لقد مر على المرأة المسلمة في السعودية ودعوتها إلى التغريب ما مرّ على أخواتها في البلدان العربية ، وقد كانت الدعوة قديمة وحمل راياتها في البداية محمد حسن عواد وأحمد السباعي الذي يقول عندما سُؤل : فتاة بلادنا ماذا لها وماذا عليها يا أستاذ أحمد ؟
فقال : لا أبالغ إذا قلت أنني من أوائل من طالب بتعليم البنت ، وكنت أنشر في جريدة صوت الحجاز يوم توليت رئاسة تحريرها فصولاً متسلسلة أكتبها بيدي وأتابعها كحملة ضد المتزمتين وأوقعها باسم فتاة الجزيرة ( اقرأ عدد – 21 – في 2/4/1395هـ ) .
وهذه بعض من الكتابات والدعوات التي نشرت في الصحف وتدعو إلى تحرير المرأة السعودية .
قالت جريدة اليوم في 21/2/1398هـ في ملحقها :
مزقيه .. ذلك البرقع .. وارميه .. مزقيه ..
أي شؤم أنت فيه ؟
أي ليل أنت فيه ؟
أي ذل أنت فيه ؟
أي قبر أنت فيه ؟
حطمية .. حطم الخوف بعنف لا تأني .
حطمي الصمت وقولي وتمني .
حطمي السجن وقضبان التجني .
تُذكرنا هذه القصيدة بقصيدة ( جميل الزهاوي ) حيث يقول :
مزقي يا ابنة العراق الحجابا
مزقيه وأحرقيه بلا تريـ
واسفري فالحياة تبغي انقلابا
ـثٍ فقد كان حارساً كذابا
نشرت جريدة الرياض في 26/3/1398هـ ..
( إن الحجاب سينتهي بعد قرن من الزمان ، وإن المرأة سوف تسير في الشارع وتجلس في المقهى ، ليس في لندن أو باريس وإنما في الرياض لترشف القهوة .. وتنبأت أن تكون صاحبة المقهى امرأة وأنه سيكون هناك سينما وممثلات ومخرجات ، وأن النساء سوف ترتاد النوادي كغيرهن .
ثم قالت : فلماذا لا نسرع إلى تلك الحياة ، وفي اختصار شديد نادت إلى تغيير أوضاع المرأة السعودية وإلحاقها بركب الحضارة الغربية .
نشر في جريدة اليمامة العدد 443 في 2/2/1397هـ ..
إلى أختي السعودية ..
أختي الغالية فتاة بلادي .. بكل اعتزاز وتقدير أسطر لك بعض الكلمات على هذه الصفحات ( وبعد ثناء عاطر عليها قالت صاحبة المقال ) لكن يا عزيزتي لم أنت سلبية بعض الشيء ، فأنت ولله الحمد تملكين العقل الراجح والتفكير السليم وتعرفين كيف تنتقين الكلمات المناسبة في الوقت المناسب .. ولكني أحب أن أراك بين أخواتك العربيات أكثر شجاعة تناقشين بجرأة العرب وتتحدثين برقة الأنوثة ..
غاليتي .. أخرسي كل صوت يقول بأن الفتاة السعودية رجعية أو دلوعة أو مغرورة .. الخ ، أخرسيه بأدلتك القطعية وبراهينك القوية وحماسك الطاغي .. عزيزتي من خلال احتكاكي بك أشهد أنك الفتاة المثالية .. فلماذا تجعلي مثياليتك في دائرة نفسك فقط ، لماذا لا تخرجي من قوقعة الذاتية عنده التي تُغلف حياتك ؟ لماذا تحبسين جبروت ثقافتك بين جدران عالمك المنفردة ؟!
ثقي يا غاليتي من أنه لا بد من تبادل الآراء بين الشباب من الجنسين .. والصحافة فتحت لك هذا الباب على مصراعيه .. فلنلتف أنا وأنت وهو حول مائدة المناقشة .. نجتمع فيه فتية وفتيات لطرح مشاكلنا وعرض الحلول لها .. لنستعرض آراءنا ولنستفيد من تجارب بعضنا .. فأبرزي أفكارك عن طريق قلمك وأوضحي لمن يجهلون أمرك ، من تكون الفتاة السعودية .. واعرفي كيف تعبرين عن نفسك وذاتك بالطريقة المؤدبة المقنعة التي تصور الحقيقة في أكمل صورة .. أختك سمراء الجزيرة .
اقرأ ( عدد 32 – في 8/7/1395هـ ) ..
في لقاء مع الأمير / فهد بن سلطان – مدير الرعاية الاجتماعية – يسأله الصحفي :
قلت له : أين المرأة السعودية .. هل لها دور فيما تُعدونه من خطط ؟
وقال : نعم .. دور كبير .. نحافظ من خلاله أيضاً على كل ما نحن متمسكون به ، لقد استعنا بشركة فرنسية متخصصة في البحث الاجتماعي .. قامت بمسح شامل للملكة ..خصصت جزءاً كبيراً للمرأة ..دورها .. مستقبلها .. حاضرها .. بناء على هذه الدراسة ننطلق .
قلت : وماذا قالت هذه الدراسة ؟
وقال:لم ينته البحث بعد..ولكن اعتقد أنه دار حول الفتاة السعودية في التنمية..والعمل..وتطوير الحضارة .
قلت : ولكن رؤية هذه الشركة الأجنبية قد تختلف ؟
وقال : كان يمكن أن يحدث ذلك . لولا أننا جلسنا مع الباحثين جلسات طويلة وقمنا من خلالها بشرح تعاليم الإسلام .. بحيث تأتي نتيجة البحث تشير إلى دور الفتاة في ضوء هذه المفاهيم .
ويُعلق الصحفي المصري بقوله :
لن يطول انتظار الفتاة السعودية المتطلعة إلى مزيد من المساهمة .. ولن يطول انتظار هؤلاء الذين يريدون لها دوراً أكثر إيجابية ، صحيح أن هذه الحركة بدأت منذ سنوات ولكنها الآن تضع قدميها على الطريق الصحيح الذي يبدأ بالبحث العلمي ، إنها تنتظر نتائج هذا البحث في التطبيق نعم .. ولكنها تأمل ألا يطول انتظارها !) .
وفي جريدة عكاظ ، في مقال بعنوان (( المرأة في بلادنا إلى أين ؟ )) تقول سلوى أبو مدين :
( … وطرحت على نفسي السؤال القائم حول مصير فتاتنا السعودية بعد عشر سنوات ، وما هو المستقبل المنتظر لها ؟؟ لا غرابة في هذا السؤال الذي يفرض نفسه ، فالمجالات في بلادنا الحبيبة محدودة بالنسبة للمرأة إما في المستشفيات أو المدارس .. وكم خريجة سنوياً سوف تُخرج الجامعات سواءً من الطب أو من العلوم الأخرى ، وهل هناك مجال لوجود وظائف شاغرة لهؤلاء الخريجات ؟..
( ثم تواصل الكتابة وتقول ) .. فالفتاة اليوم باستطاعتها أن تكون مهندسة معمارية أو صحفية أو محامية أو طبيبة ، تنافس الرجل في العمل الشريف وفي الإطار الذي يحدده الشرع ، وفي دور البيع والشراء الخاصة بهن ومع هذا تبقى ولا تزال تنتظر الفرصة المواتية لتُخرج طاقتها لا لتتحدى أحداً وإنما لتتحدى ذاتها وتُثبت جدارتها في العمل ..
الجزيرة ( في 26/7/1416هـ ) ..
مقال د. ثريا العريض – وجودها وإثباته ؟
تقول فيه : ( يسألونني ، هل أثبتت المرأة السعودية وجودها في أي مجال ؟ وأقول : مازال بين المرأة العربية بصفة عامة وليس السعودية فقط وبين إثبات وجودها الفاعل في أي مجال مسافات شاسعة من تردد العائلة وحالات النجاح التي نُعايشها هنا وهناك حالات فردية تتم بشق الأنفس بإصرار فردي من المرأة وبمؤازرة قوية تدعمها من قبل أفراد العائلة خاصة الأب أو الزوج ، ولكن المرأة السعودية حظيظة لأن المستقبل باسم أمامها بإصرار القيادات على ضرورة مساهمتها في بناء المجتمع دون تعريضها للمهانة أو الخطر في تفتت القيم الاجتماعية.. ) .
ويقول د/ عبدالعزيز الدخيل :
لقد تطور دور المرأة في المجتمع الإنساني ، وبقيت المرأة السعودية أسيرة قيود اجتماعية أُلبست لباساً دينياً أو أخلاقياً ، والدين والأخلاق من هذه القيود براء .. ( مجلة المجلة – 1003 – 2-8/5/1999م ) .