السبت 29 جمادى الثانية 1441 هـ - الموافق لـ 22 فيفري 2020
الثورة الجزائرية من خلال الاسم والمكان – معمر حبار
قرأت هذا الأسبوع حوارين لاثنين من المجاهدين عبر أسبوعية LE CHELIF, N 324, Du 19 au 25 février وهما يتحدّثان عن جرائم الاستدمار الفرنسي وبطولة أسيادنا الشهداء رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا.
تأسف المجاهد الأوّل بكون الشجرة التي صلب فيها أخوه الشهيد طيلة أسبوع بأكمله من طرف القوات الفرنسية المجرمة اجتثّت سنوات التسعينات. وتأسّف المجاهد الثاني بكون الشهداء الذين استشهدوا في ولاياتهم وهم كثر لم تطلق أسماؤهم على الشوارع والمؤسسات الموجودة بولاياتهم وأطلقت أسماء أخرى لاعلاقة لها بالمنطقة وإن كان المجاهد لايرفض إطلاق أسماء شهداء آخرين على منطقته. وعليه، كانت هذه الملاحظات:
1. تعتمد كتابة تاريخ الثورة الجزائرية على عدّة أدوات وعناصر منها الأماكن التي تعرّض فيها الجزائري من رجال ونساء أيام الاستدمار الفرنسي للتعذيب والإهانة والإعدام والرمي بالرصاص والسجون وهدم بيوت الجزائريين ونسفها وحرق الجزائريين أحياء ورميهم في البئر ومن الطائرة وكذا الكهرباء.
2. لابد من الحفاظ على هذه الأماكن التي شهدت كلّ أصناف الإهانة والاغتصاب والتعذيب والإعدام أيام الاستدمار الفرنسي ووضعها تحت الحماية ولصالح الجزائريين وغيرهم من القادمين للجزائر من مختلف الجنسيات ليقفوا على بشاعة الاستدمار الفرنسي ولتكون مرجعا للباحثين في الوقوف على وسيلة مادية تثبت جرائم الاستدمار الفرنسي وترسّخه. وبهذا يسهل بعدها تمرير رسالة حب الوطن وأسيادنا الشهداء من الأجيال التي صنعت الثورة إلى الأجيال التي تنعم بفضائل استرجاع السيادة الوطنية.
3. تتعلّق النقطة الثانية بإطلاق أسماء أسيادنا الشهداء على الشوارع والمؤسسات فأقول: قرأت مذكرات المجاهدين الجزائريين واستمعت لشهادات وممّا وقفت عليه أنّ كلّ ولاية من ولايات الجزائر شهدت قدوم مجاهدين من ولايات مختلفة وكذا استشهاد شهداء من ولايات مختلفة مايعني أنّ الثورة الجزائرية وطنية شاملة.
4. السبب في ذلك وفي تقديري: السبب الأمني لأنّ المجاهد لابد أن ينتقل خارج ولايته حتّى يتوارى عن الأنظار وليتمكّن من ممارسة عملياته العسكرية ضدّ المستدمر الفرنسي، ومن جهة ثانية حتّى تبقى الثورة الجزائرية ذات بعد وطني تقلق الاستدمار الفرنسي لأنّ الثورة الجزائرية ليست متعلّقة بشخص أو منطقة يسهل خنقها والقضاء عليها، وليزداد التلاحم بين جميع أبناء الجزائر وعبر كافّة الولايات لمحاربة الاستدمار الفرنسي.
5. سبق لي أن وما زلت أستنكر عبر كتاباتي مصطلح "معركة الجزائر" وكان الأجدر تسميتها معركة "معركة العاصمة" على وزن المعارك الأخرى التي سميت عبر الولايات التي وقعت فيها لأنّ العاصمة هي جزء من الجزائر وليست هي الجزائر كما يريد الاستدمار الفرنسي أن يرسّخ ذلك.
6. تطلق أوّلا أسماء شهداء الولاية الذين استشهدوا في ولاياتهم ثمّ أسماء الشهداء من ولايات أخرى من باب العرفان لأسيادنا الشهداء لأنّ الثورة الجزائرية استشهد لأجلها من كلّ الولايات.
7. ما أعيبه على القائمين على إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والمؤسسات هو إطلاق أسماء شهداء من ولايات أخرى على شارع أو مؤسّسة في ولاية أخرى وحرمان الولاية الأم من إطلاق أسماء شهداء أبنائها على ذلك الشارع أو المؤسّسة.
8. سبق لي أن استنكرت إطلاق اسم "عبد المجيد مزيان" على متحف الشلف واسم "أبو بكر بلقايد" على مطار الشلف وطالبت وما زلت بإطلاق أسماء من أبناء الشلف على المتحف الوحيد والمطار الوحيد وحين يكون للولاية عدّة مطارات وعدّة متاحف ومستشفيات وثانويات ومتوسطات وغيرها من المشاريع نطلق أسماء من 48 ولاية عليها ولا يضير ذلك شيئا بل يزيد الولاية فخرا باعتبارها تضم أسماء من جميع ولايات.
9. نفس القاعدة التي ذكرت فيما يخص الولايات تطبق على أسماء إخواننا العربية والغربيين الذين يراد إطلاقهم على مؤسسات وشوارع جزائرية.
--
الشلف - الجزائر
معمر حبار
الثورة الجزائرية من خلال الاسم والمكان – معمر حبار
قرأت هذا الأسبوع حوارين لاثنين من المجاهدين عبر أسبوعية LE CHELIF, N 324, Du 19 au 25 février وهما يتحدّثان عن جرائم الاستدمار الفرنسي وبطولة أسيادنا الشهداء رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا.
تأسف المجاهد الأوّل بكون الشجرة التي صلب فيها أخوه الشهيد طيلة أسبوع بأكمله من طرف القوات الفرنسية المجرمة اجتثّت سنوات التسعينات. وتأسّف المجاهد الثاني بكون الشهداء الذين استشهدوا في ولاياتهم وهم كثر لم تطلق أسماؤهم على الشوارع والمؤسسات الموجودة بولاياتهم وأطلقت أسماء أخرى لاعلاقة لها بالمنطقة وإن كان المجاهد لايرفض إطلاق أسماء شهداء آخرين على منطقته. وعليه، كانت هذه الملاحظات:
1. تعتمد كتابة تاريخ الثورة الجزائرية على عدّة أدوات وعناصر منها الأماكن التي تعرّض فيها الجزائري من رجال ونساء أيام الاستدمار الفرنسي للتعذيب والإهانة والإعدام والرمي بالرصاص والسجون وهدم بيوت الجزائريين ونسفها وحرق الجزائريين أحياء ورميهم في البئر ومن الطائرة وكذا الكهرباء.
2. لابد من الحفاظ على هذه الأماكن التي شهدت كلّ أصناف الإهانة والاغتصاب والتعذيب والإعدام أيام الاستدمار الفرنسي ووضعها تحت الحماية ولصالح الجزائريين وغيرهم من القادمين للجزائر من مختلف الجنسيات ليقفوا على بشاعة الاستدمار الفرنسي ولتكون مرجعا للباحثين في الوقوف على وسيلة مادية تثبت جرائم الاستدمار الفرنسي وترسّخه. وبهذا يسهل بعدها تمرير رسالة حب الوطن وأسيادنا الشهداء من الأجيال التي صنعت الثورة إلى الأجيال التي تنعم بفضائل استرجاع السيادة الوطنية.
3. تتعلّق النقطة الثانية بإطلاق أسماء أسيادنا الشهداء على الشوارع والمؤسسات فأقول: قرأت مذكرات المجاهدين الجزائريين واستمعت لشهادات وممّا وقفت عليه أنّ كلّ ولاية من ولايات الجزائر شهدت قدوم مجاهدين من ولايات مختلفة وكذا استشهاد شهداء من ولايات مختلفة مايعني أنّ الثورة الجزائرية وطنية شاملة.
4. السبب في ذلك وفي تقديري: السبب الأمني لأنّ المجاهد لابد أن ينتقل خارج ولايته حتّى يتوارى عن الأنظار وليتمكّن من ممارسة عملياته العسكرية ضدّ المستدمر الفرنسي، ومن جهة ثانية حتّى تبقى الثورة الجزائرية ذات بعد وطني تقلق الاستدمار الفرنسي لأنّ الثورة الجزائرية ليست متعلّقة بشخص أو منطقة يسهل خنقها والقضاء عليها، وليزداد التلاحم بين جميع أبناء الجزائر وعبر كافّة الولايات لمحاربة الاستدمار الفرنسي.
5. سبق لي أن وما زلت أستنكر عبر كتاباتي مصطلح "معركة الجزائر" وكان الأجدر تسميتها معركة "معركة العاصمة" على وزن المعارك الأخرى التي سميت عبر الولايات التي وقعت فيها لأنّ العاصمة هي جزء من الجزائر وليست هي الجزائر كما يريد الاستدمار الفرنسي أن يرسّخ ذلك.
6. تطلق أوّلا أسماء شهداء الولاية الذين استشهدوا في ولاياتهم ثمّ أسماء الشهداء من ولايات أخرى من باب العرفان لأسيادنا الشهداء لأنّ الثورة الجزائرية استشهد لأجلها من كلّ الولايات.
7. ما أعيبه على القائمين على إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والمؤسسات هو إطلاق أسماء شهداء من ولايات أخرى على شارع أو مؤسّسة في ولاية أخرى وحرمان الولاية الأم من إطلاق أسماء شهداء أبنائها على ذلك الشارع أو المؤسّسة.
8. سبق لي أن استنكرت إطلاق اسم "عبد المجيد مزيان" على متحف الشلف واسم "أبو بكر بلقايد" على مطار الشلف وطالبت وما زلت بإطلاق أسماء من أبناء الشلف على المتحف الوحيد والمطار الوحيد وحين يكون للولاية عدّة مطارات وعدّة متاحف ومستشفيات وثانويات ومتوسطات وغيرها من المشاريع نطلق أسماء من 48 ولاية عليها ولا يضير ذلك شيئا بل يزيد الولاية فخرا باعتبارها تضم أسماء من جميع ولايات.
9. نفس القاعدة التي ذكرت فيما يخص الولايات تطبق على أسماء إخواننا العربية والغربيين الذين يراد إطلاقهم على مؤسسات وشوارع جزائرية.
--
الشلف - الجزائر
معمر حبار