هل يَخجلون من نِسبة الوباء إلى أنفسهم بسبب ذنوبهم فيبحثون له عن أسباب مختلفة؟
15.03.2021
عبدالله عيسى السلامة
Share2
AAA
مات لدى أحد الزعماء ابن ، في قرية بعيدة عن القرية التي يسكنها ! فخرج به بعض الرجال ، نحو القرية التي مات فيها الابن .. وفي منتصف الطريق ، سأل الزعيم رجلاً، ممّن معه في السيارة : مَن قتل ابني ؟ فقيل له : لقد مات في فراشه ، بقضاء الله وقدره ، ولم يقتله أحد ! فقال الزعيم : إذن ، لمَ أخرجتموني ، وجلبتموني إلى هنا ؟ عودوا بي إلى بيتي ومضافتي ، مادام لا ثأر لي عند أحد ، أطالبه به ، أو أنتقم منه !
وعاد الزعيم إلى قريته ومضافته ، منتظراً أن يأتي الناس بابنه إليه ! وقد جُلب جثمان الابن إليه ، وتمّ دفنه ، في القرية التي هو فيها ، دون أن يحمل أحد وزرَ موته !
فهل يخجل زعماء العالم ، اليوم ، من نسبة الوباء إلى أنفسهم ، وعدّه عقوبة ربانية لهم ، بسبب ذنوبهم .. ويبحثون عن أسباب بشرية ، يلصقونها بهذا الزعيم أو ذاك ، وبهذه الدولة أو تلك .. ليتسنّى لهم سلّ سيوف العقوبات ، ضدّ الجهة المتّهمة ، من ناحية .. وليظهروا، من ناحية أُخرى ، أمام شعوبهم ، أبطالاً مخلصين ، حريصين على صحّة شعوبهم ؛ فهم ينتقمون لهم ، ممّن سبّب لهم الكارثة ، أو جلبها إليهم ، أو أسهم في نشرها بينهم !
لقد قال عزّ وجلّ : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..).
وقد أهلك الله أمماً كثيرة سابقة ، بذنوبها ! فقد كان يهلك القرية ، بذنب أو ذنبين .. بينما لم يبق ذنب واحد ، من الذنوب التي أهلك الله بها ، الأمم السابقة .. إلاّ ارتكبته الأمم الحالية ، بسبب العولمة ؛ إذ تسبق أمّة إلى ذنب ما ، فينتقل إلى الأمم الأخرى ، عن طريق وسائل التواصل السريع ، ووسائل التنقّل السريع ، بين المدن والقارّات !
وقد وردت آيات كثيرة ، تنذر البشر، وتنهاهم عن ارتكاب الذنوب !
قال تعالى : (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس).
وقال تعالى ممّا خطيئاتِهم أُغرِقوا فأُدخِلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً).
وقال تعالى : (ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يَرجعون).
15.03.2021
عبدالله عيسى السلامة
Share2
AAA
مات لدى أحد الزعماء ابن ، في قرية بعيدة عن القرية التي يسكنها ! فخرج به بعض الرجال ، نحو القرية التي مات فيها الابن .. وفي منتصف الطريق ، سأل الزعيم رجلاً، ممّن معه في السيارة : مَن قتل ابني ؟ فقيل له : لقد مات في فراشه ، بقضاء الله وقدره ، ولم يقتله أحد ! فقال الزعيم : إذن ، لمَ أخرجتموني ، وجلبتموني إلى هنا ؟ عودوا بي إلى بيتي ومضافتي ، مادام لا ثأر لي عند أحد ، أطالبه به ، أو أنتقم منه !
وعاد الزعيم إلى قريته ومضافته ، منتظراً أن يأتي الناس بابنه إليه ! وقد جُلب جثمان الابن إليه ، وتمّ دفنه ، في القرية التي هو فيها ، دون أن يحمل أحد وزرَ موته !
فهل يخجل زعماء العالم ، اليوم ، من نسبة الوباء إلى أنفسهم ، وعدّه عقوبة ربانية لهم ، بسبب ذنوبهم .. ويبحثون عن أسباب بشرية ، يلصقونها بهذا الزعيم أو ذاك ، وبهذه الدولة أو تلك .. ليتسنّى لهم سلّ سيوف العقوبات ، ضدّ الجهة المتّهمة ، من ناحية .. وليظهروا، من ناحية أُخرى ، أمام شعوبهم ، أبطالاً مخلصين ، حريصين على صحّة شعوبهم ؛ فهم ينتقمون لهم ، ممّن سبّب لهم الكارثة ، أو جلبها إليهم ، أو أسهم في نشرها بينهم !
لقد قال عزّ وجلّ : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..).
وقد أهلك الله أمماً كثيرة سابقة ، بذنوبها ! فقد كان يهلك القرية ، بذنب أو ذنبين .. بينما لم يبق ذنب واحد ، من الذنوب التي أهلك الله بها ، الأمم السابقة .. إلاّ ارتكبته الأمم الحالية ، بسبب العولمة ؛ إذ تسبق أمّة إلى ذنب ما ، فينتقل إلى الأمم الأخرى ، عن طريق وسائل التواصل السريع ، ووسائل التنقّل السريع ، بين المدن والقارّات !
وقد وردت آيات كثيرة ، تنذر البشر، وتنهاهم عن ارتكاب الذنوب !
قال تعالى : (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس).
وقال تعالى ممّا خطيئاتِهم أُغرِقوا فأُدخِلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً).
وقال تعالى : (ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يَرجعون).