Jan 17 2011, 12:01 AM
مفهوم القوة بقلم الأخ الفاضل أبو محمود آل صواف...
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
مفهوم القوة
يكسب مفهوم القوة في السياسة أهمية كبرى لأنه يؤثر في تصرفات القوى السياسية, وقراراتها.
ويشكل موقفها السياسي إزاء الأحداث والأفكار السياسية, ويحدد سياساتها التي ترسم أو تنفذ, وهو من المفاهيم السياسية في تفسير وتحليل وفهم الأحداث السياسية والمواقف السياسية للقوى السياسية والموقف الدولي.
والمفهوم الصحيح للقوة مفهوم حَاد يدفع القوة السياسية دفعاً دائمياً لتحقيق غاياتها بجد واجتهاد, وبجرأة وشجاعة, وبـِصبر ونضال, فيجعلها قوى مؤثرة في الحلبة السياسية, وفي العلاقات, وفي صياغة الأحداث, وفي التأثير على القوى الأخرى السياسية وغيرها.
والقوة هي المؤثر الذي يُحدث تأثيراً في الواقع المستهدف فتحدث فيه أثراً مادياً أو معنوياً أو روحياً.
والقوة الحقيقية للقوى السياسية تتمثل بنوعين من القوة, وهما متلازمتان كلزوم الماء للحياة فلا تنفك إحداهما عن الأخرى.
القوى الأولى هي القوة العالمية ؛ والقوى الثانية هي القوة الذاتية.
والقوة العالمية لا وجود لها بشكل حيوي بدون القوة الذاتية.
والقوة الذاتية مهما عظمت وضخمت فإنها سرعان ما تبدد وتمحق ما لم تعتمد على القوة العالمية.
والقوة العالمية هي التي تجسيد النظرة العالمية من زاوية خاصة للقوى السياسية, وهي في حقيقـتها المؤثر الدائم الذي يغير القوى السياسية ويكيفها بحسبها, وتحدث أثراً ظاهراً أو خفياً مِنها يتجلى في أعمال وشعور وغايات القوى السياسية, وفي تفكيرها ونظرتها للحياة وما قبلها وما بعدها.
والقوة العالمية هي المؤثر الفكري الذي يجعل من الفكرة قوة, فأي فكرة من الأفكار تعبر عن واقع, فإذا كان لهذا الواقع وجود في الذهن كانت مفهوماً عند صاحبها, وإلا هي مجرد معلومات.
والفكرة التي هي مفهوم إذا كان لها أثر كانت قوة, وان لم يكن لها أثر لم تكن قوة.
وهذا الأثر إما أن يكون أثراً روحياً أو أثراً معنويا أو أثراً مادياً.
فإذا وجد الأثر في نفس صاحبها يَـهتـَز له ويتأثر به ولا يتعده إلى واقع الحياة فهو أثر غير مادي. إذ هو إما أثر روحي إن كان تأثره لأنه من الله تعالى, أو أثر معنوي إن كان تأثره لأنه يجلب الراحة كالمدح والكرم وما شاكل ذلك, وإذا وجد الأثر في واقع الحياة بين الناس يحركهم مع الفكرة أو ضدها يكون أثراً مادياً:
وعلى ذلك يمكن أن تتحول الفكرة إلى قوة روحية ويمكن أن تتحول هذه الفكرة إلى قوة مادية؛ فالإسلام منذ هدم الخلافة إلى إن وجد حزب التحرير كان قوة روحية, ثم وجد الحزب فجعل من الإسلام من قوة مادية.
وعليه فالفكرة قد تكون قوة مادية أو روحية أو معنوية, وقد تكون مجرد معلومات, وكذلك الحال بالنسبة للأخبار والأشياء والأحداث؛ فقد تكون من النوع المثير الذي يحدث الأثر المقصود, وقد تكون من غير مثير؛ بل واقع موجود على هامش الإحداث.
والفكرة حتى تكون مؤثرة التأثير الحقيقي والدائمي على القوى السياسية
لابد أن تكون : فكرة كلية عن الكون الإنسان والحياة , وأن ينبثق عنها أنظمة الحياة , وأن يبنى عليها أفكار عن الحياة ,
وهذه الفكرة هي المبد أ ,
والمبدأ حتى يكون صحيحاً ومؤثراً التأثير الفعلي عن قناعة ورضى, لابد أن يكون مطابقاً للواقع أي أن يكون المبدأ ليس مجرد أفكار بل حقائق ثابتة, ولابد أن يكون مطابقاً لواقع الإنسان بمعنى أنه مبنياً على العقل وملائماً للفطرة الإنسانية, فتتمسك به الشعوب والأمم وتضحي من أجله بالغالي والنفيس والمبدأ هو القوة العالمية, والمبدأ حتى يكون قوة لا يغلب لابد أن يكون المبدأ الحقيقي وأن يكون عالمياً في نظرته وفكره وكل ما يتعلق به بالشكل والمضمون والبعد, لأنه حينئذٍِ يشكل قوة عالمية فعلية.
ومن هنا كان من أهم عناصر القوة للقوى السياسية هو المبدأ العالمي بل هو العنصر الأصلي الوحيد وعنه تنتج العناصر الأخرى للقوة المتعلقة بالجانب الإنساني فهو سر حياة القوة السياسية, فمن حيث الجانب الفكري فالمبدأ يمثل القوة العالمية.
ـــ والإسلام ؛
قوة عالمية بالفعل, وهو قوة لا تغلب, وكل مفهوم من مفاهيم الإسلام سواء تعلق بالعقيدة أم بالأحكام الشرعية يشكل قوة حقيقية للإنسان وللدولة وللأمة وللأحزاب الإسلامية.
ـــ والإسلام ؛
قوة لا تغلب لأنه الحق, وقوة الحق من الحق سبحانه ولله القوة جميعاً, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـــ ومفاهيم الإسلام ؛
تعطي كل من يعتنقها قوة روحية وسياسية هائلة لا تغلب إذا استكملت عناصرها.
إن المبدأ الإسلامي بعقيدة السياسية والروحية ووجهة نظره عن الحياة, هو العنصر الوحيد الجوهري في قوة القوى السياسية – الحزب الأمة الدولة – , وهو الذي يصوغ شخصيتها العالمية المبدئية, وعنه تنبثق وتبنى القوى الذاتية العالمية, وفيه تكمن الأسباب التي تضمن العيش الدائم للقوى السياسية, وبدونه لا يتأتى للعباقرة توفير الأسباب التي تضمن البقاء للقوى السياسية.
والقوة الذاتية هي المؤثر الإنساني والمادي المحسوس الذي يعتمد على الذات ولا يعتمد على القوى الأجنبية, وهي المؤثر العملي الذي يجسد القوة العالمية في الواقع فيجعلها حية ومؤثرة بالفعل بالاعتماد على الذات.
يتبع بإذن الله تعالى
مفهوم القوة بقلم الأخ الفاضل أبو محمود آل صواف
مفهوم القوة بقلم الأخ الفاضل أبو محمود آل صواف...
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
مفهوم القوة
يكسب مفهوم القوة في السياسة أهمية كبرى لأنه يؤثر في تصرفات القوى السياسية, وقراراتها.
ويشكل موقفها السياسي إزاء الأحداث والأفكار السياسية, ويحدد سياساتها التي ترسم أو تنفذ, وهو من المفاهيم السياسية في تفسير وتحليل وفهم الأحداث السياسية والمواقف السياسية للقوى السياسية والموقف الدولي.
والمفهوم الصحيح للقوة مفهوم حَاد يدفع القوة السياسية دفعاً دائمياً لتحقيق غاياتها بجد واجتهاد, وبجرأة وشجاعة, وبـِصبر ونضال, فيجعلها قوى مؤثرة في الحلبة السياسية, وفي العلاقات, وفي صياغة الأحداث, وفي التأثير على القوى الأخرى السياسية وغيرها.
والقوة هي المؤثر الذي يُحدث تأثيراً في الواقع المستهدف فتحدث فيه أثراً مادياً أو معنوياً أو روحياً.
والقوة الحقيقية للقوى السياسية تتمثل بنوعين من القوة, وهما متلازمتان كلزوم الماء للحياة فلا تنفك إحداهما عن الأخرى.
القوى الأولى هي القوة العالمية ؛ والقوى الثانية هي القوة الذاتية.
والقوة العالمية لا وجود لها بشكل حيوي بدون القوة الذاتية.
والقوة الذاتية مهما عظمت وضخمت فإنها سرعان ما تبدد وتمحق ما لم تعتمد على القوة العالمية.
والقوة العالمية هي التي تجسيد النظرة العالمية من زاوية خاصة للقوى السياسية, وهي في حقيقـتها المؤثر الدائم الذي يغير القوى السياسية ويكيفها بحسبها, وتحدث أثراً ظاهراً أو خفياً مِنها يتجلى في أعمال وشعور وغايات القوى السياسية, وفي تفكيرها ونظرتها للحياة وما قبلها وما بعدها.
والقوة العالمية هي المؤثر الفكري الذي يجعل من الفكرة قوة, فأي فكرة من الأفكار تعبر عن واقع, فإذا كان لهذا الواقع وجود في الذهن كانت مفهوماً عند صاحبها, وإلا هي مجرد معلومات.
والفكرة التي هي مفهوم إذا كان لها أثر كانت قوة, وان لم يكن لها أثر لم تكن قوة.
وهذا الأثر إما أن يكون أثراً روحياً أو أثراً معنويا أو أثراً مادياً.
فإذا وجد الأثر في نفس صاحبها يَـهتـَز له ويتأثر به ولا يتعده إلى واقع الحياة فهو أثر غير مادي. إذ هو إما أثر روحي إن كان تأثره لأنه من الله تعالى, أو أثر معنوي إن كان تأثره لأنه يجلب الراحة كالمدح والكرم وما شاكل ذلك, وإذا وجد الأثر في واقع الحياة بين الناس يحركهم مع الفكرة أو ضدها يكون أثراً مادياً:
وعلى ذلك يمكن أن تتحول الفكرة إلى قوة روحية ويمكن أن تتحول هذه الفكرة إلى قوة مادية؛ فالإسلام منذ هدم الخلافة إلى إن وجد حزب التحرير كان قوة روحية, ثم وجد الحزب فجعل من الإسلام من قوة مادية.
وعليه فالفكرة قد تكون قوة مادية أو روحية أو معنوية, وقد تكون مجرد معلومات, وكذلك الحال بالنسبة للأخبار والأشياء والأحداث؛ فقد تكون من النوع المثير الذي يحدث الأثر المقصود, وقد تكون من غير مثير؛ بل واقع موجود على هامش الإحداث.
والفكرة حتى تكون مؤثرة التأثير الحقيقي والدائمي على القوى السياسية
لابد أن تكون : فكرة كلية عن الكون الإنسان والحياة , وأن ينبثق عنها أنظمة الحياة , وأن يبنى عليها أفكار عن الحياة ,
وهذه الفكرة هي المبد أ ,
والمبدأ حتى يكون صحيحاً ومؤثراً التأثير الفعلي عن قناعة ورضى, لابد أن يكون مطابقاً للواقع أي أن يكون المبدأ ليس مجرد أفكار بل حقائق ثابتة, ولابد أن يكون مطابقاً لواقع الإنسان بمعنى أنه مبنياً على العقل وملائماً للفطرة الإنسانية, فتتمسك به الشعوب والأمم وتضحي من أجله بالغالي والنفيس والمبدأ هو القوة العالمية, والمبدأ حتى يكون قوة لا يغلب لابد أن يكون المبدأ الحقيقي وأن يكون عالمياً في نظرته وفكره وكل ما يتعلق به بالشكل والمضمون والبعد, لأنه حينئذٍِ يشكل قوة عالمية فعلية.
ومن هنا كان من أهم عناصر القوة للقوى السياسية هو المبدأ العالمي بل هو العنصر الأصلي الوحيد وعنه تنتج العناصر الأخرى للقوة المتعلقة بالجانب الإنساني فهو سر حياة القوة السياسية, فمن حيث الجانب الفكري فالمبدأ يمثل القوة العالمية.
ـــ والإسلام ؛
قوة عالمية بالفعل, وهو قوة لا تغلب, وكل مفهوم من مفاهيم الإسلام سواء تعلق بالعقيدة أم بالأحكام الشرعية يشكل قوة حقيقية للإنسان وللدولة وللأمة وللأحزاب الإسلامية.
ـــ والإسلام ؛
قوة لا تغلب لأنه الحق, وقوة الحق من الحق سبحانه ولله القوة جميعاً, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـــ ومفاهيم الإسلام ؛
تعطي كل من يعتنقها قوة روحية وسياسية هائلة لا تغلب إذا استكملت عناصرها.
إن المبدأ الإسلامي بعقيدة السياسية والروحية ووجهة نظره عن الحياة, هو العنصر الوحيد الجوهري في قوة القوى السياسية – الحزب الأمة الدولة – , وهو الذي يصوغ شخصيتها العالمية المبدئية, وعنه تنبثق وتبنى القوى الذاتية العالمية, وفيه تكمن الأسباب التي تضمن العيش الدائم للقوى السياسية, وبدونه لا يتأتى للعباقرة توفير الأسباب التي تضمن البقاء للقوى السياسية.
والقوة الذاتية هي المؤثر الإنساني والمادي المحسوس الذي يعتمد على الذات ولا يعتمد على القوى الأجنبية, وهي المؤثر العملي الذي يجسد القوة العالمية في الواقع فيجعلها حية ومؤثرة بالفعل بالاعتماد على الذات.
يتبع بإذن الله تعالى
مفهوم القوة بقلم الأخ الفاضل أبو محمود آل صواف