الخيانة بالوثائق الدامغة!!
موقع المسلم | 22/2/1432 هـ
لم يكن المسلمون والعرب –وبخاصة أهل فلسطين الباسلة-لم يكونوا في حاجة إلى مئات الوثائق التي كشفتها قناة الجزيرة،وهي تعرض خيانة العصابة الوضيعة في رام الله لقضية الأمة الكبرى،لتصبح أمام الجميع عين اليقين.
فجريمة تصفية القضية الفلسطينية مكتملة الأركان لكل ذي عينين منذ اتفاق الذل والعار في أوسلو،وإن كان ياسر عرفات الذي تولى كِبْرَها يومئذٍ سعى إلى التراجع عنها،ربما في صحوة ضمير متأخرة،فكانت محاصرته الطويلة ثم التخلص منه بالسم الزعاف،هي وسيلة اليهود والصليبيين المثلى لإزاحته من طريقهم.وكان رجلهم الجديد-محمود عباس- قد تم إعداده من قبل بحسب ما فضحته الوثائق الحالية عل لسان المجرم جلعاد الذي أشار إلى أنهم وعدوه بالحلول محل عرفات منذ عام2000م!!
وقد تغلغل العدو في حركة فتح وجهز عملاءه الأقزام فاختطفوها بالترغيب والترهيب،حتى بات العملاء في الواجهة،وتم إقصاء الشرفاء أو محاصرة دورهم،ولذلك انتقل عباس من موقع الشخص المنبوذ-يؤيده 4% من كوادر فتح-إلى رأس الهرم،فأعطاهم كل ما رفض عرفات المضي فيه في أواخر حياته.وبعد أن كانت أجهزة القمع في عصابة السلطة تكتفي بالتضييق على فصائل المقاومة،أصبح التآمر عليهم لقتلهم ممارسة يومية نمطية،بمن فيهم قادة كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح نفسها،مثل تصفية القيادي المعروف حسن المدهون وهي التصفية التي أماطت الوثائق اللثام عنها.
غير أن استذكار تلك الحقائق المعروفة للمتابعين لا يعني الغض من قيمة وثائق الجزيرة،وإنما تضعها في سياق الدليل الدامغ من خلال "المفاوضات" واللقاءات بين الساسة والعسكريين والأمنيين الصهاينة مع أدواتهم الرخيصة في مفاصل السلطة التابعة في الضفة الغربية. فالعدو يملي القرارات وأزلام أوسلو ينفذون ثم يأتون إلى الاجتماع التالي لثبتوا وفاءهم لسادتهم.
بل إن بعض الوثائق تعرض حقائق مذهلة،إذ يتضح أن العملاء أشد عداء للمقاومة من العدو الصهيوني ذاته!!كما في تبرؤ الإرهابي دايتون والغربيين واليهود أحياناً من الإفراط في تعذيب المعتقلين لدى أجهزة الاستخبارات في السلطة!!
فكيف يستقيم وصف السلطة بأنها"وطنية"وهي تقوم بمهمة كلاب الحراسة لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين،بل تتجاوز مطاردة المقاومين وتسليمهم للعدو وتعذيبهم،لتتربص بالمؤسسات الخيرية التي ترعى عائلات الشهداء والجرحى والأسرى ومشوهي الحرب، وتلاحق كل دولار يجري تحويله من الخارج إلى غير جيوب لصوص السلطة وزبانيتها،وسلبه ثم إحالة متلقيه إلى السجن أو تسليمه إلى العدو اليهودي أو الأمريكي بذريعة مكافحة الإرهاب.
وورد في الوثائق إصرار رموز السلطة على الاستمرار في حصار غزة وعدم تخفيفه بحجة النكاية في حركة حماس،والاعتراض على فتح المعابر،والإلحاح على الصهاينة لإعادة احتلال محور فيلادلفيا،واتهام مصر بغض النظر عن الأنفاق بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة المختنق بسبب الحصار اليهودي الصلف.
وقل الشيء نفسه عن قمع الرأي المخالف في الجامعات والمدارس واعتقال خطباء المساجد الذين يأبون الرضوخ لشروط اليهود التي يفرض العملاء تطبيقها في مناطقهم.
ومن يقترف تلك الخيانات المستمرة ضد شعبه وأمته،فلا عجب في أن يقبل سرّاً بالتخلي عن القدس-حتى القسم الشرقي منها-ويوافق على أن يكون المسجد الأقصى الأسير هو الحد الفاصل لبقايا القدس الشكلية مع أكثريتها الساحقة الرازحة تحت الاحتلال.وكذلك تصفية قضية ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المنافي،صراحة ومواربة من خلال القبول بيهودية الكيان الصهيوني!!
إنها فضيحة العصر المباغتة،وهذا هو السر وراء اضطراب أعضاء عصابة أوسلو،فقد تناقضت تصريحاتهم عقب زلزال الوثائق المنشورة،فمنهم من جحدها وكال الشتائم للجزيرة،ومنهم من أقر بها ثم عمد إلى الالتفاف على خزيه بادعاء أنه جرى ابتسارها وإخراجها من سياقها،وذهب فريق ثالث إلى التهجم على الشخص الذي قام بتسريبها وجعله محور القضية وليس المضمون المخزي الذي اشتملت عليه النصوص القاطعة.في حين حاول كبيرهم توزيع دم عمالته على "القبائل"عندما زعم أن يتم إبلاغ القادة العرب بمجريات المفاوضات!!ولو افترض اللبيب صحة هذا الادعاء،فليقل عباس لشعبه:أنا خائن لكم ولقضيتكم بموافقة الحكومات العربية!!
علماً بأن المراقب المنصف يكاد يجزم بكذب الدعوى الفاجرة ليس لتبرئة سائر النظم العربية من التهاون،ولكن بالاستناد إلى ما جاء في الوثائق من تطاول "فلسطيني" سفيه على كبريات الدول العربية من السعودية إلى مصر ناهيكم عن الأردن وقطر...
فهلا يسارع القادة العرب إلى الرد على هذا الاتهام البشع من عصابة تصفية القضية الفلسطينية في رام الله؟وهلا يأخذ الشرفاء في فتح خطوة واجبة تتمثل في التبرؤ من قيادات التسلط العميلة أو إعلان الخروج من فتح بعد أن اختطفها الخونة وجعلوها مطية لمشروع اليهود والصليبيين الجدد؟
موقع المسلم | 22/2/1432 هـ
لم يكن المسلمون والعرب –وبخاصة أهل فلسطين الباسلة-لم يكونوا في حاجة إلى مئات الوثائق التي كشفتها قناة الجزيرة،وهي تعرض خيانة العصابة الوضيعة في رام الله لقضية الأمة الكبرى،لتصبح أمام الجميع عين اليقين.
فجريمة تصفية القضية الفلسطينية مكتملة الأركان لكل ذي عينين منذ اتفاق الذل والعار في أوسلو،وإن كان ياسر عرفات الذي تولى كِبْرَها يومئذٍ سعى إلى التراجع عنها،ربما في صحوة ضمير متأخرة،فكانت محاصرته الطويلة ثم التخلص منه بالسم الزعاف،هي وسيلة اليهود والصليبيين المثلى لإزاحته من طريقهم.وكان رجلهم الجديد-محمود عباس- قد تم إعداده من قبل بحسب ما فضحته الوثائق الحالية عل لسان المجرم جلعاد الذي أشار إلى أنهم وعدوه بالحلول محل عرفات منذ عام2000م!!
وقد تغلغل العدو في حركة فتح وجهز عملاءه الأقزام فاختطفوها بالترغيب والترهيب،حتى بات العملاء في الواجهة،وتم إقصاء الشرفاء أو محاصرة دورهم،ولذلك انتقل عباس من موقع الشخص المنبوذ-يؤيده 4% من كوادر فتح-إلى رأس الهرم،فأعطاهم كل ما رفض عرفات المضي فيه في أواخر حياته.وبعد أن كانت أجهزة القمع في عصابة السلطة تكتفي بالتضييق على فصائل المقاومة،أصبح التآمر عليهم لقتلهم ممارسة يومية نمطية،بمن فيهم قادة كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح نفسها،مثل تصفية القيادي المعروف حسن المدهون وهي التصفية التي أماطت الوثائق اللثام عنها.
غير أن استذكار تلك الحقائق المعروفة للمتابعين لا يعني الغض من قيمة وثائق الجزيرة،وإنما تضعها في سياق الدليل الدامغ من خلال "المفاوضات" واللقاءات بين الساسة والعسكريين والأمنيين الصهاينة مع أدواتهم الرخيصة في مفاصل السلطة التابعة في الضفة الغربية. فالعدو يملي القرارات وأزلام أوسلو ينفذون ثم يأتون إلى الاجتماع التالي لثبتوا وفاءهم لسادتهم.
بل إن بعض الوثائق تعرض حقائق مذهلة،إذ يتضح أن العملاء أشد عداء للمقاومة من العدو الصهيوني ذاته!!كما في تبرؤ الإرهابي دايتون والغربيين واليهود أحياناً من الإفراط في تعذيب المعتقلين لدى أجهزة الاستخبارات في السلطة!!
فكيف يستقيم وصف السلطة بأنها"وطنية"وهي تقوم بمهمة كلاب الحراسة لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين،بل تتجاوز مطاردة المقاومين وتسليمهم للعدو وتعذيبهم،لتتربص بالمؤسسات الخيرية التي ترعى عائلات الشهداء والجرحى والأسرى ومشوهي الحرب، وتلاحق كل دولار يجري تحويله من الخارج إلى غير جيوب لصوص السلطة وزبانيتها،وسلبه ثم إحالة متلقيه إلى السجن أو تسليمه إلى العدو اليهودي أو الأمريكي بذريعة مكافحة الإرهاب.
وورد في الوثائق إصرار رموز السلطة على الاستمرار في حصار غزة وعدم تخفيفه بحجة النكاية في حركة حماس،والاعتراض على فتح المعابر،والإلحاح على الصهاينة لإعادة احتلال محور فيلادلفيا،واتهام مصر بغض النظر عن الأنفاق بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة المختنق بسبب الحصار اليهودي الصلف.
وقل الشيء نفسه عن قمع الرأي المخالف في الجامعات والمدارس واعتقال خطباء المساجد الذين يأبون الرضوخ لشروط اليهود التي يفرض العملاء تطبيقها في مناطقهم.
ومن يقترف تلك الخيانات المستمرة ضد شعبه وأمته،فلا عجب في أن يقبل سرّاً بالتخلي عن القدس-حتى القسم الشرقي منها-ويوافق على أن يكون المسجد الأقصى الأسير هو الحد الفاصل لبقايا القدس الشكلية مع أكثريتها الساحقة الرازحة تحت الاحتلال.وكذلك تصفية قضية ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المنافي،صراحة ومواربة من خلال القبول بيهودية الكيان الصهيوني!!
إنها فضيحة العصر المباغتة،وهذا هو السر وراء اضطراب أعضاء عصابة أوسلو،فقد تناقضت تصريحاتهم عقب زلزال الوثائق المنشورة،فمنهم من جحدها وكال الشتائم للجزيرة،ومنهم من أقر بها ثم عمد إلى الالتفاف على خزيه بادعاء أنه جرى ابتسارها وإخراجها من سياقها،وذهب فريق ثالث إلى التهجم على الشخص الذي قام بتسريبها وجعله محور القضية وليس المضمون المخزي الذي اشتملت عليه النصوص القاطعة.في حين حاول كبيرهم توزيع دم عمالته على "القبائل"عندما زعم أن يتم إبلاغ القادة العرب بمجريات المفاوضات!!ولو افترض اللبيب صحة هذا الادعاء،فليقل عباس لشعبه:أنا خائن لكم ولقضيتكم بموافقة الحكومات العربية!!
علماً بأن المراقب المنصف يكاد يجزم بكذب الدعوى الفاجرة ليس لتبرئة سائر النظم العربية من التهاون،ولكن بالاستناد إلى ما جاء في الوثائق من تطاول "فلسطيني" سفيه على كبريات الدول العربية من السعودية إلى مصر ناهيكم عن الأردن وقطر...
فهلا يسارع القادة العرب إلى الرد على هذا الاتهام البشع من عصابة تصفية القضية الفلسطينية في رام الله؟وهلا يأخذ الشرفاء في فتح خطوة واجبة تتمثل في التبرؤ من قيادات التسلط العميلة أو إعلان الخروج من فتح بعد أن اختطفها الخونة وجعلوها مطية لمشروع اليهود والصليبيين الجدد؟