بسم الله الرحمن الرحيم
هل الاسم هو عين المسمى ام غير ذلك؟؟
هذه مسالة طال فيها الجدل، عند اهل الفلسفة واهل علم الكلام وغيرهم ممن تاثر بمناهجهم او ممن تصدى للرد عليهم، وذهبوا فيها مذاهب شتى، فمنهم من قال بأن الاسم هو نفس المسمى وعينه، ومنهم من قال الاسم غير المسمى ، ومنهم من قال بانه لفظ يطلق فيكون تارة عين المسمى ويكون تارة غير المسمى، ومنهم من اعتبر في ذلك السياق المستعمل فيه الاسم، والمعنى المراد ايصاله وابلاغه، ومنهم من قال هو من السمو والعلو، ومنهم من قال هو من السمة والوسم، وهناك من امسك عن الخوض في هذا الامر ونصح بالامساك عنه كون البحث حادث بعد الصحابة وسلفهم من التابعين.
والمتامل في كتاب الله تعالى مصدر تفكيرنا وميزانه القويم المستقيم ، يجد ان اسماء الله تعالى توقيفية والاسم الواحد منها دال على مسماه اي على الذات العلية حيث قال الله تعالى:- : قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [الإسراء: 110].وهذا يدل دلالة واضحة على 1- ان اسماء الله تعالى الحسنى كلها بمعنى واحد وتدل على نفس المسمى ونفس الذات العلية التي وضعت هذه الاسماء لها 2- ان اسماء الله تعالى توقيفية وليست توفيقية ويزيدنا يقينا بهذا قوله عزوجل (أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ) ﴿٧١ الأعراف﴾
وقوله:- (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ) ﴿٤٠ يوسف﴾
وقوله:- (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)( النجم﴾
فهم عبدوا معبودات مخترعة واخترعوا لها اسماء من قبل انفسهم لم ينزل الله تعالى بها من سلطان.فكانوا اهل ابتداع وضلال دفع اليه وولده اتباع هوى الانفس والظن.
واما ان قضية اسماء الله تعالى يجب ان تبحث وتفهم بمعزل عن الابحاث المتعلقة بشؤون الخلق والمخلوقات واسمائها ومسمياتها فذلك يتضح لنا وينجلي من خلال تتبع النزول القراني الكريم ، ففي اول اية من اول خطاب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم نزل قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)العلق) فنلاحظ ان الامر جاء له ان يقرأ باسم ربه اي مستعينا ومتبركا بهذا الاسم المبارك وفيه اشارة الى منع تصور الصورة والتجسيد والتمثيل والتشبيه لانه تعالى فوق احاطة العقل ووسائل ادراكه فلا يحيط به شيء وهو تعالى بكل شيء محيط. ثم تاتي البسملة لتكون اية من كل سورة على قول الكثير من اهل العلم ما عدا سورة البراءة ، واجمع اهل العلم والقراء على انها اية من سورة النمل ( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30))
وجاء في القرآن الكريم الأمر بتنزيه الاسم في قوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى), وقوله: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ), وقوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ) فدل هذا على أنه أمر بتسبيح الله تعالى), وبدلالة السياق والفهم دل على أن المسبح هو الله تعالى لا غيره. لأن تسبيح الاسم وذكره هو تسبيح المسمَّى وذكره.
فإن المسبح والذاكر إنما يسبح اسمه ويذكر اسمه، فيقول: (سبحان ربي الأعلى) فهو نطق بلفظ ربي الأعلى، والمراد هو المسمى بهذا اللفظ، فتسبيح الاسم هو تسبيح المسمَّى.
فاسماء الله تعالى توقيفية يتوقف في اطلاقها على الله تعالى على النص والخطاب الشرعي، سواءً كانت نعوتا وصفات ام اسماء، ونلاحظ ان اسماء الله كلها جاءت اما معرفة بالاضافة او بال التعريف، و التي تفيد عند اقترانها بصفات الله العليا واسمائه الحسنى بالاضافة الى كونها للتعريف وتتضمن معنى العهدية وكذلك ال الاستغراقية، لانها تدل على الذات العلية المغايرة لاي ذات في الاسماء والصفات{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(11الشورى).
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذا الجزء من الاية الكريمة :- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قيل : إن الكاف زائدة للتوكيد ، أي : ليس مثله شيء . قال :
وصاليات ككما يؤثفين
فأدخل على الكاف كافا تأكيدا للتشبيه . وقيل : المثل زائدة للتوكيد ، وهو قول ثعلب : ليس كهو شيء ، نحو قوله تعالى : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا . وفي حرف ابن مسعود ( فإن آمنوا بما آمنتم به فقد اهتدوا ) قال أوس بن حجر :
وقتلى كمثل جذوع الن خيل يغشاهم مطر منهمر
أي : كجذوع . والذي يعتقد في هذا الباب أن الله جل اسمه في عظمته وكبريائه وملكوته وحسنى أسمائه وعلي صفاته ، لا يشبه شيئا من مخلوقاته ولا يشبه به ، وإنما جاء مما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق ، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي ، إذ صفات القديم - جل وعز - قديمة، بخلاف صفات المخلوق الحادث والتي هي حادثة له ، إذ صفاتهم لا تنفك عن الأغراض والأعراض ، وهو تعالى منزه عن ذلك ، بل لم يزل بأسمائه وبصفاته على ما بيناه في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) ، وكفى في هذا قوله الحق : ( ليس كمثله شيء ). اه
وقد قال بعض العلماء المحققين : التوحيد إثبات ذات غير مشبهة للذوات ولا معطلة من الصفات . وزاد الواسطي رحمه الله بيانا فقال : ليس كذاته ذات ، ولا كاسمه اسم ، ولا كفعله فعل ، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ ، وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة ، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة . وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة . - رضي الله عنهم!
اما الاسم في غير اسماء الله تعالى وصفاته الحسنى فانه وضع لغوي تواضع الناس عليه لافادة معنىًقائماً في الاذهان، وهذا المعنى هو لتمييز المسمى به عن غيره، سواءً كان هذا المعنى قائما في نفس الشيء ام لا، فهو كما عرفوه اهل اللغة علم دال على ذات ، وللعرب فلسفة خاصة في التسمية واطلاق الاسماء على المسميات ، ومنها انهم يسمون الشيء بما يرجونه له ان يكون عليه كتسميتهم لمن لدغته الافعى بالسليم رجاء ان يسلم ويتعافى، وكتسميتهم للبنت فاطمة رجاء ان تكون ممن يلد ويرضع البنين وتفطمهم ، وامنة رجاء ان تعيش في امن وسلام من السبي والاسر، وعائشة رجاء ان يمد في عمرها وتعيش، وكذا اسم يحيى ليحيا ذكره.
ومن فلسفتهم في الاسماء عند بعضهم ايضا انهم يحسنون اسماء عبيدهم واماءهم ويشينون اسماء ابناءهم، فيسمون العبد جوهر والامة جوهرة ليقول ناولني يا جوهر وناوليني يا جوهرة فانه اطيب للنفس ، في حين كانوا يسمون ابنائهم مقاتل وحرب ومرة ومجاشع وحمار لانهم كانوا يلدونهم لمقاتلة اعدائهم، فيقول حين يضرب عدوه خذها مني وانا حمار بن مجاشع مثلا، فانه اشد ايلاما لنفس العدو واثقل وقعا عليه ان يكون تسبب في قتله حمار، فلذلك نقول ليس الاسم في لغة العرب هو عين المسمى او ذاته، ولكنه اسم اطلق ليكون علما يميز الذوات عن بعضها، فلذلك نهى الاسلام عن الاسم السيء والفاحش وغيره، وطلب احسان الاسم للمولود وجعله من حقوق الولد على الوالد.
فان قيل ان القران نزل بلغة العرب فنقول نعم ومن لغة العرب اختار الله تعالى اسماءه ووقفها على ذاته، اختيارا قديما وهو الواسع المحيط بعلمه وسع كل شيء علما سبحانه لينادى بها ويدعى ويوصف بها جل وعلا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل الاسم هو عين المسمى ام غير ذلك؟؟
هذه مسالة طال فيها الجدل، عند اهل الفلسفة واهل علم الكلام وغيرهم ممن تاثر بمناهجهم او ممن تصدى للرد عليهم، وذهبوا فيها مذاهب شتى، فمنهم من قال بأن الاسم هو نفس المسمى وعينه، ومنهم من قال الاسم غير المسمى ، ومنهم من قال بانه لفظ يطلق فيكون تارة عين المسمى ويكون تارة غير المسمى، ومنهم من اعتبر في ذلك السياق المستعمل فيه الاسم، والمعنى المراد ايصاله وابلاغه، ومنهم من قال هو من السمو والعلو، ومنهم من قال هو من السمة والوسم، وهناك من امسك عن الخوض في هذا الامر ونصح بالامساك عنه كون البحث حادث بعد الصحابة وسلفهم من التابعين.
والمتامل في كتاب الله تعالى مصدر تفكيرنا وميزانه القويم المستقيم ، يجد ان اسماء الله تعالى توقيفية والاسم الواحد منها دال على مسماه اي على الذات العلية حيث قال الله تعالى:- : قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [الإسراء: 110].وهذا يدل دلالة واضحة على 1- ان اسماء الله تعالى الحسنى كلها بمعنى واحد وتدل على نفس المسمى ونفس الذات العلية التي وضعت هذه الاسماء لها 2- ان اسماء الله تعالى توقيفية وليست توفيقية ويزيدنا يقينا بهذا قوله عزوجل (أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ) ﴿٧١ الأعراف﴾
وقوله:- (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ) ﴿٤٠ يوسف﴾
وقوله:- (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)( النجم﴾
فهم عبدوا معبودات مخترعة واخترعوا لها اسماء من قبل انفسهم لم ينزل الله تعالى بها من سلطان.فكانوا اهل ابتداع وضلال دفع اليه وولده اتباع هوى الانفس والظن.
واما ان قضية اسماء الله تعالى يجب ان تبحث وتفهم بمعزل عن الابحاث المتعلقة بشؤون الخلق والمخلوقات واسمائها ومسمياتها فذلك يتضح لنا وينجلي من خلال تتبع النزول القراني الكريم ، ففي اول اية من اول خطاب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم نزل قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)العلق) فنلاحظ ان الامر جاء له ان يقرأ باسم ربه اي مستعينا ومتبركا بهذا الاسم المبارك وفيه اشارة الى منع تصور الصورة والتجسيد والتمثيل والتشبيه لانه تعالى فوق احاطة العقل ووسائل ادراكه فلا يحيط به شيء وهو تعالى بكل شيء محيط. ثم تاتي البسملة لتكون اية من كل سورة على قول الكثير من اهل العلم ما عدا سورة البراءة ، واجمع اهل العلم والقراء على انها اية من سورة النمل ( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30))
وجاء في القرآن الكريم الأمر بتنزيه الاسم في قوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى), وقوله: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ), وقوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ) فدل هذا على أنه أمر بتسبيح الله تعالى), وبدلالة السياق والفهم دل على أن المسبح هو الله تعالى لا غيره. لأن تسبيح الاسم وذكره هو تسبيح المسمَّى وذكره.
فإن المسبح والذاكر إنما يسبح اسمه ويذكر اسمه، فيقول: (سبحان ربي الأعلى) فهو نطق بلفظ ربي الأعلى، والمراد هو المسمى بهذا اللفظ، فتسبيح الاسم هو تسبيح المسمَّى.
فاسماء الله تعالى توقيفية يتوقف في اطلاقها على الله تعالى على النص والخطاب الشرعي، سواءً كانت نعوتا وصفات ام اسماء، ونلاحظ ان اسماء الله كلها جاءت اما معرفة بالاضافة او بال التعريف، و التي تفيد عند اقترانها بصفات الله العليا واسمائه الحسنى بالاضافة الى كونها للتعريف وتتضمن معنى العهدية وكذلك ال الاستغراقية، لانها تدل على الذات العلية المغايرة لاي ذات في الاسماء والصفات{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(11الشورى).
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذا الجزء من الاية الكريمة :- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قيل : إن الكاف زائدة للتوكيد ، أي : ليس مثله شيء . قال :
وصاليات ككما يؤثفين
فأدخل على الكاف كافا تأكيدا للتشبيه . وقيل : المثل زائدة للتوكيد ، وهو قول ثعلب : ليس كهو شيء ، نحو قوله تعالى : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا . وفي حرف ابن مسعود ( فإن آمنوا بما آمنتم به فقد اهتدوا ) قال أوس بن حجر :
وقتلى كمثل جذوع الن خيل يغشاهم مطر منهمر
أي : كجذوع . والذي يعتقد في هذا الباب أن الله جل اسمه في عظمته وكبريائه وملكوته وحسنى أسمائه وعلي صفاته ، لا يشبه شيئا من مخلوقاته ولا يشبه به ، وإنما جاء مما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق ، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي ، إذ صفات القديم - جل وعز - قديمة، بخلاف صفات المخلوق الحادث والتي هي حادثة له ، إذ صفاتهم لا تنفك عن الأغراض والأعراض ، وهو تعالى منزه عن ذلك ، بل لم يزل بأسمائه وبصفاته على ما بيناه في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) ، وكفى في هذا قوله الحق : ( ليس كمثله شيء ). اه
وقد قال بعض العلماء المحققين : التوحيد إثبات ذات غير مشبهة للذوات ولا معطلة من الصفات . وزاد الواسطي رحمه الله بيانا فقال : ليس كذاته ذات ، ولا كاسمه اسم ، ولا كفعله فعل ، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ ، وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة ، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة . وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة . - رضي الله عنهم!
اما الاسم في غير اسماء الله تعالى وصفاته الحسنى فانه وضع لغوي تواضع الناس عليه لافادة معنىًقائماً في الاذهان، وهذا المعنى هو لتمييز المسمى به عن غيره، سواءً كان هذا المعنى قائما في نفس الشيء ام لا، فهو كما عرفوه اهل اللغة علم دال على ذات ، وللعرب فلسفة خاصة في التسمية واطلاق الاسماء على المسميات ، ومنها انهم يسمون الشيء بما يرجونه له ان يكون عليه كتسميتهم لمن لدغته الافعى بالسليم رجاء ان يسلم ويتعافى، وكتسميتهم للبنت فاطمة رجاء ان تكون ممن يلد ويرضع البنين وتفطمهم ، وامنة رجاء ان تعيش في امن وسلام من السبي والاسر، وعائشة رجاء ان يمد في عمرها وتعيش، وكذا اسم يحيى ليحيا ذكره.
ومن فلسفتهم في الاسماء عند بعضهم ايضا انهم يحسنون اسماء عبيدهم واماءهم ويشينون اسماء ابناءهم، فيسمون العبد جوهر والامة جوهرة ليقول ناولني يا جوهر وناوليني يا جوهرة فانه اطيب للنفس ، في حين كانوا يسمون ابنائهم مقاتل وحرب ومرة ومجاشع وحمار لانهم كانوا يلدونهم لمقاتلة اعدائهم، فيقول حين يضرب عدوه خذها مني وانا حمار بن مجاشع مثلا، فانه اشد ايلاما لنفس العدو واثقل وقعا عليه ان يكون تسبب في قتله حمار، فلذلك نقول ليس الاسم في لغة العرب هو عين المسمى او ذاته، ولكنه اسم اطلق ليكون علما يميز الذوات عن بعضها، فلذلك نهى الاسلام عن الاسم السيء والفاحش وغيره، وطلب احسان الاسم للمولود وجعله من حقوق الولد على الوالد.
فان قيل ان القران نزل بلغة العرب فنقول نعم ومن لغة العرب اختار الله تعالى اسماءه ووقفها على ذاته، اختيارا قديما وهو الواسع المحيط بعلمه وسع كل شيء علما سبحانه لينادى بها ويدعى ويوصف بها جل وعلا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.