لم افهم لماذا كل هذا الاهتمام بكلمات الوفود المختلفة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فصاحب الليلة الوحيد كان هو الرئيس الأمريكى باراك حسين اوباما .
فهو الذى حدد الموضوع وجدول الأعمال وخطط العمل ثم قام بتوزيع الأدوار مثل مايسترو الاوركسترا الذى ما أن يرفع عصاه، الا و يتبارى الجميع على العزف على سيمفونيته.
أو على رأى من قال بأن، اوباما كان يغرد والجميع يعمل ريتويت
لقد كانت الجلسة رقم 69 جلسة أمريكية بامتياز، دارت كل الكلمات فى فلك الأجندة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب فى الشرق الاوسط الذى ابتلى بالتطرف الاسلامى.
فظهر المشهد وكأننا بصدد طابور طويل من قادة المنطقة، يحلفون اليمين أمام رئيس العالم، ليؤكدوا جميعا و بلا استثناء على دعمهم للحملة الأمريكية الحالية فى العراق وسوريا، بكل ادعائاتها و ذرائعها المضللة، مع إضافة بعض الرتوش الصغيرة فى كلماتهم وفقا لظروف هذا البلد او ذاك.
***
ليس من المعقول أو المقبول، أن يتصدر حديث داعش والتحالف الدولى والتطرف والارهاب العربى والاسلامى، كلمات كل رؤساء المنطقة، بدلا من أن يتصدر كلماتهم، العدوان الصهيونى الاخير على غزة الذى راح ضحيته اكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين منذ مذبحة صابرا وشاتيلا.
فالكلمات الجوفاء التى يرددها الرؤساء والملوك العرب فى كل مناسبة بلا أى روح او حماس او مصداقية من أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، وانه لا بديل عن دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، هذه الكلمات لم تعد تقنع أحدا، ناهيك على انها حتى ان صدقت، فانها لا تمثل الموقف الحقيقى للشعوب العربية.
حتى الرجل المغلوب على أمره، رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، حين قدم خطابا متواضعا، تجرأ فيه على إدانه العدوان، عنفته الخارجية الامريكية واعتبرته خطابا مهينا به كثير من المغالطات والاستفزازات،
***
الأمريكان يكذبون كالمعتاد:
وحين تناول أوباما الصراع العربى الصهيونى الذى يحلو لهم بتسميته النزاع الاسرائيلى الفلسطينى، فانه لم يستغرق من كلمته الطويلة أكثر من 30 ثانية، وثلاث جمل بالعدد، أكد خلالها بالطبع إدانته لإطلاق الصواريخ على الاسرائيليين الأبرياء، متجاهلا حجم الضحايا والشهداء الذين سقطوا جراء هذه الجريمة، ومبغبغا كالمعتاد ببضعة كلمات دبلوماسية عن ضرورة تسوية النزاع.
أما حين تناول الأزمة الأوكرانية التى احتلت جزءا كبيرا من خطابه، فوجدناه على العكس تماما، يتكلم وكأنه أحد زعماء الاستقلال الوطنى فى بلدان العالم الثالث!
فذكر جملا من عينة انه ليس من حق دول أن تعيد رسم حدود دول أخرى، وأن أمريكا تؤمن بان الشعوب الكبرى لا يجب ان تفرض ارادتها على الشعوب الصغرى، وان الحق فوق القوة، وانه لا يمكن فرق الارادة بالقوة، ويجب ان نقوم بتجميع اكبر عدد من الشعوب لدعم حق الشعوب فى تقرير مصيرها...الخ هذا الكلام الاجوف منزوع المصداقية.
وحين أراد التبرير لحملته فى العراق وسوريا، فلقد استفاض مرددا حزمة من الكليشيهات المكررة الشهيرة والمضللة مثل: لسنا فى حرب مع الاسلام. التطرف هو نكبة العالم الاسلامى. نحن ضد صدام الحضارات. يجب أن نقف ضد العنصرية والنبذ الدينى. اننا نرفض تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار. ندين الطائفية والصراع بين السنة والشيعة.
***
وكم كنت أتمنى أن يخرج من يفند له ادعائاته وذرائعه ومغالطاته مؤكدا على ان الأمريكان ليسوا فى حرب مع الاسلام فقط، بل هم فى حرب مع كل العالم، حرب سيطرة ونفوذ ونهب واستغلال على كل الشعوب والاوطان، حرب مع الاسلام والعروبة والوطنية والاستقلال والاشتراكية والتقدمية واى مبدأ أو قيمة انسانية تدعو الى التصدى لهم ومقاومتهم.
وانهم ضد صدام الحضارات بالفعل، لأنهم ليس لهم حضارة ولا دين ولا وطن ولا قيم، سوى صراع المصالح والطبقات والأموال والثروات والنفط والسلاح.
وانهم يتحدثون عن ان التطرف هو نكبة العالم الاسلامى، فى حين أنه لا يوجد فى العالم من هو اشد منهم تطرفا .
وانهم يرفضون تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار، فلماذا يقسموننا الى مؤمنين وكفار بمذاهبهم الاقتصادية وبمصالحهم الاستراتيجية، وبمشروعاتهم الامبريالية، وبتعليمات مؤسساتهم المالية.
وانهم يتصدون للعنصرية والنبذ الدينى، فلماذا لا يبدءون بالكيان الصهيونى العنصرى، الذى لم يكتف باقصاء وطرد وابادة الشعب الفلسطينى، ولكنه ينادى بيهودية دولة اسرائيل، فى ظاهرة هى الاولى من نوعها فى العالم.
وانهم يدينون الطائفية والصراع بين السنة والشيعة. ويا لهم من نصابون كبار، أليس هذا هو مشروعهم الذى يدعمونه هم والصهاينة منذ عقود طويلة، المشروع الذى تشهد عليه وثائقهم الرسمية، ومراكز ابحاثهم، ومحاضر جلسات الكونجرس، وعقود تسليحهم وحركة تمويلاتهم لكل من المحاور والميليشيات السنية والشيعية.
انهم السبب الرئيسى فى كل ما يجرى من مصائب وكوارث فى العالم العربى، بدءا من رعايتهم لهذا الكيان الشاذ المسمى باسرائيل ومرورا باحتلالهم للعراق وإسقاطهم لدولته، وهيمنتهم على الأنظمة والحكام العرب، وإفقارهم لشعوب المنطقة من خلال نزيف النهب والاستغلال الذى لم يتوقف منذ قرنين من الزمان.
كنا نود أن نسمع مثل هذه الردود، ولكن من الواضح اننا يجب ان ننتظر حتى ننال استقلالنا الحقيقي من دولة الخلافة الأمريكية.
*****
فهو الذى حدد الموضوع وجدول الأعمال وخطط العمل ثم قام بتوزيع الأدوار مثل مايسترو الاوركسترا الذى ما أن يرفع عصاه، الا و يتبارى الجميع على العزف على سيمفونيته.
أو على رأى من قال بأن، اوباما كان يغرد والجميع يعمل ريتويت
لقد كانت الجلسة رقم 69 جلسة أمريكية بامتياز، دارت كل الكلمات فى فلك الأجندة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب فى الشرق الاوسط الذى ابتلى بالتطرف الاسلامى.
فظهر المشهد وكأننا بصدد طابور طويل من قادة المنطقة، يحلفون اليمين أمام رئيس العالم، ليؤكدوا جميعا و بلا استثناء على دعمهم للحملة الأمريكية الحالية فى العراق وسوريا، بكل ادعائاتها و ذرائعها المضللة، مع إضافة بعض الرتوش الصغيرة فى كلماتهم وفقا لظروف هذا البلد او ذاك.
***
ليس من المعقول أو المقبول، أن يتصدر حديث داعش والتحالف الدولى والتطرف والارهاب العربى والاسلامى، كلمات كل رؤساء المنطقة، بدلا من أن يتصدر كلماتهم، العدوان الصهيونى الاخير على غزة الذى راح ضحيته اكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين منذ مذبحة صابرا وشاتيلا.
فالكلمات الجوفاء التى يرددها الرؤساء والملوك العرب فى كل مناسبة بلا أى روح او حماس او مصداقية من أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، وانه لا بديل عن دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، هذه الكلمات لم تعد تقنع أحدا، ناهيك على انها حتى ان صدقت، فانها لا تمثل الموقف الحقيقى للشعوب العربية.
حتى الرجل المغلوب على أمره، رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، حين قدم خطابا متواضعا، تجرأ فيه على إدانه العدوان، عنفته الخارجية الامريكية واعتبرته خطابا مهينا به كثير من المغالطات والاستفزازات،
***
الأمريكان يكذبون كالمعتاد:
وحين تناول أوباما الصراع العربى الصهيونى الذى يحلو لهم بتسميته النزاع الاسرائيلى الفلسطينى، فانه لم يستغرق من كلمته الطويلة أكثر من 30 ثانية، وثلاث جمل بالعدد، أكد خلالها بالطبع إدانته لإطلاق الصواريخ على الاسرائيليين الأبرياء، متجاهلا حجم الضحايا والشهداء الذين سقطوا جراء هذه الجريمة، ومبغبغا كالمعتاد ببضعة كلمات دبلوماسية عن ضرورة تسوية النزاع.
أما حين تناول الأزمة الأوكرانية التى احتلت جزءا كبيرا من خطابه، فوجدناه على العكس تماما، يتكلم وكأنه أحد زعماء الاستقلال الوطنى فى بلدان العالم الثالث!
فذكر جملا من عينة انه ليس من حق دول أن تعيد رسم حدود دول أخرى، وأن أمريكا تؤمن بان الشعوب الكبرى لا يجب ان تفرض ارادتها على الشعوب الصغرى، وان الحق فوق القوة، وانه لا يمكن فرق الارادة بالقوة، ويجب ان نقوم بتجميع اكبر عدد من الشعوب لدعم حق الشعوب فى تقرير مصيرها...الخ هذا الكلام الاجوف منزوع المصداقية.
وحين أراد التبرير لحملته فى العراق وسوريا، فلقد استفاض مرددا حزمة من الكليشيهات المكررة الشهيرة والمضللة مثل: لسنا فى حرب مع الاسلام. التطرف هو نكبة العالم الاسلامى. نحن ضد صدام الحضارات. يجب أن نقف ضد العنصرية والنبذ الدينى. اننا نرفض تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار. ندين الطائفية والصراع بين السنة والشيعة.
***
وكم كنت أتمنى أن يخرج من يفند له ادعائاته وذرائعه ومغالطاته مؤكدا على ان الأمريكان ليسوا فى حرب مع الاسلام فقط، بل هم فى حرب مع كل العالم، حرب سيطرة ونفوذ ونهب واستغلال على كل الشعوب والاوطان، حرب مع الاسلام والعروبة والوطنية والاستقلال والاشتراكية والتقدمية واى مبدأ أو قيمة انسانية تدعو الى التصدى لهم ومقاومتهم.
وانهم ضد صدام الحضارات بالفعل، لأنهم ليس لهم حضارة ولا دين ولا وطن ولا قيم، سوى صراع المصالح والطبقات والأموال والثروات والنفط والسلاح.
وانهم يتحدثون عن ان التطرف هو نكبة العالم الاسلامى، فى حين أنه لا يوجد فى العالم من هو اشد منهم تطرفا .
وانهم يرفضون تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار، فلماذا يقسموننا الى مؤمنين وكفار بمذاهبهم الاقتصادية وبمصالحهم الاستراتيجية، وبمشروعاتهم الامبريالية، وبتعليمات مؤسساتهم المالية.
وانهم يتصدون للعنصرية والنبذ الدينى، فلماذا لا يبدءون بالكيان الصهيونى العنصرى، الذى لم يكتف باقصاء وطرد وابادة الشعب الفلسطينى، ولكنه ينادى بيهودية دولة اسرائيل، فى ظاهرة هى الاولى من نوعها فى العالم.
وانهم يدينون الطائفية والصراع بين السنة والشيعة. ويا لهم من نصابون كبار، أليس هذا هو مشروعهم الذى يدعمونه هم والصهاينة منذ عقود طويلة، المشروع الذى تشهد عليه وثائقهم الرسمية، ومراكز ابحاثهم، ومحاضر جلسات الكونجرس، وعقود تسليحهم وحركة تمويلاتهم لكل من المحاور والميليشيات السنية والشيعية.
انهم السبب الرئيسى فى كل ما يجرى من مصائب وكوارث فى العالم العربى، بدءا من رعايتهم لهذا الكيان الشاذ المسمى باسرائيل ومرورا باحتلالهم للعراق وإسقاطهم لدولته، وهيمنتهم على الأنظمة والحكام العرب، وإفقارهم لشعوب المنطقة من خلال نزيف النهب والاستغلال الذى لم يتوقف منذ قرنين من الزمان.
كنا نود أن نسمع مثل هذه الردود، ولكن من الواضح اننا يجب ان ننتظر حتى ننال استقلالنا الحقيقي من دولة الخلافة الأمريكية.
*****