الخميس: 28 ربيع الأول 1435هجري، الموافق لـ 30 جانفي 2014
بيع الألقاب
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
منحت عرب الجاهلية، لقب صاحب المعلقات، للقليل من شعراء العرب، وعلّقت أشعارهم على أستار الكعبة، رغم وجود الكثير من الشعراء، وأن العرب أقامت للشعر أسواقا، يتبارز فيها أحسن ماقيل من أقوى الكلام وأعذبه، ولذلك جاءت معجزة العرب في اللسان، éوالبيان.
نال سيّدنا عمر بن عبد العزيز، لقب الخليفة الراشد، واعترف له بذلك السابق واللاحق. وجاء من بعده خلفاء بنو أمية، وبنو العباس، وآخرون، سعوا بكل مالديهم من مال وسعة وجيوش وأراضي، وسطوة ونفوذ، ولم ينالوا لقب الخليفة الراشد، ولقوا ربهم، ولم تمنحهم الأمة اللقب الذي كانوا يسعون إليه، لأن الأمة رأت، أنهم ليسوا أهلا للقب الخليفة الراشد، فحُرموا منه إلى الأبد.
وحين كانت الأمة في أوجّها، منحت لقب الحافظ، للقلّة القليلة من العلماء والفقهاء، رغم أن الدنيا كانت تعجّ بالكثير منهم، ولم يخلوا الزمان من مجدّد، لأن الأمة وضعت شروطا للقب الحافظ، فحازه القليل، وتمناه الكثير.
ولقب الأئمة الأربعة، ناله أربعة فقط، رغم أن القرن الرابع الهجري، شهد علماء، بلغوا رتبة الاجتهاد، ولم يُدرجوا ضمن الأربعة. ومنذ عامين، أبصرت في المكتبة كتابا للأطفال، بعنوان: "أئمة الإسلام"، ذكر فيه صاحبه، الأئمة الأربعة، وأضاف لها شيخه خلسة وتزويرا. ولم يستطع الكاتب أن يكتب، "الأئمة الخمسة !"، فاحتال على القارئ، بعنوان "أئمة الإسلام"، لأنه يدرك جيدا، أن لقب الأئمة الأربعة أغلق، وأن شيخه لن ينال فضل الانضمام، إلا بالتحايل على القارئ.
ولقب جائزة نوبل في العلوم الدقيقة، مُنح للقليل، رغم كثرة العلماء، وتنوع العلوم، وتعدد الاختصاصات، فبقي العلماء، يحلمون بلقب جائزة نوبل للعلوم.
وفي الميدان العسكري، نال سيّدنا خالد بن الوليد، رضي الله عنه وأرضاه، لقب سيف الله المسلول، في أول يوم من إسلامه، رغم أن هناك سيوفا سبقته، شاركت في بدر، وأحد، والخندق، وغزوات عديدة، وسرايا كثيرة، لأنه كان سيفا بطبعه، ونال اللقب عن جدارة.
وقرأت، وأنا ابن 15 سنة، أن الرئيس الأمريكي إيزنهاور، قاد بلاده والمعسكر الغربي، للنصر في الحرب العالمية الثانية، ولم يمنحوه لقب المارشال، لأن الأمريكيين رأوا أن النصر في الحرب العالمية الثانية، لايكفي لمنح لقب المارشال.
إن اللقب الرفيع، لايُمنح لمن جاء بالوضيع. والألقاب تُمنح من أهلها ولأهلها، وحين يتوفر صاحب اللقب على الميزات العالية التي تمنحه اللقب، ليبقى مثالا، يتخذه من يليه قدوة في نيل ماناله من لقب بحقه، وجهده.
بيع الألقاب
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
منحت عرب الجاهلية، لقب صاحب المعلقات، للقليل من شعراء العرب، وعلّقت أشعارهم على أستار الكعبة، رغم وجود الكثير من الشعراء، وأن العرب أقامت للشعر أسواقا، يتبارز فيها أحسن ماقيل من أقوى الكلام وأعذبه، ولذلك جاءت معجزة العرب في اللسان، éوالبيان.
نال سيّدنا عمر بن عبد العزيز، لقب الخليفة الراشد، واعترف له بذلك السابق واللاحق. وجاء من بعده خلفاء بنو أمية، وبنو العباس، وآخرون، سعوا بكل مالديهم من مال وسعة وجيوش وأراضي، وسطوة ونفوذ، ولم ينالوا لقب الخليفة الراشد، ولقوا ربهم، ولم تمنحهم الأمة اللقب الذي كانوا يسعون إليه، لأن الأمة رأت، أنهم ليسوا أهلا للقب الخليفة الراشد، فحُرموا منه إلى الأبد.
وحين كانت الأمة في أوجّها، منحت لقب الحافظ، للقلّة القليلة من العلماء والفقهاء، رغم أن الدنيا كانت تعجّ بالكثير منهم، ولم يخلوا الزمان من مجدّد، لأن الأمة وضعت شروطا للقب الحافظ، فحازه القليل، وتمناه الكثير.
ولقب الأئمة الأربعة، ناله أربعة فقط، رغم أن القرن الرابع الهجري، شهد علماء، بلغوا رتبة الاجتهاد، ولم يُدرجوا ضمن الأربعة. ومنذ عامين، أبصرت في المكتبة كتابا للأطفال، بعنوان: "أئمة الإسلام"، ذكر فيه صاحبه، الأئمة الأربعة، وأضاف لها شيخه خلسة وتزويرا. ولم يستطع الكاتب أن يكتب، "الأئمة الخمسة !"، فاحتال على القارئ، بعنوان "أئمة الإسلام"، لأنه يدرك جيدا، أن لقب الأئمة الأربعة أغلق، وأن شيخه لن ينال فضل الانضمام، إلا بالتحايل على القارئ.
ولقب جائزة نوبل في العلوم الدقيقة، مُنح للقليل، رغم كثرة العلماء، وتنوع العلوم، وتعدد الاختصاصات، فبقي العلماء، يحلمون بلقب جائزة نوبل للعلوم.
وفي الميدان العسكري، نال سيّدنا خالد بن الوليد، رضي الله عنه وأرضاه، لقب سيف الله المسلول، في أول يوم من إسلامه، رغم أن هناك سيوفا سبقته، شاركت في بدر، وأحد، والخندق، وغزوات عديدة، وسرايا كثيرة، لأنه كان سيفا بطبعه، ونال اللقب عن جدارة.
وقرأت، وأنا ابن 15 سنة، أن الرئيس الأمريكي إيزنهاور، قاد بلاده والمعسكر الغربي، للنصر في الحرب العالمية الثانية، ولم يمنحوه لقب المارشال، لأن الأمريكيين رأوا أن النصر في الحرب العالمية الثانية، لايكفي لمنح لقب المارشال.
إن اللقب الرفيع، لايُمنح لمن جاء بالوضيع. والألقاب تُمنح من أهلها ولأهلها، وحين يتوفر صاحب اللقب على الميزات العالية التي تمنحه اللقب، ليبقى مثالا، يتخذه من يليه قدوة في نيل ماناله من لقب بحقه، وجهده.