‘مملكة الفراشة’ لواسيني الأعرج: اختراق الواقع
بن العربي غرابي
AUGUST 18, 2013
يستطيع الأدب الحقيقي أن يتعامل مع الواقع والتاريخ بشكل مباشر دون أن يقع في السطحية والابتذال والانعكاس المكشوف. معلوم أن هاجس التاريخ أن يحقق قدرا من العلمية يستطيع بهديها التمييز في الوثائق والأخبار بين الحقيقي منها و الزائف المردود، فالمؤرخ بهذا الاعتبار يكتب التاريخ في مختبر حيث يقيم رقابة صارمة على الوثائق فيقبل ما كان حقيقة وشاهدا على حدث ويلقي من نافذته ما يراه غير ذلك. أما الواقع فهو كل ما يتحقق ويتشكل خارج الذات ويملك وجودا مستقلا عنها. فالأشياء الموجودة واقع لأنها واقع مادي محسوس، والتخلف فينا واقع لأنه متحقق ندركه باستحضار مقارنة ضمنية مع مجتمعات أكثر تقدما. أما الأدب فيبسط يديه للتاريخ والواقع ويحسن الظن بهما ويتعامل معهما، لكن المطلوب منه ألا يفرط في رأسماله الفني وتطلعاته الجمالية .
هذا ما فعله الروائي الجزائري المعروف واسيني الأعرج في روايته ‘مملكة الفراشة’ الصادرة عن دار الصدى، الطبعة الأولى يونيو 2013، حيث نجح باقتدار في التعامل مع التاريخ والواقع الحديثين في وطنه الجزائر، وتحديدا مرحلة الحرب الأهلية وما بعدها بعد انتخابات 1992، وما جرته على الوطن والمواطنين من دمار واحتكام ظالم إلى آلات التقتيل وفقدان الثقة فيما بين الفرقاء والأطياف وسكان البلد الواحد حيث تنهار قنوات الحوار والتواصل وتهيمن إرادة الرصاص التي لا فرق بين القاتل به والمقتول لأنهما من وطن واحد، وحين تغيب سُنَّة التواصل في وطن فتلك علامة صريحة على افتقاد الجوهر الحقيقي للإنسان والعودة إلى منطق الغابة والأنياب.
تدور أحداث الرواية حول أسرة جزائرية من الطبقة المتوسطة تتألف من أب وأم وابن وتوأم ابنتين، وتقوم إحدى الأختين بدور السارد لترسم مصيرا فاجعا وسيئا للأسرة بكاملها، حيث فشل الوطن في أن يصبح فضاء لتنافس المواطنين على قيم البناء والتفاني والعطاء، بل أصبح وكرا للأنانية والوصولية والإقصاء ونهب الصالح العام من أجل الاغتناء بكافة الطرق. الأب ، واسمه الحقيقي الزبير، لكن الساردة غيرت اسمه إلى زوربا الشخصية الروائية المشهورة، لأنها رفضت المرجعية الصحراوية للاسم ‘الزبير’ ورفضت كذلك إحالته التاريخية في شخصية الزبير بن العوام الذي كان حسب الرواية مقاتلا وشجاعا ومحاربا. عاد زوربا إلى أرض الوطن محملا بكل القيم الإنسانية البناءة ليتعامل مع شركة صيدال للأدوية، لكن مافيا الأدوية وعصابات الفساد طلبت منه ترك هاته العلاقة، فرفض، وبعد أن حذروه ثلاث مرات، انتهى بهم الأمر إلى إحراق المخبر، بل وصل الأمر منتهاه باغتياله وتصفيته جسديا. ويدل هذا الاغتيال على غلبة إرادة الشر وخنقها للأصوات الساعية إلى بلورة الإصلاح. والعجيب أن الساردة عندما طالبت بالتحقيقات في أمر الاغتيال فوجئت بالتجني المقصود على الحقيقة، فقد قال المحققون إن أباها أصيب بسكتة قلبية اصطدم على إثرها بالجدار الإسمنتي فشج رأسه وأحدث رضوضا وجرحا عميقا على مستوى الجبهة والقفا والدماغ. تقول الرواية: ‘فغرت فمي من شدة الدهشة . هل يمكن أن يكون الكذب الرسمي إلى هذا الحد؟ حتى في الكذب ليسوا أذكياء أبدا.’ص 122.
تأثرت فريجة أم الساردة وزوجة زوربا بحادث الاغتيال، وقد لقبتها الساردة بـ ‘فيرجي’، فرفضت الخروج من البيت للعمل وهي مدرسة للغة الفرنسية، فكان ذلك بوابتها إلى عالم خطير مليء بالهلوسات والجنون، فانهارت في الفضاء الروائي للروائية المعروفة فرجينيا وولف التي أنهت حياتها بالانتحار، وبعد ذلك انغمرت بعالم الروائي بوريس فيان إلى درجة الفناء والضياع، تعشقه بخلفية شبقية لدرجة التنكر للزوج الحقيقي زوربا، وتتزين لطيفه مثلما كانت تنتظر سيرين إحدى صديقات الساردة الملائكة ليلا لمضاجعتها، تقول فيرجي: ‘لو كان حبيبي بوريس حيا لطلقته من ميشيل وأورسولا، وسحبته نحوي. لم أخن والدك ولا مرة واحدة في حياتي، ولكن مع بوريس أنا متأكدة من أني سأخونه بلا تردد ولا عقدة ضمير.’ ص 145. وصل افتتنانها العبثي به إلى درجة استقدام ميرو الفنان ليرسم بورتريهات له مستوحاة من صوره الأصلية، وانتهى مصيرها في النهاية إلى موت رهيب في حالة انفصام خطيرة.
أما رايان أخو الساردة، الذي كان مروضا للخيول وعاشقا متيما بها فأصيب هو الآخر بصدمة قوية نتيجة احتراق الحظيرة التي يشتغل فيها، لم يتقبل الواقع فأدمن على المخدرات إلى أن انتهى مصيره إلى السجن وساءت حالته الصحية والنفسية، لدرجة أنه لم يكن يقبل بزيارة أفراد الأسرة ‘الأم والأخت الساردة’ .والحقيقة أن الرواية لم تقل كلمتها الأخيرة في مصير رايان لكن الثابت أنه مصير يسير من سيئ إلى أسوأ، فلا يعرف القارئ ما آل إليه: هل بقي في السجن؟ هل فر منه؟ هل استفاد من العفو؟
ماريا، توأم الساردة، لقبتها الساردة بـ’كوزيت’، غادرت الوطن إلى مونتريال متخلصة من ولائها للعائلة متذمرة وحاقدة مستاءة من كل أفرادها، فهي لا تحب أمها تماما لأنها تعتقد أن أمها انحازت إلى أخيها رايان حينما اتهمت الأخت أخاها بمحاولة اغتصابها، لهذا رفضت زيارة رايان في سجنه ورفضت زيارة قبر أمها عندما عادت إلى أرض الوطن لاقتسام التركة والحصول على نصيبها من ميراث أمها، حرمت أخاها من الإرث لأنها أعدت الوثائق القانونية لإثبات أنه مجنون . صحيح أن كوزيت تعيش حياة زوجية عادية خارج الوطن لكن أزمتها تتمثل في الانسلاخ العاطفي عن الجذور والقيم والتاريخ، فإذا كانت معاناة الأم ورايان جسدية ونفسية فإن معاناة ماريا هي أزمة انتماء.
أما الساردة ‘ياما’، القارئة والمتعلمة التي اختارت العيش إلى جانب الأبوين فإنها بطل الرواية، فليس وضعها بأفضل من وضع الآخرين، كانت مملكتها المفضلة هي الفيسبوك، تعرفت عبر الشبكة الزرقاء إلى مسرحي جزائري اسمه فادي، ولقبته بـ’فاوست’ يعيش خارج الوطن و يخطط للعودة إليه لعرض إحدى مسرحياته، ووصلت العلاقة بينهما إلى أبعاد جارفة من الطرفين واتفقا على اللقاء بعد العودة إلى حضن الوطن. تابعت مهنة أبيها بنزاهة واستقامة ففتحت صيدلية متواضعة لبيع الأدوية وإنقاذ حيوات الناس، وكانت عازفة كلارينات ناجحة في ديبو جاز. كادت في لحظة طيش أن تقتل امرأة اعتقدت أن لها علاقة بفاوست لكنها اكتشفت أنه خالها. لكنها تكتشف في النهاية أن فاوست ليس هو صاحب صفحة الفيسبوك، بل هو متزوج وأب لطفل وأن أحد أقاربه ينتحل شخصيته ويتدثر باسمها فكادت تكون الصدمة كبيرة لولا سلاح الوعي الذي تملكه.
الأب يموت مغتالا باحثا عن القيم الإنسانية البناءة داخل مجتمع فاسد، والأم تنتهي نهاية مأساوية وهي تدب بخطوات لولبية باتجاه الجنون، والأخ في السجن يخسر حياته بالتدريج، والساردة يعصمها وعيها من السقوط، وكوزيت تموت إنسانيا وجوهريا لأنها تنكرت لتاريخها وجذورها وقيمها. مصير أسرة تعيش في وطن لا يسهر على أبنائه ولا ينشغل مواطنوه بالحرص على قيم البناء والفعل بل الانتهازية والوصولية والسادية والأنانية، وطن يخطط لزرع أخلاقيات الفساد والفوضى، كل القطاعات فيه تعاني من الفساد الكلي: الصحة والنقل والعدل والثقافة والسياسة والاقتصاد……..
ليس نقد الأوضاع ما جعل الرواية قامة فنية مرتفعة، بل نجاح الكاتب في خلق عالم سردي شامخ حيث تتداخل المقاطع السردية والوصفية والحوارية لخلق كل مقومات الإثارة والجمالية.
*أستاذ في السلك الإعدادي، المملكة المغربية.
بن العربي غرابي
AUGUST 18, 2013
يستطيع الأدب الحقيقي أن يتعامل مع الواقع والتاريخ بشكل مباشر دون أن يقع في السطحية والابتذال والانعكاس المكشوف. معلوم أن هاجس التاريخ أن يحقق قدرا من العلمية يستطيع بهديها التمييز في الوثائق والأخبار بين الحقيقي منها و الزائف المردود، فالمؤرخ بهذا الاعتبار يكتب التاريخ في مختبر حيث يقيم رقابة صارمة على الوثائق فيقبل ما كان حقيقة وشاهدا على حدث ويلقي من نافذته ما يراه غير ذلك. أما الواقع فهو كل ما يتحقق ويتشكل خارج الذات ويملك وجودا مستقلا عنها. فالأشياء الموجودة واقع لأنها واقع مادي محسوس، والتخلف فينا واقع لأنه متحقق ندركه باستحضار مقارنة ضمنية مع مجتمعات أكثر تقدما. أما الأدب فيبسط يديه للتاريخ والواقع ويحسن الظن بهما ويتعامل معهما، لكن المطلوب منه ألا يفرط في رأسماله الفني وتطلعاته الجمالية .
هذا ما فعله الروائي الجزائري المعروف واسيني الأعرج في روايته ‘مملكة الفراشة’ الصادرة عن دار الصدى، الطبعة الأولى يونيو 2013، حيث نجح باقتدار في التعامل مع التاريخ والواقع الحديثين في وطنه الجزائر، وتحديدا مرحلة الحرب الأهلية وما بعدها بعد انتخابات 1992، وما جرته على الوطن والمواطنين من دمار واحتكام ظالم إلى آلات التقتيل وفقدان الثقة فيما بين الفرقاء والأطياف وسكان البلد الواحد حيث تنهار قنوات الحوار والتواصل وتهيمن إرادة الرصاص التي لا فرق بين القاتل به والمقتول لأنهما من وطن واحد، وحين تغيب سُنَّة التواصل في وطن فتلك علامة صريحة على افتقاد الجوهر الحقيقي للإنسان والعودة إلى منطق الغابة والأنياب.
تدور أحداث الرواية حول أسرة جزائرية من الطبقة المتوسطة تتألف من أب وأم وابن وتوأم ابنتين، وتقوم إحدى الأختين بدور السارد لترسم مصيرا فاجعا وسيئا للأسرة بكاملها، حيث فشل الوطن في أن يصبح فضاء لتنافس المواطنين على قيم البناء والتفاني والعطاء، بل أصبح وكرا للأنانية والوصولية والإقصاء ونهب الصالح العام من أجل الاغتناء بكافة الطرق. الأب ، واسمه الحقيقي الزبير، لكن الساردة غيرت اسمه إلى زوربا الشخصية الروائية المشهورة، لأنها رفضت المرجعية الصحراوية للاسم ‘الزبير’ ورفضت كذلك إحالته التاريخية في شخصية الزبير بن العوام الذي كان حسب الرواية مقاتلا وشجاعا ومحاربا. عاد زوربا إلى أرض الوطن محملا بكل القيم الإنسانية البناءة ليتعامل مع شركة صيدال للأدوية، لكن مافيا الأدوية وعصابات الفساد طلبت منه ترك هاته العلاقة، فرفض، وبعد أن حذروه ثلاث مرات، انتهى بهم الأمر إلى إحراق المخبر، بل وصل الأمر منتهاه باغتياله وتصفيته جسديا. ويدل هذا الاغتيال على غلبة إرادة الشر وخنقها للأصوات الساعية إلى بلورة الإصلاح. والعجيب أن الساردة عندما طالبت بالتحقيقات في أمر الاغتيال فوجئت بالتجني المقصود على الحقيقة، فقد قال المحققون إن أباها أصيب بسكتة قلبية اصطدم على إثرها بالجدار الإسمنتي فشج رأسه وأحدث رضوضا وجرحا عميقا على مستوى الجبهة والقفا والدماغ. تقول الرواية: ‘فغرت فمي من شدة الدهشة . هل يمكن أن يكون الكذب الرسمي إلى هذا الحد؟ حتى في الكذب ليسوا أذكياء أبدا.’ص 122.
تأثرت فريجة أم الساردة وزوجة زوربا بحادث الاغتيال، وقد لقبتها الساردة بـ ‘فيرجي’، فرفضت الخروج من البيت للعمل وهي مدرسة للغة الفرنسية، فكان ذلك بوابتها إلى عالم خطير مليء بالهلوسات والجنون، فانهارت في الفضاء الروائي للروائية المعروفة فرجينيا وولف التي أنهت حياتها بالانتحار، وبعد ذلك انغمرت بعالم الروائي بوريس فيان إلى درجة الفناء والضياع، تعشقه بخلفية شبقية لدرجة التنكر للزوج الحقيقي زوربا، وتتزين لطيفه مثلما كانت تنتظر سيرين إحدى صديقات الساردة الملائكة ليلا لمضاجعتها، تقول فيرجي: ‘لو كان حبيبي بوريس حيا لطلقته من ميشيل وأورسولا، وسحبته نحوي. لم أخن والدك ولا مرة واحدة في حياتي، ولكن مع بوريس أنا متأكدة من أني سأخونه بلا تردد ولا عقدة ضمير.’ ص 145. وصل افتتنانها العبثي به إلى درجة استقدام ميرو الفنان ليرسم بورتريهات له مستوحاة من صوره الأصلية، وانتهى مصيرها في النهاية إلى موت رهيب في حالة انفصام خطيرة.
أما رايان أخو الساردة، الذي كان مروضا للخيول وعاشقا متيما بها فأصيب هو الآخر بصدمة قوية نتيجة احتراق الحظيرة التي يشتغل فيها، لم يتقبل الواقع فأدمن على المخدرات إلى أن انتهى مصيره إلى السجن وساءت حالته الصحية والنفسية، لدرجة أنه لم يكن يقبل بزيارة أفراد الأسرة ‘الأم والأخت الساردة’ .والحقيقة أن الرواية لم تقل كلمتها الأخيرة في مصير رايان لكن الثابت أنه مصير يسير من سيئ إلى أسوأ، فلا يعرف القارئ ما آل إليه: هل بقي في السجن؟ هل فر منه؟ هل استفاد من العفو؟
ماريا، توأم الساردة، لقبتها الساردة بـ’كوزيت’، غادرت الوطن إلى مونتريال متخلصة من ولائها للعائلة متذمرة وحاقدة مستاءة من كل أفرادها، فهي لا تحب أمها تماما لأنها تعتقد أن أمها انحازت إلى أخيها رايان حينما اتهمت الأخت أخاها بمحاولة اغتصابها، لهذا رفضت زيارة رايان في سجنه ورفضت زيارة قبر أمها عندما عادت إلى أرض الوطن لاقتسام التركة والحصول على نصيبها من ميراث أمها، حرمت أخاها من الإرث لأنها أعدت الوثائق القانونية لإثبات أنه مجنون . صحيح أن كوزيت تعيش حياة زوجية عادية خارج الوطن لكن أزمتها تتمثل في الانسلاخ العاطفي عن الجذور والقيم والتاريخ، فإذا كانت معاناة الأم ورايان جسدية ونفسية فإن معاناة ماريا هي أزمة انتماء.
أما الساردة ‘ياما’، القارئة والمتعلمة التي اختارت العيش إلى جانب الأبوين فإنها بطل الرواية، فليس وضعها بأفضل من وضع الآخرين، كانت مملكتها المفضلة هي الفيسبوك، تعرفت عبر الشبكة الزرقاء إلى مسرحي جزائري اسمه فادي، ولقبته بـ’فاوست’ يعيش خارج الوطن و يخطط للعودة إليه لعرض إحدى مسرحياته، ووصلت العلاقة بينهما إلى أبعاد جارفة من الطرفين واتفقا على اللقاء بعد العودة إلى حضن الوطن. تابعت مهنة أبيها بنزاهة واستقامة ففتحت صيدلية متواضعة لبيع الأدوية وإنقاذ حيوات الناس، وكانت عازفة كلارينات ناجحة في ديبو جاز. كادت في لحظة طيش أن تقتل امرأة اعتقدت أن لها علاقة بفاوست لكنها اكتشفت أنه خالها. لكنها تكتشف في النهاية أن فاوست ليس هو صاحب صفحة الفيسبوك، بل هو متزوج وأب لطفل وأن أحد أقاربه ينتحل شخصيته ويتدثر باسمها فكادت تكون الصدمة كبيرة لولا سلاح الوعي الذي تملكه.
الأب يموت مغتالا باحثا عن القيم الإنسانية البناءة داخل مجتمع فاسد، والأم تنتهي نهاية مأساوية وهي تدب بخطوات لولبية باتجاه الجنون، والأخ في السجن يخسر حياته بالتدريج، والساردة يعصمها وعيها من السقوط، وكوزيت تموت إنسانيا وجوهريا لأنها تنكرت لتاريخها وجذورها وقيمها. مصير أسرة تعيش في وطن لا يسهر على أبنائه ولا ينشغل مواطنوه بالحرص على قيم البناء والفعل بل الانتهازية والوصولية والسادية والأنانية، وطن يخطط لزرع أخلاقيات الفساد والفوضى، كل القطاعات فيه تعاني من الفساد الكلي: الصحة والنقل والعدل والثقافة والسياسة والاقتصاد……..
ليس نقد الأوضاع ما جعل الرواية قامة فنية مرتفعة، بل نجاح الكاتب في خلق عالم سردي شامخ حيث تتداخل المقاطع السردية والوصفية والحوارية لخلق كل مقومات الإثارة والجمالية.
*أستاذ في السلك الإعدادي، المملكة المغربية.