بينما كنت جالسه تحت ظلال الزيتونه وبين الازهار
واذا بصوة ينده لي كزأير الاسود
التفت يمينا وشمالا
واذا هو الاسمراني صاحب اجمل عقده بين حاجبيه
يربط على جبينه كوفية سوداء ويحمل بيده بندقيه
قلت له انتظرتك طويلا اين كنت
قال لي كنت في الميدان واتيت لاودعك ربما ارحل دون عوده
قلت له ارحل هيا ارحل لكن اعلم انك ستعود اما تحمل بندقيتك
اما قد لففت بعلم العزه
هيا ارحل اني انتظرك
فنزل على الارض وقبل زيتونه قد نقشنا اسمينا عليها في طفولتنا
وشد بيده على كمشه من التراب وقبله بكل حب
وقال لي سأعود للارض ولزيتونتنا سأعود لاحمل عنكي جرة الماء واوصلك بها الى البيت
ساعود لنقطف السنابل سويا
ساعود لانتظرك عصرا لنذهب الى ارض جدي ونسرق التفاح الاخضر
ضحكت بوجهه وبعيوني دمعة ساخنه تحرقني وتكويني
واذا به يلبسني كوفيته التي كان يربطها على جبينه
ويقول لي ساشتاق لكِ
قلت له هيا اذهب فالاخوه في انتظارك وداعا يا صديق الطفولة والصبا
وبعد انتظار طال كثيرا تحت ظلال الزيتونه
رايت جموعا وحشودا من الشباب تهتف بعال الصوت
الله اكبر النصر لنا والعزه لنا وكان رصاصهم يزغرد في السماء
فذهبت اركض في اتجاههم
وسألت احدهم اين هو ؟؟؟؟
قال لي لقد عاد
قلت له صحيح
قال نعم
ركعت على الارض وشكرة الله وبكيت فرحا انه عاد
واذا به يقترب مني مسطحا كالطفل البريء عيناه ينظران الي ببريق فأغلقتهما
وعلى شفتيه ابتسامةً مرسومةً سرقت قلبي
فقبلت جبينه
وما بدموعي الا تسيل على وجنتيه السمراوين
فخلعت كوفيته التي البسني اياها وغطيت وجهه بها
وقلت له كنت واثقه انك ستعود وها انت عدت فعلا قد عدت لي ملفوفا بعلم العزه
فأهلا بك ايها الشهيد اهلا بك ايها العريس
هذا هو العرس الفلسطيني
عندما يأتي العريس محملا على اكتاف اصحابه الى عروسه
وتفوح منه رائحةً زكيه
رائحة الدماء الطاهره المغواره
فكم من عريس وعريس قد اتى الى عروسه تفوح منه هذه الرائحه الزكيه
هذا هو العرس الفلسطيني
رحم الله شهداؤنا وارزقنا ما ارزقهم يا رب اميييييين
براعم اللوتس