الوحدة الوطنية في الأردن… ‘أخوانية’ أيضا
بسام البدارين
الأخوان المسلمون وحدهم في الأردن مؤهلون لتقديم أدلة ‘مقنعة’ على دورهم الوطني المؤثر في الحفاظ على الوحدة الوطنية رغم هروبهم الدائم على مدار سنوات من كل تلك المساحات التي تناقش فيها الحقائق والوقائع التي تحاول المساس بالوحدة الوطنية.
وحدهم الاخوان المسلمون وبكل صراحة الذين يستطيعون بدون نقاشات وجدل بيزنطي وبدون حفلات مناسف وترتيبات مع القنوات الأمنية إجلاس مواطن أردني من ‘الضفة الغربية’ في مقعد تمثيلي يعود لمحافظة الكرك جنوبي الضفة الشرقية في مجلس نقابة المعلمين.
واجبنا وحقهم أن نقول انهم وحدهم في هذا الزمان الرديء وبدون تنظيرات أو دعاية رخيصة مضللة الذين ينتخبون إبن محافظة عجلون في موقع يمثل معلمي الزرقاء أو إبنة محافظة جرش أو البادية في مكان مخصص لمدارس عمان الغربية التي لا يحلم أبناء البادية الفقراء بربع أحجارها وبكلفة ثلث بواباتها الواسعة.
خلط الأخوان المسملون الأوراق قصدا بعد إكتساحهم لمقاعد المجلس المركزي لإنتخابات المعلمين وعلى أساس خلط جميع مكونات الوحدة الوطنية في بوتقة واحدة.
سواء أفعلوا ذلك تمثيلا للقيم الحقيقية التي يؤمنون بها{أنا شخصيا أؤمن بذلك} أو في سياق المعالجة التكتيكية المغرضة ..أوجه لهم التحية واحترم موقفهم وادعونا جميعا في الحالة الأردنية لتقليدهم في مثل هذا التكتيك المنتج والذي يكرس القناعة بان الأردنيين معا ويدا واحدة في السراء والضراء.
إذا كانت المسألة تنطوي على تكتيك إنتخابي ورسائل سياسية ..فليكن.. هذه هي امثلة التكتيك التي نريدها وتنقصنا في الحالة الوطنية الأردنية لان الساحة المحلية مفعمة ومليئة بالشطار وتجار الوطنية وفهلوية الحق العام الذين يستثمرون كل طاقاتهم في التكتيك الخبيث في الإتجاه المضاد لتوحيد المجتمع وأعماقه ومكوناته.
المتآمرون يوميا على الوحدة الوطنية أكثر من ‘الهم على القلب’ في خارطة النخب الأردنية ..بعضهم يسترخي ويمد رجليه ولسانه الطويل وقلمه المريض في أعماق المؤسسة البيروقراطية ..بعضهم الاخر يتقلد مواقع قيادية في المشهد السياسي وبعضهم الثالث ينتحل صفة رأسمالي وطني أو يتدثر في تلابيب التحريض الطائفي وإدعاء تمثيل الأقليات وطبقة المثقفين.
اتجاهات معاكسة تماما للوحدة الوطنية متكرسة في الأردن منذ عقود ولديها أنصار ومشايعون وازلام ومحاسيب وسلسلة طويلة من اللوائح السرية التي تنمو كالخيار المهرمن في العتمة والظلام.
يفعل الاخوان المسلمون بنا كاردنيين خيرا وهم يقدمون صيغة حضارية متقدمة في الحفاظ على الوحدة الوطنية واختراق الهويات الفرعية والجهوية والمناطقية ليس فقط عبر الاقوال ولكن عبر الافعال.
قد ينطوي الامر على استعراض لكنه من افضل وابهى انواع الاستعراضات المنتجة وطنيا والتي اصبحت حاجة ملحة بدلا من تلك الاستعراضات الرسمية او الشعبية البائسة السقيمة التي يمكنها حرق الاخضر واليابس في الوطن الاردني الموحد فقط للحفاظ على مصالحها واجنداتها الشخصية.
قد نتفق مع الاخوان المسلمين وقد نختلف معهم وانا شخصيا من اكثر المختلفين مع تجربتهم في الحكم والادارة بعد الاخفاق الواضح لكن لا خلاف على انهم متجاوزون عقائديون في الاغلب الاعم لكل مساحات الهوية الفرعية التي تتبوأ دوما مكانة متصدرة في عالمنا العربي المتخلف وهي نفسها تلك المساحات التي استغلتها دوما ثنائية الفساد والاستبداد ومشاريع الاستعمار والتوسع امريكية كانت او صهيونية.
في الحالة الاردنية على الاقل لا يمكن رصد ولو تجاوزا واحدا حقيقيا لجدران الوحدة الوطنية من قبل مؤسسات الحركة الاخوانية وان كان بعض رموز الاخوان قد غرد لاسباب سياسية او بدافع من دسائس بيروقراطية خارج السرب الوحدوي لصالح الهويات والانقسامات الفرعية.
شئنا ام أبينا أظهر الاخوان المسلمون في الاردن ادلة واقعية ودائمة على انهم كانوا ولازالوا جبهة وطنية صلبة تساند الوحدة الوطنية وقد سمعنا من قياداتهم عشرات المرات تلك المفاهيم والعبارات التي تعتبر الوحدة الوطنية شكلا من اشكال العبادة والتقرب الى الله.
ورصدنا افعالا بجانب الاقوال تكرس هذه الوقائع لم يكن اخرها تقسيم وتوزيع مقاعد الهيئة الادارية في نقابة المعلمين وفقا لبوصلة تعزز الاندماج في المجتمع.
لازلت ارى في الحركة الاسلامية في الوطن العربي جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والوطني لا يمكن هزيمته والقضاء عليه بانقلاب هنا او مال نفطي هناك وهو جزء حيوي وناشط وفاعل في المجتمعات العربية له دور اساسي ليس في ادامة الاستقرار الاجتماعي والسلمي الاهلي فقط بل ايضا وهذا الاهم في ادارة رشد وعقلانية واعتدال فكري ضمن الية اجتماعية فعالة تضمن دوما انحسار الفكر المتطرف والمتشدد.
احترم من يلاحظ على الاخوان المسلمين او ينتقد خطابهم واداءهم لكن اختلف تماما مع من يدعو لاستقصائهم واستئصالهم لان تكريس مثل هذه الاجتهادات والفتاوى تعبير عن ذهنية ثأرية وانتقامية واقصائية لا يمكنها ان تكون معززة للتنمية السياسية ولا فاتحة لابواب التعددية واحترام الرأي الاخر.
الاصرار على اقصاء الاخوان سيجر المزيد من الخيبات والويلات على الدول العربية فوجودهم لازال ضمانة للاعتدال في مواجهة الشطط والتطرف وقد رأينا كيف يندفع بعض من يتصورون دوما بانهم يتحدثون باسم الله والسماء الى قطع الرؤوس وسبي النساء وقتل الشقيق بعد الانطلاق من موقع متطرف يهتم بتكفير الاخوان المسلمين قبل الجميع.
لا اثق شخصيا بكل النظريات التي تتحدث عن ضرورة اخضاع الاخوان المسلمين او اقصائهم فقد دفعت هذه الامة مطولا ثمنا فادحا كلفة للاقصاء والابعاد وثقافة الكراهية والاجدى محاورة الاخوان المسلمين والتفاهم معهم والتحدث بجرأة عن اخطائهم وعن شكوكنا في نواياهم بدلا من تغييب مبادىء القانون والشفافية والديمقراطية والانتخابات بذريعة الخوف من المد الاخواني.
في الحالة الاردنية لا بد من تكرار التحذير من استسلام دائرة صنع القرار لتلك الاجتهادات التي تنعق بالخراب والدمار وتحاول لاغراض واجندات شخصية المس بالاخوان المسلمين وتحريض الدولة عليهم بذريعة قوتهم في المجتمع.
لا بد من فتح قنوات الحوار على مصراعيها مع اخوان الاردن فهم راشدون وعاقلون ولا يحتاجون لشهادة وطنية واعتدال من احد والاهم انهم فعلا لا قولا من تلك الحصون القليلة النادرة التي تدافع عن الوحدة الوطنية.
‘ مدير مكتب ‘القدس العربي’ في الاردن
بسام البدارين
الأخوان المسلمون وحدهم في الأردن مؤهلون لتقديم أدلة ‘مقنعة’ على دورهم الوطني المؤثر في الحفاظ على الوحدة الوطنية رغم هروبهم الدائم على مدار سنوات من كل تلك المساحات التي تناقش فيها الحقائق والوقائع التي تحاول المساس بالوحدة الوطنية.
وحدهم الاخوان المسلمون وبكل صراحة الذين يستطيعون بدون نقاشات وجدل بيزنطي وبدون حفلات مناسف وترتيبات مع القنوات الأمنية إجلاس مواطن أردني من ‘الضفة الغربية’ في مقعد تمثيلي يعود لمحافظة الكرك جنوبي الضفة الشرقية في مجلس نقابة المعلمين.
واجبنا وحقهم أن نقول انهم وحدهم في هذا الزمان الرديء وبدون تنظيرات أو دعاية رخيصة مضللة الذين ينتخبون إبن محافظة عجلون في موقع يمثل معلمي الزرقاء أو إبنة محافظة جرش أو البادية في مكان مخصص لمدارس عمان الغربية التي لا يحلم أبناء البادية الفقراء بربع أحجارها وبكلفة ثلث بواباتها الواسعة.
خلط الأخوان المسملون الأوراق قصدا بعد إكتساحهم لمقاعد المجلس المركزي لإنتخابات المعلمين وعلى أساس خلط جميع مكونات الوحدة الوطنية في بوتقة واحدة.
سواء أفعلوا ذلك تمثيلا للقيم الحقيقية التي يؤمنون بها{أنا شخصيا أؤمن بذلك} أو في سياق المعالجة التكتيكية المغرضة ..أوجه لهم التحية واحترم موقفهم وادعونا جميعا في الحالة الأردنية لتقليدهم في مثل هذا التكتيك المنتج والذي يكرس القناعة بان الأردنيين معا ويدا واحدة في السراء والضراء.
إذا كانت المسألة تنطوي على تكتيك إنتخابي ورسائل سياسية ..فليكن.. هذه هي امثلة التكتيك التي نريدها وتنقصنا في الحالة الوطنية الأردنية لان الساحة المحلية مفعمة ومليئة بالشطار وتجار الوطنية وفهلوية الحق العام الذين يستثمرون كل طاقاتهم في التكتيك الخبيث في الإتجاه المضاد لتوحيد المجتمع وأعماقه ومكوناته.
المتآمرون يوميا على الوحدة الوطنية أكثر من ‘الهم على القلب’ في خارطة النخب الأردنية ..بعضهم يسترخي ويمد رجليه ولسانه الطويل وقلمه المريض في أعماق المؤسسة البيروقراطية ..بعضهم الاخر يتقلد مواقع قيادية في المشهد السياسي وبعضهم الثالث ينتحل صفة رأسمالي وطني أو يتدثر في تلابيب التحريض الطائفي وإدعاء تمثيل الأقليات وطبقة المثقفين.
اتجاهات معاكسة تماما للوحدة الوطنية متكرسة في الأردن منذ عقود ولديها أنصار ومشايعون وازلام ومحاسيب وسلسلة طويلة من اللوائح السرية التي تنمو كالخيار المهرمن في العتمة والظلام.
يفعل الاخوان المسلمون بنا كاردنيين خيرا وهم يقدمون صيغة حضارية متقدمة في الحفاظ على الوحدة الوطنية واختراق الهويات الفرعية والجهوية والمناطقية ليس فقط عبر الاقوال ولكن عبر الافعال.
قد ينطوي الامر على استعراض لكنه من افضل وابهى انواع الاستعراضات المنتجة وطنيا والتي اصبحت حاجة ملحة بدلا من تلك الاستعراضات الرسمية او الشعبية البائسة السقيمة التي يمكنها حرق الاخضر واليابس في الوطن الاردني الموحد فقط للحفاظ على مصالحها واجنداتها الشخصية.
قد نتفق مع الاخوان المسلمين وقد نختلف معهم وانا شخصيا من اكثر المختلفين مع تجربتهم في الحكم والادارة بعد الاخفاق الواضح لكن لا خلاف على انهم متجاوزون عقائديون في الاغلب الاعم لكل مساحات الهوية الفرعية التي تتبوأ دوما مكانة متصدرة في عالمنا العربي المتخلف وهي نفسها تلك المساحات التي استغلتها دوما ثنائية الفساد والاستبداد ومشاريع الاستعمار والتوسع امريكية كانت او صهيونية.
في الحالة الاردنية على الاقل لا يمكن رصد ولو تجاوزا واحدا حقيقيا لجدران الوحدة الوطنية من قبل مؤسسات الحركة الاخوانية وان كان بعض رموز الاخوان قد غرد لاسباب سياسية او بدافع من دسائس بيروقراطية خارج السرب الوحدوي لصالح الهويات والانقسامات الفرعية.
شئنا ام أبينا أظهر الاخوان المسلمون في الاردن ادلة واقعية ودائمة على انهم كانوا ولازالوا جبهة وطنية صلبة تساند الوحدة الوطنية وقد سمعنا من قياداتهم عشرات المرات تلك المفاهيم والعبارات التي تعتبر الوحدة الوطنية شكلا من اشكال العبادة والتقرب الى الله.
ورصدنا افعالا بجانب الاقوال تكرس هذه الوقائع لم يكن اخرها تقسيم وتوزيع مقاعد الهيئة الادارية في نقابة المعلمين وفقا لبوصلة تعزز الاندماج في المجتمع.
لازلت ارى في الحركة الاسلامية في الوطن العربي جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والوطني لا يمكن هزيمته والقضاء عليه بانقلاب هنا او مال نفطي هناك وهو جزء حيوي وناشط وفاعل في المجتمعات العربية له دور اساسي ليس في ادامة الاستقرار الاجتماعي والسلمي الاهلي فقط بل ايضا وهذا الاهم في ادارة رشد وعقلانية واعتدال فكري ضمن الية اجتماعية فعالة تضمن دوما انحسار الفكر المتطرف والمتشدد.
احترم من يلاحظ على الاخوان المسلمين او ينتقد خطابهم واداءهم لكن اختلف تماما مع من يدعو لاستقصائهم واستئصالهم لان تكريس مثل هذه الاجتهادات والفتاوى تعبير عن ذهنية ثأرية وانتقامية واقصائية لا يمكنها ان تكون معززة للتنمية السياسية ولا فاتحة لابواب التعددية واحترام الرأي الاخر.
الاصرار على اقصاء الاخوان سيجر المزيد من الخيبات والويلات على الدول العربية فوجودهم لازال ضمانة للاعتدال في مواجهة الشطط والتطرف وقد رأينا كيف يندفع بعض من يتصورون دوما بانهم يتحدثون باسم الله والسماء الى قطع الرؤوس وسبي النساء وقتل الشقيق بعد الانطلاق من موقع متطرف يهتم بتكفير الاخوان المسلمين قبل الجميع.
لا اثق شخصيا بكل النظريات التي تتحدث عن ضرورة اخضاع الاخوان المسلمين او اقصائهم فقد دفعت هذه الامة مطولا ثمنا فادحا كلفة للاقصاء والابعاد وثقافة الكراهية والاجدى محاورة الاخوان المسلمين والتفاهم معهم والتحدث بجرأة عن اخطائهم وعن شكوكنا في نواياهم بدلا من تغييب مبادىء القانون والشفافية والديمقراطية والانتخابات بذريعة الخوف من المد الاخواني.
في الحالة الاردنية لا بد من تكرار التحذير من استسلام دائرة صنع القرار لتلك الاجتهادات التي تنعق بالخراب والدمار وتحاول لاغراض واجندات شخصية المس بالاخوان المسلمين وتحريض الدولة عليهم بذريعة قوتهم في المجتمع.
لا بد من فتح قنوات الحوار على مصراعيها مع اخوان الاردن فهم راشدون وعاقلون ولا يحتاجون لشهادة وطنية واعتدال من احد والاهم انهم فعلا لا قولا من تلك الحصون القليلة النادرة التي تدافع عن الوحدة الوطنية.
‘ مدير مكتب ‘القدس العربي’ في الاردن