عندما ينزلق إعلام فتح إلى أدنى مستوياته
بقلــم
رمـزي صادق شاهيـن
حالة مقززة يعيشها الإعلام الفتحاوي الرسمي والخاص ، فلا ضوابط مهنية أو تنظيمية تعمل على ضبط حالة الفلتان الأخلاقي الذي انزلق فيه منذ تعيين القيادة الجديدة لحركة فتح بقطاع غزة ، وتولى الانزلاق مع إعادة فتح ملف الشهيد الخالد ياسر عرفات ، والإصطفافات الإعلامية التي تعمل وستعمل على تفتيت ما تبقى من هذه الحركة الجماهيرية التي فقدت البوصلة وتاهت في بحار الشخصنة والتخوين والنقد .
يطلع المواطن العادي على حال فتح عبر الإعلام فيُصاب بخيبة أمل كبيرة ، ومن جانبه يطلع الكادر من جانبه فيُصاب بحالة من الجنون ، ويطلع المتربصين بالحركة فيصابون بحالة من السعادة والفرح ، كيف لا وهي الحركة التي كانت حامية المشروع الوطني الفلسطيني ، وها هي تنهار شيئاً فشيئاً بفعل العوامل الداخلية والصراعات الشخصية وعدم وجود ضوابط حركية من أعلى الهرم لأسفل القاعدة .
لن أكون مثل الآخرين في تشخيص الأمر ، فمهما حاولنا التقليل مما يحصل الآن في دوائر الحركة من حراك ، فلن نستطيع أن نوصفه بأنه أقل من كارثة ... كارثة ستؤدي لانهيار الحركة وتفتيت ما تبقى منها لتصبح دويلات صغيرة ومجموعات شخصية لكُل منها إعلامه الخاص ومواقعه التي تهاجم الآخر وتقذفه ، وآخرين سيكونوا في الطرف الآخر من الكارثة محاولين كيل اتهامات الهدف منها إظهار القضية وكأنها مؤامرة على الحركة يقف ورائها شخص هنا أو هناك .
إن ما وصل بحال الحركة اليوم هو خيانة كبيرة لدماء الشهداء ... خيانة لدماء ياسر عرفات وأبو جهاد وكُل شهداء فلسطين ... خيانة لتضحيات مروان البرغوثي وكُل الأسرى الأبطال ، خيانة للمعاقين وجرحى فلسطين ، خيانة لأشبال مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان ، والذين ينتظرون حلم العودة في ظل دولة ديمقراطية وحرة يكون فيها حرية للرأي والاختلاف المشروع .
إن حالة الرد والرد المضاد لهو جريمة أخرى بحق حركة فتح وكوادرها وتضحياتها ، وإن استمرار حالة التردي الإعلامي الفتحاوي وانزلاقه الخطير لهذه الدرجة من التخوين والقذف والتشهير يتحمل مسؤوليتها الفريقين المتصارعين داخل الحركة اللذان سيكونان السبب الرئيسي انقضاض الآخرين عليها وشطبها من التاريخ .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي
-------------------