من أمهات الجرائم - جريمة كبرى، اسمها نكبة
نصار يقين
"لا تروق لي تسمية الغزو الذي أدى الى استلاب وطني "نكبة"، لما في هذه التسمية من تجهيل لفاعلين معلومين، ولكونها ليست إعصاراً لا يُشتكى صانعه ولا يلاحق إلا بالحمد والشكر. ربما للمرة الأولى، يعترض فلسطيني على التسمية ويراها رزّية نفتتح بها الحديث عن سائر الرزايا. وليس الاعتراض هنا، يتعلق بقدرية النكبات وحسب، من حيث كونها وقائعَ أقدار أوقعتها، في السياق الموضوعي للحياة، فهذا هو منحى التعليل عندما تعصف بالناس نكبات الزلازل، ولا يكون في وسع المنكوب سوى الرضوخ للأقدار، وإجزال الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ! " هذا ما جاء في مستهل مقال على جزئين للكاتب والثائر عدلي صادق نُشرا في جريدة الحياة الجديدة في الثاني عشر والخامس عشر من أيار السادس والستين بعد النكبة المخبورة.
أما الكاتب عبد الناصر النجار فجاء في مقاله المنشور في جريدة الأيام بتاريخ 17/5/2014 ،منذ العام 1948 وقادة الاحتلال يحاولون بكل السبل نفي فعل النكبة، وطمسها من التاريخ والذاكرة الفلسطينية والإنسانية... مستخدمين كل الوسائل الممكنة ومن بينها آلة الإعلام الصهيونية المتنفذة في كل أنحاء العالم... واللعب على وتر الرواية التوراتية... ومحاولة تغييب الوعي الفلسطيني، بينما تالم الكاتب هاني حبيب بسبب التاخر في ابتكار فكرة غير متكررة لإحياء هذه الذكرى كونها ذكرى متميزة وبحاجة إلى إحياء متميز.
يوم الجمعة الماضي، وفي السادس عشر من هذا الأيار، عاد عدد كبير من اهالي لفتا إلى قريتهم الجميلة والقوية في خاصرة القدس جرياً على عادتهم في السنوات الماضية، في هذه السنة كان العدد كافياً لإقامة صلاة الجمعة الجامعة قرب نبع مائهم العذب، هناك توضئوا للصلاة، وهناك أذن المؤذن، وهناك استمعوا لخطيب الجمعة بخشوع، وهناك ادوا صلاة النصر بثبات وعزيمة وإصرار، وما قامت به المسيرات الجماهيرية داخل الأرض السليبة في عام 1948 من عودات للقرى المدمرة يستحق التوثيق والتسجيل بأحرف من نور، صدق أستاذ الأستاذة الدكتور احمد صدقي الدجاني عندما قال قبل أربعين سنة بأن الشعب الفلسطيني متقدم على قيادته، إن كان هذا يُشرف الشعب فإنه لا يعيب القيادات إذا أتاحت كل ما تعلمه وتمتلكه للشعب لكي يزيد علي ذلك مما لا تعلمه القيادات ولا تمتلكه من مقدرات، ما تتيحه التكنولوجيا لفرص التواصل بين الشباب وما تدفع به أرحام الأمهات سوف يعطي للمناسبات الفادمة كل التميز المطلوب وكل القوة اللازمة لخرق المفاهيم، افضل صور التنمية في فلسطين هي التنمية البشرية، لأنها حتماً سوق تلحق بها كل اشكال التنمية النضالية، هذه التنمية البشرية هي التي عوضت أرض فلسطين عن كل من قُتل وشرد وسرق من شعب فلسطين إلى جنسيات أخرى. وبالنسبة لتسمية المناسبة فإن قرن كلمة الجريمة بكلمة النكبة اصبح ضرورياً ، هذه جريمة من صُنع اليهود قبل كيانهم السياسي وهم ملاحقون بكل أوزارها أثناء الكيان وبعد فض الكيان. عليهم ان يدركوا ذلك جيداً.
نصار يقين
"لا تروق لي تسمية الغزو الذي أدى الى استلاب وطني "نكبة"، لما في هذه التسمية من تجهيل لفاعلين معلومين، ولكونها ليست إعصاراً لا يُشتكى صانعه ولا يلاحق إلا بالحمد والشكر. ربما للمرة الأولى، يعترض فلسطيني على التسمية ويراها رزّية نفتتح بها الحديث عن سائر الرزايا. وليس الاعتراض هنا، يتعلق بقدرية النكبات وحسب، من حيث كونها وقائعَ أقدار أوقعتها، في السياق الموضوعي للحياة، فهذا هو منحى التعليل عندما تعصف بالناس نكبات الزلازل، ولا يكون في وسع المنكوب سوى الرضوخ للأقدار، وإجزال الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ! " هذا ما جاء في مستهل مقال على جزئين للكاتب والثائر عدلي صادق نُشرا في جريدة الحياة الجديدة في الثاني عشر والخامس عشر من أيار السادس والستين بعد النكبة المخبورة.
أما الكاتب عبد الناصر النجار فجاء في مقاله المنشور في جريدة الأيام بتاريخ 17/5/2014 ،منذ العام 1948 وقادة الاحتلال يحاولون بكل السبل نفي فعل النكبة، وطمسها من التاريخ والذاكرة الفلسطينية والإنسانية... مستخدمين كل الوسائل الممكنة ومن بينها آلة الإعلام الصهيونية المتنفذة في كل أنحاء العالم... واللعب على وتر الرواية التوراتية... ومحاولة تغييب الوعي الفلسطيني، بينما تالم الكاتب هاني حبيب بسبب التاخر في ابتكار فكرة غير متكررة لإحياء هذه الذكرى كونها ذكرى متميزة وبحاجة إلى إحياء متميز.
يوم الجمعة الماضي، وفي السادس عشر من هذا الأيار، عاد عدد كبير من اهالي لفتا إلى قريتهم الجميلة والقوية في خاصرة القدس جرياً على عادتهم في السنوات الماضية، في هذه السنة كان العدد كافياً لإقامة صلاة الجمعة الجامعة قرب نبع مائهم العذب، هناك توضئوا للصلاة، وهناك أذن المؤذن، وهناك استمعوا لخطيب الجمعة بخشوع، وهناك ادوا صلاة النصر بثبات وعزيمة وإصرار، وما قامت به المسيرات الجماهيرية داخل الأرض السليبة في عام 1948 من عودات للقرى المدمرة يستحق التوثيق والتسجيل بأحرف من نور، صدق أستاذ الأستاذة الدكتور احمد صدقي الدجاني عندما قال قبل أربعين سنة بأن الشعب الفلسطيني متقدم على قيادته، إن كان هذا يُشرف الشعب فإنه لا يعيب القيادات إذا أتاحت كل ما تعلمه وتمتلكه للشعب لكي يزيد علي ذلك مما لا تعلمه القيادات ولا تمتلكه من مقدرات، ما تتيحه التكنولوجيا لفرص التواصل بين الشباب وما تدفع به أرحام الأمهات سوف يعطي للمناسبات الفادمة كل التميز المطلوب وكل القوة اللازمة لخرق المفاهيم، افضل صور التنمية في فلسطين هي التنمية البشرية، لأنها حتماً سوق تلحق بها كل اشكال التنمية النضالية، هذه التنمية البشرية هي التي عوضت أرض فلسطين عن كل من قُتل وشرد وسرق من شعب فلسطين إلى جنسيات أخرى. وبالنسبة لتسمية المناسبة فإن قرن كلمة الجريمة بكلمة النكبة اصبح ضرورياً ، هذه جريمة من صُنع اليهود قبل كيانهم السياسي وهم ملاحقون بكل أوزارها أثناء الكيان وبعد فض الكيان. عليهم ان يدركوا ذلك جيداً.