ّّّّّّّّّ------- بسم الله الرحمن الرحيم -------
14- الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة اثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
بعد الحديث عن الشهادتين من خلال حديثنا عن الذكر وقبلها تحدثنا عن الصوم ثم قراءة القران وتلاوته واثار ذلك التربوية على النفس والسلوك سننتقل للحديث عن الدروس التربوية المستفادة من الصلاة واول مباحثها الطهارة التي هي شرط صحة اداءها
بحث معاني الطهارة
تُعرَّف الطّهارةُ في اللُّغة بأنها النّظافة من جميع الأقذار، سواءً أكانت حسّيةً أو معنويّة، وتأتي الطّهارة في اللُّغة من: طَهُر الشيء، طُهراً، وطهارةً، وهو النّقاء وزوال الدَّنَس، ويُقال: طَهُرت المرأةُ، وهو نقيض الحيض. فالطَّهارة بالمعنى اللغوي: النظافة، والنزاهة، والنقاء، والبراءة، والخلوص من الأدناس، والأقذار، حسية كانت أو معنوية.
[rtl][1][/rtl]
فالحسية طهارة متعلقة بالبدن، والملبس، والمكان، وهي: تتضمن، جوانب متعددة، بالنسبة للفرد، والمجتمع، مثل: نظافة المكان، والملبس، والبدن، بما في ذلك: تنظيف الفم، والغسل، وإزالة الأقذار، والروائح الكريهة وكل ما يتأذى منه الآخرون، سواء حال العبادة، أوحال الانفراد، أوحال الاجتماع بالآخرين، وفي مختلف الأمكنة. وكذلك تشمل الجوانب المعنوية: كالنزاهة والاستقامة المتعلقة بالسلوك،والتعامل والمعاملات والأخلاق . فنقول رجل طاهر اي مستقيم في سيرته وسلوكه ومعاملاته اخلاقه . فالتوبة مثلا طهارة للانسان من ادناس الكفر وادران الشرك ويفهم ويدرك ذلك من عموم قوله تعالى:- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222].
وفي اصطلاح الفقهاء، هي: رفع حدث، وإزالة نجس، وما في معناهما، أو على صورتهما. قال الله تعالى: ﴿ ... لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ١٠٨﴾ [التوبة:108] . وفي الحديث الشريف : «الطهور شطر الإيمان» ، رواه الامام مسلم واحمد والترمذي. وقد ورد الأمر بالغسل في قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة: 6]. أي اغتسلوا، وفي قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء:43]. وفي الطهارة من الحدث قال سبحانه :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)المائدة) .
وفي طهارة الثياب قوله تعالى : - (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر:4] ، وأما طهارة المكان الذي يصلي فيه فلحديث أبي هريرة قال: قام أعرابي فبال في المسجد فقام إليه الناس ليقعوا به. فقال صلى الله عليه وسلم: «دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» رواه الجماعة عدا الامام مسلم.
والطهارة العينية تتم بمطهرات شرعها لنا الله تعالى، ومنها الماء المطلق الطاهر المطهر في الغسل والوضوء وازالة النجاسات، وبالتراب في التيمم وفي اولى غسلات الاناء من ولوغ الكلب ،والاستحالة كأن يتحول الخمر الى خل، او يتحول دم غزال الرنة الى مسك، او تتحلل النجاسة وتصبح ترابا ...
وكذلك الدباغ للجلود الذي يتخلل المدبوغ فيصبغه ويغير لونه وريحه ...
وكذلك هناك طهارة اهم من الطهارة الحسية، الا وهي طهارة القلب و تزكية النفس وتطهيرها مما يدنسها ،و طهارة القلب عن الشرك بكل مظاهره، وترك عبادة الاصنام الحجرية والفكرية وطاعة الاصنام البشرية ،وبراءته من التعلق بغير إلهه وخالقه ورازقه جل جلاله . ثم تخلية القلب عن كل ضغينة وحقد وحسد لاخوانه من اهل الايمان والاسلام ، فلا يحسدُهم على نعمةٍ أنعمها اللهُ عليهم؛ بل يفرح بها؛ لأنَّه يعلم أنَّ محبةَ الخير للمسلمين مما افترضه الله عليه واوجبه لقبول ايمانه، وان من أعظم أسباب صلاح القلب الاستغفار و التوبة، فإن المعاصي تمرض القلب وتضعفه وتقسيه، فإذا أكثر العبد من ذكر الله المانع له عن المعاصي والدافع له للقيام بالواجبات واجتناب المناهي، وكذلك الاكثارمن قراءة القرآن واتباع هديه واحكامه، وبادر بالتوبة والاستغفارالقاطع عن الذنب والتقصير وكل ما يُشين ، طهر القلب وصلح الحال، واستقام الأمر، فلنطهر نفوسنا وقلوبنا قبل ان نطهر ابداننا واعضاء اجسادنا وملابسنا ...
اللهم طهر قلوبنا من كل حقد وبغض للمسلمين وطهر نفوسنا من كل ما يُشينها ، وطهر بلادنا من كل دنس للغاصب والمغتصب ، وطهر امتنا من الذلة والخنوع والاستعباد والهوان ، واكرمنا بنصرك المؤزر على المعتدين والظالمين واحفاد من جعلت منهم القردة والخنازير واعوانهم ، اللهم امين...
والى لقاء يتجدد بكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
14- الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة اثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
بعد الحديث عن الشهادتين من خلال حديثنا عن الذكر وقبلها تحدثنا عن الصوم ثم قراءة القران وتلاوته واثار ذلك التربوية على النفس والسلوك سننتقل للحديث عن الدروس التربوية المستفادة من الصلاة واول مباحثها الطهارة التي هي شرط صحة اداءها
بحث معاني الطهارة
تُعرَّف الطّهارةُ في اللُّغة بأنها النّظافة من جميع الأقذار، سواءً أكانت حسّيةً أو معنويّة، وتأتي الطّهارة في اللُّغة من: طَهُر الشيء، طُهراً، وطهارةً، وهو النّقاء وزوال الدَّنَس، ويُقال: طَهُرت المرأةُ، وهو نقيض الحيض. فالطَّهارة بالمعنى اللغوي: النظافة، والنزاهة، والنقاء، والبراءة، والخلوص من الأدناس، والأقذار، حسية كانت أو معنوية.
[rtl][1][/rtl]
فالحسية طهارة متعلقة بالبدن، والملبس، والمكان، وهي: تتضمن، جوانب متعددة، بالنسبة للفرد، والمجتمع، مثل: نظافة المكان، والملبس، والبدن، بما في ذلك: تنظيف الفم، والغسل، وإزالة الأقذار، والروائح الكريهة وكل ما يتأذى منه الآخرون، سواء حال العبادة، أوحال الانفراد، أوحال الاجتماع بالآخرين، وفي مختلف الأمكنة. وكذلك تشمل الجوانب المعنوية: كالنزاهة والاستقامة المتعلقة بالسلوك،والتعامل والمعاملات والأخلاق . فنقول رجل طاهر اي مستقيم في سيرته وسلوكه ومعاملاته اخلاقه . فالتوبة مثلا طهارة للانسان من ادناس الكفر وادران الشرك ويفهم ويدرك ذلك من عموم قوله تعالى:- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222].
وفي اصطلاح الفقهاء، هي: رفع حدث، وإزالة نجس، وما في معناهما، أو على صورتهما. قال الله تعالى: ﴿ ... لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ١٠٨﴾ [التوبة:108] . وفي الحديث الشريف : «الطهور شطر الإيمان» ، رواه الامام مسلم واحمد والترمذي. وقد ورد الأمر بالغسل في قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة: 6]. أي اغتسلوا، وفي قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء:43]. وفي الطهارة من الحدث قال سبحانه :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)المائدة) .
وفي طهارة الثياب قوله تعالى : - (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر:4] ، وأما طهارة المكان الذي يصلي فيه فلحديث أبي هريرة قال: قام أعرابي فبال في المسجد فقام إليه الناس ليقعوا به. فقال صلى الله عليه وسلم: «دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» رواه الجماعة عدا الامام مسلم.
والطهارة العينية تتم بمطهرات شرعها لنا الله تعالى، ومنها الماء المطلق الطاهر المطهر في الغسل والوضوء وازالة النجاسات، وبالتراب في التيمم وفي اولى غسلات الاناء من ولوغ الكلب ،والاستحالة كأن يتحول الخمر الى خل، او يتحول دم غزال الرنة الى مسك، او تتحلل النجاسة وتصبح ترابا ...
وكذلك الدباغ للجلود الذي يتخلل المدبوغ فيصبغه ويغير لونه وريحه ...
وكذلك هناك طهارة اهم من الطهارة الحسية، الا وهي طهارة القلب و تزكية النفس وتطهيرها مما يدنسها ،و طهارة القلب عن الشرك بكل مظاهره، وترك عبادة الاصنام الحجرية والفكرية وطاعة الاصنام البشرية ،وبراءته من التعلق بغير إلهه وخالقه ورازقه جل جلاله . ثم تخلية القلب عن كل ضغينة وحقد وحسد لاخوانه من اهل الايمان والاسلام ، فلا يحسدُهم على نعمةٍ أنعمها اللهُ عليهم؛ بل يفرح بها؛ لأنَّه يعلم أنَّ محبةَ الخير للمسلمين مما افترضه الله عليه واوجبه لقبول ايمانه، وان من أعظم أسباب صلاح القلب الاستغفار و التوبة، فإن المعاصي تمرض القلب وتضعفه وتقسيه، فإذا أكثر العبد من ذكر الله المانع له عن المعاصي والدافع له للقيام بالواجبات واجتناب المناهي، وكذلك الاكثارمن قراءة القرآن واتباع هديه واحكامه، وبادر بالتوبة والاستغفارالقاطع عن الذنب والتقصير وكل ما يُشين ، طهر القلب وصلح الحال، واستقام الأمر، فلنطهر نفوسنا وقلوبنا قبل ان نطهر ابداننا واعضاء اجسادنا وملابسنا ...
اللهم طهر قلوبنا من كل حقد وبغض للمسلمين وطهر نفوسنا من كل ما يُشينها ، وطهر بلادنا من كل دنس للغاصب والمغتصب ، وطهر امتنا من الذلة والخنوع والاستعباد والهوان ، واكرمنا بنصرك المؤزر على المعتدين والظالمين واحفاد من جعلت منهم القردة والخنازير واعوانهم ، اللهم امين...
والى لقاء يتجدد بكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...