الدولة الفلسطينية والانتصارات المزعومة...
بقلم: م. إبراهيم الأيوبي
في البداية أود أن أذكر الذين على قلبهم غشاوة أن منظمة التحرير الفلسطينية انطلقت لتحرير الأراضي الفلسطينية التي احتلها الكيان الصهيوني عام 48 ولم تكون الضفة وقطاع غزة تحت الاحتلال.....!!
في السبعينات من القرن المنصرم بدأ التسويق لفكرة مرحلية النضال الفلسطيني لتمرير نظرية فرض الواقع للكيان الصهيوني والترسيخ لقناعة وجود هذا الكيان كأمر واقع المرفوض جملة وتفصيلاً , وتهيئة استيعاب وجوده في ذهن الفلسطيني الرافض لمجرد التفكير بغير فلسطين التاريخية كدولة له كباقي شعوب العالم.
لا أعرف هل كان سوء النية عند القيادة الفلسطينية أم تم تضليلها وهي تتعاطى مع هذه الفكرة , لتتحول إلى تعاطي مباشر ومدافع شرس عن هذه النظرية , توجت بإعلان برنامج النقاط العشر سنة 1974 والتي كان من أخطرها الفقرة السابعة , التي تجيز إعلان دولة فلسطينية على أي بقعة أرض يتم تحريرها بدون التطرق هنا إلى كيفية وطرق هذا التحرير المزعوم .
كانت الحجج جاهزة أولها عدم قدرة الفلسطينيين على تحرير أراضيهم...!! وتهويل القوة الاقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني الاستيطاني المسخ ..وترسيخ فكرة (الجيش الذي لا يقهر) , رغم كل ما فيه من تناقض وهشاشة.
وتكالب المنظرين لهذه النظرية , وتوجت تراكم حركة الأفكار المسمومة لها باتفاقية أوسلو المشئومة التي للعجب وضعت سلطة وطنية تحت الاحتلال.....!!
وحققت هذه الاتفاقية هدفا تاريخياً للصهاينة لم تحلم به وهو اعتراف من طرف واحد بهذا الكيان المغتصب وتسليماً بأحقيته في فلسطين وإعطاء صك الغفران للصهاينة ....!!
جردت اتفاقية أوسلو الفلسطينيين أمام العالم من أهم الأراضي الفلسطينية , وكبلت الاقتصاد الفلسطيني بتبعيته للاحتلال وإزاحة عن الكيان الصهيوني عبء التواجد العسكري داخل التجمعات السكنية وأبقت على حق جيشها التوغل داخل أراضي السلطة وملاحقة المقاومين والمطلوبين متى شاءت , ما يظهر تخاذل المفاوض الفلسطيني المتعمد لقضايا مصيرية والتغاضي عن بنود تكبل الفلسطينيين وتعرقل إي مجهود مستقبلي لقيام الكيان الفلسطيني مستقل ومترابط حتى على أقل من 20% من أراضي فلسطين التاريخية.....!!
الدولة الفلسطينية التي تلهث ورائها القيادة الفلسطينية بكل قوة وكأنها ذروة ما ينشده الفلسطينيون وما يحلمون بتحقيقه ويحتفلون بانتصارات وهمية في مؤسسات مجلس الأمن وهنا أتساءل.......
هل توجد مقومات لهذه الدويلة الفلسطينية.............!!
ورغم عدم قناعتي وعدم تقبلي وغالبية الشعب الفلسطيني باختزال فلسطين في غزة وجزء من الضفة والتي ستؤدي إلى التنازل عن أكثر من 80% من أهم أراضي فلسطين التاريخية , والتي أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية لتحريرها فخانت العهد .
تحتاج هذه الدويلة إلى مقومات لكي تستمر وتنمو وأهمها
الاستقلال الاقتصادي : فكيف يكون واقتصادنا تابع ومكبل ويعتمد بغالبيته على المساعدات....!!
الترابط الجغرافي: عبارة عن جزر نائية تسبح في بحر استيطاني صهيوني
قاعدة اقتصادية قوية: نفتقر لأساس لهذه القاعدة ويجب أن نعرف أن الدخل القومي الفلسطيني يغطي أقل من 17% فقط رغم تدفق المساعدات النقدية والعينية.
مصادر دخل مستقلة: ونحن نعتمد على المساعدات حتى في صرف رواتب الموظفين والتي أصبحت ورقة ضغط قوية لإذلال القيادة والشعب الفلسطيني وغالبية الشعب عبارة عن لاجئين تتكفل بهم الانروا.....!!
ثروات طبيعية....أين هي...!!؟
وحدة الكيان السياسية: ...
حدث بلا حرج .......ودمتم حالمين بغد أفضل ..........!!!