حب من نوع آخر...!!
بقلم: ملكة أحمد الشريف
كانا ماضيين، كلّ في سبيله،
عندما صادفها في ذلك الطريق الوعر المؤدّي إلى طرق فرعيّة أخرى،
كلاهما ظلّ ماشيا...
لا يلتفت إلى الآخر، وكأنّه لا يعرفه ولا يعنيه...
صمت ثقيل كان يلفّ المكان ويطبق على صدره،
أحسّ فيه بالغربة العقيمة... رغم أنّه يضجّ بأناس كثيرين،
يخيّل إليه أنّه لا يعرف أحدا منهم...
عبق رائحة غريبة تنتشر في المكان،
وتزيد من حيرته، التفت إلى الوراء ليراها تحثّ الخطى،
تجاهلته وكأنّها لم تره، وواصلت طريقها غير آبهة به،
اشتدّت حيرته... أراد أن يناديها بأعلى صوته لكنّها ذابت بين الجموع...
أفاق من ذلك الكابوس وقلبه كالذبيح يرتجف بين ضلوعه،
وحبّات العرق تتصبّب من جبينه ومن جميع أنحاء جسده البارد.
حمد الله كثيرا عندما رآها ترقد بسلام إلى جواره...
نظر إلى وجهها الرقيق،
وتناول كوب الماء الموجود على المنضدة القريبة
ليرتشف منه القليل عله يرطب حلقه الجاف.
حاول جاهدا كتم أنفاسه ليصغي إلى ترانيم أنفاسها...
تأمّل وجهها الملائكي من جديد،
والتقط من الجوار قلمه ونوتته التي اعتاد أن يدوّن فيها طلبات بيته اليومية ليخط لها كلمات...
بثّ فيها من عشقه...
أحسّ أن لديه الكثير من الكلمات،
ملقيا اللوم على نفسه أنّه لم يبثّها مشاعره المتّقدة من قبل...
انساب القلم في يديه ليكتب لها...
أوّلا... إنّه يحبّها...
وثانيا... إنّه يحبّها.
وثالثا... إنّه يحبّها...
وأحسّ بسيل من مشاعر الحبّ الجارف نحوها
كأنّه لا زال في الرابعة عشر من عمره،
لا يستطيع كبح جماح نفسه،
متناسيا تلك الشعيرات البيضاء التي خطت طريقها إلى رأسه.
ولكنّه أحسّ أن قلبه ما زال صغيرا ينبض شغفا وحبّا...
كيف لا؟؟... وهى رفيقة دربه منذ سنين خلت...
كيف لا... وهي التي شاركته رحلة حياته
بما فيها من ذكريات طوتها صفحة عمرهما،
وانسكب منها الكثير على مرآة الواقع،
ليتحقّق بعضها، وتصبو نفسهما إلى تتمّة آخرها.
عاد ينظر مليّا إلى تلك الخطوط التي تسللت على استحياء إلى جبينها،
رأى في تلك الخطوط شريط عمر بأكمله من حياة بنياها بخطوات واثقة.
تململت في فراشها،
وأحسّت بوجوم غريب يلفّ المكان... جعلها تفيق من نومها،
ونظرت إليه متسائلة عن السرّ في ذلك الوجوم،
ولكنّه بادرها بقبلة وهمسات ضاحكة، وكأنّ شيئا لم يكن.
ودعا الله في سرّه أن يمنحه العافية ليكمل ما تبقّى من عمره برفقتها...
=======
بقلم: ملكة أحمد الشريف
كانا ماضيين، كلّ في سبيله،
عندما صادفها في ذلك الطريق الوعر المؤدّي إلى طرق فرعيّة أخرى،
كلاهما ظلّ ماشيا...
لا يلتفت إلى الآخر، وكأنّه لا يعرفه ولا يعنيه...
صمت ثقيل كان يلفّ المكان ويطبق على صدره،
أحسّ فيه بالغربة العقيمة... رغم أنّه يضجّ بأناس كثيرين،
يخيّل إليه أنّه لا يعرف أحدا منهم...
عبق رائحة غريبة تنتشر في المكان،
وتزيد من حيرته، التفت إلى الوراء ليراها تحثّ الخطى،
تجاهلته وكأنّها لم تره، وواصلت طريقها غير آبهة به،
اشتدّت حيرته... أراد أن يناديها بأعلى صوته لكنّها ذابت بين الجموع...
أفاق من ذلك الكابوس وقلبه كالذبيح يرتجف بين ضلوعه،
وحبّات العرق تتصبّب من جبينه ومن جميع أنحاء جسده البارد.
حمد الله كثيرا عندما رآها ترقد بسلام إلى جواره...
نظر إلى وجهها الرقيق،
وتناول كوب الماء الموجود على المنضدة القريبة
ليرتشف منه القليل عله يرطب حلقه الجاف.
حاول جاهدا كتم أنفاسه ليصغي إلى ترانيم أنفاسها...
تأمّل وجهها الملائكي من جديد،
والتقط من الجوار قلمه ونوتته التي اعتاد أن يدوّن فيها طلبات بيته اليومية ليخط لها كلمات...
بثّ فيها من عشقه...
أحسّ أن لديه الكثير من الكلمات،
ملقيا اللوم على نفسه أنّه لم يبثّها مشاعره المتّقدة من قبل...
انساب القلم في يديه ليكتب لها...
أوّلا... إنّه يحبّها...
وثانيا... إنّه يحبّها.
وثالثا... إنّه يحبّها...
وأحسّ بسيل من مشاعر الحبّ الجارف نحوها
كأنّه لا زال في الرابعة عشر من عمره،
لا يستطيع كبح جماح نفسه،
متناسيا تلك الشعيرات البيضاء التي خطت طريقها إلى رأسه.
ولكنّه أحسّ أن قلبه ما زال صغيرا ينبض شغفا وحبّا...
كيف لا؟؟... وهى رفيقة دربه منذ سنين خلت...
كيف لا... وهي التي شاركته رحلة حياته
بما فيها من ذكريات طوتها صفحة عمرهما،
وانسكب منها الكثير على مرآة الواقع،
ليتحقّق بعضها، وتصبو نفسهما إلى تتمّة آخرها.
عاد ينظر مليّا إلى تلك الخطوط التي تسللت على استحياء إلى جبينها،
رأى في تلك الخطوط شريط عمر بأكمله من حياة بنياها بخطوات واثقة.
تململت في فراشها،
وأحسّت بوجوم غريب يلفّ المكان... جعلها تفيق من نومها،
ونظرت إليه متسائلة عن السرّ في ذلك الوجوم،
ولكنّه بادرها بقبلة وهمسات ضاحكة، وكأنّ شيئا لم يكن.
ودعا الله في سرّه أن يمنحه العافية ليكمل ما تبقّى من عمره برفقتها...
=======