الجمعة 7 شباط 2014 10:26 صباحاً
سلوى بعلبكي
في زمن التفجيرات الارهابية، التي تحصد العشرات من الأبرياء مع ممتلكاتهم من مؤسسات وسيارات، ليس مستغرباً أن يبادر اللبنانيون إلى التفتيش عما يمكن أن يعوض عليهم خسارة جنى عمرهم. لذا تجدهم عند كل انفجار يهرعون إلى شركات التأمين لشراء بوالص تأمين تغطي أضرار الأعمال الارهابية أو الحروب أو ما يعرف بالـ War Cover أو الـ Political Violence، أو اضافة بند خاص على البوالص لتشمل الأعمال الارهابية.
هل تشمل بوالص التأمين على السيارات تغطية الاعمال الارهابية أو السرقة، وماذا عن المؤسسات والممتلكات؟
على رغم تراجع نشاط شركات التأمين خلال الأشهر التسعة الماضية بسبب الوضعين الأمني والسياسي، إلا أن ذلك لم ينسحب كثيراً على بعض أنواع التأمين، مثل التأمين على الحياة والسيارات، خصوصاً في ظل ما تشهده البلاد من تفجيرات ارهابية متنقلة. ووفق رئيس جمعية شركات الضمان أسعد ميرزا فإن اللبناني يهرع إلى شراء بوالص تأمين، خصوصاً على الحياة، عند وقوع الانفجار، ولكن عندما يهدأ الوضع تعود الأمور الى طبيعتها. واللافت انه عندما تقدم الشركات عروضاً لا تلاقي اقبالاً من الزبائن، وخصوصاً إذا كانت الأوضاع مستقرة، ولكن المشكلة، وفق ميرزا، ان الاسعار ترتفع بعد كل تفجير حيث يعمد معيد التأمين على زيادة اسعار البوليصة، وبعد فترة من الهدوء تعود الاسعار الى ما كانت عليه قبل الازمة.
ويوضح ميرزا ان بوليصة Political Violence تختلف عن تلك التي تصدر لتغطية اضرار الحرب، اذ ان ثمة شرطا يجب ان يتوافر في حال الاخيرة، وهو شرط الاعلان عن الحرب.
التأمين لا يشمل أضرار السيارات
المشهد عينه يتكرر بعد كل انفجار: سيارات ومؤسسات متضررة، بغض النظر عن الاضرار البشرية. فهل تشمل بوليصة التأمين على السيارات التعويض على اصحابها في حال الاعمال الارهابية؟ يشير ميرزا الى انه عندما يتم تأمين السيارة على نحو شامل، فانها حتما لا تشمل تغطية الاضرار من الانفجارات او الاعمال الارهابية، بل ان الزبون يطلب اضافة بند يتعلق بهذه الامور، بما يزيد سعر البوليصة ما بين 0,4% و0,5% وذلك وفق نوع السيارة وقيمتها.
وماذا عن التغطية في حال تمت سرقة السيارة؟ يشير ميرزا الى ان التأمين الشامل يغطي سرقة السيارة، بحيث تدفع شركات التأمين سعر السيارة بعد ان تحسم من سعرها 10%، لافتا الى انه بعد الاطلاع على حركة السرقة في الاشهر الاربعة الاخيرة يتبين ان السيارات المعرضة اكثر للسرقة هي سيارات الـ 4wheel وخصوصا الكيا سبورتج، والـ FG cruiser.
كيف تتعامل شركات التأمين مع التفجيرات الارهابية، وهل من اقبال على بوالص التأمين التي تتضمن التغطية على الاعمال الارهابية؟
المدير العام لشركة "آروب" للتأمين فاتح بكداش يشرح ان عقد بوليصة التأمين على الحياة والحوادث الشخصية يتضمن بندا يتعلق بتغطية اضرار الحروب التي تشمل الانفجارات. وكذلك تشمل هذه التغطية بوالص التأمين على المؤسسات والمستودعات والمصارف. ولكن بالنسبة للسيارات فان بوالص التأمين الشاملة لا تلحظ تغطية الاضرار الناجمة عن الحروب او الاعمال الارهابية، لافتا الى ان شركات التأمين التي تلحظ هذا البند قليلة جدا في لبنان، وتصل التغطية في حال حصلت الى مبلغ لا يناهز الـ10 آلاف دولار، خصوصا ان معيدي التأمين لا يدعمون الشركات المحلية في امور كهذه.
وكما كل انفجار فان الطلب يزداد على بوالص التأمين التي تشمل التغطية على الاعمال الارهابية والحروب، ويكون البت بالطلب من الزبون سريعا جدا على رغم زيادة الاسعار في هذه الفترات، مؤكدا ان شركات التأمين دفعت للزبائن الذين تضرروا في تفجير حارة حريك. اما بالنسبة لارتفاع الاسعار، فان الزيادة سببها "ان معيدي التأمين رفعوا الاسعار في لبنان، وخصوصا على شحن البضائع من طريق البحر نحو 50%. اما البضائع التي تنقل عبر البر فزادت اسعار التأمين عليها نحو 10%، وكذلك بالنسبة للتأمين على الممتلكات التي ارتفعت منذ اسبوعين 5 مرات تقريبا، وانسحب الارتفاع على بوالص التأمين على المراكز التجارية، وخصوصا بعد الانباء عن التهديدات التي شملت بعض "المولات". الا ان بكداش طمأن الى ان الاسعار ستنخفض بعد فترة، خصوصا اذا استتبت الاوضاع الامنية.
وفي ما يتعلق بالتأمين على السيارات فان اسعارها لم تتغير وفق بكداش، "لانه كما ذكرت بوالص التأمين على السيارات لا تشمل التعويض عن الأعمال الارهابية". وفي حال حصلت سرقة فان شركات التأمين تجري تحقيقا ما اذا كانت السرقة جاءت نتيجة سطو مسلح او سطو من منظمات ارهابية. فاذا لم تثبت التحقيقات ان السطو هو من منظمات ارهابية فان شركات التأمين تدفع للزبون