مُت يا سامر مُت
نُريدك ميتاً لا حياً
سعاد شعت
اسمع أيها الولد الجميل عليك أن تموت .. عليك أن تموت لنحيا , ألم تقرأ يوماً لكنفاني حين قال " لقد اكتشفت كم هو ضروري أن يموت بعض الناس من أجل أن يعيش البعض الآخر .. إنها حكمة قديمة أهم ما فيها الآن أنني أعيشها .."
ونحن هكذا .. نريدك ميتاً سامر..
سامر أرجوك بربك , إذا كان دمك هو الوقود لانتفاضة ثالثة تحرق الأخضر واليابس تحت أقربائنا قبل أعادينا فمُت بالله عليك مُت يا سامر وأرح قُدسك في موتك ..مُت يا سامر وهبنا من نعشك سبباً خجولاً للثورة .. مُت ففلسطين بحاجة دم شهيد من القدس ليس كأي شهيد , نحن متأمرون ضدك , نريدك ميتاً ولهذا فقط نضحك عليك وعلى عائلتك بالتظاهر والشعارات , كلنا متأمرون صحيح سامر ولكن القدس أيضاً مدينتك الحبيبة متأمرة معنا , إذ أنها تنتظر زفتك بملائكة الكون لتزهو على الكون بغرورها المعتاد وهي تستحق والله سامر , هل فهمت نريدك أن تموت , ماذا أنت لا تفهم ؟ كل الشهداء الذين سقطوا قبلك في حروب غزة وقهر الضفة كانوا أناساً عاديين بسطاء أو تلاميذاً في بلادنا , وأنت أنت كنت المعلم , لم يكونوا ثواراً , كانوا يمشون جنب الحيط يبحثون عن لقمة عيش ويتجاهلون صوت مرسيل خليفة :
_ لديك ما يكفيك من خبز وماء , انهض وقاوم ..
ولكن عفريت الموت تشاقى عليهم وهد حيط الدنيا وأرسلهم حيث يريدون , والقدس يا سامر بكت وكل فلسطين بكت , لكن ليس حزناً عليهم يا ولد بل حزناً على جلالتها وعلوها , هل فهمت ؟ خبيثة هي بلادك ولابد أنك عرفتها خلال إضرابك , تريد ثواراً مثلك أبطالاً يقهرون كل ما خلق الله , يقهرونها حتى هي حتى تتمايل أمام الكون وخالقه :
_ اسمع يارب هذا الولد الذي هزم ما لذ وطاب .. هذا الولد الذي هزم بني يهود بون مساندة علي ولا أبو بكر ولا الفاروق هو ابني يارب .. هذا الرجل الذي هزمني وهزم كل أولادي , يارب هذا الصغير الذي يُحبني أكثر مما أحبه هو صغيري أنا القدس يارب , وإن كان الرسول قد شُرف بأن يكون شفيعاً للبشر فاجعلني بفضل سامر ياربي شفيعة للمدن وثُوارها ..
مُت يا سامر .. فأنت لا تفهم حاجتنا الملحة للثورة والكرامة , نحتاجك ميتاً لا حياً سامر , إذ لا فائدة لخروجك سوى أن تُستهلك كبقية إخوانك , وإني سأدعو الله منذ لحظتي هذه أن يرزقك حلاوة الشهادة ويرزقنا حلاوة الثورة من بعدك , وأثق أن أمك لن تحزن يا صغيري لأن فلسطين ستعوضها بشهداء كثر كًثر كُثر يروونها من بعد عطش ..
من غزة
سعاد شعت
24_2_20
نُريدك ميتاً لا حياً
سعاد شعت
اسمع أيها الولد الجميل عليك أن تموت .. عليك أن تموت لنحيا , ألم تقرأ يوماً لكنفاني حين قال " لقد اكتشفت كم هو ضروري أن يموت بعض الناس من أجل أن يعيش البعض الآخر .. إنها حكمة قديمة أهم ما فيها الآن أنني أعيشها .."
ونحن هكذا .. نريدك ميتاً سامر..
سامر أرجوك بربك , إذا كان دمك هو الوقود لانتفاضة ثالثة تحرق الأخضر واليابس تحت أقربائنا قبل أعادينا فمُت بالله عليك مُت يا سامر وأرح قُدسك في موتك ..مُت يا سامر وهبنا من نعشك سبباً خجولاً للثورة .. مُت ففلسطين بحاجة دم شهيد من القدس ليس كأي شهيد , نحن متأمرون ضدك , نريدك ميتاً ولهذا فقط نضحك عليك وعلى عائلتك بالتظاهر والشعارات , كلنا متأمرون صحيح سامر ولكن القدس أيضاً مدينتك الحبيبة متأمرة معنا , إذ أنها تنتظر زفتك بملائكة الكون لتزهو على الكون بغرورها المعتاد وهي تستحق والله سامر , هل فهمت نريدك أن تموت , ماذا أنت لا تفهم ؟ كل الشهداء الذين سقطوا قبلك في حروب غزة وقهر الضفة كانوا أناساً عاديين بسطاء أو تلاميذاً في بلادنا , وأنت أنت كنت المعلم , لم يكونوا ثواراً , كانوا يمشون جنب الحيط يبحثون عن لقمة عيش ويتجاهلون صوت مرسيل خليفة :
_ لديك ما يكفيك من خبز وماء , انهض وقاوم ..
ولكن عفريت الموت تشاقى عليهم وهد حيط الدنيا وأرسلهم حيث يريدون , والقدس يا سامر بكت وكل فلسطين بكت , لكن ليس حزناً عليهم يا ولد بل حزناً على جلالتها وعلوها , هل فهمت ؟ خبيثة هي بلادك ولابد أنك عرفتها خلال إضرابك , تريد ثواراً مثلك أبطالاً يقهرون كل ما خلق الله , يقهرونها حتى هي حتى تتمايل أمام الكون وخالقه :
_ اسمع يارب هذا الولد الذي هزم ما لذ وطاب .. هذا الولد الذي هزم بني يهود بون مساندة علي ولا أبو بكر ولا الفاروق هو ابني يارب .. هذا الرجل الذي هزمني وهزم كل أولادي , يارب هذا الصغير الذي يُحبني أكثر مما أحبه هو صغيري أنا القدس يارب , وإن كان الرسول قد شُرف بأن يكون شفيعاً للبشر فاجعلني بفضل سامر ياربي شفيعة للمدن وثُوارها ..
مُت يا سامر .. فأنت لا تفهم حاجتنا الملحة للثورة والكرامة , نحتاجك ميتاً لا حياً سامر , إذ لا فائدة لخروجك سوى أن تُستهلك كبقية إخوانك , وإني سأدعو الله منذ لحظتي هذه أن يرزقك حلاوة الشهادة ويرزقنا حلاوة الثورة من بعدك , وأثق أن أمك لن تحزن يا صغيري لأن فلسطين ستعوضها بشهداء كثر كًثر كُثر يروونها من بعد عطش ..
من غزة
سعاد شعت
24_2_20