" إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب " العربي بن مهيدي هذه كلمة خالدة من كلمات الشهيد البطل العربي بن مهيدي يخاطب فيها قادة الثورة التحريرية ، ورفاق السلاح ، في بداية الرحلة الأولى لإنطلاق الثورة ضد الغاصب المحتّل العدو الفرنسي . إنّ المتأمل في معنى هذه الكلمة يدرك سرّ هذه المقولة و سبب قولها، وهو يوجّه حديثه إلى أولئك الذين حملوا على عاتقهم مهمّة مواجهة الإستعمار الفرنسي وقد يتبين لنا من خلال ذلك هذه النقاط :
1 – إنّ هذه المقولة كانت في بداية الثورة أو قبل انطلاقها بفترة وجيزة 2 - قد تكون قيلت في غمرة الاختلاق و الصراع الدائر بين قادة الثورة حول كيفية المواجهة و سبل شمولية الثورة و الإعداد لها بالعتاد و الرجال . 3 – وقد تكون ناتجة عن ذلك التردّد في الإعلان الثورة، ذلك الإعلان الفوري الذي يخيف القادة، بالفشل . 4 – وقد تكون ناتجة عن الخوف من عدم توفّر الشروط اللازمة ذلك الانطلاق الحاسم . 5 – الثقة التامة في أمانة الشعب على الثورة ، وعلى الجزائر كوطن يرفض العبودية و الاستسلام للمحتل إنّ كلمة ( القوا أو ارموا ) فهي بقدر ما تعني التخلص من الشيء وعدم تحمل أعبائه، بقدر ما تعني إشراك الشعب عنوة في تحمل مسؤولية مواجهة المستعمر وجها لوجه . لقد كان ابن مهيدي يدرك ذلك البعد الثوري الذي يشترك فيه جميع الجزائريين الأحرار باستثناء أولئك الذين باعوا دمهم للغاصب المحتل و تآمروا على وحدة الشعب و الوطن . وهو يدرك معنى الاحتضان الذي سيعمّر طويلا خلال فترة الثورة دون تحديد تاريخ الاستقلال ولا ساعة النصر الحقيقية تمدّ جذورها في أعماق النفوس الثائرة من أبناء الجزائر من خلال تلك المراحل التي مرت بها
1 – المرحلة الأولى ( 1954 – 1956 ) وهي مرحلة الانطلاق، و مرحلة الإرتجافة الكبرى التي يتداخل فيها الشّك باليقين وقد تمركز فيها العمل على * تبيت الوضع العسكري، و تقويته * مدّ الثورة بالعدّة والرجال ( السلاح و المتطوعين ) * توسيع دائرة الموجهة عبر كامل تراب الوطن .
2 – المرحلة الثانية ( 1956 – 1958 ) لقد شهدت أعنف حدّة من قبل قوات العدو لعناصر و رجال الثورة ( جنود جيش التحرير ) كما زادت من عزيمة الثوّار على مواصلة الكفاح ضد المحتل .
وفي هذه المرحلة تم انعقاد مؤتمر الصومام، ذلك المؤتمر الذي كان بمثابة الوعاء الحاضن للثورة والثورة، على الرغم من الخلافات التي كانت دائرة آنذاك بين رجال الداخل و الخارج .
وفي هذه المرحلة نشطت حركة الفدائيين في المدن وخاصة المدن الكبرى ( الجزائر العاصمة ، وهران ، قسنطينة و عنابة و غيرها ) .
3 - المرحلة الثالثة : ( 1958 – 1960 ) وهي من أصعب المراحل التي مرت بها الثورة و تمثلت في : * قيام المستعمر بأضخم العمليات العسكرية بواسطة الأسلحة الفتاكة و الطيران العسكري المدعم بالدبابات و أرتال الجيوش الجرار إضافة إلى ذلك قيام وحدات العدو بالقتل العشوائي و الاعتقال الجماعي للمواطنين في جميع مناطق الوطن و رغم ذلك تواصلت أصداء الثورة الجزائرية في الداخل و الخارج ، و تم شن عزيمة قادة الثورة ( السياسيين و العسكريين ) عن مواصلة المهمّة العظيمة اتجاه الوطن . فقد تم تأسيس الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 تلك الحكومة التي زادت من تقوية اللّحمة بين الثوار و بين الشعب، وبين المواطنين الأحرار و الوطن من جهة ثانية وذلك ما جعل الجنرال ديغول يعترف بحق الجزائريين في تقرير المصير و كان جواب الحكومة الجزائرية المؤقتة بقبولها لمبدأ تقرير المصير وقد تم الإعلان إيقاف القتال بصفة رسمية في 19 مارس 1962 و بات هذا اليوم خالدا في تاريخ الجزائر، وبذلك تحقق النصر، بعد سنوات من الدماء و الدمار، وبعد سنوات شاقة من المفاوضات و الممانعة من قبل قوات العدو الفرنسي الغاشم .
لقد كان نوفمبر علامة مميزة من بين الشهور التي مرت على أرض و سماء الجزائر، وما تزال تلك القصص خالدة رغم مأساتها و رغم تلك القوافل التي مرت من هنا في ركب الخالدين من الشهداء و المجاهدين و الفدائيين .
لقد استشهد صاحب الكلمة الخالدة ( العربي بن مهيدي ) في المرحلة الثانية من انطلاقة الثورة، وهو في ريعان الشباب وقد تجاوز الثلاثين من العمر بأربعة سنوات وهو من مواليد 1923 بدوار الكواهي بعين مليلة – أم البواقي وقد عرف شتى ألوان العذاب على أيدي جنرالات فرنسا، ومن هذا الجنرال " بول أوساريس " يعترف لجريدة ( لوموند الفرنسية ) قائلا :
" لقد قتلت ابن مهيدي شنقا بيدي ّ " وساعتها قال عنه الجنرال " مارسيل بيجار " بعد تحيّة الشهيد : " لو أنّ لي ثلّة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم "
رحم الله شهداء الجزائر جميعا و اسكنهم فسيح جنانه فبفضلهم تنعم الأجيال بدفء شمس الحرية و الإستقلال .
1 – إنّ هذه المقولة كانت في بداية الثورة أو قبل انطلاقها بفترة وجيزة 2 - قد تكون قيلت في غمرة الاختلاق و الصراع الدائر بين قادة الثورة حول كيفية المواجهة و سبل شمولية الثورة و الإعداد لها بالعتاد و الرجال . 3 – وقد تكون ناتجة عن ذلك التردّد في الإعلان الثورة، ذلك الإعلان الفوري الذي يخيف القادة، بالفشل . 4 – وقد تكون ناتجة عن الخوف من عدم توفّر الشروط اللازمة ذلك الانطلاق الحاسم . 5 – الثقة التامة في أمانة الشعب على الثورة ، وعلى الجزائر كوطن يرفض العبودية و الاستسلام للمحتل إنّ كلمة ( القوا أو ارموا ) فهي بقدر ما تعني التخلص من الشيء وعدم تحمل أعبائه، بقدر ما تعني إشراك الشعب عنوة في تحمل مسؤولية مواجهة المستعمر وجها لوجه . لقد كان ابن مهيدي يدرك ذلك البعد الثوري الذي يشترك فيه جميع الجزائريين الأحرار باستثناء أولئك الذين باعوا دمهم للغاصب المحتل و تآمروا على وحدة الشعب و الوطن . وهو يدرك معنى الاحتضان الذي سيعمّر طويلا خلال فترة الثورة دون تحديد تاريخ الاستقلال ولا ساعة النصر الحقيقية تمدّ جذورها في أعماق النفوس الثائرة من أبناء الجزائر من خلال تلك المراحل التي مرت بها
1 – المرحلة الأولى ( 1954 – 1956 ) وهي مرحلة الانطلاق، و مرحلة الإرتجافة الكبرى التي يتداخل فيها الشّك باليقين وقد تمركز فيها العمل على * تبيت الوضع العسكري، و تقويته * مدّ الثورة بالعدّة والرجال ( السلاح و المتطوعين ) * توسيع دائرة الموجهة عبر كامل تراب الوطن .
2 – المرحلة الثانية ( 1956 – 1958 ) لقد شهدت أعنف حدّة من قبل قوات العدو لعناصر و رجال الثورة ( جنود جيش التحرير ) كما زادت من عزيمة الثوّار على مواصلة الكفاح ضد المحتل .
وفي هذه المرحلة تم انعقاد مؤتمر الصومام، ذلك المؤتمر الذي كان بمثابة الوعاء الحاضن للثورة والثورة، على الرغم من الخلافات التي كانت دائرة آنذاك بين رجال الداخل و الخارج .
وفي هذه المرحلة نشطت حركة الفدائيين في المدن وخاصة المدن الكبرى ( الجزائر العاصمة ، وهران ، قسنطينة و عنابة و غيرها ) .
3 - المرحلة الثالثة : ( 1958 – 1960 ) وهي من أصعب المراحل التي مرت بها الثورة و تمثلت في : * قيام المستعمر بأضخم العمليات العسكرية بواسطة الأسلحة الفتاكة و الطيران العسكري المدعم بالدبابات و أرتال الجيوش الجرار إضافة إلى ذلك قيام وحدات العدو بالقتل العشوائي و الاعتقال الجماعي للمواطنين في جميع مناطق الوطن و رغم ذلك تواصلت أصداء الثورة الجزائرية في الداخل و الخارج ، و تم شن عزيمة قادة الثورة ( السياسيين و العسكريين ) عن مواصلة المهمّة العظيمة اتجاه الوطن . فقد تم تأسيس الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 تلك الحكومة التي زادت من تقوية اللّحمة بين الثوار و بين الشعب، وبين المواطنين الأحرار و الوطن من جهة ثانية وذلك ما جعل الجنرال ديغول يعترف بحق الجزائريين في تقرير المصير و كان جواب الحكومة الجزائرية المؤقتة بقبولها لمبدأ تقرير المصير وقد تم الإعلان إيقاف القتال بصفة رسمية في 19 مارس 1962 و بات هذا اليوم خالدا في تاريخ الجزائر، وبذلك تحقق النصر، بعد سنوات من الدماء و الدمار، وبعد سنوات شاقة من المفاوضات و الممانعة من قبل قوات العدو الفرنسي الغاشم .
لقد كان نوفمبر علامة مميزة من بين الشهور التي مرت على أرض و سماء الجزائر، وما تزال تلك القصص خالدة رغم مأساتها و رغم تلك القوافل التي مرت من هنا في ركب الخالدين من الشهداء و المجاهدين و الفدائيين .
لقد استشهد صاحب الكلمة الخالدة ( العربي بن مهيدي ) في المرحلة الثانية من انطلاقة الثورة، وهو في ريعان الشباب وقد تجاوز الثلاثين من العمر بأربعة سنوات وهو من مواليد 1923 بدوار الكواهي بعين مليلة – أم البواقي وقد عرف شتى ألوان العذاب على أيدي جنرالات فرنسا، ومن هذا الجنرال " بول أوساريس " يعترف لجريدة ( لوموند الفرنسية ) قائلا :
" لقد قتلت ابن مهيدي شنقا بيدي ّ " وساعتها قال عنه الجنرال " مارسيل بيجار " بعد تحيّة الشهيد : " لو أنّ لي ثلّة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم "
رحم الله شهداء الجزائر جميعا و اسكنهم فسيح جنانه فبفضلهم تنعم الأجيال بدفء شمس الحرية و الإستقلال .