بسم الله الرحمن الرحيم
احذروا الهوى فانه مدخل الشيطان الى الانفس والقلوب !!
الاسلام يُكيف الهوى وميول النفس ولا يتكيف هو بالهوى ، قال تعالى "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (القصص: 50) .فالهوى الذي لا يتكيف بالهدي الالهي هو هوى ضلال وضلالة، قد جرت سنة الله تعالى في الهداية والإضلال أن يكون اتباع هوى النفس الذي لم يتكيف طبقا لمفاهيم الايمان سببا من أسباب الضلال. حيث ان المقصود بالهوى شرعا ميل النفس للشهوة .و حيث انه لغة هو ميل النفس إلى الشىء ومحبتها واشتهائها له .. وأكثر ما يستعمل فى الحب المذموم للاشياء والامور كما قال تعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى ) النازعات (40-41) .
والله تعالى خلق الميل في الإنسان لضرورة بقائه؛ فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل وما شرب ولا نكح ولا توالد، فالهوى مستحث لتلك الشهوات ليثيرها لما يريده، كما إن الغضب دافع عنه ما يؤذيه، فلا ينبغى ذم الهوى مطلقاً ولا مدحه مطلقاً، كما إن الغضب لا يذم مطلقا ولا يمدح مطلقا، وإنما يذم المفرط من النوعين، وهو ما زاد عن الحد المشبع للغريزة والحاجة العضوية اشباعا صحيحا. والهوى ليس حتما مقضيا على النفس الانسانية ، بل يمكن ان يكيف الانسان نفسه ويغير مفاهيمها المولدة له ، بدلالة ايات النازعة انفة الذكر، وبدلالة وبدلالة حديث :- {لايؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به}{صححه الامام النووي في الاربعين}.
فالاسلام يغير العقلية و النفس والواقع، و يصنع النفس والعقلية القابلة لحمله، والواقع الملائم لنشر افكاره وتنفيذ احكامه، في حين انه لا يتغير هو ليجاري الواقع او يساير هوى النفوس ويتركها بادرانها وغوايتها...
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) ، حديث صحيح حكم بصحته الامام النووي رحمه الله وابو نعيم وهو موافق لما جاء في القران الكريم . وقد ورد القرآن بمثل هذا في غير موضع . قال تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [ النساء : 65 ] . وقال تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم [ الأحزاب : 36 ] . وذم سبحانه من كره ما أحبه الله ، أو أحب ما كرهه الله وجعل هذا الشعور والاحساس سببا لاحباط العمل وافشاله، فقال : (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) [ محمد : 9 ] ، وقال تعالى : ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) [ محمد : 28 ] . فالواجب على كل مؤمن أن يحب ما أحبه الله محبة توجب له الإتيان بما وجب عليه منه ، فإن زادت المحبة ، حتى أتى بما ندب إليه منه ، كان ذلك فضلا ، وأن يكره ما كرهه الله تعالى كراهة توجب له الكف عما حرم عليه منه ، فإن زادت الكراهة حتى أوجبت الكف عما كرهه تنزيها ، كان ذلك فضلا . وقد ثبت في " الصحيحين " عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وأهله والناس أجمعين فلا يكون المؤمن مؤمنا حتى يقدم محبة الرسول على محبة جميع الخلق ، ومحبة الرسول تابعة لمحبة مرسله . والمحبة الصحيحة تقتضي المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات ، قال عز وجل : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) [ التوبة : 24 ] . وقال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) [ آل عمران : 31 ] قال الحسن : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إنا نحب ربنا حبا شديدا ، فأحب الله أن يجعل لحبه علما ، فأنزل الله هذه الآية . وفي " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار .
.لقدجاء الاسلام ليغير مجرى حياة البشرية, عقيدة وفكرا وسلوكا وقيما ومفاهيم عملية, وليس مجرد مثل نظرية مثالية ليست قابلة للتطبيق ..بل قيم ومفاهيم وافكار عملية تصطدم بالواقع السيء لتغيره وتنصب على الواقع ليتغير بها، وليس ليتماشا مع الواقع ويسايره، بل لتخلق نمطا من اساليب العيش والحياة يسلم الناس فيه امر قيادهم لله تعالى، فيكيفون انفسهم واهوائهم بما اوحى الله لهم، وتصبح حياتهم وحتى مشاعرهم واحاسيسهم وفقا وتبعا لما انزل الله على نبيه سلام الله عليه..لذلك وجدنا النبي عليه السلام يقول:-(( لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))..قال الامام النووي رحمه الله حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ...ووجدناه سلام الله عليه يقول :-((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة واحمد
وجاءفي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلاّ من نفسي. فقال:" والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي. فقال:" الآن يا عمر "))، رواه البخاري.
فالايمان مفاهيم ، بمعنى انه افكار ينتظم بها السلوك في الواقع ، لامجرد تنظير واقوال بلا افعال لا يظهر اثرها في السلوك والمشاعر وتتكيف بها الاحاسيس ،فقد أخرج ابن أبي شيبة عن الحسن موقوفًا «ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل» وأخرج البخاري في تاريخه عن أنس مرفوعًا «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة على بني آدم».
نعم.. ان الايمان يغير النفس ويغير السلوك، ليندفع المؤمن مجتهدا في تغيير الواقع، وايجاد الواقع الشرعي الذي يرضى به الله تعالى لخلقه، مغيرا النفوس ومكيفا لاهوائها وبالتالي ضابطا لشهواتها وتصرفاتها (... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ...(11)الرعد).
اللهم احينا بأحكام شرعك وبمفاهيم وقيم دينك الحق، وتوفنا وانت راض عنا واعز امتنا بدينها وراية نبيها ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
احذروا الهوى فانه مدخل الشيطان الى الانفس والقلوب !!
الاسلام يُكيف الهوى وميول النفس ولا يتكيف هو بالهوى ، قال تعالى "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (القصص: 50) .فالهوى الذي لا يتكيف بالهدي الالهي هو هوى ضلال وضلالة، قد جرت سنة الله تعالى في الهداية والإضلال أن يكون اتباع هوى النفس الذي لم يتكيف طبقا لمفاهيم الايمان سببا من أسباب الضلال. حيث ان المقصود بالهوى شرعا ميل النفس للشهوة .و حيث انه لغة هو ميل النفس إلى الشىء ومحبتها واشتهائها له .. وأكثر ما يستعمل فى الحب المذموم للاشياء والامور كما قال تعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى ) النازعات (40-41) .
والله تعالى خلق الميل في الإنسان لضرورة بقائه؛ فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل وما شرب ولا نكح ولا توالد، فالهوى مستحث لتلك الشهوات ليثيرها لما يريده، كما إن الغضب دافع عنه ما يؤذيه، فلا ينبغى ذم الهوى مطلقاً ولا مدحه مطلقاً، كما إن الغضب لا يذم مطلقا ولا يمدح مطلقا، وإنما يذم المفرط من النوعين، وهو ما زاد عن الحد المشبع للغريزة والحاجة العضوية اشباعا صحيحا. والهوى ليس حتما مقضيا على النفس الانسانية ، بل يمكن ان يكيف الانسان نفسه ويغير مفاهيمها المولدة له ، بدلالة ايات النازعة انفة الذكر، وبدلالة وبدلالة حديث :- {لايؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به}{صححه الامام النووي في الاربعين}.
فالاسلام يغير العقلية و النفس والواقع، و يصنع النفس والعقلية القابلة لحمله، والواقع الملائم لنشر افكاره وتنفيذ احكامه، في حين انه لا يتغير هو ليجاري الواقع او يساير هوى النفوس ويتركها بادرانها وغوايتها...
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) ، حديث صحيح حكم بصحته الامام النووي رحمه الله وابو نعيم وهو موافق لما جاء في القران الكريم . وقد ورد القرآن بمثل هذا في غير موضع . قال تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [ النساء : 65 ] . وقال تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم [ الأحزاب : 36 ] . وذم سبحانه من كره ما أحبه الله ، أو أحب ما كرهه الله وجعل هذا الشعور والاحساس سببا لاحباط العمل وافشاله، فقال : (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) [ محمد : 9 ] ، وقال تعالى : ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) [ محمد : 28 ] . فالواجب على كل مؤمن أن يحب ما أحبه الله محبة توجب له الإتيان بما وجب عليه منه ، فإن زادت المحبة ، حتى أتى بما ندب إليه منه ، كان ذلك فضلا ، وأن يكره ما كرهه الله تعالى كراهة توجب له الكف عما حرم عليه منه ، فإن زادت الكراهة حتى أوجبت الكف عما كرهه تنزيها ، كان ذلك فضلا . وقد ثبت في " الصحيحين " عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وأهله والناس أجمعين فلا يكون المؤمن مؤمنا حتى يقدم محبة الرسول على محبة جميع الخلق ، ومحبة الرسول تابعة لمحبة مرسله . والمحبة الصحيحة تقتضي المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات ، قال عز وجل : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) [ التوبة : 24 ] . وقال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) [ آل عمران : 31 ] قال الحسن : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إنا نحب ربنا حبا شديدا ، فأحب الله أن يجعل لحبه علما ، فأنزل الله هذه الآية . وفي " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار .
.لقدجاء الاسلام ليغير مجرى حياة البشرية, عقيدة وفكرا وسلوكا وقيما ومفاهيم عملية, وليس مجرد مثل نظرية مثالية ليست قابلة للتطبيق ..بل قيم ومفاهيم وافكار عملية تصطدم بالواقع السيء لتغيره وتنصب على الواقع ليتغير بها، وليس ليتماشا مع الواقع ويسايره، بل لتخلق نمطا من اساليب العيش والحياة يسلم الناس فيه امر قيادهم لله تعالى، فيكيفون انفسهم واهوائهم بما اوحى الله لهم، وتصبح حياتهم وحتى مشاعرهم واحاسيسهم وفقا وتبعا لما انزل الله على نبيه سلام الله عليه..لذلك وجدنا النبي عليه السلام يقول:-(( لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))..قال الامام النووي رحمه الله حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ...ووجدناه سلام الله عليه يقول :-((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة واحمد
وجاءفي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلاّ من نفسي. فقال:" والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي. فقال:" الآن يا عمر "))، رواه البخاري.
فالايمان مفاهيم ، بمعنى انه افكار ينتظم بها السلوك في الواقع ، لامجرد تنظير واقوال بلا افعال لا يظهر اثرها في السلوك والمشاعر وتتكيف بها الاحاسيس ،فقد أخرج ابن أبي شيبة عن الحسن موقوفًا «ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل» وأخرج البخاري في تاريخه عن أنس مرفوعًا «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة على بني آدم».
نعم.. ان الايمان يغير النفس ويغير السلوك، ليندفع المؤمن مجتهدا في تغيير الواقع، وايجاد الواقع الشرعي الذي يرضى به الله تعالى لخلقه، مغيرا النفوس ومكيفا لاهوائها وبالتالي ضابطا لشهواتها وتصرفاتها (... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ...(11)الرعد).
اللهم احينا بأحكام شرعك وبمفاهيم وقيم دينك الحق، وتوفنا وانت راض عنا واعز امتنا بدينها وراية نبيها ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...