الأربعاء: 12 ربيع الثاني 1435هجري، الموافق لـ 12 فيفري 2014
الكرسي زائل وإن طال
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
في انتظار أن يأتي السائق، انزوى إلى زاوية من زوايا حظيرة السيارات ، يحتمي من تهاطل المطر صباحا. وبالصدفة لمح سيّارة رائعة الجمال، جديدة تلفت الأنظار، يتمناها كل من نظر إليها. سأل سائقها ممازحا .. لاتقل لي هذه للمدير الجديد.
رد السّائق، والضحك يسبقه .. إنها للمدير الجديد. ثم راح بمرارة يسرد ماقام به المدير السّابق .. من جهد طويل، ومسابقة الزّمن، والحثّ للحصول عليها، والسّعي لدى أهل الطَوْل، لينالها في حينها، ويفتخر بها أمام القريب والبعيد.
وبعد لحظات، استرجع من خلالها السائق أنفاسه، وقال بمرارة أشدّ من الأولى.. إن المدير السابق، لم ينل شرف ركوب هذه السيارة، رغم الذي قام به، للحصول عليها.
وهاهو المدير الجديد، الذي لم يمر على تنصيبه 4 أسابيع، توضع بين يديه لؤلؤة تسرّ الناظرين، دون سعي منه، ولا علم له بأدنى التفاصيل.
فردد كل من كان ينصت للماضي الكئيب، والحاضر العجيب، المثال الجزائري الشعبي: "اخْدَمْ يَا الشَاقِي البَاقِي .. وَكُلْ يَا المَسْتْرَحْ".
حينها استحضر الجميع، قصة المدير الأسبق، حين قام بتحويل مقر إدارته إلى المكان الجديد، وجهّز مكتبه بما يُبهرُ الأعين، وسخّر الداخل والخارج في سبيل تحقيق حلمه، وأعلن حربا على كل من يعترض طريقه.
وتشاء حكمة ربك، أن يخرج من أضيق الأبواب، ويترك المقر الجديد، الذي أنفق في سبيله الممكن والمستحيل، للمدير الجديد، يجول فيه ويمرح، دون حول منه ولا قوة.
إن الكرسي زائل وإن طال. وصاحبه نازل عنه وإن جلس فوقه أمدا. وأرجله ستغوص ذات يوم أرضا. والعاقل من جعل الكرسي يطلبه، ويسعى إليه. والكيّس ينظر في من سيخلفه، لأنه في الأصل خليفة، يصعد ثم ينزل ليترك مكانه لغيره.
الكرسي زائل وإن طال
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
في انتظار أن يأتي السائق، انزوى إلى زاوية من زوايا حظيرة السيارات ، يحتمي من تهاطل المطر صباحا. وبالصدفة لمح سيّارة رائعة الجمال، جديدة تلفت الأنظار، يتمناها كل من نظر إليها. سأل سائقها ممازحا .. لاتقل لي هذه للمدير الجديد.
رد السّائق، والضحك يسبقه .. إنها للمدير الجديد. ثم راح بمرارة يسرد ماقام به المدير السّابق .. من جهد طويل، ومسابقة الزّمن، والحثّ للحصول عليها، والسّعي لدى أهل الطَوْل، لينالها في حينها، ويفتخر بها أمام القريب والبعيد.
وبعد لحظات، استرجع من خلالها السائق أنفاسه، وقال بمرارة أشدّ من الأولى.. إن المدير السابق، لم ينل شرف ركوب هذه السيارة، رغم الذي قام به، للحصول عليها.
وهاهو المدير الجديد، الذي لم يمر على تنصيبه 4 أسابيع، توضع بين يديه لؤلؤة تسرّ الناظرين، دون سعي منه، ولا علم له بأدنى التفاصيل.
فردد كل من كان ينصت للماضي الكئيب، والحاضر العجيب، المثال الجزائري الشعبي: "اخْدَمْ يَا الشَاقِي البَاقِي .. وَكُلْ يَا المَسْتْرَحْ".
حينها استحضر الجميع، قصة المدير الأسبق، حين قام بتحويل مقر إدارته إلى المكان الجديد، وجهّز مكتبه بما يُبهرُ الأعين، وسخّر الداخل والخارج في سبيل تحقيق حلمه، وأعلن حربا على كل من يعترض طريقه.
وتشاء حكمة ربك، أن يخرج من أضيق الأبواب، ويترك المقر الجديد، الذي أنفق في سبيله الممكن والمستحيل، للمدير الجديد، يجول فيه ويمرح، دون حول منه ولا قوة.
إن الكرسي زائل وإن طال. وصاحبه نازل عنه وإن جلس فوقه أمدا. وأرجله ستغوص ذات يوم أرضا. والعاقل من جعل الكرسي يطلبه، ويسعى إليه. والكيّس ينظر في من سيخلفه، لأنه في الأصل خليفة، يصعد ثم ينزل ليترك مكانه لغيره.