من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 641 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 641 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
معتصم - 12434
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 
العرين - 1193
من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_rcapمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_voting_barمن أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها

4 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

--------------------------------------------------------------------------------

من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بين الله تعالى لنبيه أن بيان ما في القرآن هو على الله عز وجل بعد ذلك، (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة، وثم تفيد الترتيب مع التراخي، وبيان القرآن ممتد إلى يوم القيامة0
وقد جاء في القرآن ذكر استنساخ الأعمال؛ (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية0
وذكر حضور الأعمال؛ (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف0
لم يكن يفهم من هذه الآيات إلا أن الأعمال تكتبها الملائكة في كتاب كل إنسان، من خير أو شر، ولا يترك شيء دون كتابة، مهما بلغ من الصغر، والإنسان يحاسب على ما كتب له في سجل أعماله 00 هذا الفهم الذي لا يتصور غيره0
ثم دار الزمان000 وإذا بالإنسان يستطيع أن يرسل صوته إلى أماكن بعيدة لا يقع عليها بصره، ثم استطاع أن يسجل صوته، ويحفظه، ويعيد سماعه 00 وبعد قدرته على التصوير، وإثبات صورته على ألواح، وأوراق، استطاع أن يحفظ صورًا متتابعة له، ويعرضها بسرعة وكأنها تتحرك، 00 ثم بعد ذلك استطاع دمج الصوت مع الصورة، فتراه متحركًا وتسمع صوته 00 ثم بعد ذلك استطاع فعل ذلك مع حفظ جميع الألوان في المكان، فترى المكان والإنسان والأشياء وتسمع ما جرى من أصوات فيها، وكأنك تنظر بعينيك إلى حقيقة وواقع وليس إلى صورة 00 وكل ذلك يحفظ ويعرض في حياة أصحابه وبعد موتهم، فاليوم نرى أحداثًا حدثت في الحرب العالمية الأولى، والثانية، وكثير منا لم يعايش شيئًا منها 00بل هناك أقدم من ذلك مشاهد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر0
فما نراه ونشاهده نسميه فِلْمًا، أو لقطة مصورة، وهو في الحقيقة استنساخ لعمل بعض الناس، أو الجماعات، في مكان ما، وزمان ما، وما نراه هو نسخة من تلك الأعمال، ومن هذه النسخة نستطيع أن نستنسخ عددًا غير محدود من النسخ 00 وبهذا الفعل أصبحنا نرى نسخًا لأفعال أموات قد هلكوا منذ زمن ما أحدثوه في حياتهم0
بعد هذا الذي حدث استطعنا أن نفهم قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية، فإذا كان البشر استطاعوا أن يستنسخوا أعمالهم فكيف بالذي خلقهم؟! وهو الذي أذن لهم بفتح باب هذه العلوم ليعرفوا بها قدرة الله، وأن الله عز وجل لم يكن جاهلاً بما سيفعله البشر ويتوصلون إليه، عندما أنزل القرآن الكريم ومن قبل أن ينـزله، وقبل خلقهم0
فيوم القيامة يعجب الناس، وخاصة من لم يشاهد ما شاهدناه، أن عمله كله قد عمل له نسخة طبق الأصل، تعرض عليه من يوم مولده إلى يوم وفاته، لا يخفى ولا يغيب ولا يبتر منه شيء 00 بل ويرى أكثر من ذلك، صورة ما يدور في قلبه وعقله، مما لم يطلع عليه البشر من حوله، فيكشف عن نواياهم، وخبايا أنفسهم، فعند عجبهم من ذلك يقول الله لهم: (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية0
وقد أشار تعالى إلى نفس الشيء بقوله: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف، كيف يكون عمله حاضرًا وهو قد أصبح ماضيًا؟! لم يكن هناك تفسير لذلك إلا بكتابة الأعمال في سجلات الأعمال 00 ولم يخطر ببالهم أن يكون عملهم أحضر بهذا الاستنساخ الذي كان للأعمال، ولم يسقط منه شيء، وأنه يرى نفسه وهي تعمل العمل0، وكل أعضائه حاضرة شاهدة في هذا الاستنساخ0
وصدق الله تعالى الذي أخبر، وخبره لا يكون إلا صدقًا؛ القائل في كتابه: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة0
والكتاب إنما سمي بالكتاب ليس لنوع ما يكتب عليه، ولا لنوع الأداة التي يكتب بها، ولا لنوع المادة المستعملة في الكتابة، إنما سمي بذلك لأنه مرجع يرجع إليه، يمنع الاختلاف عندما تختلف الأهواء، وتضعف الذكريات، فيخرج ليكون الحكم الحاسم الذي لا ترد شهادته، فكل ما يقوم بذلك فهو كتاب، سواء أكان مكتوبًا على ورق، أم مصورًا في فلم، أم مسجلاً على شريط أم محفوظًا على اسطوانة0
قال الله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء0
النسخ هو حفظ ما يذهب بعمل شيء يماثله ليحل محله ويقوم مقامه في غيابه.
عندما يكون لديك شيء غير دائم ويهمك بقاؤه عندك؛ تعمل له نسخة مماثلة له.
أما كان لا يعنيك بقاؤه ولا تريد الرجوع إليه ... فلا تجعل له صورة منسوخة عنه.
وكان التعامل مع الكتب السابقة التي أنزلت على أهل الكتاب بأن جرى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام؛
- قسم عفا الله تعالى عنه، ولا حاجة بقيت فيه للرجوع إليه.
- وقسم باطل أضيف إلى الكتاب ويحرم اعتقاده أو الأخذ والعمل به.
- وقسم بقيت فائدة ومنفعة من إعادة ذكره؛ فأعيد ذكره في القرآن الكريم بكلام الله تعالى المعجز، وليس بكلام البشر.
وهذا القسم الأخير هو المقصود في قوله تعالى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة. الآيات التي تم نسخها كان بإعادة ذكرها بكلام الله في القرآن؛ من قصص الأنبياء وغير ذلك. وقسم تركت ونسيت ولم يعد العمل بها واجبًا.
وجاءت هذه الآية بعد قوله تعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) البقرة.
فأهل الكتاب لا يريدون أن ينزل شيء جديد على المسلمين، وأن يظلوا هم المختصين بفضل الكتاب فقط.
والنسخ يغنى عن الرجوع إلى كتبهم، فهو بكلام الله المعجز الذي لا يشابهه كلام خير منه، ولا أعذب منه تلاوة، وسماعًا.
وقال تعالى في نفس الشأن: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) المائدة.
فما أعاد الله تعالى نسخة؛ شيء مما أظهروه من الكتاب الذي أنزل عليهم، وشيء مما كانوا يحفوه عن الناس، فكشفه الله تعالى بهذا النسخ ، ولم يعد في كتبهم شيء يستحق الرجوع إليه. حتى لا يقع من لا يحسن النظر في الأمور ويميز الحق فيها من الباطل.
فأردت بيان هذه الآية الدالة على نسخ ما عند أهل الكتاب وليس نسخ بعض القرآن ببعضه.
فالنسخ فيه إحلال شيء مكان شيء يغيب بالزوال كالأفعال
أو بالبعد؛ كإرجاع الكتب إلى أصحابها بعد نسخها،
أو بالإحلال مكانه، كما ينسخ الضوء(الضح) الظل.
واستنساخ الأعمال بفعل الملائكة التي هي عن اليمين وعن الشمال قعيد لكل العباد، لا تفارقهم، ولا تنشغل عنهم.
فتحضر يوم القيامة هذا الأعمال، وتعرض بالصوت والصورة، ويعرض فيها الظاهر والباطن لتشهد عليهم،
ولا تكذبها أعضاؤهم، ولا هم يستطيعون إنكارها ... ولن ينكر أحد بعد ذلك شيء مما يعاقب عليه.
والله تعالى أعلم بذلك، وما فوق ذلك؛ مما لا نقدر على إداركه، أو لم نتوصل بعد إلى معرفته.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

ابو مصعب

ابو مصعب

مشكور اخ نبيل على هذه المعلومات القيمة

????


زائر

نبيل القدس كتب:--------------------------------------------------------------------------------

من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بين الله تعالى لنبيه أن بيان ما في القرآن هو على الله عز وجل بعد ذلك، (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة، وثم تفيد الترتيب مع التراخي، وبيان القرآن ممتد إلى يوم القيامة0
وقد جاء في القرآن ذكر استنساخ الأعمال؛ (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية0
وذكر حضور الأعمال؛ (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف0
لم يكن يفهم من هذه الآيات إلا أن الأعمال تكتبها الملائكة في كتاب كل إنسان، من خير أو شر، ولا يترك شيء دون كتابة، مهما بلغ من الصغر، والإنسان يحاسب على ما كتب له في سجل أعماله 00 هذا الفهم الذي لا يتصور غيره0
ثم دار الزمان000 وإذا بالإنسان يستطيع أن يرسل صوته إلى أماكن بعيدة لا يقع عليها بصره، ثم استطاع أن يسجل صوته، ويحفظه، ويعيد سماعه 00 وبعد قدرته على التصوير، وإثبات صورته على ألواح، وأوراق، استطاع أن يحفظ صورًا متتابعة له، ويعرضها بسرعة وكأنها تتحرك، 00 ثم بعد ذلك استطاع دمج الصوت مع الصورة، فتراه متحركًا وتسمع صوته 00 ثم بعد ذلك استطاع فعل ذلك مع حفظ جميع الألوان في المكان، فترى المكان والإنسان والأشياء وتسمع ما جرى من أصوات فيها، وكأنك تنظر بعينيك إلى حقيقة وواقع وليس إلى صورة 00 وكل ذلك يحفظ ويعرض في حياة أصحابه وبعد موتهم، فاليوم نرى أحداثًا حدثت في الحرب العالمية الأولى، والثانية، وكثير منا لم يعايش شيئًا منها 00بل هناك أقدم من ذلك مشاهد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر0
فما نراه ونشاهده نسميه فِلْمًا، أو لقطة مصورة، وهو في الحقيقة استنساخ لعمل بعض الناس، أو الجماعات، في مكان ما، وزمان ما، وما نراه هو نسخة من تلك الأعمال، ومن هذه النسخة نستطيع أن نستنسخ عددًا غير محدود من النسخ 00 وبهذا الفعل أصبحنا نرى نسخًا لأفعال أموات قد هلكوا منذ زمن ما أحدثوه في حياتهم0
بعد هذا الذي حدث استطعنا أن نفهم قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية، فإذا كان البشر استطاعوا أن يستنسخوا أعمالهم فكيف بالذي خلقهم؟! وهو الذي أذن لهم بفتح باب هذه العلوم ليعرفوا بها قدرة الله، وأن الله عز وجل لم يكن جاهلاً بما سيفعله البشر ويتوصلون إليه، عندما أنزل القرآن الكريم ومن قبل أن ينـزله، وقبل خلقهم0
فيوم القيامة يعجب الناس، وخاصة من لم يشاهد ما شاهدناه، أن عمله كله قد عمل له نسخة طبق الأصل، تعرض عليه من يوم مولده إلى يوم وفاته، لا يخفى ولا يغيب ولا يبتر منه شيء 00 بل ويرى أكثر من ذلك، صورة ما يدور في قلبه وعقله، مما لم يطلع عليه البشر من حوله، فيكشف عن نواياهم، وخبايا أنفسهم، فعند عجبهم من ذلك يقول الله لهم: (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية0
وقد أشار تعالى إلى نفس الشيء بقوله: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف، كيف يكون عمله حاضرًا وهو قد أصبح ماضيًا؟! لم يكن هناك تفسير لذلك إلا بكتابة الأعمال في سجلات الأعمال 00 ولم يخطر ببالهم أن يكون عملهم أحضر بهذا الاستنساخ الذي كان للأعمال، ولم يسقط منه شيء، وأنه يرى نفسه وهي تعمل العمل0، وكل أعضائه حاضرة شاهدة في هذا الاستنساخ0
وصدق الله تعالى الذي أخبر، وخبره لا يكون إلا صدقًا؛ القائل في كتابه: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة0
والكتاب إنما سمي بالكتاب ليس لنوع ما يكتب عليه، ولا لنوع الأداة التي يكتب بها، ولا لنوع المادة المستعملة في الكتابة، إنما سمي بذلك لأنه مرجع يرجع إليه، يمنع الاختلاف عندما تختلف الأهواء، وتضعف الذكريات، فيخرج ليكون الحكم الحاسم الذي لا ترد شهادته، فكل ما يقوم بذلك فهو كتاب، سواء أكان مكتوبًا على ورق، أم مصورًا في فلم، أم مسجلاً على شريط أم محفوظًا على اسطوانة0
قال الله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء0
النسخ هو حفظ ما يذهب بعمل شيء يماثله ليحل محله ويقوم مقامه في غيابه.
عندما يكون لديك شيء غير دائم ويهمك بقاؤه عندك؛ تعمل له نسخة مماثلة له.
أما كان لا يعنيك بقاؤه ولا تريد الرجوع إليه ... فلا تجعل له صورة منسوخة عنه.
وكان التعامل مع الكتب السابقة التي أنزلت على أهل الكتاب بأن جرى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام؛
- قسم عفا الله تعالى عنه، ولا حاجة بقيت فيه للرجوع إليه.
- وقسم باطل أضيف إلى الكتاب ويحرم اعتقاده أو الأخذ والعمل به.
- وقسم بقيت فائدة ومنفعة من إعادة ذكره؛ فأعيد ذكره في القرآن الكريم بكلام الله تعالى المعجز، وليس بكلام البشر.
وهذا القسم الأخير هو المقصود في قوله تعالى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة. الآيات التي تم نسخها كان بإعادة ذكرها بكلام الله في القرآن؛ من قصص الأنبياء وغير ذلك. وقسم تركت ونسيت ولم يعد العمل بها واجبًا.
وجاءت هذه الآية بعد قوله تعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) البقرة.
فأهل الكتاب لا يريدون أن ينزل شيء جديد على المسلمين، وأن يظلوا هم المختصين بفضل الكتاب فقط.
والنسخ يغنى عن الرجوع إلى كتبهم، فهو بكلام الله المعجز الذي لا يشابهه كلام خير منه، ولا أعذب منه تلاوة، وسماعًا.
وقال تعالى في نفس الشأن: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) المائدة.
فما أعاد الله تعالى نسخة؛ شيء مما أظهروه من الكتاب الذي أنزل عليهم، وشيء مما كانوا يحفوه عن الناس، فكشفه الله تعالى بهذا النسخ ، ولم يعد في كتبهم شيء يستحق الرجوع إليه. حتى لا يقع من لا يحسن النظر في الأمور ويميز الحق فيها من الباطل.
فأردت بيان هذه الآية الدالة على نسخ ما عند أهل الكتاب وليس نسخ بعض القرآن ببعضه.
فالنسخ فيه إحلال شيء مكان شيء يغيب بالزوال كالأفعال
أو بالبعد؛ كإرجاع الكتب إلى أصحابها بعد نسخها،
أو بالإحلال مكانه، كما ينسخ الضوء(الضح) الظل.
واستنساخ الأعمال بفعل الملائكة التي هي عن اليمين وعن الشمال قعيد لكل العباد، لا تفارقهم، ولا تنشغل عنهم.
فتحضر يوم القيامة هذا الأعمال، وتعرض بالصوت والصورة، ويعرض فيها الظاهر والباطن لتشهد عليهم،
ولا تكذبها أعضاؤهم، ولا هم يستطيعون إنكارها ... ولن ينكر أحد بعد ذلك شيء مما يعاقب عليه.
والله تعالى أعلم بذلك، وما فوق ذلك؛ مما لا نقدر على إداركه، أو لم نتوصل بعد إلى معرفته.

معتصم

معتصم
مشرف
مشرف

نبيل القدس كتب:--------------------------------------------------------------------------------

من أسرار يوم القيامة 000استنساخ الأعمال وحضورها
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بين الله تعالى لنبيه أن بيان ما في القرآن هو على الله عز وجل بعد ذلك، (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة، وثم تفيد الترتيب مع التراخي، وبيان القرآن ممتد إلى يوم القيامة0
وقد جاء في القرآن ذكر استنساخ الأعمال؛ (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية0
وذكر حضور الأعمال؛ (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف0
لم يكن يفهم من هذه الآيات إلا أن الأعمال تكتبها الملائكة في كتاب كل إنسان، من خير أو شر، ولا يترك شيء دون كتابة، مهما بلغ من الصغر، والإنسان يحاسب على ما كتب له في سجل أعماله 00 هذا الفهم الذي لا يتصور غيره0
ثم دار الزمان000 وإذا بالإنسان يستطيع أن يرسل صوته إلى أماكن بعيدة لا يقع عليها بصره، ثم استطاع أن يسجل صوته، ويحفظه، ويعيد سماعه 00 وبعد قدرته على التصوير، وإثبات صورته على ألواح، وأوراق، استطاع أن يحفظ صورًا متتابعة له، ويعرضها بسرعة وكأنها تتحرك، 00 ثم بعد ذلك استطاع دمج الصوت مع الصورة، فتراه متحركًا وتسمع صوته 00 ثم بعد ذلك استطاع فعل ذلك مع حفظ جميع الألوان في المكان، فترى المكان والإنسان والأشياء وتسمع ما جرى من أصوات فيها، وكأنك تنظر بعينيك إلى حقيقة وواقع وليس إلى صورة 00 وكل ذلك يحفظ ويعرض في حياة أصحابه وبعد موتهم، فاليوم نرى أحداثًا حدثت في الحرب العالمية الأولى، والثانية، وكثير منا لم يعايش شيئًا منها 00بل هناك أقدم من ذلك مشاهد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر0
فما نراه ونشاهده نسميه فِلْمًا، أو لقطة مصورة، وهو في الحقيقة استنساخ لعمل بعض الناس، أو الجماعات، في مكان ما، وزمان ما، وما نراه هو نسخة من تلك الأعمال، ومن هذه النسخة نستطيع أن نستنسخ عددًا غير محدود من النسخ 00 وبهذا الفعل أصبحنا نرى نسخًا لأفعال أموات قد هلكوا منذ زمن ما أحدثوه في حياتهم0
بعد هذا الذي حدث استطعنا أن نفهم قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية، فإذا كان البشر استطاعوا أن يستنسخوا أعمالهم فكيف بالذي خلقهم؟! وهو الذي أذن لهم بفتح باب هذه العلوم ليعرفوا بها قدرة الله، وأن الله عز وجل لم يكن جاهلاً بما سيفعله البشر ويتوصلون إليه، عندما أنزل القرآن الكريم ومن قبل أن ينـزله، وقبل خلقهم0
فيوم القيامة يعجب الناس، وخاصة من لم يشاهد ما شاهدناه، أن عمله كله قد عمل له نسخة طبق الأصل، تعرض عليه من يوم مولده إلى يوم وفاته، لا يخفى ولا يغيب ولا يبتر منه شيء 00 بل ويرى أكثر من ذلك، صورة ما يدور في قلبه وعقله، مما لم يطلع عليه البشر من حوله، فيكشف عن نواياهم، وخبايا أنفسهم، فعند عجبهم من ذلك يقول الله لهم: (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية0
وقد أشار تعالى إلى نفس الشيء بقوله: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف، كيف يكون عمله حاضرًا وهو قد أصبح ماضيًا؟! لم يكن هناك تفسير لذلك إلا بكتابة الأعمال في سجلات الأعمال 00 ولم يخطر ببالهم أن يكون عملهم أحضر بهذا الاستنساخ الذي كان للأعمال، ولم يسقط منه شيء، وأنه يرى نفسه وهي تعمل العمل0، وكل أعضائه حاضرة شاهدة في هذا الاستنساخ0
وصدق الله تعالى الذي أخبر، وخبره لا يكون إلا صدقًا؛ القائل في كتابه: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة0
والكتاب إنما سمي بالكتاب ليس لنوع ما يكتب عليه، ولا لنوع الأداة التي يكتب بها، ولا لنوع المادة المستعملة في الكتابة، إنما سمي بذلك لأنه مرجع يرجع إليه، يمنع الاختلاف عندما تختلف الأهواء، وتضعف الذكريات، فيخرج ليكون الحكم الحاسم الذي لا ترد شهادته، فكل ما يقوم بذلك فهو كتاب، سواء أكان مكتوبًا على ورق، أم مصورًا في فلم، أم مسجلاً على شريط أم محفوظًا على اسطوانة0
قال الله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء0
النسخ هو حفظ ما يذهب بعمل شيء يماثله ليحل محله ويقوم مقامه في غيابه.
عندما يكون لديك شيء غير دائم ويهمك بقاؤه عندك؛ تعمل له نسخة مماثلة له.
أما كان لا يعنيك بقاؤه ولا تريد الرجوع إليه ... فلا تجعل له صورة منسوخة عنه.
وكان التعامل مع الكتب السابقة التي أنزلت على أهل الكتاب بأن جرى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام؛
- قسم عفا الله تعالى عنه، ولا حاجة بقيت فيه للرجوع إليه.
- وقسم باطل أضيف إلى الكتاب ويحرم اعتقاده أو الأخذ والعمل به.
- وقسم بقيت فائدة ومنفعة من إعادة ذكره؛ فأعيد ذكره في القرآن الكريم بكلام الله تعالى المعجز، وليس بكلام البشر.
وهذا القسم الأخير هو المقصود في قوله تعالى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة. الآيات التي تم نسخها كان بإعادة ذكرها بكلام الله في القرآن؛ من قصص الأنبياء وغير ذلك. وقسم تركت ونسيت ولم يعد العمل بها واجبًا.
وجاءت هذه الآية بعد قوله تعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) البقرة.
فأهل الكتاب لا يريدون أن ينزل شيء جديد على المسلمين، وأن يظلوا هم المختصين بفضل الكتاب فقط.
والنسخ يغنى عن الرجوع إلى كتبهم، فهو بكلام الله المعجز الذي لا يشابهه كلام خير منه، ولا أعذب منه تلاوة، وسماعًا.
وقال تعالى في نفس الشأن: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) المائدة.
فما أعاد الله تعالى نسخة؛ شيء مما أظهروه من الكتاب الذي أنزل عليهم، وشيء مما كانوا يحفوه عن الناس، فكشفه الله تعالى بهذا النسخ ، ولم يعد في كتبهم شيء يستحق الرجوع إليه. حتى لا يقع من لا يحسن النظر في الأمور ويميز الحق فيها من الباطل.
فأردت بيان هذه الآية الدالة على نسخ ما عند أهل الكتاب وليس نسخ بعض القرآن ببعضه.
فالنسخ فيه إحلال شيء مكان شيء يغيب بالزوال كالأفعال
أو بالبعد؛ كإرجاع الكتب إلى أصحابها بعد نسخها،
أو بالإحلال مكانه، كما ينسخ الضوء(الضح) الظل.
واستنساخ الأعمال بفعل الملائكة التي هي عن اليمين وعن الشمال قعيد لكل العباد، لا تفارقهم، ولا تنشغل عنهم.
فتحضر يوم القيامة هذا الأعمال، وتعرض بالصوت والصورة، ويعرض فيها الظاهر والباطن لتشهد عليهم،
ولا تكذبها أعضاؤهم، ولا هم يستطيعون إنكارها ... ولن ينكر أحد بعد ذلك شيء مما يعاقب عليه.
والله تعالى أعلم بذلك، وما فوق ذلك؛ مما لا نقدر على إداركه، أو لم نتوصل بعد إلى معرفته.

هيام الاعور

هيام الاعور
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عم نبيل جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى