39- ظهر أثر عمر الفاروق في الإسلام من أول إسلامه.
40- قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعِزّة منذ أسلم عمر .البخاري
41- قال ابن المسيب : أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشر نسوة ، فما هو إلا أن أسلم عمر فظهر الإسلام بمكة.
42-: بذله وتضحيته حيث تصدّق بِنصف ماله.
43- كان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنهما وزير صدق ، ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة.
44- وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر رضي الله عنهما، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة .
45- ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
46- بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي على دولة الإسلام الناشئة.
47- وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه الصلاة السلام ، هي في حياة أبي بكر.
48- فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله.
49- أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء !
50- وبذلك تعاون العظيمان في بناء صرح الدولة الإسلامية ، فاجتمع فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته .
51- بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة أبي بكر الصديق 22 من جمادى الآخرة 13 هـ.
52- المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم ، والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء.
53- وأيضا العرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أن يركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، ويعبوا من لذائذها وزينتها وترفها.
54- لذا كان الفاروق الرجل المناسب في هذه الظروف التي تمر بها هذه الدولة فهو قادر على أن يسير الرعية جامعا حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة.
55- ومن أروع الآثار في تاريخ الاسلام التي سجلها عمر رضي الله عنه حين توليه الخلافة: أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشام والعراق ومملكة فارس. ونظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ، وجبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة. وواجه حاجات الدولة الإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة والرحمة ، وبين الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر رضي الله عنه مضرب الأمثال في ذلك ، في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلده التاريخ بعدله ورحمته.
56- جاهَد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شهد بدرا والمشاهد بعدها.
57- وقد كان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنهما وزير صدق، ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، فحسم النّزاع ، فأُخمِدت الفتنة ، واجتمعت الكلمة.
58- أشار على أبي بكر رضي الله عنه بِجمع القرآن ، وهذه أول مشورة لِجمع القرآن الكريم ، فحفظ الله كتابه بهؤلاء الأخيار.
59- اعتماد مبدأ الشورى ، وهذا ليس تشريعا من عُمر ، وإنما أبرزه عمر رضي الله عنه وأظهره وعمِل به فإنه لما حضرته الوفاة جَعَل الأمور شورى في ستة من الصحابة.ومن مأثور قوله : لا خير في أمرٍ أُبرِم من غير شُورى.
60- وهو رضي الله عنه أوّل من دوّن الدواوين وأعطى العطاء على مقدار السابقة في الإسلام.
61- قال ابن الجوزي : وفرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف.
62- فُتِحت الفتوحات في عهده رضي الله عنه ، ومن أعظمها وأهمّا فتح بيت المقدس ( إيلياء ), ومصر وبرقة وطرابلس الغرب.
63- ومن الفتوحات التي تمّت في عهده رضي الله عنه فتح دمشق ومعركة القادسية وعامة فتوح الشام ، وكثير من فتوح العراق وفتوحات المشرق ، وايضا بنيت في عهده البصرة والكوفة.
64- ومن الفتوحات أيضاً : فتح أذربيجان وجُرجان ونهاوند وقندهار وكرمان وسجستان وخراسان.
65 – وهو أول من أرخ بالهجرة. وهو من جمع الناس بالمسجد وصلى بهم صلاة التراويح بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مع تحيات العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم الذي أحب أن ينقله للسادة القراء.