واشنطن يا غرامي.. رسالة النسور في عيد الحبّ
Jo24 -
تامر خرمه- في عيد الحبّ، يمكنك أن تحلم بليلة رومانسية في شوارع باريس، تتجوّل في خيالك بالحيّ اللاتيني، وتعرّج قليلا على 'المولان روج'. وقد يستهويك ركوب 'السين' طوال الليل، قبل أن تعود منتشيا إلى 'سانت ميشيل'.. جميل هو الحلم.. أليس كذلك ؟!
دعني اذكّرك بكيفيّة قضاء عيد الحب في بلاد العرب أوطاني.. دوما الدمشقيّة تغرق في الدماء، بغداد تحتفل بانتهاء حظر التجوّل بمزيد من التفجيرات الانتحاريّة، غزّة تغرق في ظلام الحصار، وبيروت ترتعش مستعيدة ذكريات حربها الأهليّة !
أمّا في العاصمة الأردنيّة عمّان، فالمشهد مختلف بعض الشيء.. فلا نحن كالعواصم الأوروبيّة ولا نعاني ما يعانيه أشقّاؤنا العرب..
في الأردن نستقبل عيد الحبّ بـ 'التسحيج' للغرب، كيف لا وهو 'العالم المتحضّر' ونحن العرب 'ملعونين الحرسي'، وفقا لما يراه المسؤول الأردني !!
الاحتفال الرسمي الأردني بـ 'عشق' واشنطن، عبّر عنه رئيس الوزراء بكلّ 'حبّ' للعم سام، وبكلّ كره لـ 'أولاد الجيران'، حيث ردّ دولته سبب إقدام أحد العنصريّين على قتل ثلاثة مسلمين في تشابل هيل الاميركية إلى 'الأفعال القبيحة التي يعملها المتطرفون والمجرمون في بلادنا'، على حدّ تعبيره !
يعني 'الحقّ علينا'.. طبعا فالعنصريّة الاميركيّة وحضارتها التي قامت على جماجم السكّان الأصليّين، 'إحنا' سببها، واستمرار الفكر الايديولوجي لأصحاب نظريّة 'تفوّق الرقاب الحمراء' نحن من صدّره، ومحارق الـ 'كي كي كي' سببها 'التطرّف' العربي، وقتل رجل برصاص الشرطة الأميركيّة فقط بسبب لون بشرته، مردّه 'نحن'.. أليس كذلك؟!
يا أخي نعرف أن هنالك متطرّفون وإرهابيّون في بلادنا، رغم أن غالبيّتهم مستوردون، ولكن هل يلغي ذلك وجود الإرهاب والتطرّف في بلاد 'اليانكيز' ؟ ألس ما يحصل اليوم في سوريّة والعراق نتيجة هذا الإرهاب الاميركي ؟ أوليست واشنطن وأخواتها هي من يموّل الإرهاب الصهيوني العنصريّ ؟!
عندما وقع الهجوم المسلّح على مجلّة 'تشارلي ايبدو' الهزليّة، توافد زعماء العالم للتضامن مع رسّامي هذه المجلّة، ولكن عندما يقتل ثلاثة عرب بدم بارد، يسعى رئيس الوزراء الأردني الجهبذ إلى تحميل المنطقة العربيّة مسؤوليّة هذه الجريمة.
يا رجل من كان يؤمن بقداسة الدم فليقل خيرا أو ليصمت.. كان الأجدى برئيس الحكومة أن يتحمّل مسؤوليّته نظرا لكون اثنتين من الضحايا أردنيّتيّ الجنسيّة، فدم هؤلاء الضحايا لا يقلّ في حرمته عن دم الطيّار معاذ الكساسبة.. أم هل يصبح الدم ماء عندما يكون القاتل أحمر الرقبة ؟!!
رسالتك الغزليّة لواشنطن تجاوزت كلّ مازوشيّة يمكن تخيّلها يا رئيس الوزراء، ليس هذا عشقا مباحا، بل هو إنكار وجلد للذات، على قربان إرضاء ساديّة من خلق الإرهاب وصدّره لكلّ العالم. الكلّ يعلم كم تنحاز ضدّ ناسك يا رجل، ولكن لم يكن من المتخيّل أن يصل انحيازك إلى هذه الدرجة (...)
Jo24 -
تامر خرمه- في عيد الحبّ، يمكنك أن تحلم بليلة رومانسية في شوارع باريس، تتجوّل في خيالك بالحيّ اللاتيني، وتعرّج قليلا على 'المولان روج'. وقد يستهويك ركوب 'السين' طوال الليل، قبل أن تعود منتشيا إلى 'سانت ميشيل'.. جميل هو الحلم.. أليس كذلك ؟!
دعني اذكّرك بكيفيّة قضاء عيد الحب في بلاد العرب أوطاني.. دوما الدمشقيّة تغرق في الدماء، بغداد تحتفل بانتهاء حظر التجوّل بمزيد من التفجيرات الانتحاريّة، غزّة تغرق في ظلام الحصار، وبيروت ترتعش مستعيدة ذكريات حربها الأهليّة !
أمّا في العاصمة الأردنيّة عمّان، فالمشهد مختلف بعض الشيء.. فلا نحن كالعواصم الأوروبيّة ولا نعاني ما يعانيه أشقّاؤنا العرب..
في الأردن نستقبل عيد الحبّ بـ 'التسحيج' للغرب، كيف لا وهو 'العالم المتحضّر' ونحن العرب 'ملعونين الحرسي'، وفقا لما يراه المسؤول الأردني !!
الاحتفال الرسمي الأردني بـ 'عشق' واشنطن، عبّر عنه رئيس الوزراء بكلّ 'حبّ' للعم سام، وبكلّ كره لـ 'أولاد الجيران'، حيث ردّ دولته سبب إقدام أحد العنصريّين على قتل ثلاثة مسلمين في تشابل هيل الاميركية إلى 'الأفعال القبيحة التي يعملها المتطرفون والمجرمون في بلادنا'، على حدّ تعبيره !
يعني 'الحقّ علينا'.. طبعا فالعنصريّة الاميركيّة وحضارتها التي قامت على جماجم السكّان الأصليّين، 'إحنا' سببها، واستمرار الفكر الايديولوجي لأصحاب نظريّة 'تفوّق الرقاب الحمراء' نحن من صدّره، ومحارق الـ 'كي كي كي' سببها 'التطرّف' العربي، وقتل رجل برصاص الشرطة الأميركيّة فقط بسبب لون بشرته، مردّه 'نحن'.. أليس كذلك؟!
يا أخي نعرف أن هنالك متطرّفون وإرهابيّون في بلادنا، رغم أن غالبيّتهم مستوردون، ولكن هل يلغي ذلك وجود الإرهاب والتطرّف في بلاد 'اليانكيز' ؟ ألس ما يحصل اليوم في سوريّة والعراق نتيجة هذا الإرهاب الاميركي ؟ أوليست واشنطن وأخواتها هي من يموّل الإرهاب الصهيوني العنصريّ ؟!
عندما وقع الهجوم المسلّح على مجلّة 'تشارلي ايبدو' الهزليّة، توافد زعماء العالم للتضامن مع رسّامي هذه المجلّة، ولكن عندما يقتل ثلاثة عرب بدم بارد، يسعى رئيس الوزراء الأردني الجهبذ إلى تحميل المنطقة العربيّة مسؤوليّة هذه الجريمة.
يا رجل من كان يؤمن بقداسة الدم فليقل خيرا أو ليصمت.. كان الأجدى برئيس الحكومة أن يتحمّل مسؤوليّته نظرا لكون اثنتين من الضحايا أردنيّتيّ الجنسيّة، فدم هؤلاء الضحايا لا يقلّ في حرمته عن دم الطيّار معاذ الكساسبة.. أم هل يصبح الدم ماء عندما يكون القاتل أحمر الرقبة ؟!!
رسالتك الغزليّة لواشنطن تجاوزت كلّ مازوشيّة يمكن تخيّلها يا رئيس الوزراء، ليس هذا عشقا مباحا، بل هو إنكار وجلد للذات، على قربان إرضاء ساديّة من خلق الإرهاب وصدّره لكلّ العالم. الكلّ يعلم كم تنحاز ضدّ ناسك يا رجل، ولكن لم يكن من المتخيّل أن يصل انحيازك إلى هذه الدرجة (...)