الحاجة أم سمير---إحدى معمرات المسجد الأقصى
سميرسعدالدين
لروح الحاجة الوالدة أم سمير والذي وصلني نبأ إنتقالها إلى الرفيق الأعلى قبل أيام أكتب والتي كانت تصر قبل وفاتها بفترة وجيزة وقد إشتد عليها المرض وكبر السن على المداومة للصلاة بالمسجد الأقصى والتواجد فيه وتحدي الإحتلال الإسرائلي الذي تدور ما بيننا وبينه في هذه الأيام معركة لها وجه المرابطة بالأقصى والإقبال عليه إلى جانب وجوه أخرى تتمثل بالحفريات التي مست أساساته وتهدده بالإنهيار وإحاطته بالبؤر الإستيطانية والكنس والتهويد وتغير الأسماء العربية للمواقع والشوارع والأزقة إلى العبرية والتحكم بالدخول والخروج الى رحابه والذي
يمر في أحلك الأوقات وأصعبها ففي الوقت الذي تمنع فيه الأوامر العسكرية والسياسية والحواجز فلسطني الضفة وغزة والشبان المقدسيين ومن منطقة 48في كثير من الأحيان من دخول بوابات الحرم القدسي تسمح للمستوطين واليهود والسياح للدخول والتواجد بشكل مكثف وتقوم تلفزيونات المتدينيين والمستوطنيين والمواقع الألكترونية ببث مشاهد من هذه التجمعات و التي لها مهام أخرى وهي توجيه النداءات لإقتحام المسجد للأتباع والمتطرفين تحت قيادة الحاخامات ومشاهد من عدم إحترام قدسية المكان مخلة بالأداب و أمس إقتحمت فرقة من المخابرات المسجد الاقصى وأن ذلك قد
جاء متزامنة مع مجموعات من الجيش بلباسها العسكري وأن هذه المجموعات جالت صحن قبة الصخرة المشرفة والمصلى المرواني والمسجد الأقصى وتوقعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن تزداد إنتهاكات الأقصى مع دخول الأعياد اليهودية وبدايتها عيد الفصح إذ أن من الأهداف الإسرائيليه إظهار وان القدس والحرم القدسي الذين يطلقون عليه بجبل الهيكل والمقدسات كلها لها الأهمية الأولى لدى اليهود وحدهم وأن المسلمين والمسحيين أقل أهمية حيث ان توا المسمين بالحرم القدسي يكاد أن يكون منعدما أمام اليهود ويدخل في هذا الإطار تهويد القدس وتحويلها إلى عاصمة للشعب
اليهودي
وكانت قد دعيت المرأة المقدسية من قبل العلماء والأوقاف قبل أيام للتواجد بالأقصى للوقوف أمام دعوات حاخامات ومستوطنين دعوا ما يسمى بنساء من أجل بناء الهيكل الوصول إلى الحرم الشريف حيث عملت سلطات الإحتلال و الشرطة التي تقف على بوابات الحرم القدسي على إعتقال عدد منهن عندما لبين النداء على هذه البوابات ومنع بعضهن من الدخول ومع ذلك فإن نساء القدس ومنطقة 48قد أفسدن هذا التجمع الذي يحدث لأول مرة كون أن هذه المنظمة اليهودية جديدة
ومع ذلك فإنه من الأكيد أن المقدسيين وفلسطيني 48يقومون بشكل مستمربحشد الألوف من المصلين والمرابطين بالحرم القدسي في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج والأعياد الدينية والوطنية وطيلة أيام شهر رمضان إضافة إلى تواجد التحدي أمام دعوات المستوطنيين لإقتحام القصى واذكر أنه قبل سنوات وفي إحدى صلوات الجمعة بشهر رمضان المبارك وقد إزدحم الحرم بالمصلين القادمين من جميع أنحاء فلسطين سمع شقيقي تيسير رحمه الله وكنت بجانبه أحد الضباط الإسرائيليين يقول لزميل له على باب المجلس ماذا إذا تم السلام وأتى الأردنيون
والسوريون ومن السعودية والبلاد العربية الأخرى للصلاة كيف سيتسع هذا المسجد لكل هؤلاء فرد عليه زميله قائلا ليست عندهم مشكلة إنهم سيصلون على ظهور بعضهم البعض
مع الإشارة هنا وفي كثير من الحيان تقوم الشرطة الإسرائيلية والمخابرات بمنع ما يقرب من150 علماء وشخصيات مجتمعية وسياسية ومن حراس الحرم القدسي وعدد من شبان البلدة القديمة بدعوى أنهم يعملون على التحريض ضد الإسرائيليين ويطلقون عليهم بالخطيرين بمنطقة الحرم وأخر إجرا اتخذ ضد أحد مواطني القدس هو منع الدكتور ناجح بكيرات مسؤل المخطوطات والمحفوظات بالمسجد الأقصى الإتصال بوسائل الإعلام وعدم إطلاق تصريحات صحفية علما نه قبل سنوات وعدة مرات منع من دخول الأقصى لفترات محددة
لأهل القدس علاقة خاصة بالحرم القدسي فإضافة إلى أنهم سدنته وحراسه ومدافعين عنه فإن ساحاته عنما تخضر ويدخل الربيع تقوم الأمهات بإصطحاب الأطفال في ساعات الظهيرة للتمتع بجمال المنظر والشمس المعتدلة بعد طول شتاء وبرودته ورطوبة بيوت البلدة القيمة حيث يتم تناول الغذاء بعد الصلاة والذي يحوي في كثير من الأحيان المجدرة والزيتون والبندورة والببض والمقالي والحويرنه والبصل وغير ذلك حيث كان الفقر في تلك الأيام هو السيد وكانت أم سمير واحدة من هذه الامهات حيث كانت تصحبنا جميعا أنا وإخوتي الأربعة وشقيقتنا الصغيرة سميرة إلى ساحات الحرم عدة
مرات في هذا الموسم كون أن بيتنا لا يبعد عنه مسافة لا تزيد عن مائة متر وتعود بنا بعد صلاة العصر مباشرة إلى الدار لمراجعة دروسنا إذ أن الوالدين رحمها الله كانا حريصين على تعليمنا وأن الوالد كان دائم التعرف على نتائج دروسنا من قبل عدد هام من الأساتذة وخاصة أولئك الذين يسلكون طريق باب العمود حيث محله الصغير الذي يقع في البوابة ولم يكن الوالدان ييسمحا لناللخروج من البيت بعد الإنصراف من المدرسة إلا نادرا وكان هذا الخروج لوجهتين الأولى مصاحبة الوالدة إلى بيت جدي سعيد مراد بالواد أو للحرم لقضاء ساعة أو وبضعا منها خاصة وأنه في العهد
الأردني كان هناك يومان لعطلة المدارس الأسبوعية وهما الجمعة والأحد اما في شهر رمضان المبارك فكان يسمح لنا بقضاء الساعات نقضي بعضا منها بسماع دروس الشيوخ والعلماء الذين كانوا عادة ما ينظمون حلقاتهم مابين صلاتي الظهر والعصر بعدها ينصرف الجميع وخاصة الرجال لقضاء حوائجهم والتحضير لساعة الفطور وفي عطلتي منتصف العام والصيفية فكان ذهابنا إلى الدكان إلزاميا
أهالي القدس و محيطها في بعض الأحيان يشطحون في هذه الساحات الخضراء أيام الأعياد والمواسم كالمولد النبي الشريف بعد قراءة قصة المولد وتوزيع الملبس باللوز في رحاب الأقصى والرش بماء الورد والزهر بواسطة المزهر من قبل الأوقاف وعدد من المحتفلين وكذلك في ذكرى الإسراء والمعراج ومن الملاحظ أن الأمهات كن حريصات على نظافة الساحات فلا يبرحن المكان وقد قمن وأمرن البنات الأولاد ان يجمعوا كل ماتساقط من ورق أوقشور الخس والترمس والفول المملح والبرتقال كما أنه كان يسمح في الأعياد لعدد من بائعي الترمس والأسكيمو أي الأيس كريم والبوظة الذين كان
أشهرهم أبو حليمة بالبيع والمناداة على مايبيعون فكان أبو حليمة يصرخ بصوت عال بوظه بحليب تعال عنذي ياحبيب أو شرفني ياحبيب و وغير ذلك كما أن الأولاد كثيرا ماكانو ينصاعون إلى أوامر البوابين والحراس للكف عن اللعب بالكرات التي كانت اللعبة الرئيسية فيما كانت البنات في غالب الأحيان والأولاد أيضا يعملون لإلتقاط ما يجود به الربيع على مروجه من فجل أبو علي والمرير و الحميضه وكلها أعشاب لا ترى إلا بعد الشتاء الماطر والبارد وفي سنوات الإحتلال يتميز الإقبال الجماهيري وخاصة في شهر رمضان المبارك حيث تتنافس الأوقاف والجمعيات الخارجية
المدعومة من السعودية والإمارات ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث داخل الخط الأخضر بتقديم ألاف وجبات الفطور والسحور و أن هذه المؤسسة في أيام الجمع العادية تقدم وجبات الغذاء إذ تعمل على تنظيم مئات الرحلات من الداخل للأقصى
في القدس عادة يتبعها اليافعون والطلاب المؤهلين لتقديم الشهادات الإعدادية والثانوية والصفوف العليا وهي مراجعة الدروس والإستعداد للإمتحانات في اروقة الحرم وساحاتها وكان الغالبة من هؤلاء الطلاب هم من سكان البلدة القديمة وقلما تجد طلاب لا يتوجهون إلى الحرم القدسي إذ أن وضع بيوت البلدة القديمة وصغرها وكثافة ساكنيها كان عاملا هاما لهذا التوجه وانا كنت واحدا من هؤلاء و بعد الإحتلال غدت الطالبات إيضا يتبعن نفس هذا الأسلوب
المرأة الفلسطينية معمر هام للأقصى والتواجد فيه ولا يسغرب إذا قلنا أن تواجدها في الحرم القدسي يزيد عن نسبة تواجد الرجال وخاصة ما بعد الإحتلال وفي أيام شهر رمضان والمواسم بالرغم من القيود التي تفرضها إسرائيل على النساء اللواتي يبلغن من العمر مافوق الخامسة والثلاثين من الضفة الغربية وما تسمح به الأوضاع الأمنية
ففي صلاة الفجربشهر رمضان والمناسبات تجد عائلات بأكملها تؤم المسجد تتدفق من البلدة القديمة ورأس العمود وسلوان وشعفاط والشيخ جراح بالمئات ومن هتا كانت دعوة الشيخ عكرمه صبري رئيس الهيئة العلمية الإسلاكية للصبايا للقدوم للتصدي لنساء من أجل بناء الهيكل ولا ننسى هنا التواجد المكثف لأهالي منطقة 48 الرجال والنساء واليافعين والصبايا حيث توفر الحركة الإسلامية التي يقودها الشيخ رائع عشرات الباصات التي تحمل المصلين من جميع أنحاء المدن العربية والمختلطة على مدار الساعة كما تقدم ا علما أن الإحتلال أخذ يطبق عليهم الإجراءات التي تطبق على
اهالي القدس والضفة الغربية بدخول الحرم القدسي وخاصة فيما يتعلق بالفئة العمرية ومنهم من يمنع لسنة أوشهور عدة لدخول الحرم القدسي والإقتراب منه كما أن الأقصى يضم الآن مئات الطالبات من الثانويات العلمية والشرعية حيث حولت الأوقاف أروقة الحرم ولواوينه إلى صفوف مدرسية منذ بدايات الإحتلال وهذه المدارس تعتبر هامة في قضية عدم توجه الطلاب والطالبات إلى مدارس البلدية التي تطبق المنهاج الإسرائيلي وفي كثير من المناسبات تقوم الصبايا والطالبات بتنظيف الأقصى المبارك والصخرة المشرفة ومسح الزجاج بإندفاع زائد وشعور بتأدية الواجب الديني
والوطني
هناك ظاهرة نلمسها في هذه اليام وهي أن الفتيات المخطوبات والنساء الصغيرات ينتظرن لسنوات تصل في بعض الأحيان إلى سنوات طويلة ربما تصل للعشرات الخطيب أو الزوج لخروجه من السجن حتى يجمع الشمل وأم سمير مرت بهذه الحالة والتجربة إذ أنه بعد أن تقدم الوالد إلى خطوبتها وقراءة الفاتحة تم إعتقاله مدة سنتين في سجن عتليت حيث كان من مجموعات بهجت أبو غربية وكان قد روى لي كيف تم إعتقاله هذه المرة وهو مختبئ وصديق له في حي المصرارة حين فوجيء وهو نائم أن شاويشا بريطانيا يضيء المصباح اليدوي في وجههه
عائلتي الصغيرة كعدد أخر من العائلات المقدسية نذرت نفسها لخدمة الأقصى منذ سنوات طويلة إذ أن جدي لوالدي خليل سوميره كان خادم مسجد البراق الذي يقع على بوابة المغاربة وتتامر عليه إسرائيل في هذه الايام لهدمه وتوسيع ما يسمى بمصلى النساء في عملية تطويرية لساحة البراق وجدتي مرشدة البلبيسي كانت في الأربعنيات من القرن الماضي مكلفة من المجلس الإسلامي العلى بتفتيش النساء اللواتي يشك في أمرهن ويدخلن الحرم القدس حيث تتشابه تلك الأيام بأيامنا هذه تعرض الحرم القدسي للخطر من قبل العصابات الصهيونية ومنذ العهد الأردني وسنوات الإحتلال عمل
ويعمل أشقائي ةعدد من أولادهم بلأةقاف والإعمار والمحكمة الشرعية كم أن الشقيق الصغير وليد كان عضوا فاعلا في جمعية الأقصى الخيرية
وأخيرا ونشرت العائلة بصحيفة القدس كلمة شكر لكل من شارك في تشيع أم سمير أو أرسل برقيات تعزية من داخل فلسطين وخارج الوطن وخص هذا النشر مجلس الأوقاف وموظفي جامعة بيرزيت ومدراء المراكز الصحية والهيئات التدريسية والنقابات المهنية والهيئات ارمية والشعبية وبدوري اشكر الزملاء من المؤسسات الصفية والثقافية والفصائلية الذين وجهوا إلي إيملات التعزية من الكويت والسعودية والإمارات وعمان والقدس
سميرسعدالدين
لروح الحاجة الوالدة أم سمير والذي وصلني نبأ إنتقالها إلى الرفيق الأعلى قبل أيام أكتب والتي كانت تصر قبل وفاتها بفترة وجيزة وقد إشتد عليها المرض وكبر السن على المداومة للصلاة بالمسجد الأقصى والتواجد فيه وتحدي الإحتلال الإسرائلي الذي تدور ما بيننا وبينه في هذه الأيام معركة لها وجه المرابطة بالأقصى والإقبال عليه إلى جانب وجوه أخرى تتمثل بالحفريات التي مست أساساته وتهدده بالإنهيار وإحاطته بالبؤر الإستيطانية والكنس والتهويد وتغير الأسماء العربية للمواقع والشوارع والأزقة إلى العبرية والتحكم بالدخول والخروج الى رحابه والذي
يمر في أحلك الأوقات وأصعبها ففي الوقت الذي تمنع فيه الأوامر العسكرية والسياسية والحواجز فلسطني الضفة وغزة والشبان المقدسيين ومن منطقة 48في كثير من الأحيان من دخول بوابات الحرم القدسي تسمح للمستوطين واليهود والسياح للدخول والتواجد بشكل مكثف وتقوم تلفزيونات المتدينيين والمستوطنيين والمواقع الألكترونية ببث مشاهد من هذه التجمعات و التي لها مهام أخرى وهي توجيه النداءات لإقتحام المسجد للأتباع والمتطرفين تحت قيادة الحاخامات ومشاهد من عدم إحترام قدسية المكان مخلة بالأداب و أمس إقتحمت فرقة من المخابرات المسجد الاقصى وأن ذلك قد
جاء متزامنة مع مجموعات من الجيش بلباسها العسكري وأن هذه المجموعات جالت صحن قبة الصخرة المشرفة والمصلى المرواني والمسجد الأقصى وتوقعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن تزداد إنتهاكات الأقصى مع دخول الأعياد اليهودية وبدايتها عيد الفصح إذ أن من الأهداف الإسرائيليه إظهار وان القدس والحرم القدسي الذين يطلقون عليه بجبل الهيكل والمقدسات كلها لها الأهمية الأولى لدى اليهود وحدهم وأن المسلمين والمسحيين أقل أهمية حيث ان توا المسمين بالحرم القدسي يكاد أن يكون منعدما أمام اليهود ويدخل في هذا الإطار تهويد القدس وتحويلها إلى عاصمة للشعب
اليهودي
وكانت قد دعيت المرأة المقدسية من قبل العلماء والأوقاف قبل أيام للتواجد بالأقصى للوقوف أمام دعوات حاخامات ومستوطنين دعوا ما يسمى بنساء من أجل بناء الهيكل الوصول إلى الحرم الشريف حيث عملت سلطات الإحتلال و الشرطة التي تقف على بوابات الحرم القدسي على إعتقال عدد منهن عندما لبين النداء على هذه البوابات ومنع بعضهن من الدخول ومع ذلك فإن نساء القدس ومنطقة 48قد أفسدن هذا التجمع الذي يحدث لأول مرة كون أن هذه المنظمة اليهودية جديدة
ومع ذلك فإنه من الأكيد أن المقدسيين وفلسطيني 48يقومون بشكل مستمربحشد الألوف من المصلين والمرابطين بالحرم القدسي في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج والأعياد الدينية والوطنية وطيلة أيام شهر رمضان إضافة إلى تواجد التحدي أمام دعوات المستوطنيين لإقتحام القصى واذكر أنه قبل سنوات وفي إحدى صلوات الجمعة بشهر رمضان المبارك وقد إزدحم الحرم بالمصلين القادمين من جميع أنحاء فلسطين سمع شقيقي تيسير رحمه الله وكنت بجانبه أحد الضباط الإسرائيليين يقول لزميل له على باب المجلس ماذا إذا تم السلام وأتى الأردنيون
والسوريون ومن السعودية والبلاد العربية الأخرى للصلاة كيف سيتسع هذا المسجد لكل هؤلاء فرد عليه زميله قائلا ليست عندهم مشكلة إنهم سيصلون على ظهور بعضهم البعض
مع الإشارة هنا وفي كثير من الحيان تقوم الشرطة الإسرائيلية والمخابرات بمنع ما يقرب من150 علماء وشخصيات مجتمعية وسياسية ومن حراس الحرم القدسي وعدد من شبان البلدة القديمة بدعوى أنهم يعملون على التحريض ضد الإسرائيليين ويطلقون عليهم بالخطيرين بمنطقة الحرم وأخر إجرا اتخذ ضد أحد مواطني القدس هو منع الدكتور ناجح بكيرات مسؤل المخطوطات والمحفوظات بالمسجد الأقصى الإتصال بوسائل الإعلام وعدم إطلاق تصريحات صحفية علما نه قبل سنوات وعدة مرات منع من دخول الأقصى لفترات محددة
لأهل القدس علاقة خاصة بالحرم القدسي فإضافة إلى أنهم سدنته وحراسه ومدافعين عنه فإن ساحاته عنما تخضر ويدخل الربيع تقوم الأمهات بإصطحاب الأطفال في ساعات الظهيرة للتمتع بجمال المنظر والشمس المعتدلة بعد طول شتاء وبرودته ورطوبة بيوت البلدة القيمة حيث يتم تناول الغذاء بعد الصلاة والذي يحوي في كثير من الأحيان المجدرة والزيتون والبندورة والببض والمقالي والحويرنه والبصل وغير ذلك حيث كان الفقر في تلك الأيام هو السيد وكانت أم سمير واحدة من هذه الامهات حيث كانت تصحبنا جميعا أنا وإخوتي الأربعة وشقيقتنا الصغيرة سميرة إلى ساحات الحرم عدة
مرات في هذا الموسم كون أن بيتنا لا يبعد عنه مسافة لا تزيد عن مائة متر وتعود بنا بعد صلاة العصر مباشرة إلى الدار لمراجعة دروسنا إذ أن الوالدين رحمها الله كانا حريصين على تعليمنا وأن الوالد كان دائم التعرف على نتائج دروسنا من قبل عدد هام من الأساتذة وخاصة أولئك الذين يسلكون طريق باب العمود حيث محله الصغير الذي يقع في البوابة ولم يكن الوالدان ييسمحا لناللخروج من البيت بعد الإنصراف من المدرسة إلا نادرا وكان هذا الخروج لوجهتين الأولى مصاحبة الوالدة إلى بيت جدي سعيد مراد بالواد أو للحرم لقضاء ساعة أو وبضعا منها خاصة وأنه في العهد
الأردني كان هناك يومان لعطلة المدارس الأسبوعية وهما الجمعة والأحد اما في شهر رمضان المبارك فكان يسمح لنا بقضاء الساعات نقضي بعضا منها بسماع دروس الشيوخ والعلماء الذين كانوا عادة ما ينظمون حلقاتهم مابين صلاتي الظهر والعصر بعدها ينصرف الجميع وخاصة الرجال لقضاء حوائجهم والتحضير لساعة الفطور وفي عطلتي منتصف العام والصيفية فكان ذهابنا إلى الدكان إلزاميا
أهالي القدس و محيطها في بعض الأحيان يشطحون في هذه الساحات الخضراء أيام الأعياد والمواسم كالمولد النبي الشريف بعد قراءة قصة المولد وتوزيع الملبس باللوز في رحاب الأقصى والرش بماء الورد والزهر بواسطة المزهر من قبل الأوقاف وعدد من المحتفلين وكذلك في ذكرى الإسراء والمعراج ومن الملاحظ أن الأمهات كن حريصات على نظافة الساحات فلا يبرحن المكان وقد قمن وأمرن البنات الأولاد ان يجمعوا كل ماتساقط من ورق أوقشور الخس والترمس والفول المملح والبرتقال كما أنه كان يسمح في الأعياد لعدد من بائعي الترمس والأسكيمو أي الأيس كريم والبوظة الذين كان
أشهرهم أبو حليمة بالبيع والمناداة على مايبيعون فكان أبو حليمة يصرخ بصوت عال بوظه بحليب تعال عنذي ياحبيب أو شرفني ياحبيب و وغير ذلك كما أن الأولاد كثيرا ماكانو ينصاعون إلى أوامر البوابين والحراس للكف عن اللعب بالكرات التي كانت اللعبة الرئيسية فيما كانت البنات في غالب الأحيان والأولاد أيضا يعملون لإلتقاط ما يجود به الربيع على مروجه من فجل أبو علي والمرير و الحميضه وكلها أعشاب لا ترى إلا بعد الشتاء الماطر والبارد وفي سنوات الإحتلال يتميز الإقبال الجماهيري وخاصة في شهر رمضان المبارك حيث تتنافس الأوقاف والجمعيات الخارجية
المدعومة من السعودية والإمارات ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث داخل الخط الأخضر بتقديم ألاف وجبات الفطور والسحور و أن هذه المؤسسة في أيام الجمع العادية تقدم وجبات الغذاء إذ تعمل على تنظيم مئات الرحلات من الداخل للأقصى
في القدس عادة يتبعها اليافعون والطلاب المؤهلين لتقديم الشهادات الإعدادية والثانوية والصفوف العليا وهي مراجعة الدروس والإستعداد للإمتحانات في اروقة الحرم وساحاتها وكان الغالبة من هؤلاء الطلاب هم من سكان البلدة القديمة وقلما تجد طلاب لا يتوجهون إلى الحرم القدسي إذ أن وضع بيوت البلدة القديمة وصغرها وكثافة ساكنيها كان عاملا هاما لهذا التوجه وانا كنت واحدا من هؤلاء و بعد الإحتلال غدت الطالبات إيضا يتبعن نفس هذا الأسلوب
المرأة الفلسطينية معمر هام للأقصى والتواجد فيه ولا يسغرب إذا قلنا أن تواجدها في الحرم القدسي يزيد عن نسبة تواجد الرجال وخاصة ما بعد الإحتلال وفي أيام شهر رمضان والمواسم بالرغم من القيود التي تفرضها إسرائيل على النساء اللواتي يبلغن من العمر مافوق الخامسة والثلاثين من الضفة الغربية وما تسمح به الأوضاع الأمنية
ففي صلاة الفجربشهر رمضان والمناسبات تجد عائلات بأكملها تؤم المسجد تتدفق من البلدة القديمة ورأس العمود وسلوان وشعفاط والشيخ جراح بالمئات ومن هتا كانت دعوة الشيخ عكرمه صبري رئيس الهيئة العلمية الإسلاكية للصبايا للقدوم للتصدي لنساء من أجل بناء الهيكل ولا ننسى هنا التواجد المكثف لأهالي منطقة 48 الرجال والنساء واليافعين والصبايا حيث توفر الحركة الإسلامية التي يقودها الشيخ رائع عشرات الباصات التي تحمل المصلين من جميع أنحاء المدن العربية والمختلطة على مدار الساعة كما تقدم ا علما أن الإحتلال أخذ يطبق عليهم الإجراءات التي تطبق على
اهالي القدس والضفة الغربية بدخول الحرم القدسي وخاصة فيما يتعلق بالفئة العمرية ومنهم من يمنع لسنة أوشهور عدة لدخول الحرم القدسي والإقتراب منه كما أن الأقصى يضم الآن مئات الطالبات من الثانويات العلمية والشرعية حيث حولت الأوقاف أروقة الحرم ولواوينه إلى صفوف مدرسية منذ بدايات الإحتلال وهذه المدارس تعتبر هامة في قضية عدم توجه الطلاب والطالبات إلى مدارس البلدية التي تطبق المنهاج الإسرائيلي وفي كثير من المناسبات تقوم الصبايا والطالبات بتنظيف الأقصى المبارك والصخرة المشرفة ومسح الزجاج بإندفاع زائد وشعور بتأدية الواجب الديني
والوطني
هناك ظاهرة نلمسها في هذه اليام وهي أن الفتيات المخطوبات والنساء الصغيرات ينتظرن لسنوات تصل في بعض الأحيان إلى سنوات طويلة ربما تصل للعشرات الخطيب أو الزوج لخروجه من السجن حتى يجمع الشمل وأم سمير مرت بهذه الحالة والتجربة إذ أنه بعد أن تقدم الوالد إلى خطوبتها وقراءة الفاتحة تم إعتقاله مدة سنتين في سجن عتليت حيث كان من مجموعات بهجت أبو غربية وكان قد روى لي كيف تم إعتقاله هذه المرة وهو مختبئ وصديق له في حي المصرارة حين فوجيء وهو نائم أن شاويشا بريطانيا يضيء المصباح اليدوي في وجههه
عائلتي الصغيرة كعدد أخر من العائلات المقدسية نذرت نفسها لخدمة الأقصى منذ سنوات طويلة إذ أن جدي لوالدي خليل سوميره كان خادم مسجد البراق الذي يقع على بوابة المغاربة وتتامر عليه إسرائيل في هذه الايام لهدمه وتوسيع ما يسمى بمصلى النساء في عملية تطويرية لساحة البراق وجدتي مرشدة البلبيسي كانت في الأربعنيات من القرن الماضي مكلفة من المجلس الإسلامي العلى بتفتيش النساء اللواتي يشك في أمرهن ويدخلن الحرم القدس حيث تتشابه تلك الأيام بأيامنا هذه تعرض الحرم القدسي للخطر من قبل العصابات الصهيونية ومنذ العهد الأردني وسنوات الإحتلال عمل
ويعمل أشقائي ةعدد من أولادهم بلأةقاف والإعمار والمحكمة الشرعية كم أن الشقيق الصغير وليد كان عضوا فاعلا في جمعية الأقصى الخيرية
وأخيرا ونشرت العائلة بصحيفة القدس كلمة شكر لكل من شارك في تشيع أم سمير أو أرسل برقيات تعزية من داخل فلسطين وخارج الوطن وخص هذا النشر مجلس الأوقاف وموظفي جامعة بيرزيت ومدراء المراكز الصحية والهيئات التدريسية والنقابات المهنية والهيئات ارمية والشعبية وبدوري اشكر الزملاء من المؤسسات الصفية والثقافية والفصائلية الذين وجهوا إلي إيملات التعزية من الكويت والسعودية والإمارات وعمان والقدس