لاتقرعوا الطناجر بل أُطبخوا اللحم فيها
بعض سخريتنا في وقت الصبح تلمع وجعاً وقت الغُروب..
أذكر جيدا مقولة لبهلول غزة في معرض الكتاب الدولي الذي عُقد في غزة ,
حين قال فرحاً بملكته اللُغوية :
"إذا أردت أن ترى جنة الله في الأرض فعليك بغزة"
وقتها ضحكت وسخرت أنا صديقتي وكاد الأمن يعتقلنا من سخريتنا المُبهمة..لماذا ..؟؟
سألت نفسي هذا السؤال ..
هل تستطيع عظمة أن تشبع كلباً مهما تضخم حجمه..؟؟
لهذا السؤال تحق الإجابة ,
وقد فعلت شوارع غزة ألف مرة..
فالكلاب التي تجوع بالعادة تكفيها عظمة بالية في زاوية ما ..
ولكن الكلاب البشرية وفي غزة لا يكفيهم لا اللحم الضاني ولا لحم العجل,
وكل مايشبعهم ويُسيل لعابهم له " اللحم الآدمي الفقير"
وخاصة منذ منتصف الشهر.
.تذكروا إن السيد البهلول أكد أن جنة الله في الأرض هي "غزة"
وأنا لا أسخر من غباء البهلول ولا من سذاجته..
ولست أكفر به , معاذ الله.. إنه البهلول .. ,
وهل يصح لأحد أن يحكُمه بهلول كبهلولنا..؟؟؟
ألف حمد وشكر ليك يارب
بس آخ من هيك جنة حاكمها بهلول..
قبل أسبوعين بالتحديد وفي يوم واحد ,
كانت كلاب البهلول أمامي في كل مكان أتوجه إليه ,
منذ الصبح وبالقرب من عيادة النصر بغزة , وبينما كنت واقفة ,
وحركة غريبة في المكان , فوجئت بكلاب "بزي مدني"
يهجمون على البسطات التي تفترش ذل الفقر
بحثاً عن مايكفي عائلاتهم المستورة بحمد الله..
ومن خلفهم سيارة شحن (طبعاً حتى تحمل البضاعة للكلاب المسعورة)
خيم الذعر على المكان ,
وصار الشباب "أصحاب البسطات " يتوسلون للكلاب ,
أحدهم :" ياعمي والله العظيم دفعت الضريبة ومعليش ولا شيء .. "
ولم يقل شيء ,
لم يقل حتى " حرام عليكم.. ابني الصغير ينتظر رسوم الروضة والملابس الجديدة وقطعة الجبنة الرخيصة"
لكنه قال ذلك لي ..
امرأة كانت تحاول أن تحمي بسطتها ظناً منها ولكونها امرأة
سيرحمون ضعفها وذلها المتسول في شوارع المدينة ..
لكنهم هجموا عليها ليأخذوا فقط " شوية بضاعة " وأثناء ذلك وقعت أرضاً ..
ولم تقل شيئاً ..
وحين سألت الكلب : قال لي : إنه القانون..
القانون الذي يطبق في غزة على الضعفاء الذين يحاولون الستر
ويكفيهم في كل الشهر "وقية لحم" هذا إذا يسر الله الحال وفرجها بالبيعة..
البطالة بين الشباب في غزة تكاد تتجاوز42% ,
وإذا فكر شاب " بدون ذقن أخضر طبعاً "
في أن يُعد نفسه كي يستر حاله ويتزوج , وأشتغل سائق ,
فإن عليه أن يذوق الذل في كل نصف متر تمُر عليه عجلات سيارته
,ويدفع تعب اليوم كله..أقول لكم .. في ذات اليوم ,
وأثناء عودتي للمدينة ,
أوقف أحد الكلاب السيارة التي كنت بها بحجة أن الشاب السائق
قد اخترق القانون وسبب شللاً في مركز المدينة
" الله .. الله .. الله يا كلاب غزة"
بينما حين يمر موكب لأحقر بهلول فيهم ,
تقف كل سماوات المدينة على ساق ..ويتوقف الحساب..
لم تجدى كل عبارات الاستجداء والمذلة التي قام بها السائق
في استعطاف الكلب الذي كان يصرخ كأن شيطاناً يُركبه..
ونزلنا أنا ومن معي ,
ولكن في أثناء نزولنا صرخ السائق ورنت صرخته في أذني :
"" مش إنتم الزبالة ..
مش إنتم ولاد الكلب ..
إحنا الزبالة لأنو إحنا إلى انتخبناكم""
وركبنا سيارة أخرى ,
ونفس المشهد ولكن على الطريقة اللبنانية
" وحي الله بكل أهل الشام"
فعند مفترق الدوار ,
أوقفنا رجل لبناني وأخر أيضاً حسب ظني "إيراني"
ما شاء الله كمان ضباط المرور صاروا من لبنان
.. عز والله عز ياغزة )
ليتبجح على السائق بألف درس , بحجة تأمين حياة الركاب..
ربع ساعة ويزيد في دروس السياقة اللبنانية .. طبعا هذا هو القانون ,
والله يخلي لنا القانون وأسياده..لكن بعدها بأيام ..
وأثناء توجهي لغزة في سيارة Golf
(وهذا ممنوع في القانون)
أوقف الكلب السائق ولكن.. وآخ من لكن ..
تبين للكلب أن السائق هو ابن أبو احمد " صاحبه "
وأهلين بأحمد وبأم أحمد كمان..
بحسب علمي راح يكون ب1-2 قرع الطناجر احتجاجا
بس خطرت ببالي فكرة ..
خسارة عالطناجر..
ياريت نطبخ فيها شوربة باللحم البشري للبهلول وكلابه
..شغلة أخيرة ..
بالناقص كمان خُذوا ضرائب من الشحاذين
ولاتنسوا الأموات (معاهم مصاري كثير بالقبور )
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأخ
من غزة
سعاد شعت31
-1-2012
بعض سخريتنا في وقت الصبح تلمع وجعاً وقت الغُروب..
أذكر جيدا مقولة لبهلول غزة في معرض الكتاب الدولي الذي عُقد في غزة ,
حين قال فرحاً بملكته اللُغوية :
"إذا أردت أن ترى جنة الله في الأرض فعليك بغزة"
وقتها ضحكت وسخرت أنا صديقتي وكاد الأمن يعتقلنا من سخريتنا المُبهمة..لماذا ..؟؟
سألت نفسي هذا السؤال ..
هل تستطيع عظمة أن تشبع كلباً مهما تضخم حجمه..؟؟
لهذا السؤال تحق الإجابة ,
وقد فعلت شوارع غزة ألف مرة..
فالكلاب التي تجوع بالعادة تكفيها عظمة بالية في زاوية ما ..
ولكن الكلاب البشرية وفي غزة لا يكفيهم لا اللحم الضاني ولا لحم العجل,
وكل مايشبعهم ويُسيل لعابهم له " اللحم الآدمي الفقير"
وخاصة منذ منتصف الشهر.
.تذكروا إن السيد البهلول أكد أن جنة الله في الأرض هي "غزة"
وأنا لا أسخر من غباء البهلول ولا من سذاجته..
ولست أكفر به , معاذ الله.. إنه البهلول .. ,
وهل يصح لأحد أن يحكُمه بهلول كبهلولنا..؟؟؟
ألف حمد وشكر ليك يارب
بس آخ من هيك جنة حاكمها بهلول..
قبل أسبوعين بالتحديد وفي يوم واحد ,
كانت كلاب البهلول أمامي في كل مكان أتوجه إليه ,
منذ الصبح وبالقرب من عيادة النصر بغزة , وبينما كنت واقفة ,
وحركة غريبة في المكان , فوجئت بكلاب "بزي مدني"
يهجمون على البسطات التي تفترش ذل الفقر
بحثاً عن مايكفي عائلاتهم المستورة بحمد الله..
ومن خلفهم سيارة شحن (طبعاً حتى تحمل البضاعة للكلاب المسعورة)
خيم الذعر على المكان ,
وصار الشباب "أصحاب البسطات " يتوسلون للكلاب ,
أحدهم :" ياعمي والله العظيم دفعت الضريبة ومعليش ولا شيء .. "
ولم يقل شيء ,
لم يقل حتى " حرام عليكم.. ابني الصغير ينتظر رسوم الروضة والملابس الجديدة وقطعة الجبنة الرخيصة"
لكنه قال ذلك لي ..
امرأة كانت تحاول أن تحمي بسطتها ظناً منها ولكونها امرأة
سيرحمون ضعفها وذلها المتسول في شوارع المدينة ..
لكنهم هجموا عليها ليأخذوا فقط " شوية بضاعة " وأثناء ذلك وقعت أرضاً ..
ولم تقل شيئاً ..
وحين سألت الكلب : قال لي : إنه القانون..
القانون الذي يطبق في غزة على الضعفاء الذين يحاولون الستر
ويكفيهم في كل الشهر "وقية لحم" هذا إذا يسر الله الحال وفرجها بالبيعة..
البطالة بين الشباب في غزة تكاد تتجاوز42% ,
وإذا فكر شاب " بدون ذقن أخضر طبعاً "
في أن يُعد نفسه كي يستر حاله ويتزوج , وأشتغل سائق ,
فإن عليه أن يذوق الذل في كل نصف متر تمُر عليه عجلات سيارته
,ويدفع تعب اليوم كله..أقول لكم .. في ذات اليوم ,
وأثناء عودتي للمدينة ,
أوقف أحد الكلاب السيارة التي كنت بها بحجة أن الشاب السائق
قد اخترق القانون وسبب شللاً في مركز المدينة
" الله .. الله .. الله يا كلاب غزة"
بينما حين يمر موكب لأحقر بهلول فيهم ,
تقف كل سماوات المدينة على ساق ..ويتوقف الحساب..
لم تجدى كل عبارات الاستجداء والمذلة التي قام بها السائق
في استعطاف الكلب الذي كان يصرخ كأن شيطاناً يُركبه..
ونزلنا أنا ومن معي ,
ولكن في أثناء نزولنا صرخ السائق ورنت صرخته في أذني :
"" مش إنتم الزبالة ..
مش إنتم ولاد الكلب ..
إحنا الزبالة لأنو إحنا إلى انتخبناكم""
وركبنا سيارة أخرى ,
ونفس المشهد ولكن على الطريقة اللبنانية
" وحي الله بكل أهل الشام"
فعند مفترق الدوار ,
أوقفنا رجل لبناني وأخر أيضاً حسب ظني "إيراني"
ما شاء الله كمان ضباط المرور صاروا من لبنان
.. عز والله عز ياغزة )
ليتبجح على السائق بألف درس , بحجة تأمين حياة الركاب..
ربع ساعة ويزيد في دروس السياقة اللبنانية .. طبعا هذا هو القانون ,
والله يخلي لنا القانون وأسياده..لكن بعدها بأيام ..
وأثناء توجهي لغزة في سيارة Golf
(وهذا ممنوع في القانون)
أوقف الكلب السائق ولكن.. وآخ من لكن ..
تبين للكلب أن السائق هو ابن أبو احمد " صاحبه "
وأهلين بأحمد وبأم أحمد كمان..
بحسب علمي راح يكون ب1-2 قرع الطناجر احتجاجا
بس خطرت ببالي فكرة ..
خسارة عالطناجر..
ياريت نطبخ فيها شوربة باللحم البشري للبهلول وكلابه
..شغلة أخيرة ..
بالناقص كمان خُذوا ضرائب من الشحاذين
ولاتنسوا الأموات (معاهم مصاري كثير بالقبور )
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأخ
من غزة
سعاد شعت31
-1-2012