امة الاسلام امة حية لا تهلك ولا تموت
الحمد لله المظهر لدينه ولو كره الكافرون والمشركون والمجرمون النافقون ، والصلاة والسلام على من انزل الله عليه: إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً -9 الاسراء -
وبعد:
ان امة الاسلام امة حية ولادة لاتموت ولن تموت فيها قيم الاسلام ومعانيه،
نعم !! يقول بعض الناس من شدة اليأس والقنوط مما يرونه من مصائب ومهالك تصيب الامة ، وتخاذل القوى التي تحكم الامة ، وتمنعها من نصرة بعضها البعض - يقولون : ضاعت الامة او هلكت الامة بمعنى ماتت الامة ،
وهنا نؤكد ونقول بحزم وجزم ان امتنا حية مستمرة الى يوم القيامة ، رغم انوف الاعداء والمنافقين والماكرين ، فمن مقتضيات ختم الرسالة والنبوة استمرارية الامة الحاملة للرسالة والوارثة لمهام النبوة ... فيقول الله تعالى مبشرا للعاملين من هذه الامة : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ( 55 ) النور )
وقد حرم الله تعالى علينا الغلو لاننا لسنا باحرص من الله تعالى على دينه ومصيره الذي ظمنه ووعدنا باظهاره، فقد حرم الله الغلو والتنطع في الدين، قال الله تعالى: لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ [النساء:171]، وفي الحديث: إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين. رواه أحمد والحاكم .
وفي نفس الوقت فقد حرم الله التساهل في الدين واقتراف المحرمات، وكره إلى المؤمنين الكفر والفسوق والعصيان، وتوعد الفساق بالنار، فقال: وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ [السجدة:20].
و وعد سبحانه وهو لا يخلف الميعاد باظها دينه فقال (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)الفتح).
وقال في سورة الصف : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف).
وقد عظم الله تعالى حرمة القول على الله تعالى بغير علم، وجعله من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وقد جعله الله سبحانه وتعالى عديل الشرك، وتوعد عليه بالعذاب الأليم، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ){الأعراف:33}. وقال جل من قائل : - ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) {الأنعام:144}.
وقال سبحانه: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النحل:116ـ 117}.
ويقول الرسول الكريم عليه واله الصلاةو السلام :- (من قال هلك الناس فهو أهلكُهم) أي فهو أشدهم هلاكا، والمسلمون لا يهلكون بل لا تزال فيهم طائفة على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله، كما قال النبي ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، وفي لفظ آخر: لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وفي لفظ آخر: لا يزال أمر هذه الأمة قائماً حتى يأتي أمر الله.وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ . قَالَهَا ثَلَاثًا ) رواه مسلم ، والمتتبع لتعريف كلمة المتنطعون عند الفقهاء واهل اللغة يجدها تحتويهذه المعاني التالية : هم المتعمقون المتقعرون في الكلام المدعون المعرفة والعلم بكل شيء ، المغالون في الامور، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم و المهولون والمعظمون للاحداث، في حين جاء الرسل عليهم السلام مبشرون بالخير وكان رسولنا الكريم صلوات ربي عليه واله وسلامه يقول بشروا ولا تنفروا ..
فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه ومعاذا إلى اليمن، فقال: «يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا». وفي صحيح مسلم عن أبي موسى، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره، قال: «بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا».
ومن اجمل العبارات قيلا ومعنى - تفائلوا بالخير تجدوه - وهو موافق لما في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه.
اللهم نعوذ بك من التنطع والتشدق والتقعر ونسالك ان تجعل لنا لسان صدق عند مليك مقتدر .. ربنا وانصرنا وانصر ديننا وامتنا على كل من عاداها فلا مولى لنا سواك فانت نعم المولى ونعم النصير ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-02-24, 10:59 am عدل 1 مرات