أمظلوماً مات أبو عمار أم ظالماً؟
د. فايز أبو شمالة
أعجبني مقال محمد رشيد المنشور تحت عنوان "عقدة دحلان"، وعجبت لدقة المعلومات التي ينشرها الرجل، واهتممت بالتفاصيل التي يذكرها عن حياة عباس وأولاده، فشعبنا الفلسطيني بحاجة إلى هذا الصوت الجريء القوي المجلجل، الذي يغترف الحقائق من مصدرها، وينشر الوثائق التي كتبها بخط يده حيناً، أو رتبها بنفسه وأسهم في إعدادها أحياناً.
كان أكثر ما شدني في مقال محمد رشيد؛ اتهامه لرياض المالكي بممارسة البلطجة السياسية ضد دول الخليج العربي، حين طالبها بدفع مبلغ مئة مليون دولار، وإلا عقد مؤتمراً صحفياً، فضح فيه خضوعها لأمريكا وإسرائيل، ، فقال له محمد رشيد: دول الخليج لا ترى سببا لدفع المزيد من الأموال، قبل التحقق من جدوى صرف أكثر من 40٪ من تلك الأموال المقدمة للتنسيق الأمني ونفقات عباس .
هذه شهادة رجل كان مسئولاً، وله باع طويل في الإشراف على التنسيق الأمني، وكان يعرف دقائق الأمور الأمنية والسياسية، فحين يشهد ان 40% من الأموال العربية ستسهم في الحفاظ على الأمن الإسرائيلي، فمعنى ذلك أن الأجهزة الأمنية مسخرة لخدمة الأمن الإسرائيلي، وعلى المنتفع أن يدفع، لذلك يقول محمد رشيد: العرب أنفسهم لا ينفقون كل تلك النسب المالية المهولة على أمنهم، فلماذا عليهم قبول أنفاق 40% من أموالهم على أمن إسرائيل، والتنسيق معها من خلال الإنفاق على مؤسسة أمنية منزوعة من أهدافها و مبرراتها الوطنية.
محمد رشيد الذي كان زميلاً مقرباً من محمود عباس، وكان مستودع أسرار السلطة الفلسطينية، يعرف دقائق الأسرار التي تحكم العمل السياسي الفلسطيني، لذلك يقول بجرأة العارف عن صديقة القديم محمود عباس: كيف يستطيع "رئيس" ثورة أن يشتم الثوار، ويصفهم بأبشع الأوصاف، وينام هانئا في سريره؟ وكيف يستطيع لص يسرق 200 ألف دولار من قوت شعبه يوميا، وعلى عينك يا تاجر، ثم يدعي النظافة و النزاهة، والناس تسكت !! ويعلن صراحة عن التفريط بحق العودة لأكثر من ثمانية مليون لاجئ فلسطيني، و يبقى في مكانه !!
من حق محمد رشيد أن يتهم زميله في القيادة محمود عباس، ولكن من حق شعبنا أن يعيد على محمد رشيد نفس الأسئلة التي يطرحها، ومن حق الشعب أن يضع نفس علامات التعجب الذي وضعها خلف تساؤلاته عن تصرف عباس حين قال: إن عباس نتيجة مأساوية لحالة الغياب والانهيار القيادي في العمل الفلسطيني، وهو ليس أكثر من محصلة مجموعة جرائم و تدابير إسرائيلية صرفة، أدت إلى تغيب قيادات عظيمة لشعب جبار، وقطفت حياة ياسر عرفات في لحظة مفصلية استثنائية مدروسة، لحظة لم يكن لغير عباس فرصة التربع على "عرش"، تتحكم تل أبيب بقوائمه الأربعة مجتمعة
محمد رشيد الذي كان مقرباً من ياسر عرفات، وكان عالماُ ببواطن الأمور، وكان أحد الأشخاص الذين اتهمتهم سها عرفات قبل وفاة زوجها في فرنسا بلحظات، اتهمتهم بالطامعين بوراثة عرفات حياً، محمد رشيد هذا يتهم محمود عباس بالتآمر مع إسرائيل على قطف حياة ياسر عرفات، ويتهمه بالتربع على عرش جاء بتدابير إسرائيلية صرفة.
أما الشعب الفلسطيني فإنه لا يمتلك أي دليل لتكذيب محمد رشيد، كما لا يمتلك أي دليل لتصديقه، ولكن الشعب الفلسطيني يدقق في كل ما يسمع، وهو يعرف أن محمد رشيد كان من المقربين، ويعرف البئر وغطاه، لذلك فإن الشعب الفلسطيني يتساءل: هل مات عرفات مظلوماً من هذه الصحبة التي رافقته في الساعات الأخيرة من حياته، أم مات ظالماً لنفسه، لأنه وثق بكل تلك الأسماء التي تآمرت على حياته، ووضع في يدهم القرار السياسي والأمني الفلسطيني، وترك الشعب يعاني من مخلفات رجال لا تصلح إلا للدسائس؟
أعان الله الشعب الفلسطيني على محمد رشيد وأمثاله، الذين يجهدون لرفع حذاء عباس عن رقبة الفلسطينيين، كي يضعوا أحذيتهم، لتدوس بوحل المرحلة على عنق الشعب.
د. فايز أبو شمالة
أعجبني مقال محمد رشيد المنشور تحت عنوان "عقدة دحلان"، وعجبت لدقة المعلومات التي ينشرها الرجل، واهتممت بالتفاصيل التي يذكرها عن حياة عباس وأولاده، فشعبنا الفلسطيني بحاجة إلى هذا الصوت الجريء القوي المجلجل، الذي يغترف الحقائق من مصدرها، وينشر الوثائق التي كتبها بخط يده حيناً، أو رتبها بنفسه وأسهم في إعدادها أحياناً.
كان أكثر ما شدني في مقال محمد رشيد؛ اتهامه لرياض المالكي بممارسة البلطجة السياسية ضد دول الخليج العربي، حين طالبها بدفع مبلغ مئة مليون دولار، وإلا عقد مؤتمراً صحفياً، فضح فيه خضوعها لأمريكا وإسرائيل، ، فقال له محمد رشيد: دول الخليج لا ترى سببا لدفع المزيد من الأموال، قبل التحقق من جدوى صرف أكثر من 40٪ من تلك الأموال المقدمة للتنسيق الأمني ونفقات عباس .
هذه شهادة رجل كان مسئولاً، وله باع طويل في الإشراف على التنسيق الأمني، وكان يعرف دقائق الأمور الأمنية والسياسية، فحين يشهد ان 40% من الأموال العربية ستسهم في الحفاظ على الأمن الإسرائيلي، فمعنى ذلك أن الأجهزة الأمنية مسخرة لخدمة الأمن الإسرائيلي، وعلى المنتفع أن يدفع، لذلك يقول محمد رشيد: العرب أنفسهم لا ينفقون كل تلك النسب المالية المهولة على أمنهم، فلماذا عليهم قبول أنفاق 40% من أموالهم على أمن إسرائيل، والتنسيق معها من خلال الإنفاق على مؤسسة أمنية منزوعة من أهدافها و مبرراتها الوطنية.
محمد رشيد الذي كان زميلاً مقرباً من محمود عباس، وكان مستودع أسرار السلطة الفلسطينية، يعرف دقائق الأسرار التي تحكم العمل السياسي الفلسطيني، لذلك يقول بجرأة العارف عن صديقة القديم محمود عباس: كيف يستطيع "رئيس" ثورة أن يشتم الثوار، ويصفهم بأبشع الأوصاف، وينام هانئا في سريره؟ وكيف يستطيع لص يسرق 200 ألف دولار من قوت شعبه يوميا، وعلى عينك يا تاجر، ثم يدعي النظافة و النزاهة، والناس تسكت !! ويعلن صراحة عن التفريط بحق العودة لأكثر من ثمانية مليون لاجئ فلسطيني، و يبقى في مكانه !!
من حق محمد رشيد أن يتهم زميله في القيادة محمود عباس، ولكن من حق شعبنا أن يعيد على محمد رشيد نفس الأسئلة التي يطرحها، ومن حق الشعب أن يضع نفس علامات التعجب الذي وضعها خلف تساؤلاته عن تصرف عباس حين قال: إن عباس نتيجة مأساوية لحالة الغياب والانهيار القيادي في العمل الفلسطيني، وهو ليس أكثر من محصلة مجموعة جرائم و تدابير إسرائيلية صرفة، أدت إلى تغيب قيادات عظيمة لشعب جبار، وقطفت حياة ياسر عرفات في لحظة مفصلية استثنائية مدروسة، لحظة لم يكن لغير عباس فرصة التربع على "عرش"، تتحكم تل أبيب بقوائمه الأربعة مجتمعة
محمد رشيد الذي كان مقرباً من ياسر عرفات، وكان عالماُ ببواطن الأمور، وكان أحد الأشخاص الذين اتهمتهم سها عرفات قبل وفاة زوجها في فرنسا بلحظات، اتهمتهم بالطامعين بوراثة عرفات حياً، محمد رشيد هذا يتهم محمود عباس بالتآمر مع إسرائيل على قطف حياة ياسر عرفات، ويتهمه بالتربع على عرش جاء بتدابير إسرائيلية صرفة.
أما الشعب الفلسطيني فإنه لا يمتلك أي دليل لتكذيب محمد رشيد، كما لا يمتلك أي دليل لتصديقه، ولكن الشعب الفلسطيني يدقق في كل ما يسمع، وهو يعرف أن محمد رشيد كان من المقربين، ويعرف البئر وغطاه، لذلك فإن الشعب الفلسطيني يتساءل: هل مات عرفات مظلوماً من هذه الصحبة التي رافقته في الساعات الأخيرة من حياته، أم مات ظالماً لنفسه، لأنه وثق بكل تلك الأسماء التي تآمرت على حياته، ووضع في يدهم القرار السياسي والأمني الفلسطيني، وترك الشعب يعاني من مخلفات رجال لا تصلح إلا للدسائس؟
أعان الله الشعب الفلسطيني على محمد رشيد وأمثاله، الذين يجهدون لرفع حذاء عباس عن رقبة الفلسطينيين، كي يضعوا أحذيتهم، لتدوس بوحل المرحلة على عنق الشعب.