(1)
جِلْجامِشُ افْتَرَشَ المَبادِىءَ
تحت ظِلِّ الرُّوحِ ..
فارْتَعَدَ البَدِيلْ
جِلْجامِشُ انْتَظَرَ المَلاكَ..
مَلاكَهُ للنَّصْـرِِ: إِيلْ
جِلْجامِشُ امْتَشَـقَ الفِدَى..
قَهَرَ الرَّحِيلْ
عَيْناهُ نحو السَّـرْمَدِيَّةْ
وأَنا هُنا..
رَقَصَـتْ عُيونُ (المَرْكَزِيَّةِ)..
خَلْفَ باب الانْتِظار ِعلى دَمِي
رَقَصَتْ على بحر الدِّماءِ الفَتْحَوِيَّةْ
رَشَـفَتْ رَحيقَ تَألُّمي
وأَنا ظَمِي
سَـكِرَتْ على ضَـوْءِ المَواويل النَّدِيَّةِ..
خَرْبَشَـتْ أَغْبى بَيانْ
خَسِـرَتْ مُغازَلَة َالرِّهانْ
أَعْطَتْ لها (أُوركِسْـترا) الموت الأَمانْ
آخِيلُ ..
يا آخِيلُ .. يا آخِيلْ
المَوْتُ بالمَجَّانِ رائِجْ
دُونَهُ قَصْفُ اللَّواعِج ِفي دُروب المُسْتحيلْ
شـيطانُ آخِيل الدَّخيلْ
ظَلْماءُهُ لَفَّتْ غُـروب نِدائِها
أَخْفَتْ شُـحوبَ لِقائِها بِبَراقِعِ السُّـلِفانْ
(أُوركِسْترا) الموتِ الرَّخيصِ..
تَزِفُّ أَشْـباحَ اللُّصوصْ
(أُوركسترا) المَوتِ اسْـتَبَدَّتْ بالنُّصوصْ
شـيطانُ آخيل الحَرِيص على النُّكوص ِ..
على الرَّزِيَّةْ
أَغْرَى دُعاة ً للجُحودْ
تَتَوَسَّـلُ الماضِـي المُعَبَّأ في قََناني الهَتْكِ..
أَنْ يُخْفِي اللُّحودْ
لِتَبُوحَ أَنَّ أُصُـولَها حَيَّةْ!
لتبوحَ أَنَّ فُروعَها رَيَّةْ!
تَتَسَوَّلُ الخَبَرَ الزَّهيدْ
بِاسْمِ الجريح يُسابق الرِّيحَ العَنِيدَةْ
لِلَّهِ دَرُّ (المركزيَّةْ)..
تَتَوَسَّـدُ الحُلمَ المُشَنْشَـلَ بالوعودْ
باسْمِ الأَسِير السَّاكِنِ المَسْكون بالأَمَلِ المَديدْ
تُعْلي فُلولاً للصَّـدارَةِ
أَشْـعَلَتْ ثَلْجَ المَرارَةِ
عَمْلَقَتْ أَغْبَى العُقولْ
يَخْتال كالطاووس جَهْراً
عابِرٌ ..
ثَمِلٌ..
ذَلِيلْ
للهِ دَرُّ (المَرْكَزِيَّةِ)
أَلبَسَـتْ ثَوْبَ الجَسـارَةِ للذُُّيُولْ
ما هَمَّهم إِلاَّ المُثُولْ
إِلاَّ اكتِسـاب الرِّزْقِ والسَّـلْب النَّبيلْ!!
هَلاَّ عرفتم _ سـادتي _ السَّـلْب النَّبيلْ ؟
هو سِـرُّ عُرْفٍ في الغِوايَةِ
سِـرُّ حَتْفٍ في الجِنايَةِ
خَطَّهُ يوماً أَخيل
ما هَمَّهُم إِلاَّ العُقوقْ..
ما هَمَّهُم إِلاَّ الخُروق..
لِخَطْفِ مَوَّالِ القَضِيَّةِ
مِنْ على أَلْحانِ قارعة الحُقوقْ
أَوَّاهُ ... يا إِيلُ احْمِنا
جِلْجامِشُ اجْتاحَ العَنا
وعلى فَيافي جُرْحِنا
افْتَرَشَ المَبادِيءَ تحت ظِلِّ الصَّبرِ..
فارْتَعَدَ البَديلْ
* * *
(2)
جِلْجامِشُ اسْـتَلَّ الوَقائِعَ من مَشـارِق ِ غِمْدِهِ
رَقَصَـتْ نَوافِيرُ الوُصُـولْ
عَصَـرَ الثَّوابِتَ..
صَـبَّها في كَأْسِـهِ العَطْشَـى..
تَبَسَّـمَتْ العُقولْ
هَزَّ الشِّـعاراتِ الظَّليلة للفُروعْ
نَفَضَ البَياناتِ العَلِيلة..
غَرْبَلَ الأَحْداثَ ...
غَرَّدَت الجِروحُ لِنَبْضِ إِيقَاعِ الأُصُـولْ
صَـقَلَ المُعاناتِ الجَميلة..
شـَجَّرَ الآلامَ في كَرْمِ الطُّلوعْ
زَرَعَ الفَرَحْ
قَلْبٌ صَـدَحْ
إِيلُ احْتَفَى بِنَقائِهِ..
بِصَفائِهِ
لِيَصـِيدَ شَـيْطانَ الهَلاكِ
بلا شِـراكْ
شـيطانُ آخِيل الشَّـبَحْ
بَلَعَ الجِمارَ بِلا حِراكْ
إِيلُ اعْتلى بُرْجَ الرُّؤَى..
يَتَرَقَّبُ الآتي الجَليلْ
إِيلُ انْشَـرَحْ..
شِبْـلٌ تَبَسَّـمَ في الخليلْ
غَنَّى لأَنْكيدو المَلاكْ
غَنَّى لأَنْكيدو الشَّـهيدْ
غَنَّى لأَنكيدو الوَليدْ
غَنَّى لَهُ: روحي فِداكْ
غَنَّى له مَرْجُ بنُ عامِر والجَليلْ
غَنَّتْ له الأَطْيارُ..
والأَشْـجارُ..
والأَفْلاكْ
غَنَّتْ له حِطِّينُ لَحْنَ العامِرِيَّةْ
وعلى سَـنامِ (الفَنْطَزِيَّةْ)
هَدَمَتْ سُـعاةُ (المَرْكَزِيَّةِ)..
سَـمْتَ بُرْجَ المَرْجِعِيَّةِ..
بَعْدَ آلامِ المَخاضْ
صَـفَعَ السَّـوادُ قَفا البَياضْ
يا صـاحِ دَعْ عَنْكَ التَّسـاؤُلَ ..
عن مُحاباةٍ يَنُوءُ بِوَصْـفِها الشُّـعَراءُ..
في حَفْلِ (اللَّعَمْ)
يا صـاحِ دَعْ عَنْكَ التَّسـاؤُلَ..
عن مُجاراتٍ تَباهَتْ ..
بانْحِسـارِ (الَّلا) على سَـقْفِ (النَّعَمْ)
يا صاحِ دَعْ عَنْكَ التَّسـاؤُلَ...
عن مُداراتٍ تَمَاهَتْ بالأَسَـى..
فاغْرَوْرَقَتْ بالحُزْنِ أَفْئِدَةُ الحِياضْ
_أَوَّاهُ_
والْتَهَمَ الحِدادُ حَنينَ أَزهارِ الرِّياضْ...
للنَّحْلِ يَنْهَلُ ..
للخَلِيَّةْ
يا صـاحِ دَعْ عَنْكَ التَّسـاؤُلَ..
كُلُّ ما في الأَمْرِ غِيَّةْ
هُوَ ذا جُنونُ العَنْجَهِيَّةْ
يا صـاحِ دَعْ عَنْكَ التَّسـاؤُلَ...
للجِنايَةِ أَلْفُ شَـكْلٍ..
أَلْفُ نِيَّةْ
واحَسْـرَةَ الفَتْحِ الفَتِيَّةْ
من لَجْنَةٍ..
تَلْهُو على آمالِنا بِدُمَى التَّرَفْ
من لَجْنةٍ..
هَرِمَتْ بموتِ خُيولِها
آخِيلُ شَـهَّرَهُ الفَرَحْ
شَـيْطانُهُ زَرَعَ التَّرَحْ
شـيطانُهُ شَـلَحَ المُراوَغَة َ.. اعْتَرَفْ
إِيلُ اقْتَفى أَشـعارَهُ ..
تَسْـقِي بُذُورَ الانطِلاقَةِ بالعَراقَةْ
شيـطان آخِيل الوَقِحْ..
مَسَـكَ السِّـتارَةَ..
عَلَّهُ يُنْهِي فُصُـول الاسْـتِعارَةْ
إِيلُ المُنَى.. شَدَّ اللِّجامَ قُبَيْلَ أَمطارِ النِّهايَةْ
غَنَّى قُزَحْ
إِيلُ المُوَلَّهُ .. إِيلُنا
إِيلُ الجَنَى...بَطَلُ الرِّوايةْ
* * *
(3)
جِلْجامشُ التَحَفَ الرَّحيلْ
رَكِبَ المَخاطِرَ للوُصـولِ بِلا شِـراعْ
لشَـواطيءِ المُطْلَقْ
نُشِـرَتْ عيونٌ للخِداعْ
طَيْرُ الرَّدَى حَلَّقْ
غَضِـبَ اليَراعْ
جِسْـرُ المَدَى أَطْبَقْ
صُبَّـتْ كُؤُوسُ الغَدْرِ أَسْـكِرَتْ النُّفوسَ
تَرَنَّحَتْ لَيْلَى الطُّقُوسْ
شـيطان آخِيل الخَسِـيسْ
قَطَفَ الرُّؤُوسْ
آخِيلُ دَيْدَنُهُ مُضـاجَعَة الضَّـياع
شـيطانُهُ لَعَقَ الصَّـدَى
شـيطانه سَـرَقَ المَدَى
نَزَفَ الدِّعايةَ للعِدَى
جلْجامِشُ اقْتَحَمَ الصِّـراعَ مع الجِياعْ
سَـقَطَتْ ظِلالُ التُّوتِ فانتَزَعَ القِناعْ
شـاهَدْتُ أَنْكيدو أَذاعَ... وما أَطاعْ
شـاهدتُهُ عَلَّقْ:
هذا يُناوِرُ..
شُـغْلُهُ الشَّـاغِلُ أَرْقام المُذيعات الخَفِيَّةْ
يُدْلي لَهُنَّ بِسُـمِّ تَجْريح ٍ..
بِتَلْويح ٍ..
بِتَلْميح ٍ..
بِفِرْيَةْ
هذا يُباهِي أَنَّهُ يَخْتارُ زِيَّهْ
هذا تُؤَرِّقُهُ الفَضـائِيَّاتُ
تَعْلِفُهُ بِحَبِّ الشُّـهْرَةِ الفَتَّانِ
تَحْقُنُهُ بِنُونِ النَّرْجِسِـيَّةْ
شـيطانُ آخِيل الغَرُورْ
قَرَعَ الشُّـرورْ
جلْجامش اخْتَصَـرَ الطَّرِيق بلا جُسـورْ
جِلْجامش اعْتَصَـرَ الأُمُورْ
جِلْجَامِشُ اعْتَمَرَ الخَفايا ..
والأَماراتِ الذَّكِيَّةْ
واحَسْـرَةَ الفتْح الأَبيَّةِ
من عَذابات الشَّـهِيَّةْ
مَاتَتْ صُـقُور (المركزيَّةْ)
مَاتت وما تَرَكَتْ وَصِـيَّةْ
جلْجامش اسْتَسْـقَى ضُـحىً
صَلَّى... وصَلَّى لانْبِجاسِ الحَقِّ من دِيَمِ الحُضورْ
إيلُ ارْتَوَتْ مِنْهُ القَواعِدُ والثُّغورْ
* * *