حديث الصيام -20-
من المصطلحات الخبيثة والتي تخدم فكرا هداما مقولة - الدين لله والوطن للجميع-
هذه العبارة يكثر استعمالها من قبل العلمانيين، بل هم أصلها ومصدرها، وربما رددها غيرهم من غير فهم لما هو مقصود من إطلاقها، ألا وهو تقرير فصل الدين عن حياة المسلمين أو ما يسمى الحياة المدنية، ولهذا يطلقها بعضهم لتاييد عبارة (فصل الدين عن الدولة)، فيكون مجال الدين عندهم شعائر المسلمين وعباداتهم فقط، وأما أن تصبغ الحياة العامة بشرع الله تعالى فلا.
ينسب هذا القول لرجل قانون امريكي يدعى ايدي سامويل ت 1839م واول من قال به في بلاد الاسلام بطرس البستاني ورفعه كشعار قومجي في بلاد الشام لمقاومة العثمانيين المسلمين، ثم بعده رفع اتباع فيصل الأوّل هذا الشعار عندما بويع له في سوريا في 1918م أمام رؤساء جميع الطوائف الروحيّة، على خلفيّة أحداث طائفيّة وقعت مع الأرمن، عقب تواجد كتائب أرمنيّة في جيش الحلفاء الزاحف ضد الدولة العثمانية . ولم تمضِ سنة حتّى رفع سعد زغلول في مصر الشعار نفسه في اعلانه لثورته ضدّ الاحتلال الانجليزي1919م. ثمّ عاد المدعو سلطان باشا الأطرش ليرفعه مجدّداً شعاراً للثورة السوريّة في 1925م. ثم بقي المصطلح يتداوله و ينعق به اللادينيون - العلمانيون- ويكرره خلفهم ببغاوات العبارات الطنانة.
وهذا القول من أبطل الباطل شرعا، وذلك لأن الله تعالى هو الذي خلق الخلق، وهو أدرى بما فيه مصالحهم في معاشهم في الدنيا ومعادهم في الاخرة ، قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)"الملك:14"، فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الإسلام دين شامل وحاكم على جميع شؤون حياته، صغيرها وكبيرها، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) "الأنعام:163"، ثم انه لا يجتمع في قلب عبد إيمان بالله واعتقاد بفصل دين الاسلام عن شؤون الحياة، قال تعالي: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) "النساء:65".
وقد جاءت نصوص الكتاب الكريم بابطال هذا القول والزعم ، ورده من حيث اتى فقد قال الله تعالى:- (لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ ...(284 البقرة). وقال سبحانه:- ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون). فالارض وما عليها والسموات وما فيهن لله الواحد الملك المالك القهار القاهر فوق عباده.
ثم ان الدولة في الاسلام مكلفة بتطبيق احكام شريعة الله تعالى على عباده في الداخل ورعاية شؤونهم بها في الخارج، سواء كانوا مسلمين ام اهل ذمة من غير المسلمين، ويجب عليها حفظ عهد الذمة لمن دخل فيه ، ويتوجب على من دخل في ذمة المسلمين من اهل الملل الاخرى عدم خفر ذمتهم وعدم خيانتهم او مناصرة اعدائهم وان لا يكون عينا ولا عونا للعدو على من تعهدوا بحمايته وحماية حقوقه ولزم ذمتهم. والا كان خائنا ناقضا لعهد الذمة. فالمسلمين ودولتهم واجبهم الوفاء لمن اوفى بعهده معهم (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111التوبة). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من المصطلحات الخبيثة والتي تخدم فكرا هداما مقولة - الدين لله والوطن للجميع-
هذه العبارة يكثر استعمالها من قبل العلمانيين، بل هم أصلها ومصدرها، وربما رددها غيرهم من غير فهم لما هو مقصود من إطلاقها، ألا وهو تقرير فصل الدين عن حياة المسلمين أو ما يسمى الحياة المدنية، ولهذا يطلقها بعضهم لتاييد عبارة (فصل الدين عن الدولة)، فيكون مجال الدين عندهم شعائر المسلمين وعباداتهم فقط، وأما أن تصبغ الحياة العامة بشرع الله تعالى فلا.
ينسب هذا القول لرجل قانون امريكي يدعى ايدي سامويل ت 1839م واول من قال به في بلاد الاسلام بطرس البستاني ورفعه كشعار قومجي في بلاد الشام لمقاومة العثمانيين المسلمين، ثم بعده رفع اتباع فيصل الأوّل هذا الشعار عندما بويع له في سوريا في 1918م أمام رؤساء جميع الطوائف الروحيّة، على خلفيّة أحداث طائفيّة وقعت مع الأرمن، عقب تواجد كتائب أرمنيّة في جيش الحلفاء الزاحف ضد الدولة العثمانية . ولم تمضِ سنة حتّى رفع سعد زغلول في مصر الشعار نفسه في اعلانه لثورته ضدّ الاحتلال الانجليزي1919م. ثمّ عاد المدعو سلطان باشا الأطرش ليرفعه مجدّداً شعاراً للثورة السوريّة في 1925م. ثم بقي المصطلح يتداوله و ينعق به اللادينيون - العلمانيون- ويكرره خلفهم ببغاوات العبارات الطنانة.
وهذا القول من أبطل الباطل شرعا، وذلك لأن الله تعالى هو الذي خلق الخلق، وهو أدرى بما فيه مصالحهم في معاشهم في الدنيا ومعادهم في الاخرة ، قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)"الملك:14"، فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الإسلام دين شامل وحاكم على جميع شؤون حياته، صغيرها وكبيرها، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) "الأنعام:163"، ثم انه لا يجتمع في قلب عبد إيمان بالله واعتقاد بفصل دين الاسلام عن شؤون الحياة، قال تعالي: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) "النساء:65".
وقد جاءت نصوص الكتاب الكريم بابطال هذا القول والزعم ، ورده من حيث اتى فقد قال الله تعالى:- (لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ ...(284 البقرة). وقال سبحانه:- ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون). فالارض وما عليها والسموات وما فيهن لله الواحد الملك المالك القهار القاهر فوق عباده.
ثم ان الدولة في الاسلام مكلفة بتطبيق احكام شريعة الله تعالى على عباده في الداخل ورعاية شؤونهم بها في الخارج، سواء كانوا مسلمين ام اهل ذمة من غير المسلمين، ويجب عليها حفظ عهد الذمة لمن دخل فيه ، ويتوجب على من دخل في ذمة المسلمين من اهل الملل الاخرى عدم خفر ذمتهم وعدم خيانتهم او مناصرة اعدائهم وان لا يكون عينا ولا عونا للعدو على من تعهدوا بحمايته وحماية حقوقه ولزم ذمتهم. والا كان خائنا ناقضا لعهد الذمة. فالمسلمين ودولتهم واجبهم الوفاء لمن اوفى بعهده معهم (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111التوبة). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.