وقفة مع اية كريمة :-
(بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَٰطِلِ فَيَدْمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)(الأنبياء18)
جاءت هذه الاية الكريمة بعد قوله تعالى:-( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17)الانبياء
يقول السيد الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :-
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون 18 بل للاضراب عن اتخاذ اللهو وعن ان يكون الخلق لعبا اضراب ابطال وارتقاء اي بل نحن نعمد الى باطلكم فنقذف بالحق عليه كراهيه للباطل بله ان نعمل عملا هو باطل ولعب، والقذف حقيقته رمي جسم على جسم، واستعير هنا لايراد ما يزيل ويبطل الشيء من دليل او زجر او اعدام او تكوين ما يغلب لان ذلك مثل رمي الجسم المبطل بشيء ياتي عليه ليتلفه او يشتته، فالله يبطل الباطل بالحق بان يبين للناس بطلان الباطل على لسان رسله، وبان اوجد في عقولهم ادراكا للتمييز بين الصلاح والفساد وبان يسلط بعض عباده على المبطلين لاستئصال المبطلين. وبان يخلق مخلوقات يسخرها لابطال الباطل، قال تعالى اذ يوحي ربك الى الملائكه اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب) في سوره الانفال 12). والدمغ كسر الجسم الصلب الاجوف وهو هنا ترشيح لاستعاره القذف لايراد ما يبطل وهو استعاره ايضا حيث استعير الدمغ لمحق الباطل وازالته كما يزيل القذف الجسم المقذوف. فالاستعارتان من استعاره المحسوسين للمعقولين ،ودل حرف المفاجاة -اذا -على سرعه محق الحق الباطل عند وروده، لان للحق صوله فهو سريع المفعول اذا ورد ووضح، قال تعالى انزل من السماء ماء فسالت اوديه بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا _الى قوله تعالى_ كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) في سوره الرعد 17) والزاهق المنفلت من موضعه والهالك، وفعله كسمع وضرب، والمصدر الزهوق، وتقدم في قوله تعالى وتزهق انفسهم وهم كافرون في سوره براءه 55، وقوله تعالى ان الباطل كان زهوقا في سوره الاسراء 81، وعندما انتهت مقارعتهم بالحجج الساطعه لابطال قولهم في الرسول وفي القران ابتداء من قوله تعالى (واسروا النجوى الذين ظلموا) الى قوله تعالى (كما ارسل الاولون) الانبياء 35 ،وما تخلل ذلك من المواعظ والقوارع والعبر، ختم الكلام بشتمهم وتهديدهم بقوله تعالى: (ولكم الويل مما تصفون) اي مما تصفون به محمدا صلى الله عليه وسلم والقران، والويل كلمه دعاء بسوء، وفيها في القران توجيه لان الويل اسم للعذاب.
وقال طنطاوي في الوسيط:- : (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) وقوله سبحانه (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق) اضراب عن اراده اتخاذ اللهو، واثبات لما تقتضيه ذاته تعالى مما يخالف ذلك، والقذف الرمى بسرعه، والاسم القذاف ككتاب، وهو سرعه السير، ومنه قولهم ناقه قذاف بكسر القاف، اذا كانت متقدمه على غيرها فى السير، ويدمغه اى يمحقه ويزيله. وقال القرطبى: واصل الدمغ شج الراس حتى يبلغ الدماغ ، اى ليس من شاننا ان نتخذ لهوا، وانما الذى من شاننا وحكمتنا ان نلقى بالحق الذى ارسلنا به رسلنا على الباطل الذى تشبث به الفاسقون فيدمغه، اى فيقهره ويهلكه ويزيله ازاله تامه، والتعبير القرانى البليغ يرسم هذه السنه الالهيه فى صوره حسيه متحركه، حتى لكانما الحق قذيفه تنطلق بسرعه فتهوى على الباطل فتشق ام راسه فاذا هو زاهق زائل.
و قال الالوسى:- وفى اذا الفجائيه والجمله الاسميه من الدلاله على كمال المسارعه فى الذهاب والبطلان مالا يخفى، فكانه زاهق من الاصل، وقوله تعالى ولكم الويل مما تصفون) وعيد شديد لاولئك الكافرين الذين نسبوا الى الله تعالى مالا يليق به، ووصفوه بان له صاحبه وولدا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، اى ولكم ايها الضالون المكذبون الويل والهلاك من اجل وصفكم له تعالى بما لا يليق بشانه الجليل.
وهذه الاية الكريمة هي من المبشرات لهذا الدين واهله نسال الله تعالى ان يعزنا بدينه ويثبتنا على هديه وطاعته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَٰطِلِ فَيَدْمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)(الأنبياء18)
جاءت هذه الاية الكريمة بعد قوله تعالى:-( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17)الانبياء
يقول السيد الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :-
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون 18 بل للاضراب عن اتخاذ اللهو وعن ان يكون الخلق لعبا اضراب ابطال وارتقاء اي بل نحن نعمد الى باطلكم فنقذف بالحق عليه كراهيه للباطل بله ان نعمل عملا هو باطل ولعب، والقذف حقيقته رمي جسم على جسم، واستعير هنا لايراد ما يزيل ويبطل الشيء من دليل او زجر او اعدام او تكوين ما يغلب لان ذلك مثل رمي الجسم المبطل بشيء ياتي عليه ليتلفه او يشتته، فالله يبطل الباطل بالحق بان يبين للناس بطلان الباطل على لسان رسله، وبان اوجد في عقولهم ادراكا للتمييز بين الصلاح والفساد وبان يسلط بعض عباده على المبطلين لاستئصال المبطلين. وبان يخلق مخلوقات يسخرها لابطال الباطل، قال تعالى اذ يوحي ربك الى الملائكه اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب) في سوره الانفال 12). والدمغ كسر الجسم الصلب الاجوف وهو هنا ترشيح لاستعاره القذف لايراد ما يبطل وهو استعاره ايضا حيث استعير الدمغ لمحق الباطل وازالته كما يزيل القذف الجسم المقذوف. فالاستعارتان من استعاره المحسوسين للمعقولين ،ودل حرف المفاجاة -اذا -على سرعه محق الحق الباطل عند وروده، لان للحق صوله فهو سريع المفعول اذا ورد ووضح، قال تعالى انزل من السماء ماء فسالت اوديه بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا _الى قوله تعالى_ كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) في سوره الرعد 17) والزاهق المنفلت من موضعه والهالك، وفعله كسمع وضرب، والمصدر الزهوق، وتقدم في قوله تعالى وتزهق انفسهم وهم كافرون في سوره براءه 55، وقوله تعالى ان الباطل كان زهوقا في سوره الاسراء 81، وعندما انتهت مقارعتهم بالحجج الساطعه لابطال قولهم في الرسول وفي القران ابتداء من قوله تعالى (واسروا النجوى الذين ظلموا) الى قوله تعالى (كما ارسل الاولون) الانبياء 35 ،وما تخلل ذلك من المواعظ والقوارع والعبر، ختم الكلام بشتمهم وتهديدهم بقوله تعالى: (ولكم الويل مما تصفون) اي مما تصفون به محمدا صلى الله عليه وسلم والقران، والويل كلمه دعاء بسوء، وفيها في القران توجيه لان الويل اسم للعذاب.
وقال طنطاوي في الوسيط:- : (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) وقوله سبحانه (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق) اضراب عن اراده اتخاذ اللهو، واثبات لما تقتضيه ذاته تعالى مما يخالف ذلك، والقذف الرمى بسرعه، والاسم القذاف ككتاب، وهو سرعه السير، ومنه قولهم ناقه قذاف بكسر القاف، اذا كانت متقدمه على غيرها فى السير، ويدمغه اى يمحقه ويزيله. وقال القرطبى: واصل الدمغ شج الراس حتى يبلغ الدماغ ، اى ليس من شاننا ان نتخذ لهوا، وانما الذى من شاننا وحكمتنا ان نلقى بالحق الذى ارسلنا به رسلنا على الباطل الذى تشبث به الفاسقون فيدمغه، اى فيقهره ويهلكه ويزيله ازاله تامه، والتعبير القرانى البليغ يرسم هذه السنه الالهيه فى صوره حسيه متحركه، حتى لكانما الحق قذيفه تنطلق بسرعه فتهوى على الباطل فتشق ام راسه فاذا هو زاهق زائل.
و قال الالوسى:- وفى اذا الفجائيه والجمله الاسميه من الدلاله على كمال المسارعه فى الذهاب والبطلان مالا يخفى، فكانه زاهق من الاصل، وقوله تعالى ولكم الويل مما تصفون) وعيد شديد لاولئك الكافرين الذين نسبوا الى الله تعالى مالا يليق به، ووصفوه بان له صاحبه وولدا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، اى ولكم ايها الضالون المكذبون الويل والهلاك من اجل وصفكم له تعالى بما لا يليق بشانه الجليل.
وهذه الاية الكريمة هي من المبشرات لهذا الدين واهله نسال الله تعالى ان يعزنا بدينه ويثبتنا على هديه وطاعته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.