اضواء على النسبة والانتساب
ربط الانسان وانتسابه الى بقعة ارض مخالف للسنن الفطرية التي خلق الله عليها البشر..فالانسان مكان استيطانه الارض كلها ينتقل فيها حيث شاء ويقيم فيها حيثما شاء وطابت له المعيشة..والنسبة انما هي للتمييز والذي يميز الناس بعضهم عن بعض هي الاسماء المتدرجة من اسم الشخص الى ابيه الى جده الى اكثر من جد الى عشيرته الى قبيلته وليس في سلم معرفة الانساب وعلومها ارضه او الارض التي يعيش عليها لان من طبع البشر الرحيل والهجرة والاستيطان وتغيير الموطن..وقد مر معنا ان عمر رضي الله عنه استنكر على قوم من الشام جاؤه فانتسبوا الى قراهم ومدنهم التي يعيشون فيها وقال لهم لاتكونوا كالعجم ينتسبون الى الدير والكفر فان العرب تنتسب الى ابائها واجدادها وقبائلها وان الارض تنسب الى اهلها.
فهذه فلسفة العرب التي اقرها الاسلام في الانتساب وعبر عنها امير المؤمنين رضي الله عنه وحسب تسلسل السند او الاجداد الى القبيلة او دونها العشيرة..وهي الانتساب لعرق الدم وتتبعه عبر الاصول من الاباء والاجداد وليس انقطاعه الى التراب وهو ادعى الى ان يؤدم بين الناس في التواصل وصلة الارحام والتعاون على المعروف والنهي عن المنكر.واحرى ان يبقى ذوي القربى تستمر بينهم وشائج التقارب والتعارف فيكون ذلك رديفا لعلاقة الاخوة العظمى اخوة الاسلام.وقد سبق في منشورات سابقة ان بينا اهمية معرفة النسب لانه سبب في تشريع كثير من الاحكام من ارزها احكام المواريث واحكام الزواج فلا بد ان تعرف من هو ابوك وكذلك تاريخه وتاريخ اقاربك لتعرف من يحرم من جهة الدم والنسب او الرضاع او المصاهرة فهو ادعى ايضا لمعرفة المجتمع لبعضه البعض حتى على مستوى الافراد.
وان فلسفة غيرنا في الانتساب هي النسبة الى التراب والارض والموطن لانهم ربما لا يعرفون ابائهم وبالتالي اجدادهم...فالغرب لا يصدق عندهم الا نسب واحد وهو انتسابهم لامهاتهم ...فلذلك نجدهم تهاونوا في علم الانساب بل لم يعد يعني لهم شيئا .. ولاتنس ان التوراة المحرفة والتي هي من مصادر تفكيرهم وثقافتهم تدعو الى نسبة الولد لامه واعتبار ان اليهودي هو ابن اليهودية بغض النظر عن امه اليهودية من اين حملت به... ونقلوا هذه العدوى -اي عدم الاهتمام بالنسب وتسلسل الانساب واسنادها - الى من تعفنت عقولهم من ابنائنا الذين اتخذوهم مثلا وقدوة حتى في رذالاتهم و حتى ضيعوا انسابهم وعطلوا اواصر القربى وقطعوا وشائجها.. فتقطعت الارحام بين ذويها...وخلقوا لنا اصولا جديدة ما انزل الله بها من سلطان اسسها الشيطان ورسمها وحددها سايكس بيكوا فانتسبنا زورا الى ما رسموه وحددوه والنبي سلام الله عليه يقول -لعن الله من انتسب لغير ابيه - والانتساب الى الاباء والاجداد هو الانتساب الطبيعي.. الذي جعله الله تعالى للخلق.. يتعارفون ويتمايزون به. والادهى والامر ان يظهر الان من يريد انتساب الابن لامه علما بانه لاينسب عندنا الى امه الا ابن الزنا او الولد المتولد من طريق غير شرعي كابن المغتصبة.
قال الله تعالى محرما التبني لانه يخلط الانساب ومبينا طريق الانتساب الطبيعي للناس ..
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)الاحزاب.
ولما كانت المجتمعات في صدر الاسلام لا تنحوا منحى العرب في النسبة والانتساب وجدناهم مجرد دخولهم في الاسلام فرادى او جماعات زامن هذا الدخول تعريب تلك الشعوب والامم بدخول ابنائها ايضا في بطون العرب وقبائلها وعشائرها بدخولهم في ولاء القبائل العربية فاصبح يقال فلان مولى بني فلان وذلك لتحقق انصهار المجتمع في بوتقة الاسلام وتحقيق مؤاخاتهم فلا يلتفت الى ماضيه النسبي بل الى حاضره ونسبه المكتسب بالولاء فيصبح في ظل هذا الولاء في المجتمع له ما لابناء القبيلة التي والاها وفي ظل الدولة له ما للمسلمين ورعاياهم وعليه ما عليهم فلم يكن النسب بهذه الحلول الشرعية عائقا لا للعيش ولا للفكر والابداع فكان معظم علمائنا من الموالي الذين استوعبناهم دينا واخوة وترابطا وتكافلا في ظل منظومة فكرية تتعامل مع البشرعلى اساس لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى وقاعدة ولا تزر وازرة وزر اخرى فانقلبوا بنعمة الله اخوانا في ظل نظام جاء للناس كافة رحمة للعالمين..
ادام الله الاخوة والمودة بين ابناء الامة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ربط الانسان وانتسابه الى بقعة ارض مخالف للسنن الفطرية التي خلق الله عليها البشر..فالانسان مكان استيطانه الارض كلها ينتقل فيها حيث شاء ويقيم فيها حيثما شاء وطابت له المعيشة..والنسبة انما هي للتمييز والذي يميز الناس بعضهم عن بعض هي الاسماء المتدرجة من اسم الشخص الى ابيه الى جده الى اكثر من جد الى عشيرته الى قبيلته وليس في سلم معرفة الانساب وعلومها ارضه او الارض التي يعيش عليها لان من طبع البشر الرحيل والهجرة والاستيطان وتغيير الموطن..وقد مر معنا ان عمر رضي الله عنه استنكر على قوم من الشام جاؤه فانتسبوا الى قراهم ومدنهم التي يعيشون فيها وقال لهم لاتكونوا كالعجم ينتسبون الى الدير والكفر فان العرب تنتسب الى ابائها واجدادها وقبائلها وان الارض تنسب الى اهلها.
فهذه فلسفة العرب التي اقرها الاسلام في الانتساب وعبر عنها امير المؤمنين رضي الله عنه وحسب تسلسل السند او الاجداد الى القبيلة او دونها العشيرة..وهي الانتساب لعرق الدم وتتبعه عبر الاصول من الاباء والاجداد وليس انقطاعه الى التراب وهو ادعى الى ان يؤدم بين الناس في التواصل وصلة الارحام والتعاون على المعروف والنهي عن المنكر.واحرى ان يبقى ذوي القربى تستمر بينهم وشائج التقارب والتعارف فيكون ذلك رديفا لعلاقة الاخوة العظمى اخوة الاسلام.وقد سبق في منشورات سابقة ان بينا اهمية معرفة النسب لانه سبب في تشريع كثير من الاحكام من ارزها احكام المواريث واحكام الزواج فلا بد ان تعرف من هو ابوك وكذلك تاريخه وتاريخ اقاربك لتعرف من يحرم من جهة الدم والنسب او الرضاع او المصاهرة فهو ادعى ايضا لمعرفة المجتمع لبعضه البعض حتى على مستوى الافراد.
وان فلسفة غيرنا في الانتساب هي النسبة الى التراب والارض والموطن لانهم ربما لا يعرفون ابائهم وبالتالي اجدادهم...فالغرب لا يصدق عندهم الا نسب واحد وهو انتسابهم لامهاتهم ...فلذلك نجدهم تهاونوا في علم الانساب بل لم يعد يعني لهم شيئا .. ولاتنس ان التوراة المحرفة والتي هي من مصادر تفكيرهم وثقافتهم تدعو الى نسبة الولد لامه واعتبار ان اليهودي هو ابن اليهودية بغض النظر عن امه اليهودية من اين حملت به... ونقلوا هذه العدوى -اي عدم الاهتمام بالنسب وتسلسل الانساب واسنادها - الى من تعفنت عقولهم من ابنائنا الذين اتخذوهم مثلا وقدوة حتى في رذالاتهم و حتى ضيعوا انسابهم وعطلوا اواصر القربى وقطعوا وشائجها.. فتقطعت الارحام بين ذويها...وخلقوا لنا اصولا جديدة ما انزل الله بها من سلطان اسسها الشيطان ورسمها وحددها سايكس بيكوا فانتسبنا زورا الى ما رسموه وحددوه والنبي سلام الله عليه يقول -لعن الله من انتسب لغير ابيه - والانتساب الى الاباء والاجداد هو الانتساب الطبيعي.. الذي جعله الله تعالى للخلق.. يتعارفون ويتمايزون به. والادهى والامر ان يظهر الان من يريد انتساب الابن لامه علما بانه لاينسب عندنا الى امه الا ابن الزنا او الولد المتولد من طريق غير شرعي كابن المغتصبة.
قال الله تعالى محرما التبني لانه يخلط الانساب ومبينا طريق الانتساب الطبيعي للناس ..
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)الاحزاب.
ولما كانت المجتمعات في صدر الاسلام لا تنحوا منحى العرب في النسبة والانتساب وجدناهم مجرد دخولهم في الاسلام فرادى او جماعات زامن هذا الدخول تعريب تلك الشعوب والامم بدخول ابنائها ايضا في بطون العرب وقبائلها وعشائرها بدخولهم في ولاء القبائل العربية فاصبح يقال فلان مولى بني فلان وذلك لتحقق انصهار المجتمع في بوتقة الاسلام وتحقيق مؤاخاتهم فلا يلتفت الى ماضيه النسبي بل الى حاضره ونسبه المكتسب بالولاء فيصبح في ظل هذا الولاء في المجتمع له ما لابناء القبيلة التي والاها وفي ظل الدولة له ما للمسلمين ورعاياهم وعليه ما عليهم فلم يكن النسب بهذه الحلول الشرعية عائقا لا للعيش ولا للفكر والابداع فكان معظم علمائنا من الموالي الذين استوعبناهم دينا واخوة وترابطا وتكافلا في ظل منظومة فكرية تتعامل مع البشرعلى اساس لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى وقاعدة ولا تزر وازرة وزر اخرى فانقلبوا بنعمة الله اخوانا في ظل نظام جاء للناس كافة رحمة للعالمين..
ادام الله الاخوة والمودة بين ابناء الامة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.