الاسلام لا يحتاج الى العلمانية -1-
نبيل القدس
ذلك ببساطة ان العلمانية هي فصل الدين النصراني عن الحياة
والديانة النصرانية التي كانت سائدة في العصور الوسطى وبها يتحكم الملوك ورجال الدين
ليس بها انظمة تنظم كافة شؤون الحياة كالاسلام
والحياة فيها انظمة متعددة يفتقر اليها الدين النصراني
ولذلك كان الملوك ورجال الدين يشرعون الاحكام ويطبقونها على الناس باسم الدين
اما حقيقة فهي ليست من الدين في شي وانما هي انظمة وقوانين كان الملوك في اوروبا وبالتعاون
مع ما يسمى رجال الدين عندهم يصدرونها على انها من الدين
ولما كان البشر يعجزون عن وضع نظام يتوافق مع فطرة الانسان
لذلك كانت الميول والاهواء البشرية هي التي تتحكم في الانسان حين يضع نظاما من عنده
وبذاك النظام الذي كان يعمل به في العصور الوسطى والذي هو في اصله من صنع البشر
وكان ينسب للدين ظلما للدين
فالديانة النصرانية ليس بها تشريعات لانظمة الحياة لا في الماضي ولا في الحاضر
بل كان الذي يضع الانظمة هم البشر بحسب ميولهم واهوائهم وتوضع بناء على اهواء وميول الحكام
وما يسمى رجال الدين في ذلك العصر
مما يعني ان الحكم كان في العصور الوسطى في اوروبا هو تشريع انساني ينسبه الانسان لله
مع انه ليس تشريع الهي مطلقا فالديانة النصرانية ليس بها انظمة وقوانين تعالج مشاكل الناس
فهي اصلا ديانة روحية تعبدية
والانسان حين يضع نظاما فانه يضعه وفق ميوله واهوائه ولايمكن بحال ان يكون منصفا للجميع
او ان يكون موافقا لفطرة الانسان ومقنعا للعقل اي مبنيا عليه
وبالتالي فان وضع نظام وانظمة بشرية انما توضع بحسب ميول وافكار من وضع الانظمة
ولا يمكن بحال ان يستطيع البشر مهما اوتو من عبقرية ان يكونو منصفين في تشريعاتهم
لهذا فقد ظهر الظلم في اوروبا نتيجة طبيعه لهذه التشريعات التي كانت تنسب زورا وبهتانا
للدين
مما ادى الى فصل الدين عن الحياة في اوروبا نتيجة للظلم الذي الحقه الملوك ورجال الدين
في تشريعاتهم البشرية التي نسبوها زورا وبهتانا للدين