رام الله- وطن للأنباء: تعلو إعلانات لعبة الأكشن المجانية "وحدة النمر" واجهات المواقع الإلكترونية التي يمكن أن تزورها على الشبكة المزودة بخدمة جوجل للإعلانات، ورغماً عن المحتوى العربي تبدو "وحدة النمر" مجرد لعبة إنترنت حربية للتسلية أو إضاعة الوقت.
ولكن شركة Kuma Games الأمريكية شكلت مراحل اللعبة ثلاثية الأبعاد بطبيعة الشرق الأوسط المليئة بالنزاعات العنيفة، وأقحمت دولاً عربية وجماعات حقيقية كشخصيات للعبتها، ونسجت قصة اللعبة بدقة، فمهام الوحدة نشأت من جامعة الدول العربية وفق فيديو ترويجي للعبة، مع إقتباس الأحداث الميدانية في المنطقة لإصدارات شهرية منها.
ستكون منحازاً فور دخولك لعالم "وحدة النمر" لرجال الوحدة الذين يحاربون "الإرهاب" فتارة ستكون من ضمن البعثة العسكرية التي ستحارب النظام السوري لتمنع حرباً كيميائية، ومرة ستكون مع القوات الخاصة المصرية لمهاجمة معسكر للإرهابين، أو ستمنع عملية إغتيال ملك السعودية خلال مبارة كرة قدم، وبالتأكيد ستواجه "حماس" في غزة مع القوات الخاصة الفلسطينية أكثر من مرة!.
ويتوفر خيار اللعب الجماعي أو الفردي للفرقة المشكلة من نخبة الجنود العرب، يرفعون أعلام بلدانهم على بدلاتهم العسكرية ويشاركون هذه البلاد في عملياتها الخاصة.
وتمعن اللعبة من خلال مقاطع الفيديو الدعائية لكل مرحلة على تشويه صورة خصوم "وحدة النمر" سواء كانوا جماعة إيرانية مسلحة في البحرين أو حركة "حماس" التي تبدو عدواً محورياً في اللعبة مع وسم صورة منتميها بالأفعال إجرامية ومساواتها بـ "داعش" التي يواجهها "النمور" هي الأخرى.
وتحظى صفحة اللعبة على موقع "فيسبوك" بأكثر من 400 ألف معجب بعد إنطلاقها في العام 2011، والتي لا يغفل القائمون عليها بنشر جديد اللعبة مع التمني بجمعة مباركة للمتابعين كل أسبوع!.
الشركة الأمريكية التي تقف خلف "وحدة النمر" وغيرها من الألعاب القتالية أثارت جدلاً عام 2011 لشبهات بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية CIA ووكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية التابعة للبنتاغون، وقبلها في العام 2006 قال مسؤولو الشركة لموقع مهتم بالمجال إن الشركة أبرمت عقداً مع الحكومة الأمريكية لتصميم لعبة لتدريب القوات العسكرية.
"وحدة النمر" ليست أولى ألعاب الفيديو المسيئة، إذ ظهرت المدن العربية كميادين للقتال أمام الجنود الأمريكيين في ألعاب إطلاق النار أكثر من مرة، فضلاُ عن مسلسلات الجاسوسية الأمريكية التي تسخر بعض حلقاتها للإطاحة بإرهابي عربي خطير.
(تقرير لـ خالد أبو الوفا)