق الحرب الأمريكية وهما اللتان تدفعان السلطة هناك لتقوية دور الدولة إلى حد شمولي وهما:
أن العمال هناك أدركوا أهميتهم حين الإغلاق على أنهم مصدر العيش للجميع
وهذا يقوي النزوع الشعبي ضد الراسمالية وضد الحرب مما يجعل العدوان ضد الصين عامل إعادة تماسك داخلي.
ربما، نعم ربما.
By Gregory R. Copley, Editor, GIS/Defense & Foreign Affairs
China Is Waging A New Kind Of War Against The U.S.
By Gregory R. Copley - Apr 21, 2020