الأربعاء: 30 شوال 1435هجري، الموافق لـ 27 أوت 2014
فلسطين تحت القصف والصهاينة تحت الرجم 16
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
هدم وصبر:في جزائري العزيزة الغالية، توزع السكنات بالمجان، فتستقبل بالحرق والهدموغلق الطرقات.
وفي فلسطين الجريحة، تهدّم المساكن على رؤوس ساكنيها، فتستقبل بالصبر والثبات، ويقول صاحبها منذ قليل.. بيتي الذي تهدّم لايساوي قطرة دم واحدة من الدماء التي سالت.
الخونة أنواع .. الذي باع نفسه للصهاينة علنا. والذي وشى بالجند والقادة للعدو سرا. والذي منع الهواء والدواء في وجه الحامل والرضيع. والذي استهزىء بأخيه حين رآه يلفظ أنفاسه تحت القصف والنسف.
والذي دعا برب العالمين، أن لاتدعو لإخوانكم وجيرانكم في الدين، ولاتمدوهم بدينار ولا كسوة، لأنهم ليسوا على الحق المبين.
أعظم وأخطر خيانة .. هي التي تتبختر باسم الطهر والسّماء.
وقف النار يتبع من يتحكم في إطلاق النار.
الفلسطيني : وحين يقول الفلسطيني للعدو الصهيوني، إرجع إلى المغتصبة بأمرنا .. فإنه لامحالة صاحب الغمد والسّيف معا.
علم التنازل: في كل عمليات التهدئة التي تمّت عبر العصور ، هناك تنازل من كلا الطرفين.
وللأمانة، وفي عزّ النصر نقول .. الفلسطيني والصهيوني، كلاهما تنازلا عن المطالب الأولى التي اشترطت في البداية، وهذا شأن كل تهدئة.
سرير وسور: قال الصهيوني للفضائية البريطانيةBBC، سجّلنا إختراقا أمنيا قويا في صفوف الفلسطينيين، ومكّننا من إغتيال قادتهم.
وحين يفتخر عدو ك بالإختراق، معناه أن الخيانة وصلت أوجّها في صفوفك. فالفلسطينيون مطالبون في فترة الراحة والتهدئة، العمل بشكل غير مسبوق على الحد من الخونة بكل الوسائل والطرق، لأن النصر مرهون بالسرير قبل السور.
القتل باسم التهدئة: قلنا في ما مضى، أن التهدئة السابقة، أنتجت قتل القادة.
فليحذر الفلسطينيون من التهدئة الحالية، فكل مفقود غالي، لأن الصهيوني لايرتاح من السفك، إلا ليغتال من جديد.
صواريخ وقف إطلاق النار: في اللحظة التي أتابع فيها الندوة الصحفية حول التهدئة، وبعض بنودها التي ذكرت على استحياء.
أقرأ على شريط الأخبار .. سقوط صواريخ فلسطينية على المغتصبات الصهيونية، ساعة واحدة قبل البدء الفعلي في وقف إطلاق النار.
إن "الصواريخ العبثية!!"، تظل تعمل عملها في الليل والنهار، وتؤتي أكلها بإذن ربها إلى أن تحين ساعة الصفر.
مايعني ، أن وقف إطلاق النار ، لم يكن عن ضعف وتخاذل ، إنما عن قوة وإصرار.
الشعب الفلسطيني .. شعب يصبر ولا يشتكي. ويثبت ولا ينحني. ويقاتل تحت الأرض وفي البحر وعبر السّماء. ويهدي عدوه صواريخ عابرة للقباب الحديدية. ويستميت في المفاوضات ويتحصل على ماكان حلما.
ويأسر قادة الصهاينة العسكريين. ويترفع عن قتل المدنيين وهم صيد سهل في متناوله ودون عناء. ويأمر الصهاينة بالخروج من الملاجئ والدخول إليها من جديد، أنّى شاء. ويخبرهم بالقصف مسبّقا.
الحرب التعليمية: أتابع اللحظة، عبر الفضائية الروسية RT، مسؤولا فلسطينيا، يتحدّث عن الخسائر الفضيعة، التي لحقت بالهيئات التعليمية الفلسطينية من مدارس وجامعات.
ثم أردف قائلا .. إن الصهاينة في العدوان السابق، منعوا إدخال مواد البناء، لكي لايعاد بناء المؤسسات التعليمية، ويبقى المجتمع الفلسطيني جاهلا ضعيفا تابعا لعدوه في الفكر والمأكل والمشرب .
عض الأصابع: قال أهل الاختصاص .. إنها حرب عضّ الأصابع، ومن يصبر ينال كل شيء.
ويبدو أن الفلسطينيين، صبروا صبر الجبال الراسيات، فنالوا ما لم يكن يحلم به الأول.
إنتهى عصر تحرير الأسير: المؤكد في الأيام القادمة، أن الصهاينة لن يخوضوا حربا من أجل إطلاق سراح أسيرهم ، وجثث جنودهم، كما كانوا يفعلون من قبل، ويدمرون الدول لأجل ذلك، لأنهم يدركون بعد الذي لمسوه من الفلسطينيين، أن تحرير الجندي الصهيوني، تؤدي إلى أسر جنود آخرين. إنتهى عصر تحرير الجنود دون مقابل. والتهدئة باب من أبواب التفاوض على الأسير والجثتين.
وحدة الندوات: من الملاحظات السريعة التي شدّت إنتباه المتتبع، وهو يتابع الندوات الصحفية المختلفة، أنها كانت ..
متعددة، وقد تابعت 3 ندوات، لثلاث جهات مختلفة .
ظهر التباين الواضح في الفضائيات التي نقلت هذه الندوة دون تلك. وكل نقلت بما يخدم خطّها الشخصي.
وكان الأفضل، لو اجتمع أصحاب الندوات، وأقاموا ندوة صحفية مشتركة. فالوحدة قول وعمل. وإظهارها والتباهي بها من عوامل النصر.
فلسطين مازالت بخير، مادامت ..
الأم تتبرأ من إبنها العميل، وتدوس عليه برجلها، بعد أن طبق فيه حكم الإعدام.
المرأة التي تنادي بأعلى صوتها .. لاتتراجعوا، واثبتوا، وسننجب لكم الأولاد.
آخر يقول .. نصبر على الهدم والنسف والجوع والعري، ولا نصبر على الذل والهوان.
وآخر يقول: بيتي المهدم، لايساوي قطرة دم سالت.
الفلسطيني في فرح شديد .. ومن واجب الجار والعزيز، أن يشارك أخاه فرحته بما يملك ويستطيع.
ومن حسن الأدب، أن يؤجل المرء حزنه لفرح أخيه، ويخفيه عنه إن استطاع.
واحذر أن تغار منه أو تحقد عليه، فإن ذلك من سوء الطباع، التي لاتليق بالعدو، فكيف بالأخ المجروح في أرضه وأهله وولده ورزقه.