﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ﴾
(مترجم)
الخبر:
في مكافحة انتشار فيروس كورونا، داهمت قوة شرطة جنوب أفريقيا غرفة يوم السبت 25 نيسان/أبريل، حيث كان يصلي حوالي 20 مسلماً، وأمرتهم بالانبطاح على الأرض. أظهر مقطع الفيديو المنشور على وسائل التواصل والمصادق عليه من سلطات الدولة إذلالاً للمسلمين حيث سُمع أحد موظفي الشرطة يقول: "هل أنت أكبر من الرئيس؟ هل محمد أكبر من الرئيس؟" وبحسب الجزيرة، اعتذر وزير شرطة جنوب أفريقيا بيكي سيلي عن تصريح الـ"تجديف" الذي أدلى به الشرطي. وقال سيلي بأنه قد تم إجراء "تحقيق عاجل" لتحديد هوية الشخص الذي يقف وراء مثل هذا الانتهاك للحرمات.
التعليق:
من الواضح تماماً أن الأنظمة الرأسمالية قد أصابها الإحباط في حربها ضد انتشار عدوى فيروس كورونا. وفي محاولة لإخفاء فشلهم وتحت ستار الوقوف ضد عدوى الفيروس، يمدون الآن مخالبهم بأمر أجهزتهم الأمنية بالتسبب في الفوضى ضد رعاياهم. ومثل وحشية الشرطة التي رأيناها في جنوب أفريقيا مثل ما فعلته الشرطة الكينية خلال الأيام الأولى من الغسق - لحظة الفجر. قالت هيومن رايتس ووتش إن ستة كينيين على الأقل لقوا حتفهم جراء عنف الشرطة خلال حظر التجول الذي يدخل الآن الشهر الثاني. يكشف هذا الوضع أن أفراد الأمن في ظل الأنظمة الرأسمالية مكلفون في المقام الأول بحماية أمن حياة مسؤولي الدولة وليس عامة الناس. كما أظهرت أن الوحشية والتعذيب هما الأداة المعيارية الوحيدة للحكومات العلمانية.
إن إذلال المسلمين والإساءة للنبي e يأتي في أعقاب إغلاق بيوت الله التي أذن أن يرفع فيها اسمه. وهذا يؤكد أن الرأسماليين وعملاءهم لا يدخرون جهداً لإيذاء المسلمين. قال تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾.
للأسف، على الرغم من هذا العداء الصريح للإسلام والمسلمين، إلا أن بعض المسلمين لا يزالون يعتبرون السياسيين الديمقراطيين الانتهازيين شركاءهم، في حين إنهم دائماً في ظل نظامهم الديمقراطي الفاسد يهينون الإسلام، ويهينون كرامة المسلمين ويسخرون من المقدسات الإسلامية. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
بالنسبة للحكومة التي تدعي أنها تسعى إلى تقديم اعتذار للجالية المسلمة وأنها ستبدأ تحقيقاً عاجلاً، فقد أثبت ذلك درجة عالية من السخرية من جانب الحكام العلمانيين الذين بعد فصلهم أوامر الله عن الحياة الدنيا، تجاوزوا ذلك إلى السخرية من عباد الله الذين يتبعون أحكامه. هل يبدو عقلانياً أن يقوم النظام الذي أمر ضباط الشرطة بإهانة المسلمين بإحضار المعتدي إلى القانون؟ تعتبر مقارنة النبي الكريم e بقادة الرأسماليين الفاسدين الذين يلعنون رعاياهم ويلعنهم رعاياهم إهانة خطيرة.
إن العمل الإجرامي ضد المسلمين في جنوب أفريقيا لن يمنع المسلمين من الالتزام بالدين. هذا العمل هو واحد من سلسلة الأفعال المروعة ضد الأمة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك احتلال أرض فلسطين المباركة، وسفك دماء المسلمين في الشرق الأوسط وتدنيس القرآن والعديد من الشرور. بما أن الأمة فقدت درعها، الخليفة التي تتمثل مسؤوليته في حماية مقدسات الإسلام، فقد كان طبيعيا أن تشهد الأمة كل هذه الأعمال العدائية والبؤس. إن الخليفة القائد المتفاني يصدر عقوبة الإعدام على كل من يجرؤ على الإساءة للرسول الله e. لذلك، فإن الواجب على المسلمين الذين يرصدون بشائر الخير في رمضان أن يضاعفوا جهودهم لإعادة إقامة الخلافة، التي تقوم بحماية كرامة الأمة ومقدساتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا