الإثنين: 04 شعبان 1435هجري، الموافق لـ 05 ماي 2014
سماحة عسكري وغلظة مدني
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
خلال هذا الأسبوع، كان في زيارة لمعرض ، لإحدى المؤسسات العسكرية، بالقاعة المتعددة الرياضات، بحي البساتين، حول الوقاية من حوادث المرور.
وكانت الزيارة مناسبة، ليقف المرء على آخر الإحصاءات الدقيقة المتعلّقة بالموضوع، والتي يمكن لصناع القرار الاستفادة منها، كل حسب القطاع الذي يسيّره ويديره.
احتوى المعرض على لوحات مختلفة، منها .. لوحة بمختلف الرتب العسكرية، وعيّنات من البدلات العسكرية المختلفة، ومختلف أجهزة الاتصال، وأنواع من آلات كشف تزوير النقود، واللوازم والعتاد والأكل والروائح الخاصة بالكلاب المدرّبة، وطرق ووسائل الاستعجالات الأوليّة، ووسائل وأدوات لمواجهة حالات الاضطرابات، التي يشهدها المجتمع من حين لآخر.
وفي كل ركن من أركان المعرض، إلا وأبدى صاحب الأسطر جملة من الملاحظات، وكمّا من التساؤلات، حول موضوع يجهله، يريد أن يعرف عنه المزيد، أو نقطة من النقاط يريد، أن يستزيد منه.
وخلال المناقشة، أبدى نقدا بشأن ماكان يسمعه من الشارح ويراه ، وأبدى في نفس الوقت إعجابه الشديد، بالإنضباط المفقود في الحياة الدينية والمدنية، واحترام السّلم في التحدّث والتقديم والتأخير، والدّقة في الإجابة، والإجابة بقدر ماتسمح به رتبته، بل يجيبك أحيانا بصريح العبارة، الله أعلم بالإجابة، مايجعله يستنجد بمن يفوقه علما ورتبة وتخصصا.
بالإضافة إلى هذه الملاحظات المفيدة، خاصة لمن يقف عليها لأول مرة، ويلمسها بنفسه، ويراها رأي العين، هناك ملاحظة لفتت إنتباه الزائر، وهي التي دفعته لكتابة هذه الأسطر، وهي ..
ظلّ الزائر يقدّم ملاحظاته الكثيرة والمتعدّدة على القائمين على كل الأجنحة المختلفة. ويعترف أن بعض الملاحظات، كانت قاسية محرجة، وغير منتظرة، لكنه وجب الإعتراف، أن القادة العسكريين القائمين على الشرح والتوجيه، يستقبلون الأسئلة المحرجة، بصدر رحب، بل يهيّئون للزائر كل وسائل الراحة النفسية، ليتحدّث عمّا بداخله، دون خوف ولا وجل، ويساعده في الاسترسال في طرح الأسئلة والانشغالات والملاحظات، ويتقبّل منه النقد، والملاحظات المزعجة، ويعده أنه سيبقى الأذن الصاغية لانشغالاته، والصدر الحنون لمخاوفه.
ويظلّ صاحب الأسطر، يحتفظ بالملاحظة التي قدّمها للقائم على الشرح، بشأن الجداول الخاصة بالبيانات، والموّلنة باللّون الأبيض والأزرق والأحمر، ماجعلّه ينبّه القائمين على المعرض، أنه لون فرنسا، وكان عليهم اختيار لون آخر، غير هذا اللّون. وما كان من الشارح البسيط، إلا أن وجّهه للقائد الأعلى، ليجد فيه البساطة والسهولة، ويكفي أنه رافقه بنفسه للجداول المعنية، معترفا له بالخطأ الفني، وغير المقصود، ووعده أن يستبدل اللّون في الأيام القادمة.
لمس المرء ورآى رأي العين من خلال اتّصاله بالمؤسسة العسكرية، القائمة على المعرض من .. سماحة صدر، ورطب لسان، ولين كلام، وأخذ بيد، وعفو عن زّلة لسان، أو سوء حركة، وتحمّل لطيش الأطفال، وطمع الكبار.
هذه الملاحظات، تجعل المرء، يتساءل بمرارة.. لماذا القسوة، والغلظة، والشدّة، والعنف اللّفظي والجسدي في المؤسسات الدينية، والعلمية، والرياضية، كـ.. المدارس، والمساجد، والجامعات، والملاعب، ورياض الأطفال، وقاعات الثقافة، وداخل العائلات، وبين الأقارب والأحباب والجيران؟.
سماحة عسكري وغلظة مدني
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
خلال هذا الأسبوع، كان في زيارة لمعرض ، لإحدى المؤسسات العسكرية، بالقاعة المتعددة الرياضات، بحي البساتين، حول الوقاية من حوادث المرور.
وكانت الزيارة مناسبة، ليقف المرء على آخر الإحصاءات الدقيقة المتعلّقة بالموضوع، والتي يمكن لصناع القرار الاستفادة منها، كل حسب القطاع الذي يسيّره ويديره.
احتوى المعرض على لوحات مختلفة، منها .. لوحة بمختلف الرتب العسكرية، وعيّنات من البدلات العسكرية المختلفة، ومختلف أجهزة الاتصال، وأنواع من آلات كشف تزوير النقود، واللوازم والعتاد والأكل والروائح الخاصة بالكلاب المدرّبة، وطرق ووسائل الاستعجالات الأوليّة، ووسائل وأدوات لمواجهة حالات الاضطرابات، التي يشهدها المجتمع من حين لآخر.
وفي كل ركن من أركان المعرض، إلا وأبدى صاحب الأسطر جملة من الملاحظات، وكمّا من التساؤلات، حول موضوع يجهله، يريد أن يعرف عنه المزيد، أو نقطة من النقاط يريد، أن يستزيد منه.
وخلال المناقشة، أبدى نقدا بشأن ماكان يسمعه من الشارح ويراه ، وأبدى في نفس الوقت إعجابه الشديد، بالإنضباط المفقود في الحياة الدينية والمدنية، واحترام السّلم في التحدّث والتقديم والتأخير، والدّقة في الإجابة، والإجابة بقدر ماتسمح به رتبته، بل يجيبك أحيانا بصريح العبارة، الله أعلم بالإجابة، مايجعله يستنجد بمن يفوقه علما ورتبة وتخصصا.
بالإضافة إلى هذه الملاحظات المفيدة، خاصة لمن يقف عليها لأول مرة، ويلمسها بنفسه، ويراها رأي العين، هناك ملاحظة لفتت إنتباه الزائر، وهي التي دفعته لكتابة هذه الأسطر، وهي ..
ظلّ الزائر يقدّم ملاحظاته الكثيرة والمتعدّدة على القائمين على كل الأجنحة المختلفة. ويعترف أن بعض الملاحظات، كانت قاسية محرجة، وغير منتظرة، لكنه وجب الإعتراف، أن القادة العسكريين القائمين على الشرح والتوجيه، يستقبلون الأسئلة المحرجة، بصدر رحب، بل يهيّئون للزائر كل وسائل الراحة النفسية، ليتحدّث عمّا بداخله، دون خوف ولا وجل، ويساعده في الاسترسال في طرح الأسئلة والانشغالات والملاحظات، ويتقبّل منه النقد، والملاحظات المزعجة، ويعده أنه سيبقى الأذن الصاغية لانشغالاته، والصدر الحنون لمخاوفه.
ويظلّ صاحب الأسطر، يحتفظ بالملاحظة التي قدّمها للقائم على الشرح، بشأن الجداول الخاصة بالبيانات، والموّلنة باللّون الأبيض والأزرق والأحمر، ماجعلّه ينبّه القائمين على المعرض، أنه لون فرنسا، وكان عليهم اختيار لون آخر، غير هذا اللّون. وما كان من الشارح البسيط، إلا أن وجّهه للقائد الأعلى، ليجد فيه البساطة والسهولة، ويكفي أنه رافقه بنفسه للجداول المعنية، معترفا له بالخطأ الفني، وغير المقصود، ووعده أن يستبدل اللّون في الأيام القادمة.
لمس المرء ورآى رأي العين من خلال اتّصاله بالمؤسسة العسكرية، القائمة على المعرض من .. سماحة صدر، ورطب لسان، ولين كلام، وأخذ بيد، وعفو عن زّلة لسان، أو سوء حركة، وتحمّل لطيش الأطفال، وطمع الكبار.
هذه الملاحظات، تجعل المرء، يتساءل بمرارة.. لماذا القسوة، والغلظة، والشدّة، والعنف اللّفظي والجسدي في المؤسسات الدينية، والعلمية، والرياضية، كـ.. المدارس، والمساجد، والجامعات، والملاعب، ورياض الأطفال، وقاعات الثقافة، وداخل العائلات، وبين الأقارب والأحباب والجيران؟.