بسم الله الرحمن الرحيم :
قال تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا .... حتى يقول الرسول والذين معه .... متى نصر الله ... ألا ان نصر الله قريب )
لو فكر المسلم بعمق .. في هذه الآية ، لوجد أن ثمن الجنة غال جدا ،،،،، وهو يظن أن يحصل عليها باليسر والخوف والجبن واتقاء الظالمين ..
يريد أرضا بالجنة بالتسبيح والتهليل والتكبير والحوقلة ،، فأنى له ذلك دون نصرة أخيه المسلم .
فكروا معي يا من تطلبون الجنة ... يا أصحاب القوة ... يا أصحاب العقول ..
هل أديت حق الله تعالى في قوله ( انما المؤمنون أخوة ) ،، وقول رسوله : (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه )
هل أديت واجبك تجاه المسلم المظلوم في كل مكان ؟؟؟؟ أم اتخذت اليهود والنصارى اخوانا لك وجيرانا بدلا منهم ؟؟
أليس من واجبك أن تنصر أخاك المسلم أينما كان ؟؟
فما بالك وهذا المسلم هو عرضك الذي أوجب الله عليك أن تصونه وتحميه
هي أختك في سوريا ... بعد أن تسلط عليها الأسد وكلابه ،، كيف ستنال الجنة وعرضك مهتوك هناك ؟؟
هل أديت حق الله في قوله ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. ) وقول رسوله الكريم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره .. ) هل قمت بتغيير هذا المنكر ،، أم رضيت أن تكون مع القاعدين ،؟؟ ؟؟فالبؤس لك اذن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ، ستره الله يوم القيامة)
وللحديث بهاء يعلوه .. وجمال يكسوه ، فما أجمل تفريج الكربات .. وتنفيس الملمات وإقالتها عن ذوى العثرات ، وما أبهى الستر الجميل الذى يحمى الأعراض من قساوة الهتك ،، و الجزاء من جنس العمل وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ليس أجراً وفقط بل خيراً بخير وحسناً بحسن ،، هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا من تظن ( تظنين ) أن التسبيح والتهليل والتكبير و الحوقلة تضمن لك الجنة ،، اعلموا أنكم تشترون بها غراس الجنة ،،،، ولكنكم لم تشتروا الأرض التي ستزرعون بها هذه الغراس .... أرض الجنة ... الأرض الغالية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام الشافعي :
نعيب زماننا والعيب فينا ................ وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ............... ولو نطق الزمان به .. هجانا .
فليس العيب في زماننا أخوتي ... بل في أنفسنا والأفكار التي زرعها الغرب فينا وفرض علينا بها تحكيم غير شرع الله .. فأذلونا بعد أن كنا أعزة .
ــــــــــــــــــــــــ
وأخيرا أذكركم فتذكروا يرحمني واياكم الله :
"يأتي يوم القيامة أقوام إيمانهم عجبا, يغبطهم الملائكة والنبيون, ليسوا بأنبياء, فسألوا النبي عنهم, فقال: هؤلاء يكونون في آخر الزمان, فيجدون كتابا عطله الناس, وسنة أماتوها, فيقبلون على الكتاب والسنة فيحيونها, أنتم تجدون على الحق أعوانا وهم لا يجدون على الحق أعوانا, إيمان أحدهم بأربعين منكم"!.
-----------
المؤمن ،، ان مسته سراء شكر ... وان مسته ضراء صبر
فعلينا بالرضا في القضاء ونقول ( لا حول ولا قوة الا بالله ) انا لله وانا اليه راجعون .
قال صلى الله عليه وسلم ( ان الله اذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) والرضا والسخط من فعل الانسان لذا .. فهو محاسب عليهما .
هنا نقول : علينا الرضا بقضاء الله تعالى .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سنقف عند معني كلمة الصبر وازالة الالتباس عنها عند بعض المسلمين ..
فليس معنى الصبر ، الرضا بالواقع والمحرمات الموجودة ، وتعطيل حدود الله ولا الجلوس في البيت دون العمل على تغيير المنكر فنقول : ... أصبر عليه واستعين بالله .
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أعوذ بالله من العجز والكسل والجبن والبخل )
وليس الصبر أن أدفع الأذى عن نفسي وأولادي بحجة تفادي الخطر أو الأذى والتعذيب ....
بل الصبر هو تحمل الأذى الذي يصيبنا من وراء قول الحق ، والثبات على الحق والموقف ، بقدر احتمالنا ... ولنا أسوة في ذلك من الصحابة ياسر وبلال وغيرهم ..
( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ) .... أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر ... والصبر هو تحمل الأذى على ما تلاقيه بعد ذلك أخي المسلم ... حفظني واياك الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو الفرق بين ( الصبر ) عند الأذى قدر الاحتمال .
وبين ( الرضا ) بقضاء الله دون تذمر .
ـــــــــــــــــــــ
وأخيرا أخوتي .. أذكركم بجزاء الصابرين عند الله تعالى :
( جنات عدن يدخلونها .. ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم .. والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ... سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )
نعم هذا جزاء الصابر الثابت على الحق ، الذي لا يخش في الله لومة لائم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بدأ الاسلام غريبا .. وسيعود غريبا .. فطوبى للغرباء .. )
نعم طوبى لهم .... فما أسعدهم ...
اللهم اجعلنا ممن يرضى بقضائك ،، ويصبر على الحق يا الله .