عن مؤتمر فلسطينيي أوروبا مرة أخرى
د. إبراهيم حمّامي
يبدو أن الموقف السابق الذي عبرت عنه بتاريخ 11/04/2014 قد تم استغلاله من قبل بعض المتصيّدين في سلطة رام الله أو بعض القوى المتربصة لأي عمل ناجح في القارة الأوروبية.
ويبدو أن هؤلاء حاولوا ويحاولون إفشال المؤتمر والطعن في منظميه وبكل الوسائل.
قلت وما زلت أكرر أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا كان وما زال الأكبر والأنجح في فعاليات الفلسطينيين خارج الوطن المحتل، وبات من أهم العقبات في وجه محاولات اسقاط حق العودة.
إن إعلاني السابق حول عدم المشاركة بسبب وجود ممثل فتح في باريس عاملاً ومندوباً لمحمود عبّاس الذي فرّط ويفرّط بحق العودة جهاراً نهاراً لا يعني بأي حال ترك الساحة لهم ليصولوا ويجولوا ويتاجروا بقضيتنا وحقوقنا.
وقد حرصت شخصياً على حضور مؤتمر فلسطينيي أوروبا بجميع دوراته المتلاحقة والمشاركة الفاعلة فيه لأهميته ودوره، ولم أتغيب إلا عن الدورة الأولى في العام 2003 بسبب مرض والدي رحمه الله والذي توفي في ذات العام، وما زلت أحرص على إنجاح هذا المؤتمر لأنه النشاط الحقيقي والوحيد خارج فلسطين بلا استثناء الذي يحشد ويؤكد على حق العودة بزخم رسمي وشعبي ووطني لا ينافسه فيه أحد.
وما أعلنت عنه قبل أيام من موقف لم يكن بأي شكل طعناً في المؤتمر أو منظميه كما حاول البعض تفسيره والبناء عليه واستغلاله لضرب وإفشال الدورة القادمة في باريس في الثالث من شهر مايو/أيار 2014، وهو ما أوضحته في الرسالة السابقة بلا أي لبس أو تشكيك في المؤتمر، بل أكدت فيها رغم الاعلان عن عدم المشاركة على قوته ونجاحه ودوره خلال الأعوام الماضية
وأني لأشهد أن منظمي المؤتمر والقائمين عليه ومنذ دورته الأولى في العام 2003 هم من الذين يعملون بلا كلل أو ملل لرفع صوت الفلسطيني في الشتات والوقوف في وجه محاولات تهميشه، رغم الصعوبات والعقبات وحتى الطعنات من المقربين!
كما لم يكن موقفي ذاك دعوة للمقاطعة أو إفشال المؤتمر، وهو الهدف الذي سعت وتسعى إليه الطغمة التي تعبث بحقوقنا وثوابتنا طوال السنوات الماضية، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا.
ولم ننس بعد أن مؤتمر فلسطينيو أوروبا الحادي عشر بمدينة بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي العام الماضي شهد تطوراً وختاماً دراماتيكياً غير متوقع، حيث أعلن المنظمون وبشكل واضح لا لبس فيه أن محمود عباس ومنظمته وسلطته وسفارته تآمروا لافشال المؤتمر، وحرضوا واتصلوا وفعلوا المستحيل لهذا الغرض، ووصل الأمر لتسمية محمود عباس وعاملته في بروكسل ليلى شهيد كمسؤولين مباشرين عن ذلك
بعد نشر موقفي الواضح في 11/04/2014 من رفض مشاركة سفير فتح في باريس ورفض أي وجود وشرعنة لمن باعوا وفرطوا وتاجروا بكل شيء، تواصل معي العديد من الأصدقاء وعلّق آخرون على صفحات التواصل الاجتماعي - ما زالت التعليقات موجودة - من منطلق عدم ترك المجال للمفرّطين ليبيعونا وطنية وأخلاق ويزاودوا علينا بحق أسقطوه، ومنعاً لأي استغلال أو تصيّد أو طعن في المؤتمر والقائمين عليه، فقد قررت التوجه للعاصمة الفرنسية باريس والتواجد في أروقة المؤتمر
مع تأكيدي على موقفي السابق من رفضي التام لوجود سفير فتح في مؤتمر يتحدث عن حق العودة، ورفضي إعطاء عبّاس ومن يمثله منبراً ليتحدث بوقاحة عن حق تنازل عنه، ورفضي التام لأية تبريرات تضفي الشرعية على من سقطوا قانونياً ووطنياً وأخلاقياً، فإن تواجدي سيكون مقروناً بإبقاء الخيارات قائمة بشأن كيفية التعامل مع مشاركة محمود عبّاس عبر عامله في باريس في جلسات المؤتمر، وكيفية مواجهة ذلك دون إفشال المؤتمر، أو منح الشامتين فرصة للتشفي
أتوجه للقائمين على مؤتمر فلسطينيي أوروبا في دورته الثانية عشر بباريس ومن باب الشفافية والمساواة، إعطاء أبناء الشعب الفلسطيني المشاركين في المؤتمر والرافضين لمواقف وأقوال وأفعال وتنازلات محمود عبّاس ومن معه ومن يمثله فرصة متساوية للرد على أية إدعاءات أو انحرافات متوقعة في مشاركة سفير فتح في باريس، وبالشكل الذي يضمن إيصال رسالة مضادة لمن يدّعون تمثيل الشعب الفلسطيني بلا تفويض ولا تكليف، ودون المساس بالمؤتمر
مع التأكيد أننا لم نفوض ولم نخول ولم نكلف لا محمود عبّاس ولا منظمته ولا سلطته ولا حركته ولا أي أحد على وجه الأرض بالتنازل عن حق العودة أو العبث به أو أي حق من حقوقنا الأخرى، فإننا نتحداهم جميعاً أن يقفوا ويعلنوا أن العودة الحقيقية إلى المدن والبلدات والقرى الأصلية التي طرد منها الشعب الفلسطيني، اي إلى يافا وحيفا وعكا والناصرة وصفد وطبريا وبيسان واللد والرملة وبئر السبع وأم الرشراش، إلى الجليل والمثلث، إلى الساحل والنقب، وإلى كل فلسطين التاريخية، لا إلى دولة مزعومة مخصية جعلوا منها انتصاراً واستحقاقاً موهوماً
أخيراً ولكل ما سبق أؤكد وبوضح شديد جداً ودون أي لبس أو غموض أني لن أكون بأي حال وبأي شكل شاهد زور لعصابة ارتضت أن تكون مطية للاحتلال، وتحاول استغلال المؤتمر الأنجح فلسطينياً كمنبر لإضفاء الشرعية المفقودة على نفسها، بعد أن أسقطت كل الحقوق وعلى رأسها حق العودة، وإن كان الموقف بعدم المشاركة رسالة، فإن المشاركة والتصدي للطغمة المفرطة سيكون رسالة أقوى بلا شك.
لا نامت أعين الجبناء